8 طرق فعّالة لتوليد أفكار تجارية ناجحة في الأسواق التنافسية
من التّفاعل والابتكار إلى التّحليل والتّقييم النّقديّ، تعلّم كيفّية تحويل التّحديات إلى فرصٍ للنّجاح والتّطوّر في عالم الأعمال المزدحم
أصبح ابتكار أفكارٍ تجاريّةٍ ناجحةٍ أمراً صعباً، ويزداد تعقيداً مع مرور الوقت. في الماضي، كان من السّهل ابتكار تطبيقٍ أو خدمةٍ جديدةٍ تُلبّي احتياجاتٍ معيّنةٍ، ولكن الآن، أصبحت المنافسة أكثر شراسةً مع وجود شركاتٍ ناشئةٍ لكلّ فكرة تقريباً. لذا، كيف يُمكن لروّاد الأعمال التّعامل مع هذه التّحديّات وابتكار أفكارٍ تجاريّةٍ تصمد أمام تغير المُتطلّبات والحاجات؟ في هذا المقال، نقدّم لك 8 طرقٍ مُجربّةٍ تساعدك على توليد أفكارٍ تجاريّةٍ مبتكرةٍ وناجحةٍ.
الانضمام إلى المجموعات وحضور النّدوات
إحدى الطّرق الفعّالة لتوليد أفكارٍ جديدةٍ هي المُشاركة النّشطة في مجتمعكَ المهنيّ، إذ من خلال الانضمام إلى المجموعات المُتخصّصة وحضور النّدوات والمؤتمرات ذات الصّلة بمجال عملكَ، يُمكنكَ اكتشاف الفرص الموجودة في السّوق. قد تتعرّف على فجواتٍ في الخدمات أو المنتجات الّتي يمُكن أن تُلبّي احتياجات العملاء بشكلٍ أفضلٍ، إذ يقول ماثيو كابالا، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة Alphametic (وكالةُ تسويقٍ): "الأفكار النّاجحة تأتي من ملء الفراغات الموجودة في السّوق، وليس بالضّرورة أنّ تكون الأفكار جديدةً بالكامل، العديد من الشّركات النّاشئة الأكثر نجاحاً تُحسّن ببساطةٍ ما هو موجودٌ".
تحديد الفجوات من خلال الوعي المستمرّ
تحسين الأفكار الموجودة يُمكن أنّ يكونَ أكثر فعاليّةً من محاولة ابتكار شيءٍ جديدٍ تماماً. وفقاً لإيمي فولاس، مؤسّسةٌ ورئيّسةٌ تنفيذيّةٌ لشركة Avenue Talent Partners (شركة توظيف تنفيذيةٍ): "إنّ الحفاظ على وعيك المستمرّ بالمساحة الّتي تعمل فيها، سيُمكّنك من تحديد التّحديّات المُتكرّرة والفجوات في السّوق"، كما تقول فولاس أيضاً: "الأفكار العظيمة تنشأ من تحديد النّقاط العمياء في السّوق وسدّها بتحسيناتٍ ذات مغزىً، فمن خلال تدوين ملاحظاتكَ ومراجعة بياناتكَ بشكلٍ دوريٍّ، يُمكنك التّعرّف على أنماطٍ تحتاج إلى حلولٍ مبتكرةٍ".
شاهد أيضاً: 3 خطوات لتقييم الأفكار الجديدة وزيادة فرص النجاح
حل المشاكل الشّخصيّة
التّركيز على حلّ المشاكل الّتي تواجهها شخصيّاً يُمكن أن يكون مصدراً غنيّاً للأفكار، فعندما تجد مشكلةً تُؤثّر عليك، هناك احتمالٌ كبيرٌ بأنّ الآخرين يواجهون نفس المشكلة. توصي أليس تشنغ، مؤسّسة شركة الاستشارات التجاريّة Alice Lab، ومقرّها لوس أنجلوس، بمشاركة فكرتكَ مع الأصدقاء والعائلة أوّلاً للحصول على ردود فعلهم، ثم إجراء بحثٍ شاملٍ في السّوق لفهم مدى الطّلب والمُنافسة المُحتملة، فتقول تشنغ: "المفتاح هو التّركيز على المشاكل الّتي لها احتياجاتٌ ملحّةٌ وقويّةٌ، حيث من المُرجّح أن تجذبَ هذه الأفكار العملاء والمستثمرين".
التّواصل مع أشخاصٍ مختلفين
التّفاعل اليوميّ مع مجموعةٍ متنوّعةٍ من الأشخاص يساعدك في التّعرّف على نقاط الألم المشتركة والاحتياجات غير المُلبَّاة، ممّا يوفّر لك مساحةً كبيرةً لتوليد أفكارٍ مبتكرةٍ. يقول سوشوفان تشاترجي، مستشار الابتكار في T-Hub: "من خلال التّفاعل مع الآخرين، يُمكنك اكتساب رؤىً حول المشاكل الّتي يواجهونها، والّتي قد تكون بعيدةً عن مجال عملكَ، لكن يُمكن تكييف حلولها لأعمالكَ".
مراقبة العالم من حولك
في بعض الأحيان، قد يكون الابتعاد عن محاولات التّفكير المُكثّفة وتوجيه انتباهكَ نحو أنشطةٍ أخرى مصدر إلهامٍ لأفكارٍ جديدةٍ. يقول جيسون سميكل، المدير الإداريّ لتطبيق fNograph لتتبّع الاتجاهات: "العديد من الأفكار الجيدة تأتي من مُراقبة العالم من حولنا، خاصّةً في بيئاتٍ ديناميكيةٍ مثل المدن الكُبرى حيث الطّاقة والإبداع في كلّ مكانٍ".
استخدام الاستطلاعات ومجموعات التّركيز
بدلاً من التّخمين، يُمكنك الحصول على أفكارٍ مباشرةٍ من جمهوركَ المُستهدف من خلال الاستطلاعات ومجموعات التّركيز. إذ يقول كريس كريستوف، المؤسّس المُشارك لشركة MonsterInsights (شركة تعمل في مجال إضافات WordPress): "الاستطلاعات ومجموعات التّركيز تُوفّر لك بياناتٍ نوعيّةً تُساعدك في تحديد نقاط الضّعف والاحتياجات غير المُلبَّاة الّتي يمكن أن تتحوّلَ إلى منتجٍ أو خدمةٍ جديدةٍ.
تحويل الإحباطات إلى حلولٍ
يُعتبر تحويل الإحباطات اليوميّة إلى حلولٍ مبتكرةٍ لتوليد الأفكار التّجاريّة، إذ يُؤكّد سكوت جابدولين، الرئّيس التّنفيذيّ لشركة Learo (خدمة كنديّة لتوليد العملاء المُحتملين)، على أهميّة التّركيز على المشاكل التي تُثير شغفكَ الشّخصيّ لحلّها.
تقييم الأفكار بشكلٍ نقديٍّ
إنّ توليدَ الأفكار ليس بالأمر الصّعب، لكنّ التّحديّ الحقيقيّ يكمن في تقييم تلك الأفكار بواقعيّةٍ، إذ تُشير باتريك بارنهيل، رئيس شركة Specialist ID للتجارة الإلكترونيّة ومقرّها فلوريدا، إلى أنّ روّاد الأعمال غالباً ما يواجهون صعوبةً بسبب وفرة الأفكار وليس نُدرتها، فالقدرة على تقييم إمكانيّات كلّ فكرةٍ بشكلٍ نقديٍّ يتطلّب تحليلاً دقيقاً وأبحاثاً للسّوق، وقد يتطلّبُ الأمر شجاعةً للتخلّي عن الأفكار الّتي لا تصمد أمام الفحص الدّقيق.
إنّ ابتكارَ فكرة عملٍ ناجحةٍ يتطلّبُ مزيجاً من الإبداع والتّفاعل المُستمرّ مع البيئة المحيطة، إضافةً إلى التّحليل النّقديّ والتّقييم الدّقيق، إذ باستخدام هذه الطُرق الثّماني، يُمكن لأيّ رائد أعمالٍ أن يجدَ الإلهام لتوليد أفكارٍ تجاريّةٍ جديدةٍ قادرةٍ على النّجاح في سوقٍ مزدحمٍ بالتّحديّات.