استخدم خدعة هيمنغواي لتعزيز إنتاجيتك في الصباح
قبل ثمانية وثمانين عامًا، كشف الكاتب المشهور عن كيفية التغلب على صعوبة البدء في المهام الشاقة.
تتوفّر الكثير من النّصائح حول كيفية تصميم روتينٍ صباحيٍّ فعّال. لكن، ما هو أصعب من ذلك؟ النصائح حول كيفية التزامِك بخطتِك.
إذا كنت ترغب في تعزيز إنتاجيتك في الصّباح، فما ينقصك عادةً ليس معرفة ما تحتاج إلى القيام به. إنّها معرفة كيفية تحفيز نفسك للقيام به. ذكّرتني مقالةٌ حديثة على موقعٍ شقيق لـInc.com، هو Fast Company، بأنّني في الواقع أعرف خدعةً رائعةً تجعل الانغمار في العمل في الصّباح أسهلَ بكثيرٍ لرّواد الأعمال. تعود هذه الخدعة إلى مصدرٍ غير متوقع - الكاتب المشهور إرنست هيمنغواي.
دروس غير متوقعة من درجة الماجستير في الفنون الجميلة
قبل سنواتٍ عديدة، كنت طالبًا حازمًا أسعى للحصول على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية. أكبر درسٍ تعلّمته من تلك التجربة هو أنّني لم أكن أملك القدرة على أن أكون كاتبًا أدبيًا. لكنني تعلّمت أيضًا مهاراتٍ قيّمة -من كيفية تلّقي التعليقات السلبية بتمعّن، إلى كيفية عمل هيكل السرد الكلاسيكي- كما واكتسبت معرفةً واسعة ًبنصائح الكتّاب المشهورين للكتّاب الشبان.
هناك العديد من الرفوف المملوءة بالدّلائل والمذكّرات التي تسير على هذا النحو، نسيت محتوياتها تمامًا. لكن بعدها قرأت مقتطفًا من الكتاب الجديد "Time Wise" لعالمة النّفس الّتنظيمي أمانثا إمبر على موقع Fast Company. تتناول إمبر فيه استراتيجياتٍ استخدمها عددٌ من الخبراء لمساعدتهم على البدء في الصباح، بما في ذلك هذه النصيحة من الأكاديمية في جامعة أكسفورد راشيل بوتسمان:
"خدعة سهلة جدًا تعلمتها هي: إذا كنت في حالة تدفق إبداعي في اليوم السابق، فلا تنهِ الفقرة التي تعمل عليها بالكامل. بدلاً من ذلك، اتركها نصف مكتملة، واحتفظ بالجملة التالية لتكتبها في اليوم التالي. هذا الأسلوب يسهّل عليك استئناف العمل بسلاسة. الأيام التي تنهي فيها مهمة وتبدأ مهمة جديدة تكون أكثر تحديّاً، لأنك في هذه الحالة تحتاج لبدء العمل من الصفر".
فكرت: "همم، لقد سمعت ذلك في مكان ما من قبل".
أفضل نصيحة للإنتاجية من إرنست هيمنغواي
قد يكون إرنست هيمنغواي مشهورًا بشربه البطولي ومغامراته الرّجولية وساعاته الطويلة في الكافيهات الباريسية، إلّا أنّه على الرغم من أسلوب حياته البوهيمي التّقليدي، كان أيضًا منتجًا للغاية. أنتج ما لا يقل عن 16 كتابًا وفاز بجائزة نوبل. وفي مقابلةٍ عام 1935 مع مجلة Esquire، كشف عن أحد أسرار إنتاجيته الرائعة.
"الطريقة الأفضل هي دائمًا التوقف عندما تكون في حالة جيدة وعندما تعرف ما سيحدث بعد ذلك. إذا فعلت ذلك كل يوم أثناء كتابتك لرواية،فلن تواجه عرقلة أبدًا"، كشف هيمنغواي هذا، مشجعًا الكتاب الآخرين على تجربة طريقته في التوقف عندما يكون لديك الكثير من الزخم.
كانت هذه النصيحة أسطورية عندما كنت أدرس للحصول على درجة الماجستير، وجربتها بنفسي عندما كنت أجد صعوبة في إنهاء قصة. لم تكن خدعة هيمنغواي دائمًا قادرةً على التغلب على وعيي الذاتي وقلة مهارتي، لكنها بالتأكيد ساعدت. ومنذ ذلك الحين، غابت تمامًا عن ذهني. مقالة إمبر لم تذكّرني بالنصيحة فحسب، بل حفّزتني أيضًا على التفكير في إمكانية تطبيق هذه النصيحة على معظم مجالات العمل الفكري، إن لم يكن جميعها.
لست الوحيد الذي أُعجب بنصيحة هيمنغواي. بل أجرى علماء عدّة أبحاثًا موثقة لقياس مدى نجاعتها. وقد أظهرت النتائج، على الأقل حسب ما نشر في مقال بـ BBC Worklife، تأثيرًا إيجابيًا عمومًا. هذا يُوضّح لماذا يُجمع العديد من الخبراء في مجالات الأعمال والأدب على فائدة إنهاء اليوم وأنت في منتصف مهمةٍ ما. هذا الأسلوب يُزيل إحدى أكبر العقبات التي تواجه الإنتاجية في اليوم التالي، حيث يُمكنك البدء فورًا دون تردد، مما يُسهّل عملية العودة إلى النشاط العملي.
لذا، عندما تجد نفسك في حالة إنتاجية عالية قبيل نهاية اليوم، تذكّر نصيحة هيمنغواي وفكر في إغلاق الحاسب قبل استنفاد طاقتك وأفكارك (هناك العديد من الطرق الأخرى لقضاء تلك اللحظات الأخيرة من يوم عملك). قد يبدو هذا غير طبيعيٍ في البداية، لكن بالاحتفاظ ببعض الزخم، ستجعل عملية العودة للنشاط في اليوم التالي أسهل بكثير.