استطلاعٌ يكشف أسرار تحيز الجنس في الإدارة! هل تكشف النتائج عن سنِّك؟
كشفت النتائج عن مقياس أفضل لما يجعل من الشخص مديراً جيداً.
بقلم كيلي ماين Kelly Main، كاتبة ومستشارة.
أظهرَ استطلاعٌ حديثٌ من مركزِ أبحاثِ بيو Pew Research Center نتائجَ لا تتعلّق فقط بكيفيّةِ رؤيةِ النّاسِ لرؤسائهم، بل تكشفُ أيضاً عمري الحقيقيّ، وقد يكشفُ ذلك عن عمركَ أيضاً. وهو مهمٌّ ليس فقط من حيث الصّفاتِ التي يحبّها الموظّفون في رؤسائهم، مثل: اللّطفِ، والتّحفيزِ، والتّقديرِ، أو المكافآتِ، ولكن من حيث الجنسِ أيضاً. [1]
"تحيّز جنسِ الرّئيسِ" (BGB) هو المصطلحُ للجنسِ الذي يفضّلهُ الموظّفُ لأن يكون مديرهُ. بينما يقول الشّخص العاديّ إنه ليسَ لديه تفضيلٌ بين رئيسٍ ذكرٍ أو أنثى، إنّما في الحقيقةِ توجدُ تفضيلاتٌ. وعندما تنظرُ إلى البياناتِ، تجد أنّ تحيّزَ جنسِ الرّئيسِ يتشكّلُ في فئاتٍ عمريةٍ.
عبرَ الأجيالِ الخمسِ التي تشكّلُ مجتمع العمل في الوقتِ الحاليّ، وفقاً لمؤسسةِ إدارةِ المواردِ البشريةِ، كشفت نتائجُ الاستطلاعِ عن أنّ معظمَ الذين لديهم تحيّزُ جنسِ الرّئيسِ ينجذبون إلى رؤساءٍ ذكورٍ بدلاً من رؤساءٍ إناثٍ.
شاهد أيضاً: الإنتاجية المذهلة: دروسٌ من الأمهات الرئيسات التنفيذيات الرائدات
كامرأةٍ في الثّلاثيناتِ من عمري، أشعرُ بالحرجِ قليلاً عندما أقولُ إنّه على الرّغمِ من عدمِ وجودِ تفضيلٍ قويٍّ، إذا كان عليّ الاختيارُ، فإنّ تحيّزي لجنسِ الرّئيسِ سيكون لصالحِ الذّكورِ. وأعزو ذلك إلى نشأتي كأنثى مع إخوةٍ أكبرِ سنّاً. على أيّة حالٍ، عندما كنتُ أريدُ أن ألعبَ كطفلةٍ، كنت مضطرةً إلى اللّعبِ بألعابٍ مثل "هوت ويلز Hot Wheels" أو اختبارِ قوّتي (إن لم يكن صُمودي) مع المصارعةِ، ممّا يعني التّعرضُ للإصابة أو الوقوع في ورطةٍ، وعادةً ما كان يحدثُ الاثنان معاً. ولكن السّببَ في أنّ تحيّزي لجنسِ الرّئيسِ لصالحِ الذّكورِ -على الرّغمِ من أنّ إحدى رؤسائي المفضّلاتِ على الإطلاقِ كانت أنثى- ليس فعليّاً بسببِ أنّ لديّ إخوة، ولكن لأنّ وجودَ إخوةٍ يعني أنّ الذّكور كانوا في الغالبِ هم ما أعرفهُ جيّداً في تاريخي.
بعبارةٍ أخرى، يميلُ الذّكورُ إلى أن يكونوا مألوفين أكثر بالنسبةِ لي، وكرؤساءٍ، الذّكور مألوفون أكثر بالنّسبةِ لمعظمِ النّاسِ.
يبيّن علم النفس أن التّعود يُشكل تفضيلاتنا
يشكّلُ الذّكورُ نحو حوالي 60% من الأدوارِ الإداريةِ، وفقاً لتقريرِ McKinsey لعامِ 2023 حول مكانِ العملِ. وفي تقديري أنّ هذا ليس نتيجةَ امتلاكِ أربابِ العملِ لحاسةٍ سادسةٍ لتفضيلاتِ الرّؤساءِ بشكلٍ عامٍّ، ولكنّهُ يشير بدلاً من ذلك إلى أنّ تفضيلاتِ جنسِ الرّئيسِ ترجعُ إلى حقيقةِ أنّ الرّؤساءَ بحسبِ الإحصائيّاتِ أكثر احتمالاً أن يكونوا من الذّكورِ بدلاً من الإناثِ.
كما أظهرت دراسةٌ تلوَ الأخرى، يلعبُ التّعوّدُ دوراً رئيسيّاً في تشكيلِ تفضيلاتنا الملحوظةِ. في عالمِ علم النّفس، هناك مصطلحٌ لذلك، وهو: تأثيرُ الاحتكاكِ البسيطِ، الذي يشيرُ إلى أنّ التفضيلاتِ تتطوّرُ من خلال الاحتكاكِ.
لذا، بالنّسبةِ لأولئك الذين كان لديهم في الغالبِ رؤساء ذكور -كما هي الحالُ مع معظمنا إحصائيّاً- خاصّةً كلّما كانوا أكبرَ سنّاً، سيؤدّي مجرّد الاحتكاك إلى توجيهِ الشّخصِ العادي نحو تحيّزِ جنسِ الرّئيسِ لصالحِ الذّكورِ. ولكن في حين يشكّلُ التّعوّد تحيّزاتنا، فإنّهُ ليس الجنس هو ما يحدّد أيّ الرّؤساءِ نستمتع بالعملِ معهم حقّاً بل الشّخصيّة.
كونك رئيساً جيداً أو سيئاً لا يحدده الجنس، بل الشخصية
إنّها السّماتُ التي تفصل بين رئيسٍ جيّدٍ ورئيسٍ سيئٍ. إذ كشفت نفس الدّراسة التي أجراها مركز بيو عن الصّفاتِ والخصائصِ وأساليبِ الإدارةِ التي يحبّها معظم الموظّفين، وهي تلك التي تُستخدَم لتقييمِ الرّؤساءِ على أنّهم جيّدون أو سيّئون. ووفقاً لردود الفعل في الاستطلاعِ، تبيَّنَ أنّ الرّؤساءَ الجيّدين هم الذين:
- يمنحون الموظّفين مرونةً فيما يتعلّقُ بتحقيقِ التّوازنِ بين العملِ والحياة الشّخصيّةِ (63%).
- يمنحون الموظّفين التّقديرَ (56%).
- يبقون هادئين تحتَ الضّغطِ (56%).
- يضعون معاييرَ عاليةً (53%).
- يكونون منفتحين لأفكارٍ جديدةٍ (52%).
- يكونون واضحين بشأنِ توقّعاتهم (50%).
- يستطيعون اتّخاذ قراراتٍ صعبةٍ (49%).
لذا، في حين قد يكون تحيّزُ جنسِ الرّئيسِ حقيقيّاً، إلّا أنّه ليس حقّاً ما يهمُّ الموظّفين عندما يتعلّقُ الأمرُ بما يجعلُ الناسَ يحبّون -أو يكرهون- رؤساءهم. وهذا، غالباً ما يجعل النّاسَ يحبّون أو يكرهون وظائفهم.
شاهد أيضاً: عادةٌ بسيطة تفصل بين القادة الناجحين والمتظاهرين بذلك
في الوقتِ الذي تلا "الاستقالاتِ الكُبرى" (ظاهرةُ استقالاتٍ جماعيّةٍ وكبيرةٍ في الولاياتِ المتّحدة)، حيث كانت أغربُ الاستراتيجيّاتِ هي الأكثرُ فعاليّةً، فإنّه من الضّروري أنْ نعترفَ بالدّورِ الذي يلعبهُ المدراءُ في بيئةِ العملِ، حيث يساعدُ المدراءُ الجيّدون في خلقِ مكانِ عملٍ إيجابيّ، بينما يمتلكُ المدراءُ الذين يُنظر إليهم على أنّهم سيئون القدرةَ على إرسالِ فريقك بحثاً عن فرصٍ جديدةٍ في مكانٍ آخر. وذلك لأنّ معظمنا كما كشفَ استطلاعُ بيو، لا يهتمون بشأنِ جنسِ رؤسائهم، ولكنّهم يهتمّون بشأنِ شخصيتهِ وكيفيّةِ قيادتهِ لفريقهِ.