الأصالة في القيادة: كلمة العام من Merriam Webster وأثرها الإيجابي
في عالمٍ يعاني من مخاطر الذّكاء الاصطناعي، التزييف العميق، والمعلومات المضللّة، ستكون كلمة العام هي درسٌ في القيادة الجيدة.
أعلنت "ميريام وبستر" أنّ "الأصالة" هي كلمةُ العام لسنة 2023، وقد تكون هذه الكلمة قد استُهلكت إلى درجةِ فقدان معناها الحقيقيّ، ولكن في زماننا هذا، الذي يتّسم بغلبة الذكاء الاصطناعي وتفشيّ المعلومات المُضلّلة، حيث تتداخلُ خيوط الحقيقة بالخيالِ، لا تبدو اختياراً سيئاً.
إن الأصالة في السّلوك تُعد أمراً جوهريّاً، وخصوصاً في مجال القيادة والتّفاعل الإنسانيّ، لكنّنا أحياناً، ولأجل تحقيقِ أهدافٍ محدّدةٍ، نلجأ إلى إخفاء حقيقتنا، إذ نتقنّع بأقنعةٍ متعدّدةٍ في سبيل إبهار الآخرين وإتقان فنّ التّواصل معهم.
مقولةُ "تظاهر حتى تنجح" المقولةُ الشّهيرة التي قد سمعتها، لكن هذا الأسلوب قد يؤدّي إلى نجاحاتٍ عابرةٍ، وقد يترتّب عليه عواقب وخيمة تؤثّر سلباً على سمعتكَ وعلاقاتكَ.
ربما نبني جدراناً وهميّةً حول أنفسنا خوفاً من الفشل، أو خجلاً من هويتنا الحقيقيّة، أو شعوراً بأنّنا ما زلنا نلعبُ دوراً في هذه الحياة.
بإظهارك لحقيقتك، وإسقاط الأقنعة، والسّير على درب الأصالة، ستلاحظ بوضوحٍ تأثير هذا التّغيير في نوعيّة الأشخاص الذين تجذبهم إليك وكيفيّة معاملة الآخرين لك. ولن يكون الأمر يسيراً، ولكنّك ستجدُ أن حياتك تتغيّر بشكلٍ ملموسٍ وإيجابيٍّ وقويٍّ. إليك 6 من فوائد الأصالة:
1. كسب الثقة
عندما تكون صادقاً مع ذاتكَ، تزداد ثقتكَ بأحكامكَ وقراراتكَ، وبالتّالي تكسبُ ثقة الآخرين، إذ سيحترمونك لثباتك على قيمك ومبادئك.
2. القيام بالصواب
يتّصف الشّخص الأصيل بالنّزاهة، لا يتردّد في فعل الصّواب، فلا يحتاج للشّك في قراراته. إذ من أنت، ما تفعله، وما تؤمن به، كلّ هذه المعلومات تتناغم بتناسقٍ تامٍّ.
3. التّعامل السّريع مع المشكلات
كونك صادقاً مع نفسك والآخرين يمنحكُ القوّة والانفتاحَ لمواجهة المشكلاتِ بسرعةٍ بدلاً من تأجيلها أو تجاهلها، فهذا هو مسارُ إدارة النّزاعات بشكلٍ صحيٍّ. إذ يعرف القادة الجيدون أهميّة مواجهة الأمور بشكلٍ مباشرٍ وإجراء حواراتٍ حاسمةٍ للوصولِ إلى حلولٍ.
4. الصدق العاطفي
من المهمّ أن يكون القادة صادقين ومنفتحين بشأن مشاعرهم. ويمكن أن يُظهر هذا في عباراتٍ مثل "لست متأكداً من الاتّجاه الذي يجب أن نتّخذه كفريقٍ في هذا الموقف، أحتاج إلى بعض التّوجيه منكم (أعضاء الفريق)." وهذا يخلق بيئةً من الصّدق والأصالة، ويجب أن يكونَ القادة في المؤسّسات قدوةً فيها ويحثّون عليها. إذا كنت في منصبٍ إداري، فإنّ كونك صادقاً عاطفيّاً وأصيلاً، يضرب مثالاً لأعضاء فريقكَ ليحذوا حذوك، مما يؤدّي إلى بناء علاقاتٍ أقوى ومحادثاتٍ أكثر صدقاً.
5. تعزيز الثّقة بالنفس
القادة الأصيلون يثقون بأنفسهم في اتّخاذ القرارات الصّحيحة عندما يكونون صادقين ويفعلون الصّواب. وهذا يؤدّي بدوره إلى ثقةٍ عاليةٍ بالنّفس واحترامٍ ذاتيٍّ أكبر، وتفاؤلٍ ورضا عن الحياة.
شاهد أيضاً: لماذا يمكن أن يكون التعاطف الذاتي سرّ نجاحك الخارق؟
6. استخدام التّواضع كقوةٍ
القادة المتواضعون يحقّقون التفوّق دون غرور، إذ لديهم القدرة على تحويلِ التّركيز من الأنا إلى التّواضعِ، مما يُمكن أن يغيّر النّتائج لصالحهم بشكلٍ جذريٍّ. إذ إنّ التّواضع هو المفتاح لبدء محادثاتٍ ذات معنى والتّعرف على عمل الآخرين وطريقة أدائهم والأسباب وراء ذلك، فالنّاس عموماً يحبّون الحديث عن أنفسهم، والقادة الأصيلون متواضعون بما يكفي لتشجيعهم على ذلكَ.