اسأل نفسك السؤال الذي طرحه Warren Buffett وغيّر حياة طالبة
من يدري، قد تتغيّر حياتك أنت أيضاً!
هل تطمحُ في الحصولِ على قصّةٍ لا تُنسَ من أيامِّ الكليّةِ أو الدّراساتِ العُليا، قصّةٌ ترويها بعد سنواتٍ من الآن؟ ابحث عن فرصةٍ لمقابلةِ وارن بافيت، واطرح عليه سؤالاً، ثم افتح جهاز التّسجيل:
- في عام 2013م، وجّهَ طالبٌ من جامعةِ ماريلاند في برنامجِ الماجستير في إدارةِ الأعمالِ سؤالاً لبافيت حول كيفيّةِ تكوينه لآرائه السّياسيةِ. فأجابَ بأنّ ذلك جاءَ إلى حدٍّ كبيرٍ من إدراكه لحجمِ النّجاحِ الذي حقّقهُ في الحياةِ، لأنّهُ "فازَ بيانصيب المبيضِ" بولادته في الولاياتِ المتّحدةِ في الوقتِ الذي وُلد فيه.
- في عامِ 2018م، نصحَ طالبةً طلبت منهُ أفضلَ نصيحةٍ للذين في بدايةِ حياتهمُ المهنيّةِ: "الأمرُ بسيطٌ للغايةِ، استثمر في نفسك. إحدى الطّرق السّهلةِ لتصبح تُساوي 50٪ أكثرَ ممّا أنت عليه الآن هي تحسينُ مهاراتك في التّواصلِ".
- وعندما دعا بافيت مجموعةً من حوالي 60 طالباً في برنامجِ الماجستير في إدارةِ الأعمالِ من جامعة إيموري للقاءِ به في "Nebraska Furniture Mart" (إحدى شركاتِ Berkshire Hathaway)، قال لإحدى الطّالباتِ إنّ عليها أن تتعلّمَ التّفكيرَ بشكلٍ أكبر من مجرّدِ العملِ لصالحِ شركةِ شخصٍ آخر. "بدلاً من مُجرّدِ الطّموح لتكوني المديرةَ الماليّةَ لشركةِ BMW، ومن القليلِ الذي أعرفهُ عنك، لماذا لا تطمحين لامتلاكِ BMW؟" هذا ما قالهُ بافيت للطّالبةِ لولا بانجو، التي حضرت البرنامجَ من 2009 إلى 2011، وفقاً لما ذكرتهُ في تقريرٍ نُشر على "Markets Insider".
"لم يخطر ببالي هذا الفكرُ من قبلُ. الإيموجي الذي يُظهرُ الدّهشةَ، هذا كان حرفيّاً أنا"، هكذا قالت بانجو. "كانت تلك واحدةً من أكثرِ الأشياءِ تأثيراً قيلت لي على الإطلاقِ".
تقولُ بانجو: إنّ بافيت أصبحَ مرشداً لها بعد الاجتماعِ، حيثُ تخرّجت وأطلقت في نهايةِ المطافِ "Silver & Riley"، والتي وُصفت بأنّها "علامةٌ تجاريةٌ للأزياءِ بملايينِ الدّولاراتِ" تختصُّ في "حقائبِ السّفرِ الأنيقةِ لرجالِ الأعمالِ".
شاهد أيضاً: بـ 11 كلمة فقط، كشف Tim Cook عن النصيحة التجارية الأثمن لهذا العام
تواصلتُ مع بانجو لأحصلَ على تعليقٍ منها عبر LinkedIn، ولكن لم يأتني ردٌّ. في المقالِ، ذكرت أنّها تعتقدُ أنّها لن ترغبَ أبداً في بيعِ شركتها، إلّا إذا كان بافيت نفسهُ (وأفترضُ أنّ شركةَ Berkshire Hathaway) هو المشتري المُهتمُّ.
انظر، أعلمُ أنّ النّاسَ يميلون إلى منحِ قيمةٍ كبيرةٍ لنصائحِ مليارديرٍ وقائدِ أعمالٍ واستثمارٍ طويلِ الأمدِ مثل بافيت. إلى جانبِ تجربةِ لقاءِ الأبطالِ (وكان بافيت بالتّأكيد أحد أبطال بانجو قبل لقائهِ)، وهناك أيضاً الافتراضُ بأنّ الارتباطَ يعني السّببيةَ.
بمعنىً آخر: هو ناجحٌ للغايةِ، وينصحُ بفعلِ X، فإذا فعلت X ربما أصبحُ ناجحاً للغايةِ أيضاً. أحياناً، ينجحُ هذا؛ في هذه الحالةِ، نصيحته كانت أن تطمحَ للمزيدِ وأجدت نفعاً.
أعني، ربّما يتطلّبُ الأمرُ نفسَ الجهدِ والموهبةِ والحظِّ، لتصبح المديرَ الماليّ لشركةٍ ضمنَ قائمة Global 500 مثل BMW كما يتطلّبُ لقيادةٍ واحدةٍ، أو بدءِ شركةٍ ناجحةٍ أخرى، أليس كذلك؟ في الواقعِ، ربّما يحتاج أكثرَ من ذلك.
دعونا نختتمُ هذه المقالة بنصيحةٍ أخرى جيّدةٍ من بافيت لطالبٍ؛ هذه القصّةُ من تيم فيريس، الذي حضرَ اجتماعَ المساهمين السّنويّ لشركةِ Berkshire Hathaway بعد فترةٍ وجيزةٍ من نشرِ كتابهِ الأوّلِ "The Four Hour Work Week" وتمكّن من طرحِ سؤالٍ عامٍّ. سألَ بافيت وتشارلي مونجر: كيف يقترحان استثمارَ مليون دولارٍ، إذا كانوا يمتلكونهُ، وكانوا في سنّ الثّلاثين. فنصحَ بافيت:"ربّما كنتُ سأضعُها جميعاً في صندوقِ مؤشرٍ بتكلفةٍ منخفضةٍ للغايةِ"، "ثمّ أنسى الأمرَ وأعودُ للعملِ"، تابع نصيحتهُ.