الإجهاد الحراري يهدد حياة العمال عالميّاً... إليك كيف تحميهم
تشير تقارير إلى ارتفاع الإصابات والوفيات المرتبطة بالحرارة. لذا، يجب على أصحاب العمل تنفيذ تدابير وقائية لحماية العمال
تزايدت خطورةُ الإجهادِ الحراريِّ على العمّالِ في جميعِ أنحاءِ العالمِ بشكلٍ ملحوظٍ، ممّا يجعله خطراً لا يمكنُ تجاهله. في الأسبوعِ الماضي وحده، تمَّ تسجيلُ درجاتِ حرارةٍ قياسيةٍ مرّتين، ممّا يشيرُ إلى تصاعدِ هذه المشكلة. وفقاً لتقريرٍ حديثٍ صادرٍ عن منظمةِ العملِ الدوليةِ، يتعرّضُ 2.41 مليارَ عاملٍ، أي ما يعادلُ 70% من القوى العاملةِ العالميةِ، لدرجاتِ حرارةٍ مفرطةٍ. هذا يؤدّي إلى وقوعِ 22.85 مليونَ إصابةٍ ونحوَ 19,000 حالةِ وفاةٍ سنويّاً.
في الأمريكتين، شهدت الإصاباتُ المهنيّةُ المرتبطةُ بالحرارةِ زيادةً بنسبةِ 33% منذ عامِ 2000، بينما سجَّلت أوروبا وآسيا الوسطى زيادةً بنسبةِ 16.4% في نفسِ الفترة. تؤكّدُ منظمةُ العملِ الدوليةِ أنَّ مكافحةَ التغيّرِ المناخيِّ تتطلّبُ جهوداً طويلةَ الأمدِ، لكنَّ مشكلةَ التعرّضِ للحرارةِ المفرطةِ تتطلبُ تدخّلاتٍ عاجلةً. جاء في التّقرير: "يتعرّضُ العمّالُ للإصاباتِ والموتِ الآن، وبالتّالي يجبُ تنفيذُ تدابيرِ الوقايةِ من الإجهادِ الحراريِّ كمسألةٍ ملحةٍ".
العمّالُ الذين يعملون في الهواءِ الطّلقِ هم الأكثرُ عرضةً لخطرِ الإجهادِ الحراريِّ، لكنَّ جميعَ العمّالِ، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في المصانعِ التي يمكنُ أن تصبحَ شديدةَ الحرارةِ إذا لم تكنْ جيدةَ التّهويةِ، معرّضونَ لهذا الخطر. وعلى الرّغم من أنَّ موجاتِ الحرارةِ الكبيرةِ تجذبُ الانتباهَ، فإنَّ معظمَ حالاتِ تعرّضِ العمّالِ للحرارةِ المفرطةِ تحدثُ في فتراتٍ أخرى. يشيرُ التقريرُ إلى أنَّ أصحابَ العملِ يتّخذونَ تدابيرَ أكثرَ صرامةً خلال موجاتِ الحرارةِ الكبيرةِ، لكنْ يجبُ عليهم الحفاظُ على نفسِ المستوى من الحذرِ طوالَ الأشهرِ الحارةِ.
العملُ على تخفيفِ الإجهادِ الحراريِّ على مدارِ العامِ يعودُ بفوائدَ اقتصاديةٍ، حيثُ يمكنُ أن يستغرقَ تعافي الموظفين من الإصاباتِ المرتبطةِ بالحرارةِ أياماً أو حتى أسابيعَ. تشملُ الاستراتيجياتُ الفعّالةُ تركيبَ مراوحِ التبريدِ، واستخدامَ موادِ بناءٍ لا تمتصُّ الحرارةَ، وتطبيقَ دوراتِ العملِ والراحةِ، وإنشاءَ نظامِ الزملاءِ، وتوزيعَ معدّاتِ الحمايةِ الشخصيةِ الّتي تساعدُ العمّالَ على الحفاظِ على درجةِ حرارةِ الجسمِ الطبيعيةِ.
شاهد أيضاً: 4 خطوات رئيسة عند إبلاغ الموظّفين بفصلهم
يجبُ أن تكونَ الحلولُ المتبعةُ صديقةً للبيئةِ قدرَ الإمكانِ. يوصي التّقريرُ باستخدامِ أنظمةِ تبريدٍ تعملُ بالطاقةِ الشّمسيةِ بدلاً من الكهرباءِ، لحمايةِ العمّالِ دونَ زيادةِ تفاقمِ مشكلةِ التغيّرِ المناخيِّ. كما يدعو التقريرُ أصحابَ العملِ إلى جمعِ ملاحظاتِ العمّالِ حولَ كيفيةِ إنشاءِ بيئةِ عملٍ آمنةٍ تلبي احتياجاتِهم الخاصةِ. توفرُ هذه الملاحظاتُ بياناتٍ حاسمةً لتشكيلِ استراتيجياتٍ فعّالةٍ للوقايةِ من الإجهادِ الحراريِّ.
في نهايةِ المطافِ، قدْ تكونُ هناك حاجةٌ إلى توجيهاتٍ أوسعَ وشاملةٍ. في خطابٍ مسجّلٍ بالفيديو يعرضُ التقريرَ، قالَ الأمينُ العامُّ للأممِ المتحدةِ، أنطونيو غوتيريش: "يجبُ أنْ نضمنَ أنْ تعكسَ القوانينُ واللّوائحُ واقعَ الحرارةِ الشديدةِ اليوم، وأنْ يتمَّ تطبيقُها بفعاليةٍ".