اعتقال 9 من موظفي غوغل بعد احتجاجهم على عقد مع إسرائيل
جاءت هذه الاحتجاجات ضمن مكاتب غوغل في نيويورك وكاليفورنيا وواشنطن.
ذكرت صحيفةُ واشنطن بوست أنّه تم اعتقال 9 من موظّفي غوغل وفصل 28 موظفاً آخرين بعد ظهر يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024، وذلك بعد تنظيمهم اعتصاماً لما يزيد عن 8 ساعاتٍ، احتجاجاً على إبرام غوغل صفقة خدماتٍ سحابيّةٍ بقيمة 1.2 مليار دولارٍ مع الحكومة الإسرائيليّة، وذلك ضمن مكاتب الشّركة في كل من نيويورك وسانيفيل وولاية كاليفورنيا.
هذا وقد نُظّمت الاحتجاجات بين صفوف موظّفي غوغل ضمن مبادرة "يوم العمل ضد الإبادة الجماعيّة" في مختلف أنحاء الولايات المتحدّة الأمريكية. كما حمل المتظاهرون شعاراتٍ مناهضةً للممارسات الإسرائيليّة الأخيرة في غزة، إذ رفع أكثر من 1000 موظّفٍ من شركتي غوغل وأمازون شعار "لا تكنولوجيا للفصل العنصري".
ووفقاً لما ذكرته الصّحيفة، تتشارك غوغل وأمازون عقداً سحابيّاً (يُعرف باسم نيمبوس) مع حكومة الكيان الإسرائيلي، والذي كان محلّ خلافٍ بين موظّفي عملاق التّكنولوجيا غوغل منذ توقيعه في عام 2021، ممّا دفعهم إلى التّظاهر مطالبين غوغل بالتّراجع عن الصّفقة، كما طالب المحتجّون غوغل بوقف التّعامل مع حكومة الفصل العنصريّ والتوقّف عن دعم إبادة الشّعب الفلسطينيّ في غزة.
إضافةً لذلك، ألقى أحد المحتّجين بياناً بلسان جميع المتظاهرين، طالب من خلاله الشّركة بالتّوقف عن أسلوب التّرهيب والمضايقات والمراقبة الدّائمة والقسريّة لموظّفي غوغل العرب والمسلمين، لا سيما الفلسطينيّين منهم، كما تضمّن البيان سرد تفاصيل القبض على الموظّفين التّسعة الذين رفضوا ترك مكاتبهم، إذ تم إجبارهم على مغادرتها قسراً.
كما ونشرَ أحد موظّفي غوغل مقطع فيديو، يُظهر ضابطاً من شرطة نيويورك يُحذّر المتظاهرين من أنّه سيتمّ اعتقالهم إذا لم يغادروا المكان، ولكن رفضت المجموعة الانصياع لأوامره التّعسفية، واستمرّت بالاحتجاج تضامناً مع شعب غزة.
وعلى خلفية ذلك، قال المتحدّث باسم غوغل بيلي تومبسون للصّحافة: "إنّ إزعاج الموظّفين الآخرين جسديّاً ومنعهم من الوصول إلى منشآتنا هو انتهاكٌ واضحٌ لسياستنا، وسنحقّق في الأمر ونتّخذ الإجراءات اللّازمة". وأضاف المتحدّث الرّسميّ: "لقد تمّ إيقاف هؤلاء الموظّفين إداريّاً، وتم حظر وصولهم إلى أنظمتنا، وعندما رفضوا مراراً وتكراراً طلباتنا بالمغادرة، اتّصلنا بالشّرطة لضمان سلامة مكاتبنا".
وللعلم، في أوائل مارس / آذار 2024، طردت غوغل موظّفاً من مكتبها في نيويورك احتجّ أثناء خطابٍ ألقاه باراك ريجيف، الرّئيس التّنفيذي لشركة غوغل في إسرائيل، وفي ديسمبر / كانون الأول، نظّم الموظّفون "اعتصام الموت" خارج مكتب سان فرانسيسكو الذي أدّى إلى إغلاق الشّارع أمام المدخل وغيرها الكثير من الاحتجاجات المنظّمة منذ اندلاع الحرب الإسرائيليّة على غزة في أكتوبر الماضي.
من جهتها قالت زيلدا مونتيس لصحيفة واشنطن بوست، وهي مهندسة برمجيّاتٍ مفصولة من غوغل إثر مشاركتها في الاعتصام ضد سياسة الشّركة الدّاعمة لإسرائيل، أنّها كانت على علمٍ بأنّ الموظّفين الـ 28 قد يفصلون من العمل. كما أعربت عن ذلك بقولها: "نحن غالباً ما نتمتّع بامتياز عدم التّفكير في تأثير عملنا على العالم، فقد كنتُ أنتظرُ منذ أشهرٍ أن يتقدّمَ أشخاصٌ يحملون موقفاً مؤيداً لموقفي ومستعدّون لتعريض وظائفهم للخطر".
وقد أثار عقد "نيمبوس"، مخاوف بعض موظّفي عملاق التكنولوجيا غوغل من إمكانيّة استخدامه لأغراضٍ عسكريّةٍ، إذ يُقدّم العقد خدماتٍ للحكومة الإسرائيليّة بأكملها ويمنع غوغل وأمازون من رفض تقديم الخدمات لجهاتٍ معيّنةٍ من الحكومة الإسرائيلية. كما وقد ذكرت مجلّة تايم الأسبوع الماضي أنّ غوغل تتفاوض أيضاً مع وزارة الدّفاع الإسرائيليّة، وجاء على لسان مهندسة البرمجيات "مونتيس" قولها: "من المشين أن تبيعَ غوغل هذه التكنولوجيا للحكومة والجيش الإسرائيليّ وتكذب على موظّفيها بهذا الخصوص".