اعتقال مؤسس "تيليجرام" في فرنسا بتهمة غسيل الأموال
يأتي ذلك في ظل انتقاداتٍ غربيةٍ لتيليجرام؛ بسبب ضعف الرقابة على المحتوى الذي قد يُستخدم في أنشطة غير قانونية
ألقت السّلطات الفرنسيّةُ القبضَ على مؤسّسِ والرّئيسِ التنفيذيِّ لتطبيقِ المراسلةِ "تيليجرام"، باڤِل دوروف (Pavel Durov)، في مطار "باريس لو بورجيه" (Paris-Le Bourget) بتهمةِ استخدامِ منصتِه في غسيلِ الأموال، وتهريبِ المخدراتِ، وجرائمَ أخرى، وفقاً لتقاريرٍ إعلاميةٍ فرنسية.
وأفادت محطاتُ البثِّ الفرنسيةِ "LCI" و"TF1" بأنَّ دوروف، الذي يحملُ الجنسيتينِ الفرنسيّةَ والرّوسيّةَ، اعتُقل مساءَ السبتِ بعدَ وصولِه إلى فرنسا قادماً من أذربيجان. وأوضحت المحطاتُ أنَّ محققينَ من المكتبِ الوطنيِّ لمكافحةِ الاحتيال، التّابعِ لإدارةِ الجماركِ الفرنسية، أبلغوا دوروف، البالغَ من العمرِ 39 عاماً، بوضعِه قيدَ الاحتجاز.
لم يتمكّنْ ممثلو دوروف من التّعليقِ على الحادثةِ فوراً. فيما رفضَ ممثلو الادّعاءِ الفرنسيِّ التعليقَ على اعتقالِ دوروف، وذلك تماشياً معَ القوانينِ التي تمنعُ التّعليقَ أثناءَ التحقيقاتِ الجارية.
وأشارت التقاريرُ الإعلاميّةُ الفرنسيّةُ إلى أنَّ مذكرةَ توقيفِ دوروف صدرت بناءً على طلبٍ من وحدةٍ خاصةٍ في وزارةِ الدّاخليةِ الفرنسيةِ متخصّصةٍ في التحقيقِ في الجرائمِ ضدَّ القُصَّر، بما في ذلك الاستغلالِ الجنسيِّ للأطفالِ عبرَ الإنترنت.
تأسّسَ تيليجرام على يدِ دوروف وشقيقهِ عقبَ قمعِ الحكومةِ الرّوسيةِ للتّظاهراتِ المؤيدةِ للدّيمقراطيةِ التي اجتاحت موسكو في أواخرِ عامَي 2011 و2012. ومعَ زيادةِ القمعِ الحكومي، قدَّم تيليجرام وسيلةً آمنةً للروسِ للتّواصلِ ومشاركةِ الأخبار، حيثُ رفضت الشركةُ تسليمَ مفاتيحِ التّشفيرِ للسّلطاتِ الرّوسيةِ في عام 2018، ممّا دفعَ الأخيرةَ لمحاولةِ حظرِ التّطبيقِ، لكنَّ الحظرَ لم ينجحْ بالكاملِ وأُعيدَ فتحُه لاحقاً.
ويظلُّ تيليجرام أحدَ المصادرِ الرئيسةِ للأخبارِ في أوكرانيا، حيثُ تستخدمُه الوسائلُ الإعلاميّةُ والمسؤولونَ لنقلِ المعلوماتِ حولَ الحربِ وإطلاقِ التّحذيراتِ من الغاراتِ الجويّة.
وفي بيانٍ نُشرَ على منصةِ تيليجرام، أكّدت الشّركةُ التزامَها بالقوانينِ الأوروبية، بما في ذلك قانونُ الخدماتِ الرّقميّةِ، وأشارت إلى أنَّ عملياتِ المراقبةِ الخاصّةَ بها "تتوافقُ معَ المعاييرِ الصّناعيّةِ وتتحسّنُ باستمرار". وأضافت أنَّ دوروف "ليسَ لديهِ ما يخفيهِ ويسافرُ بشكلٍ متكرّرٍ في أوروبا".
ومن جانبِها، عبَّرت الحكوماتُ الغربيةُ مراراً عن انتقاداتِها لتيليجرام لعدمِ كفايةِ الرّقابةِ على المحتوى، ممّا قد يسمحُ باستخدامِ المنصةِ في أنشطةٍ غيرِ قانونيةٍ مثلَ غسيلِ الأموالِ، وتهريبِ المخدراتِ، واستغلالِ الأطفال.
وفي عامِ 2022، فرضت ألمانيا غرامةً قدرُها 5.125 مليونَ يورو على مشغلي تيليجرام لعدمِ الامتثالِ للقانونِ الألماني. كما أوقفت البرازيل تيليجرام مؤقتاً العامَ الماضي بسببِ عدمِ تقديمِ البياناتِ المتعلقةِ بأنشطةِ نازيةٍ جديدةٍ تتعلقُ بتحقيقاتٍ في حوادثِ إطلاقِ نارٍ في المدارس.
من جهته، عبَّر المليارديرُ إيلون ماسك، مالكُ منصةِ "إكس" (X)، عن دعمِهِ لدوروف عبرَ تغريدةٍ كتبَ فيها "#FreePavel".
وقد أثارَ اعتقالُ دوروف غضبَ المسؤولينَ الرّوس، حيثُ أشارَ البعضُ إلى ازدواجيةِ المعاييرِ التي يتبعُها الغربُ بشأنِ حريّةِ التّعبير.