اختبار بسيط لمدة 10 ثوانٍ يكشف حالة صحتك وطول عمرك
نظرةٌ عميقةٌ حول صحتك وطول عمرك، وكيف يرتبط ذلك بشكل مباشر بفرصك في تحقيق النجاح في عالم الأعمال
عند التَّمعُّن، نجد أنَّ النَّجاحَ الذي يُحقِّق على نحوٍ فوريٍّ هو في الحقيقة نادر الوقوع، خصوصاً في عالم الأعمال، حيث يكمنُ النَّجاح، في معظم الأحيان، خلف سنواتٍ من الجهود المتواصلة والمتَّسقة، إذ إنّ بناء فريق عملٍ متميِّزٍ يتطلَّب وقتاً، وكسب ولاء العملاء على المدى الطَّويل يتطلَّب وقتاً، وتكوين العلاقات الصَّحيحة والعناية بها يتطلَّب وقتاً. [1]
في الأعمال التِّجارية، يعدُّ الطَّول العمري عاملاً حاسماً، حتَّى أنَّ وارن بافيت يعدَّه سلاحه السِّريّ، إذ يروّج لمزايا الحياة الطَّويلة ومعدَّل العائد العاليِّ ليس فقط على الأموال، بل كذلك على الجهد والعمل الشَّاق.
كما يعدُّ العيش لفترةٍ طويلةٍ عاملاً مهمَّاً عند الشُّروع في تأسيس مشروعٍ تجاريٍّ، وتُظهر الدِّراسات أنَّ مؤسِّسي الشَّركات النَّاشئة الَّذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، يملكون فرصة ثلاثة أضعافٍ لتأسيس شركةٍ ناجحةٍ مقارنةً بأولئك الَّذين تبلغ أعمارهم 30 عاماً، وقرابة ضعف الفرصةِ لأن يصبحوا من بين النَّسبة المئويَّة الـ99 من جميع الشَّركات من حيث النَّجاح.
باختصار، كلَّما زادت -مدَّة حياتك، وبالأهميَّة نفسها، مدَّة صحتك- زادت احتمالات نجاحك في أيّ مجالٍ تختاره، ومع ذلك، كيف يمكنك معرفة إذا ما كنت تواجه خطر الوفاة المبكِّرة؟ إليك اختباراً بسيطاً فيما يلي.
لكن، قبل خوض الاختبار، يجدر بك الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الاختبارَ يقدِّم لك دلالةً وليس دليلاً قاطعاً، واجتياز هذا الاختبار أو أيُّ اختبارٍ آخر لا يضمن بأيِّ حالٍ من الأحوال تقليل خطر الموت. ويمكنني التَّحدُّث من تجربةٍ شخصيَّةٍ، فقد كنت في حالةٍ بدنيَّةٍ ممتازةٍ من حيث اللَّياقة القلبيَّة ومع ذلك تعرضت لأزمةٍ قلبيَّةٍ، (من جهةٍ أخرى، يمكن القول -كما زعم طبيب القلب الخاصِّ بي- أنَّ النَّتائج كان من الممكن أن تكونَ أسوأ بكثيرٍ لولا كوني في حالة لياقةٍ جيدةٍ).
إذاً اجتياز أو عدم اجتياز الاختبار؟ لا يعدُّ ضماناً على الإطلاق، لكنَّ الاختبار قد يقدِّم مؤشِّراً، خصوصاً إذا دلَّ على أنَّك بحاجةٍ إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للياقتكَ البدنيَّة وصحّتك بشكلٍ عامٍّ.
اختبار العشر ثوانٍ
الاختبار بسيطٌ للغاية: ارفع ساقكَ حتَّى تصبحَ فخذكَ موازيةً للأرض، ثم حاول الحفاظ على توازنكَ على قدمٍ واحدةٍ لمدَّة عشر ثوانٍ.
وفقاً لدراسةٍ نُشرت خلال العام الماضي في المجلة البريطانيَّة للطِّب الرِّياضيّ، الأشخاص الَّذين تجاوزوا عمر الخمسين، ولم يتمكَّنوا من اجتياز اختبار العشر ثوانٍ كانوا أكثر عرضةً لخطر الموت (من أيِّ سبب) خلال العشر سنواتٍ التَّالية، ومرَّةً أخرى، نتحدَّث هنا عن ارتباطٍ وليس سببيَّة، والقدرة على القيام بذلك لا تعني بالضَّرورة أنَّك لن تواجهَ مخاطراً.
وعلى الرَّغم من أنَّ الدِّراسةَ تناولت الأشخاص الَّذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، يظلُّ الاختبار ذو صلةٍ عامَّةٍ، إذا كنت في الـ35 من عمركَ ولا تستطيع الحفاظ على توازنك على قدمٍ واحدةٍ لمدَّة عشر ثوانٍ؛ فمن غير المرجَّح أن تصبحَ فجأةً قادراً على ذلك عندما تبلغ الـ50.
ذلك لأنَّ التَّوازن وقوَّة العضلات يمثلان عوامل رئيسيَّةً في الحالة الصِّحِّيَّة العامَّة، واختبار العشر ثوانٍ يعدُّ مؤشِّراً معقولاً على مستوى النَّشاط واللَّياقة البدنيَّة العامَّة. وإذا كنت تفتقرُ إلى القوَّة، فإنَّ الاختبار سيكون أصعب، وإذا كنت تفتقر إلى التَّوازن، فإنَّ الاختبار سيكون أصعب،(وإذا كنت تفتقر إلى المرونة أو كنت تعاني من زيادةٍ في الوزن، فإنَّ الاختبار سيكون أصعب، كلُّ هذه العوامل تشير إلى مخاطر أعلى للموت.
إذا وجدت صعوبةً في اجتياز اختبار العشر ثوانٍ، فلا داعي للقلق، القيام ببعض تمارين الوزن الذَّاتي مرتين أو ثلاث مراتٍ أسبوعيَّاً سيحدثُ فارقاً كبيراً،وتمارين القرفصاء المنفصلة، وتمارين الخطو، وتمارين اللَّونج، كلُّها تمارينٌ لا تحتاج إلى معدَّاتٍ ويمكن أداؤها في أيِّ مكانٍ.
فكِّر أيضاً في زيادة ممارسة المشي، ستتحسَّن لياقتك وتوازنك، وتشير دراسةٌ واحدةٌ على الأقلِّ إلى وجود صلةٍ بين اللَّياقة البدنيَّة وتحسين الذَّاكرة والقدرة على التَّفكير والحدِّة الذِّهنيَّة والحكم.
شاهد أيضاً: الوصفة السحرية للحفاظ على شباب عقلك أثناء تقدّمك في العمر
جميع هذه الخصائص لا تعزِّز فقط طول العمر ومدَّة الصِّحَّة، بل تسهمُ كذلك في النَّجاح في مجال الأعمال التِّجاريَّة؛ فلمَ لا تستفيد مرتين؟ فتحسينُ لياقتكَ البدنيَّة لا يزيد من فرصكَ في العيش لفترةٍ أطول فحسب، بل قد يعزُّز أيضاً فرصكَ في تحقيق النَّجاح في عالم الأعمال.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.