الرئيسية التنمية الأمان الوظيفي: كيف تصبح الموظف الذي لا يُستغنى عنه!

الأمان الوظيفي: كيف تصبح الموظف الذي لا يُستغنى عنه!

من اكتساب المهارات إلى فنّ حلّ المشكلات وبناءالعلاقات، تعرّف على الاستراتيجيّات الي تجعل مكانكَ الوظيفيّ لا يصلحُ لغيرك

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

إذا كُنتَ تعتقدُ أنّ الأمان الوظيفي عبارةٌ عن حبّةِ مكمّلٍ غذائيٍّ تتناولها وينتهي الأمرُ، فأنتَ واهمٌ جدّاً، الأمرُ أكثر تعقيداً بقليلٍ، ويتطلّبُ منكَ أن تكون أشبه بسوبرمان، أو بعبارةٍ أدقّ سوبر موظّف، دعني أحاول مساعدتكَ ببعض الإرشاداتِ، لتكون ذلك الموظّف الذي لا يُمكن الاستغناء عنهُ.

ما هو الأمان الوظيفي؟

عندما نتحدّثُ عن الأمان الوظيفي، نتحدّثُ عن ضمانِ بقاءِ الموظف في وظيفتهِ دون قلقٍ من فقدانها، بغضّ النّظر عن التّقلبات الاقتصاديّة أو التّغيّرات في تقنيات العملِ، في الأساس، الأمان الوظيفي يعني أن تكونَ ذلك الشّخص الّذي يقولُ الجميعُ لهُ: "لا يُمكننا الاستغناءُ عنكَ!".

عندما يتمتّعُ الشّخص بالأمان الوظيفي، فهذا يعني أن احتماليّةَ فقدانهِ لوظيفتهِ أو جعل دورهِ غير ضروريٍّ في المستقبلِ القريب ضعيفةٌ جدّاً، بغضّ النّظر عن التّغيرات الاقتصاديّة أو التّطورات في أساليب الإنتاج، ويتكوّن الأمان الوظيفي من جانبين رئيسيّين يُمكن أن يتكاملا أو يعملَ كلٌّ منهما بمفردهِ: [1]

  • أن تكونَ لا غنى عنكَ: بمعنى أنّ الموظف الذي يمتلكُ مهاراتٍ فريدةً يُصعبُ العثور على بديلٍ له، مثلما لا يُمكننا استبدال تلك الآلة القديمة التي لا يعرف كيفيّة تشغيلها سوى أحمد.
  • أهميّة الدّور: بمعنى أن تكونَ الوظيفة نفسها حيويّةً لعمليّات المؤسّسة، سواء كانت صعبةَ الأتمتة أو مطلوبةً بشدّةٍ في سوق العمل.

أهمية الأمان الوظيفي

تنبعُ أهمية الأمان الوظيفي من كونهِ ضروريّاً لتحقيق الاستقرارِ والنّموّ في حياةِ الموظّف والمساهمةِ في نجاحِ الشّركةِ، وإليكَ بعض النّقاط المُختصرة الّتي تبرزُ أهميّة الأمان الوظيفي:

  • الاستقرار الماليّ: يمنحكَ دخلاً ثابتاً يُمكنكَ الاعتماد عليه في تخطيطِ مستقبلكَ الماليّ، مثلما تعتمدُ على فنجان قهوتكَ الصّباحي؛ لتبدأ يومكَ.
  • زيادة الإنتاجيّة: عندما تشعرُ بالأمان، يكونُ بإمكانكَ التّركيز على العملِ دون القلق المستمرّ، مثلما تستطيعُ الاستمتاعَ بالفيلم دون مقاطعاتٍ.
  • تحسين الصحة النفسية: الأمان الوظيفي يُقلّلُ من مستوياتِ التوتر والقلق، ما يجعلكَ تنامُ بسلامٍ، مثل طفلٍ في سريرهِ الدّافئ.
  • تعزيز الولاء والانتماء: يجعلكَ تشعرُ بأنّك جزءٌ من الفريق، مثل اللّاعب الأساسيّ في فريق كرة القدم.
  • التّطوير المهنيّ: يُحفّزكَ على التّعلّم والنّموّ، مثلما تُحفّزكَ رؤية صديقكَ الرّياضيّ لتحقيق أهداف لياقتكَ.
  • الابتكار والإبداع: يُشجعكَ على التّفكير خارج الصّندوق، مثلما يُشجّعكَ الطّاهي على تجربة وصفاتٍ جديدةٍ.

كيف تحصل على الأمان الوظيفي؟

لن تحصلَ على الأمان الوظيفي ما لم تكن مهتمّاً جدّاً بعملكَ، وبارزاً جدّاً فيه، بحيثُ لا يُمكن الاستغناء عنكَ، لكن بالمقابل هذا لا يعني أن تُضحّي إلى الدّرجة التي تصبحُ فيها عبداً للعمل. إذاً وبعد أن أدركنا أهمية الأمان الوظيفي، كيف نحصل عليه؟ دعونا نستكشفُ بعض الطّرق: [1]

زيادة إنتاجيّتك

من خلال زيادة إنتاجيتك، ستصبحُ ذلكَ الموظف الذي لا غنى عنه في المؤسّسة، احتفظ بسجلٍّ لتقدّمكَ المهنيّ عبر إنشاء قائمةٍ بأهدافكَ المهنيّة المُستمرّة، وتتّبع الوقت الذي تستغرقهُ لتحقيقها وما تنجزهُ في المتوسّط، ثم ضع لنفسكَ أهدافاً لتحسين تلك الإنجازاتِ.  على سبيل المثال، إذا كُنتَ تعملُ في كتابة المحتوى، يُمكنكَ تتبّعُ عددَ وجودةَ المحتوى الّذي تكتبهُ في شهرٍ معيّنٍ، ثم تستهدفُ زيادة الجودة والكميّة بنسبٍ معيّنةٍ كلّ شهرٍ بعد ذلكَ، ولا تتردّد في استخدام كافّةِ الوسائل التي تساعدكَ على تحقيقِ هذا الهدف.

كن أكثر موثوقيّة

كُن الشّخص الذي يعتمدُ عليه مديركَ في المهامّ الصّعبةِ، استجب بسرعةٍ وقدّم توقّعاتٍ معقولةً، فهذا يُعزّزُ الأمان الوظيفي بشكلٍ كبيرٍ. وهناك 3 طرقٍ على الأقلّ، لتصبحَ أكثر موثوقيّةً:

  • أوّلاً، إذا طلبَ منكَ مديركَ شيئاً، استجب بسرعةٍ وحدّد جدولاً زمنيّاً واقعيّاً لإتمام المهمّة، وتذكّر أن تحديدَ توقّعاتٍ معقولةٍ هو مفتاح الظّهور كموثوقٍ.
  • ثانياً، حاول إكمال المهامّ في الوقتِ المُحدّد، والتزم بالمواعيد النّهائيّة، خاصّةً تلكَ التي وافقت عليها، ما يُعزّز صورتكَ كموثوقٍ.
  • ثالثاً: تأكّد من أنّ العملَ يتمّ بجودةٍ عاليةٍ، فإتمامه بالوقت المُحدّد لا يجبُ أن يكونَ على حسابِ الجودةِ.

تلكَ الخطوات مجتمعة تجعلُ مديركَ يُفكّرُ بكَ أكثر لتولّي المهامّ المُختلفةِ، ما يجعلكَ أكثر ضرورةً للمؤسّسة، وإذا اعتبركَ مديركَ موثوقاً، فقد يُسند إليكَ مهاماً أكثر أهميّةً تزيدُ من مسؤوليّاتكَ وربّما راتبكَ.

تقليل المُشتّتات

قلّل من الوقتِ الذي تقضيهِ في المكالماتِ الشّخصيّة أو على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وركّز على المهامّ المُتعلّقةِ بالعملِ، هذا يُظهر لأرباب العمل أنّك تأخذ وظيفتكَ بجديّةٍ، ما يُعدّ بحدّ ذاته وسيلةً لتأمين وظيفتكَ من خلال إظهار شغفكَ وتفانيكَ فيها. عُد للبداية واسأل نفسكَ: ما هو الأمان الوظيفي؟ إنّه ألّا تخشى من فقدانِ وظيفتكَ، كيف يتمّ ذلكَ؟ بالتّأكيد عبر زيادةِ تركيزكَ في العملِ، الأمرُ الّذي يُعتبرُ وسيلةً ممتازةً لتعزيزِ أمان وظيفتكَ، حيث يُساعدكَ ذلك على ترتيب أولويّاتك اليوميّة وزيادة إنتاجيّتكَ، دون أن تلاحظَ ذلكَ.

التّفاعل في الاجتماعات

كن نشطاً ومُركّزاً في الاجتماعات، اطرح الأسئلةَ وأضف معلوماتٍ ذات صلةٍ، فإظهارُ أنّكَ مهتمٌّ ومركّزٌ خلال هذه الاجتماعات يُعطي انطباعاً لأرباب العمل أنّكَ تضع وظيفتكَ في الأولويّة؛ لذا فكّر في كيفيّة ظهوركَ، إذا كنتَ تحضر اجتماعاً شخصيّاً، انتبه لمن يتّحدث، ارتدِ ملابسَ مناسبةً، واجلس بشكلٍ مستقيمٍ، وإذا كُنتَ تستخدمُ كاميرا الويب، تأكّد من أنّ الإضاءة جيّدةٌ، وأنّ الكاميرا في مستوى العين، وأنّ جسمكَ موجّهٌ نحو الكاميرا. بغضّ النّظر عمّا إذا كان الاجتماعُ يتم شخصيّاً أو عبر الإنترنت، يُمكنكَ أيضاً التّفاعل وتدوين الملاحظات.

قبول مسؤوليّاتٍ إضافيّة

تطوّع لتحمّل مسؤوليّاتٍ إضافيّة ولكن بحذرٍ، أي تماماً مثلما يقبلُ البطلُ تحديّاتٍ جديدةً، لكنّه يعرفُ حدودهُ.

اعتماداً على مسؤوليّاتكَ الحاليّة، قد تكون قادراً على قبولِ مهامٍّ إضافيّةٍ، فأن تكونَ موظّفاً يُمكنهُ التّعامل مع مسؤوليّاتٍ عديدةٍ بنجاحٍ يجعلكَ لا غنى عنكَ، وبالتّالي أكثر أماناً في وظيفتكَ؛ لذا حاول أن تكونَ من أوائل المتطوّعين لتحمّل مسؤوليّاتٍ إضافيّةٍ، لكن تذكّر دائماً أن تنظرَ في طبيعة هذه المسؤوليّات قبل قبولها، فمن الضّروريّ ألاّ تتولّى مهامّاً لست مستعدّاً لها، فهذه الخطوةُ تكون فعّالةً في جعل وظيفتكَ أكثر أماناً فقط، إذا أكملت المهام الإضافيّة في الوقتِ المُحدّدِ وبجودةٍ مقبولةٍ.

إذا شعرتَ بأنّك قادرٌ على تحمّل مسؤوليّاتٍ إضافيّةٍ، ولكن وقتكَ الحالي لا يسمح، تحدّث مع مديركَ، إذ إنّ تقييمَ مهاراتكَ ومناقشة عبء العمل مع مديركَ يُساعدكَ في إظهارِ قيمتكَ من خلال تقليل المهامّ الّتي يُمكن للآخرين إكمالها، ممّا يُتيح لكَ التّركيز على المهامّ الأكثر قيمةً، والّتي تتناسبُ مع مهاراتكَ بشكلٍ أفضل.

التّعلُّم المستمرّ

استمرَّ في تعلّم مهاراتٍ جديدةٍ، مثلما يحرصُ المُخترعُ على تطويرِ ابتكاراتهِ بشكلٍ دائمٍ، بتكريس نفسكَ للتّعلم المُستمرّ، فتعلّمكَ لمهاراتٍ جديدةٍ قد تُبهر صاحب العملِ، تبنّي التّكنولوجيا الجديدة، على سبيل المثال، يُظهر أنّك قادرٌ على التّكيّف بسرعةٍ وتعلّم طرق عملٍ جديدةٍ. إذاً، ابحث عن طرقٍ، لتصبحَ خبيراً في شيءٍ أساسيٍّ لعمليّات المنظمّة، فالمدراء غالباً ما يلجؤون إلى الخبراء عندما يحتاجون إلى الدّعم أو محاولة التّغلب على تحدٍّ في مكان العمل، وابحث عن مجالٍ يُمكنكَ بناء معرفتكَ فيه، وبعد أن تفعلَ ذلكَ، تأكّد من البحث عن فرصٍ لمشاركةِ هذه المعرفة في المشاريع أو خلال المناقشاتِ.

الإرشاد ودعم الزملاء

استخدم مهاراتكَ القياديّة لدعم وتوجيه زملائكَ، وكُن الشّخص الّذي يلجؤون إليهِ عندما يواجهون مشكلةً، مثلما يلجأ الأطفال إلى كبيرهم لحلّ النّزاعات. وابحث عن فرصٍ لدعم أعضاء الفريقِ عندما يكون ذلك مناسباً، فمن خلال جعل نفسكَ الشّخص المرجعيّ لقيادة الفرق والإجابة على الأسئلة وحلّ المشكلات، تُصبح موظفاً لا غنى عنه وتجعل وظيفتكَ أكثر أماناً.

التّركيز على الحلول

عندما تواجهُ تحديّاً، اكتشف المشكلةَ الأساسيّةَ واقترح حلولاً لها، وكُن كالمحقّق الماهر بحلّ الألغاز، فالتّركيز على حلّ المشكلات التي تنشأ في مكان العمل واستخدام مهاراتكَ في حلّها، يُساعدك في ترسيخ قيمتكَ لدى المنظمة، وعند مواجهة التّحديّات، اكتشف المشكلة الأساسيّة وقم بالتّخطيط النّشط مع الآخرين للتوّصل إلى حلولٍ، وعندما تُنشئ خطّةً مفصّلةً قد تساعدُ المنظّمة أو قسماً فيها للتّغلب على مشكلةٍ، اقترب من مديركَ أو رئيس القسم وقدّم الحلّ له.

بناء العلاقات

حافظ على علاقاتٍ جيّدةٍ مع زملائكَ وقائد الفريق، وكُن الشّخص الّذي يَسهلُ التّعامل معهُ، فوجود علاقةٍ جيّدةٍ مع زملائكَ وقائد الفريق والإدارة العليا، يضمنُ أنّك تُرى كجزءٍ لا يتجزّأ من الفريق، كما أنّ امتلاكَ مهارات تواصلٍ جيّدة، يجعلكَ سهلَ التّعامل ويزيد من موثّوقيّتكَ بشكلٍ عامٍّ، هذا الأمرُ مهمٌّ حتّى إذا كُنتَ تعمل عن بعد، فالتّواصل بانتظامٍ مع جميعِ أعضاء الفريق بطريقةٍ مهنيّةٍ ومناسبةٍ ومختصرةٍ والاستماع النّشط عند التّحدّث إليك، يُعزّز مكانتكَ كشخصٍ يُمكن للآخرين التّفاعل معه، وهذا، بدورهِ، يجعل وظيفتكَ أكثر أماناً.

كيف يمكن للمديرين تحسين الأمان الوظيفي في المؤسسة؟

إنّ أهمية الأمان الوظيفي ليست كبيرةً فقط للموظّفين، إنّما أيضاً للشّركات، فالموظّف المرتاح نفسيّاً سيعطي إنتاجيّةً أكبر كمّاً ونوعاً، أضف إلى ذلك، فإنّ الشّركات الّتي تمنح موظّفيها شعوراً بأمان العمل معها، يُمكن أن تستقطبَ أكبر المواهب برواتب أقلّ من شركاتٍ أُخرى مشابهةً تُشعِر الموظفين بأنّهم قابلون للتركِ بأيّ لحظةٍ. فلنتفق على أنّ غالبيّة الموظّفين يرغبون في التّأكد من أنّهم ليسوا مجرّد أدواتٍ يتمّ استخدامها مؤقّتاً ثم التّخلي عنهم، ولحلّ هذه المشكلة ينبغي على الشّركات والمدراء التّأكد من: [2] 

  • إعطاء الأولويّة لرعاية الموظّفين: الشّركات التي تولي أهمّيةً لرعاية الموظّفين تكسبُ ثقتهم وتُعزّز شعورهم بالأمان الوظيفي، مثلما تهتمّ الأسرة بأفرادها لضمان سعادتهم.
  • تشجيع التّعاون الصّحيّ: شجّع الفرق على العمل معاً بشكلٍ متوازنٍ، مثلما يعملُ أعضاء الفرقة الموسيقيّة سويّاً لإنتاج لحنٍ جميلٍ.
  • منح الموظفين شعوراً بالانتماء: اجعل الموظّفين يشعرون بأنّهم جزءٌ من الفريق الكبير، مثلما يشعرُ المشجّعون بأنّهم جزء من فريقهم الرّياضي المفضّل.
  • الاستثمار في التّدريب والتّطوير المهنيّ والشّخصيّ: استثمر في تطويرِ الموظّفين؛ ليصبحوا أفضل، مثلما يستثمرُ المزارع في الأرض ليحصد محصولاً وفيراً.

الأمان الوظيفي هو المفتاحُ لنجاح الموظّفين والشّركات، فمن خلال خلق بيئة عمل آمنةٍ ومستقرّةٍ وتعزيز التّطوير المهنيّ والشّخصيّ، يُمكنكَ ضمان الأمان الوظيفي وتحقيق النّجاح المستمرّ للجميع.

في الختامِ، الأمان الوظيفي ليس مجرّد شعورٍ بالرّاحة والاستقرار، بل هو نتاجُ مجهودٍ مستمرٍّ لتطوير الذّات وبناء علاقاتٍ قويّة والعمل بإتقانٍ وتفانٍ، فبتبني عقليّة السوبر موظّف، تستطيعُ أن تضمنَ لنفسكَ مكاناً ثابتاً ومؤثّراً في عالم العمل، تذكّر، الأمان الوظيفي يبدأ بكَ وينمو بجهودكَ المُستمرّة والتزامكَ بتقديمِ الأفضل دائماً، فلا تنتظر الأمان أن يأتي إليكَ، بل قُم واصنعهِ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: