إدارة الفرق الهجينة: كيف تنجح في بيئة عملٍ متعدّدة المواقع؟
نصائح لقيادةٍ فعالة من قادة منصّة "سلاك" لتحقيق التناغم والإنتاجية في العمل عن بُعد والمكتب
يتطلّب نجاح قيادة الأعمال في الوقت الحاضر القدرة على التّعامل مع الدّيناميكيّات المعقّدة الّتي تصاحب العمل الهجين. فقد بات من الصّعب الحفاظ على تناغم الموظّفين، سواءً كانوا يعملون عن بعدٍ، أو في المكتب. ولتقديم توجيهاتٍ حول كيفيّة تعزيز التّعاون في بيئة العمل هذه، أجرينا مقابلةً مع أوليفيا جريس، المديرة الأولى لإدارة المنتجات في منصّة "سلاك" (Slack)، الّتي تهدف إلى تحسين الاتّصال في مكان العمل الحديث. تؤكّد جريس أنّ قادة الفرق قد يشعرون بالقلق من عدم قدرتهم على متابعة ما يفعله الموظّفون في غيابهم الفيزيائي عن المكتب. إلّا أنّها تنصحهم بتغيير هذا النّهج والتّركيز على النّتائج النّهائيّة بدلاً من متابعة الحضور اليوميّ أو تسجيل ساعات العمل بدقّةٍ. وبهذا، يتحمّل المدير مسؤوليّة التّقييم بناءً على المخرجات المحقّقة، معتبرةً أنّ كفاءة الفريق تعود إلى القيادة وليس الموظّفين.
ومن جهةٍ أخرى، في بيئة العمل عبر "سلاك"، تستخدم الفرق القنوات المخصّصة للمشروعات، في حين يفضّل تجنّب الاعتماد المفرط على الرّسائل المباشرة. وتشير جريس إلى أنّ هذه الرّسائل قد تسهّل الاتّصالات الفرديّة، وتساعد أحياناً في توليد أفكارٍ إبداعيّةٍ، ولكنّها تحذّر من أنّ عدم توثيق هذه المحادثات قد يؤدّي إلى سوء الفهم والارتباك بين أعضاء الفريق الآخرين غير المشاركين فيها. لذا، يجب أن تكون كلّ المحادثات المهمّة في مكانٍ مركزيٍّ يسهل الوصول إليه.
كما تدعو جريس القادة إلى الاستفادة من التّكنولوجيا الحديثة، خاصّةً الذّكاء الاصطناعيّ، لتوثيق الاجتماعات وتسجيلها بشكلٍ دائمٍ. فاعتماد هذه الوسيلة يضمن ألّا يفوت أيّ عضوٍ في الفريق، سواءً كان يعمل عن بعدٍ، أو في المكتب، أيّ تفاصيل هامّةٍ. وتؤكّد جريس أنّ تسجيل المحادثات يمكن أن يسهّل تلخيص النّقاط الرّئيسيّة ومشاركة المعلومات بشكلٍ فعّالٍ مع الجميع.
ومن المهمّ أيضاً، بحسب ما ذكرته جريس، أن يسمح للموظّفين بالتّعبير عن شخصيّاتهم بطرقٍ بسيطةٍ وغير رسميّةٍ. وفي منصّة "سلاك"، يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام "الرّموز التّعبيريّة" (emojis)، بل ويمكن للمستخدمين أيضاً إنشاء رموزهم الخاصّة. حيث ساهمت هذه الوسيلة في تسهيل التّواصل وتعزيز الرّوابط بين أعضاء الفريق، ما جعل التّفاعل اليوميّ أكثر حيويّةً ومرونةً.
وعند عقد اجتماعاتٍ تجمع بين موظّفين في المكتب وآخرين عن بعدٍ، من المهمّ خلق شعورٍ بالتّساوي بينهم. وفي هذا السياق، توصي جريس بفتح الحاسوب المحمول خلال الاجتماعات الحيّة مع إظهار وجهك على الكاميرا، ما يعزّز من تجربة الموظّفين عن بعدٍ، ويجعلهم يشعرون بأنّهم مشاركون فعليّون في النّقاش. وبهذه الطّريقة، يمكن للجميع قراءة لغة الجسد وفهم الرّسائل غير اللّفظيّة الّتي تتمّ تبادلها في الاجتماعات.
عموماً، أصبح بناء ثقافةٍ مؤسّسيّةٍ قويّةٍ، جزءاً لا يتجزّأ من نجاح الشّركات في العصر الرّقميّ. وكما ذكر مؤسّس شركة "أوي ذا بيبول" (OUI the People)، فإنّ التّركيز على المجتمع أساسيٌّ لتقوية العلاقات بين الشّركة والعملاء والموظّفين على حدٍّ سواءٍ. لا يتعلّق الأمر فقط بتقنيّات الاتّصال الحديثة، بل بكيفيّة استخدامها لبناء بيئة عملٍ تحفّز الابتكار والتّعاون.