أفضل استراتيجيات لإدارة الأعمال في الأوقات الاقتصادية الصعبة
تعلّم كيفية إعادة التفكير في الميزانية والمبادرات لضمان استدامة الأعمال، مهما اختلفت الظروف في الأسواق المُستهدفة
يُمكن أن يكونَ من الصَّعب تقييم الوضع الاقتصاديِّ الحاليِّ، وغالباً ما تكون الأخبار متضاربةً، ومع ذلك، يُمكنني أن أُشارككم بأنَّ العديدَ من الشَّركات الَّتي أتعاملُ معها بدأت بتقليص نفقاتها تحسُّباً لأوقاتٍ أكثر صعوبةً في المستقبلِ. [1]
من السَّهل إدارة الأعمال عندما يكون السُّوق مزدهراً ويُعزِّز النُّموَّ، ولكن إذا كُنت تديرُ عملاً لفترةٍ طويلةٍ، ستدركُ أنَّ فترات النُّموِّ تتبِعُها دوراتُ هبوطٍ، وهذا يُمكن أن يسبِّبَ مشكلاتٍ؛ لأنَّه عندما يتغيَّر السُّوق وتَقلُّ الفرص، قد تجدُ أنَّ نفقاتكَ أعلى من إيراداتكَ.
ضرورة تغيير نهج إدارة الأعمال
عندما لا يُمكنك الاعتماد على النُّموِّ لإنقاذكَ، يجب عليكَ تغيير نهجكَ في إدارة الأعمال، دعونا نناقشُ ثلاثة مستوياتٍ تحتاج إلى إعادة التَّفكير فيها لإدارة أعمالك في الأوقات الصَّعبة وتجنُّب نفاد السُّيولة الماليَّة:
المستوى الأوّل: إعادة التَّفكير في الميزانيَّة
إعداد الميزانيَّة هو عمليَّةٌ غير مثاليَّةٍ لموازنة النَّفقات مع الإيرادات المتوقَّعة للسَّنة القادمة، وفي الأوقات الاقتصاديَّة الجيِّدة، نحصل عادةً على بعض المرونة؛ لذا إذا تجاوزنا النَّفقات، يمكننا تعويض الفرق بزيادة الإيرادات.
ولكن في الأوقات الصَّعبة، عندما لا يُمكنكَ الاعتماد على تلك الإيرادات الإضافيَّة، يجب أن تكونَ أكثر حذراً عند إعداد الميزانيَّة، كانت شركة جنرال إلكتريك (GE) مشهورةً بإعداد ميزانيَّاتها ونفقاتها باستخدام توقُّعات إيراداتٍ ثابتةٍ، ثُمَّ تعقدُ مناقشاتٍ ثانيةً حول ما قد يحدثُ إذا واجهت فرص نُموٍّ.
عندما تمرُّ الشَّركات بأوقاتٍ جيدةٍ، غالباً ما تصبح ميزانيَّاتها مترهّلةً، فتضيفُ نفقاتٍ إضافيَّةً مثل تقديم القهوة المجانيَّة أو زيادة مساهمة الشَّركة في خطط التَّقاعد (401 (k))، وبدلاً من عقد مؤتمر المبيعات السَّنويّ في أورلاندو، تُقرِّر التَّبذير والذَّهاب إلى أوروبا.
ولكن إذا كانت شركتكَ تواجه أوقاتاً أصعب، فهذه هي بالضَّبط الأنواع من البنود ذات الأولويَّة المُنخفضة الَّتي يجب تقليصها من الميزانيَّة للحفاظ على الأعمال رشيقةً وفعَّالةً.
شاهد أيضاً: أسس التخطيط المالي الفعّال: من الأزمات إلى النمو المستدام
المستوى الثّاني: إعادة التّفكير في المُبادرات
مع تزايد الأوقات الصَّعبة، حان الوقتُ للنَّظر إلى ما هو أبعد من تقليص الامتيازات الإضافيَّة والنَّظر بشكلٍ أعمق إلى تقليص المُبادرات، في بيئةٍ محدودةٍ، لا يُمكنكَ تحمُّل دعم كلِّ شيءٍ قد بدأتهُ داخل العمل، وخلال الأوقات الجيّدة، ربَّما تكون قد بدأت خطوط أعمالٍ جديدةً لملاحقة جميع الفُرص المُتاحة، أمَّا الآن فحان الوقت لتقييم أيٍّ من مبادراتكَ هي الرَّابحة وأيُّها الخاسرة.
ما لا تريدُ فعلهُ هو إعطاء كلِّ شيءٍ نفس معدَّل الخفض، وبدلاً من ذلك، عليك تحديد أضعف برامجكَ، الَّتي قد تكون 20 إلى 30%، وتقليصها لتحرير بعض الموارد للاستثمار في برامجكَ القويَّة.
يُمكنك تطبيق نفس المبدأ على موظَّفيك، وأسوأ شيءٍ يُمكنكَ فعله هو معاملة موظَّفيك ذوي الأداء الأمثل بنفس الطَّريقة الَّتي تعاملُ بها موظَّفيك ذوي الأداء المُنخفض، ولا تفعل ذلك؛ لذا يجدر بك التَّخلُّص من ذوي الأداء المُنخفض -أولئك الَّذين لم تعد بحاجةٍ إليهم- مهما بدا الأمر قاسيّاً، حتَّى تتمكَّن من توفير الموارد لمكافأة موظَّفيك ذوي الأداء الأمثل بالزّيادات والمُكافآت.
شاهد أيضاً: 3 نصائح هامة للبيع بدون ندم: تجنّب التخطيط المالي السيء!
المستوى الثّالث: إعادة التّفكير في كلّ شيءٍ
إذا تدهورت الأمورُ، وواجهت شركتكَ انخفاضاً كبيراً في الإيرادات، ربُّما من خسارة عميلٍ رئيسيٍّ أو تراجعٍ كبيرٍ في مجالكَ، عليكَ وضع كلِّ شيءٍ على الطَّاولة، ولا شيء يجب أن يُعدَّ مقدَّساً؛ إذ إنَّ هدفك الوحيد هو الحفاظ على الأعمال. وأفضل طريقةٍ للتَّعامل مع هذه المهمَّة الصَّعبة هي البدء من الجوهر، ما الَّذي تتفوَّق فيه أعمالكَ؟ ابدأ من هناك ثُمَّ قم ببناء الأمور أو تقليصها تدريجيّاً.
على سبيل المثال، عملتُ مع شركةٍ ناجحةٍ جداً في مجال القهوة، والقهوة، كما اتَّضح، هي منتجٌ ذو هامشِ ربحٍ مرتفعٍ، وبمرور الوقت، ومع تحقيق الشَّركة لمزيدٍ من النَّجاح، أضافت منتجاتٍ استهلاكيَّةً أخرى مثل الأطعمة المعبَّأة، ولكن عندما تدهورت سوق هذه الشَّركة، قامت بتقليص كلِّ شيءٍ باستثناء أعمال القهوة الأساسيَّة.
من الضَّروريّ أن نُدركَ أنَّ التَّعقيدَ يُكلِّف الكثير؛ لأنَّك تضيفُ أشخاصاً وعمليَّاتٍ إضافيَّةً قد لا تُضيف أيَّ قيمةٍ، أمَّا إعادة التَّركيز على جوهر الأعمال، فيساعدُ في تبسيطها وموازنة النَّفقات مع الإيرادات، وكلَّما تمكَّنت من تبسيط أعمالك خلال الأوقات الصَّعبة، كان من الأسهل البقاء والصُّمود، حتَّى ترى الجانب الآخر.
وكنصيحةٍ أخيرةٍ، عندما تُجبَرُ على إجراء تخفيضاتٍ كهذه، قم بالتَّخفيض مرَّةً واحدةً وبشدَّةٍ، وأزل أكبر قدرٍ مُمكنٍ من التَّكلفة والتَّعقيد، ومن الأسهل إعادة توظيف النَّاس لاحقاً إذا كنت قد خفَّضت بشكلٍ جيدٍ، بدلاً من مواجهة مصيرٍ أسوأ إذا لم تقم بالتَّخفيض بما يكفي.
التخطيط لفترة التراجع
آمل بصدقٍ ألّا تشهد شركتكَ أيَّ تراجعٍ، وتستمرُّ في النُّموّ، وعلى الرَّغم من أنَّ الأرقامَ الاقتصاديَّة الكليَّة لا تزال تبدو جيِّدةً، إلَّا أنَّه من المفيد دائماً التَّخطيط لأوقاتٍ أصعب قادمةٍ؛ لذا، استخدم هذه المقالة كإطار عملٍ لكيفيَّة التَّفكير في تقليص أعمالك لتجاوزِ الواقع الجديد الَّذي ينتظرُنا.