اقلب الموازين: 3 طرق لكسر قيود افتراضاتك الخفية
تلك الافتراضاتُ يمكن أنْ تحدَّ من نجاحِك، واتّخاذك قراراتٍ خاطئة
تخيَّلْ أنَّك تدقُّ جرسَ بابِ صديقٍ، فيجيبُ من الدّاخلِ، "من هناك؟" فتقولُ، "أنا!" هذا التّبادلُ البسيطُ يُظهِرُ كيفَ نفترضُ دونَ وعيٍّ أنَّ الآخرينَ يعرفونَ من نحنُ، لأنَّ ذلك واضحٌ جداً لنا.
هذه العادةُ في افتراضِ أنَّ الآخرينَ يرونَ الأمورَ بنفسِ طريقتِنا يمكنُ أنْ تُسبِّبَ مشاكلَ في القيادةِ. تخيَّلْ مارك، الرّئيسَ التنفيذيَّ الذي يفترضُ أنَّ "القادةَ الأقوياءَ لا يُظهِرونَ ضعفاً". هذا الافتراضُ يعملُ في الخلفيةِ، ويمنعُ فريقَهُ من الشّعورِ بالرّاحةِ والانفتاحِ.
الافتراضاتُ التّشغيليةُ الأساسيةُ تعملُ كالتّحديثاتِ التّلقائيةِ للبرامجِ، تُغيِّرُ طريقةَ عملِنا، دونَ أنْ نلاحظَ. هذه الافتراضاتُ غالباً ما تأتي من حاجتِنا للشّعورِ بالأمانِ والفهمِ، وتشكّلت في وقتٍ مبكرٍ من حياتِنا لحمايتِنا من المجهولِ.
عندما تبقى هذه الافتراضاتُ مخفيّةً ودونَ مراجعةٍ، يمكن أنْ تُساهمَ في فشلِنا بقدرِ ما تُساهمُ في نجاحِنا. بزيادةِ الوعيِ بهذه الافتراضاتِ، يمكنُنا تحويلُ العوائقِ غيرِ المرئيّةِ إلى خطواتٍ واعيةٍ نحوَ التّمكينِ الشّخصيِّ والجماعيِّ والتعاونِ.
- ما هي الافتراضاتُ التشغيليةُ الأساسيةُ التي تُوجِّهُ قراراتِك القياديةَ الآن؟
- كيف يمكنُ لهذه الافتراضاتِ الخفيةِ أنْ تُؤثِّرَ على علاقاتِك مع فريقِك؟
- ما هي الإمكانياتُ الجديدةُ التي يمكنُ أنْ تظهرَ إذا غيَّرتَ هذه الافتراضاتِ؟
3 خطواتٍ لرؤيةِ وإطلاقِ افتراضاتِك الخفيةِ المحدودةِ
-
احصلْ على بعضِ المساعدةِ: يجدُ معظمُ القادةِ صعوبةً في اكتشافِ افتراضاتِهم غيرِ الواعيةِ بمفردِهم. فكِّرْ في طلبِ مساعدةٍ من مدربِ قيادةٍ أو زميلٍ موثوقٍ بهِ ليساعدَك في تحديدِ الأماكنِ التي قد تكونُ فيها تعمل بنظام "الطّيارِ الآليِّ" إن جاز التعبير، وتغفلُ عمّا هو واضحٌ أمامك. ثمّ تحقّقْ ما إذا كانتْ هذه الافتراضاتُ لا تزالُ تخدمُك كقائدٍ محبّبٍ.
-
افهمْ "المثلثَ السحريَّ": اسألْ نفسَك كيفَ يؤدي كلُّ افتراضٍ من افتراضاتِك التشغيليةِ إلى استراتيجيةٍ للتعويضِ عن هذا الافتراضِ، وما هي النتائجُ التي تجعلُها هذه الاستراتيجيةُ ممكنةً أو مستحيلةً. فمثلاً، إذا كنتَ تفترضُ أنَّ "القادةَ لا يجبُ أنْ يُظهِروا الضعفَ"، فقد تتجنبُ مشاركةَ التحدياتِ مع فريقِك، مما يمنعُ بناءَ الثقةِ والصدقِ في العملِ.
-
افهمْ واغفرْ لنفسِك: لقد أنشأتَ افتراضاتٍ تشغيليّةً لحمايةِ ودعمِ نفسِك في وقتٍ ما. كلُّنا نفعلُ ذلك. اعترفْ بتلكَ الافتراضاتِ الّتي لم تعدْ تخدمُك، واشكرْها على مساعدتِها لكَ في الماضي، ثم دعْها تذهبُ بامتنانٍ. يمكنُ لهذه الخطوةِ أنْ تحرّرك، وتمهّدَ الطّريقَ لتبنّي افتراضاتٍ جديدةٍ تدعمُ نمواً أفضلَ.
إذاً، من على البابِ؟
كقادةٍ، تسليطُ الضّوءِ على افتراضاتِنا الأساسيّةِ لا يساعدُنا فقط على تجنّبِ سوءِ الفهمِ، بل يعزّزُ قيادتَنا برؤيةٍ وفهمٍ أعمق.
حوّلْ الفعلَ البسيطَ لسؤالِ "من على البابِ؟" إلى استكشافٍ أعمقَ لافتراضاتِك وزيادةِ قدرتِك على القيادةِ بوعيٍ ذاتيٍّ ومحبةٍ. التّفكيرُ في الافتراضاتِ وكيفيّةِ تأثيرِها على تصرفّاتِنا يمكنُ أنْ يفتحَ آفاقاً جديدةً للتّطويرِ الشّخصيِّ والمهنيِّ.
باختصارٍ، كلما زادَ وعيُكَ بالافتراضاتِ الخفيّةِ التي تُوجِّهُ قراراتِك، زادتْ قدرتُك على القيادةِ بشكلٍ أكثرَ فعاليّةً وإنسانيّةً. هذه ليستْ مجردَ خطوةٍ لتحسينِ الأداءِ الشّخصيِّ، بل هي أيضاً طريقةٌ لتعزيزِ علاقاتِك المهنيّةِ ودعمِ فريقِك في تحقيقِ أقصى إمكانياتِه.