الرئيسية الابتكار استقطاب المستهلكين المناسبين: العمود الفقري لتطوير منتج جديد

استقطاب المستهلكين المناسبين: العمود الفقري لتطوير منتج جديد

كيف يُمكن للمستهلكين الناشئين قيادة التطور في السلع الاستهلاكية المعبأة؟

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يُعدُّ استقطاب المستهلكين المناسبين خطوةً أساسيّةً لا غنىً عنها لدفع عجلة الابتكار في عالم السّلع الاستهلاكيّة المعبّأة. فبمجرد تحديد المشاركين القادرين على استكشاف المنتج وفهمه بعمق، تصبح فرص النّجاح أكثر وضوحاً. دائماً ما يؤكّد خبراء أبحاث المنتجات أنَّ استماع الشّركات إلى المستهلكين وفهم احتياجاتهم غير الملبّاة هو العمود الفقري لأيّ عمليّة تطوير لمنتج جديد.

لكنّ التّحدي الأكبر يكمن في الطّرق التّقليديّة لاختيار المشاركين في مجموعات التّركيز. تلك الطّرق التّي غالباً ما تركّز فقط على السّمات الدّيموغرافيّة، متناسيّةً دور القدرات الفكريّة التّي تعتبر عاملاً محوريّاً في تقديم رؤىً أكثر عمقاً ووضوحاً. المشكلة هنا ليست في النّموذج التّقليدي ذاته، بل في آليّة اختيار المستهلكين.

منهجيّة "ميشن فيلد" و"المستهلكين النّاشئين"

عادةً ما يتمّ اختيار المشاركين بناءً على أعمارهم، جنسهم، أو حتى دخلهم، دون النّظر إلى قدرتهم على تخيُّل تأثير المنتجات على حياتهم وتوضيحه. هذا النّهج السّطحيّ يجعل من الصذعب على المستهلكين التّعبير عن الفوائد المحتملة للمنتجات الجديدة أو حتى تصوّر استخدامها الفعليّ. على النّقيض، المستهلكون القادرون على تخيُّل الابتكارات وتأثيرها على حياتهم هم الذّين يساهمون بفعاليّةٍ في إنجاح عمليّة الابتكار.

مثال على ذلك ما قامت به شركة "ميشن فيلد" (Mission Field)، التّي طوّرت منهجيّةً فريدةً لتوظيف نوعٍ جديدٍ من المستهلكين أطلقت عليهم "المستهلكين النّاشئين". هؤلاء الأشخاص يتمتّعون بمهاراتٍ استثنائيّة في تقييم الابتكارات بشكلٍ أكثر دقّةً وعمقاً. فهم قادرون على التّفكير بوضوح في تأثير المنتجات المبتكرة على حياتهم، ويستطيعون التّعبير عن تلك الأفكار بدقّةٍ ووضوح. تساعد هذه الطّريقة الجديدة في اختيار المستهلكين في جمع رؤىً تتخطّى الحواجز التّقليديّة، ممّا يفتح آفاقاً جديدة لاكتشاف فرص مبتكرة في السّوق.

تحديد هؤلاء "المستهلكين النّاشئين" يتطلّب اتباع نهجٍ مختلف، يعتمد على طرح أسئلة معقّدةٍ تستفز خيالهم وتدفعهم للتّفكير في سيناريوهات افتراضيّة. مثلاً، يمكن أن يُطلب منهم تخيّل حياتهم بدون أحد المنتجات الأساسيّة كالثّلاجة أو الزيت المفضل. مثل هذه الأسئلة تساعد في تمييز المستهلكين الذّين يتمتّعون بقدرةٍ عاليةٍ على التّفكير في غياب المنتج، وكيف يمكنهم التّكيف مع بدائل غير تقليديّة.

أكبر فائدة من استخدام "المستهلكين النّاشئين" هي قدرتهم على تقديم رؤى عميقة وثاقبة حول الابتكارات المحتملة. يساهم هؤلاء المستهلكون  في كشف جوانب غير متوقّعةٍ في المنتجات، ويقدّمون تقييماتٍ صادقةٍ حول مدى استعداد تلك الابتكارات للاستخدام. كما أنّهم قادرون على تقديم أسبابٍ دقيقةٍ لتفضيلهم أو عدم تفضيلهم للمنتجات، ممّا يساعد الشّركات في صياغة استراتيجيات تطويرها بدقّةٍ أكبر وفاعليّة.

في النّهايّة، يعزز هذا النّهج فرص نجاح الابتكارات من خلال تحسين استجابة المستهلكين وتحديد الخطوات المستقبليّة التّي يجب اتباعها في عمليّة التّطوير. استهداف "المستهلكين النّاشئين" يُعتبر خطوةً استراتيجيّة نحو تحقيق الابتكار بشكل أكثر وضوحاً ودقة، ممّا يؤدّي في النّهاية إلى نتائج ملموسة وناجحة في السّوق.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: