الإدارة الفعّالة للضغوط: إليك 3 خطوات للتعامل مع الأعباء الكثيرة
القدرة لا تبرر إجبار نفسك على فعل كلّ شيءٍ، لذلك تعلّم كيف تتحكم بأعباء عملك بنجاح
بقلم ديبرا روبرتس Debra Roberts، مؤلفة وخبيرة في التواصل الشخصي المتبادل
أنت كقائدٍ تمتلكُ القدرةَ بلا شكٍ، ولكنّ هذا لا يعني أنّكَ تمتلكُ ميزاتٍ خارقةٍ؛ فالأشخاصُ الذين يحقّقون نجاحاتٍ كبيرةٍ غالباً ما ينسونَ أنّ هناك حدوداً لطاقتهم وقوّةِ عقولِهم وصبرِهم وقدراتِهم، والاعتقادُ الخاطئُ لديهم بأنّهم يمكنُهم (أو يجبُ عليهم) فعلُ كلّ شيءٍ هو أصلُ هذا الضّغطِ. [1]
الضّغطُ الذي ينتجُ عن المواعيدِ النّهائيّةِ الصّارمةِ والتّعاملِ مع حلِّ المشاكلِ باستمرارِ، وعدمِ كفايةِ ساعاتِ اليّومِ وقيودِ الميزانيّةِ والصّراعاتِ الشّخصيّة بين الموظّفين، والإرهاقُ يتراكمُ مع مرورِ الوقتِ مع استنزافِ مواردِكَ الدّاخليّةِ للتكيّفِ، يزحفُ الاحتراقُ الوظيفيُّ إلى داخلكَ، ممّا يجعلُ من الصّعبِ تلبيةَ متطلباتِ وظيفتكَ والبقاءَ على ارتباطٍ مع فريقكَ.
يتطلّعُ فريقكَ إليك للتوجيهِ عندما يشتدُّ العملُ وتقتربُ المواعيدُ النّهائيّة، يُعدُّ القادةُ الذين يفتقرون إلى مهاراتِ التّكيّف الأساسيّةِ متَّصفينَ بعدم القدرةِ والتّواصلِ والاهتمامِ بفريقهم، عندما يتوقّفُ القادةُ عن التّواجدِ من أجل فِرقهم، تتوقّفُ فرقهم عن التّواجد من أجلهم.
يمكنكُ تحقيقُ أهدافك دونَ الإفراطِ في العبءِ، ولكنَّ ذلكَ يتطلّبُ منكَ أن تكونَ عازماً وأن تركّز على الأمورِ التي يمكنكَ السّيطرةُ عليها، مثل: الوعي بالذّاتِ، التّركيزُ على ما يمكنكَ التّحكمُ فيهِ سيساعدكُ على البقاءِ مرناً وقويّاً، وفيما يلي ثلاثُ خطواتٍ رئيسيّةٍ يمكنكَ اتّخاذُها لتجنّبِ الضّغطِ الزّائدِ وإدارتهِ عند حدوثهِ.
شاهد أيضاً: كلمة واحدة تشرح ببراعة السبب الخفي للاحتراق الوظيفي
قيِّم عامل الزمن
العملُ بذكاءٍ يعني التّوقفُ لتقييمِ الجهدِ المفترضِ المطلوبِ والعواملِ الزّمنيّةِ المعنيةِ قبل الانخراطِ في مشروعٍ جديدٍ، دائماً خذْ خطوةً للوراءِ وحدّد كيفَ يتناسبُ هذا المشروعُ الجديدُ مع جداولِ العملِ وأعباءِ العملِ الحاليّةِ لفريقكَ، هل هو أمرٌ لهُ أولويّةٌ؟ هل يجبُ إكمالُهُ الآنَ، أم يمكنُ أن ينتظرَ؟ إذا كانَ ذا أولويةٍ، فأيُّ مشروعاتٍ أو مهامٍ يمكنُ أن توقّفَها لتوفيرِ وقتٍ لهذا المشروعِ الجديدِ؟
ليسَ من الضّروريّ أن تكتملَ جميعُ المشروعاتِ فوراً، لا تتولَّ مشروعاً جديداً إلّا إذا كانَ ذا أولويةٍ؛ فعدمُ قبولِ مشروعٍ جديدٍ ليس علامةَ ضعفٍ، لا يعني ذلكَ أنَّكَ لستَ قائدَ فريقٍ، ولا يعني أنّكَ وفريقكَ غير قادرين، بل يعبّرُ ذلكَ عن فهمكَ العميقِ للصّورةِ الكبيرةِ واستعدادكَ لحمايةِ فريقكَ حتّى يمكنهمُ القيامُ بعملهم دونَ أن يتعرّضوا للضّغطِ الزّائدِ. ومعرفةُ حدودكَ وحدودُ فريقكَ تجعلكُ قائداً جيداً، إنّها قوةٌ، وليستْ ضعفاً.
ابذل جهداً واعياً لتكون حاضراً
حضوركُ وتركيزكُ، دونَ تشتيتٍ هو أهمُّ وظيفةٍ لديكَ، ويتيح لكَ ذلكَ المشاركةَ الكاملةَ في المهمّةِ الحاليّةِ وبيئةِ العملِ، بما في ذلكَ الأشخاصُ في فريقكِ، ويؤدّي هذا الوعيُ في اللّحظةِ إلى زيادةِ الفعاليّةِ، وكونكَ حاضراً يمنحكَ إحساساً بالهدوءِ والتّمتّعِ.
عندما لا تكونُ حاضراً، قد تجد نفسكَ تقومُ بالعملِ الصّعبِ دون وعي، وعندما يحدثُ ذلكَ لا يمكنكَ أن تظهرَ كأفضلِ نسخةٍ عن شخصيتكَ في أيّ مجالٍ من حياتكَ؛ لأنّكَ تشاركُ جزئيّاً فقط مع البيئةِ أو المهمّةِ أو الأشخاصِ من حولكَ. وعندما تكونُ مشغولاً بالقيامِ بكلّ الأمورِ الصّعبةِ، تظهرُ لإنجاز المهامِ فقط لأنّ هناكَ الكثيرُ للقيامِ بهِ، ويحتاجُ إلى التّعاملِ معهُ، عندما تكونُ مشغولاً بهذا الشّكلِ، تكونُ مُثقّلاً ولكنّكَ ملزَمٌ.
نحنُ جميعاً ننشغلُ بهذا الشّكلِ في أوقاتٍ مختلفةٍ من حياتِنا، ذلكَ ليسَ سيئاً، ولكنّني أوصي بشدّةٍ ببذلِ جهدٍ لتكونَ حاضراً ومدركاً أنّكَ تنشغلُ بالأمورِ الصّعبةِ للقيامِ بذلكَ، تحقّق من نفسك على الأقل مرّةً واحدةً في اليومِ لمراقبةِ نفسكَ، ولاحظْ كيفَ تشعرُ، وحاول التّعبيرَ عن ذلكَ بكلماتٍ، على سبيلِ المثالِ:
- "أنا أَسْرَحُ كثيراً ولا أركّزُ بعدَ القيامِ بالكثيرِ من الاجتماعاتِ."
- "أشعرُ بالضّغطِ عندَ النّظرِ إلى عددِ الرّسائلِ الإلكترونيّةِ التي وصلتني أثناءَ غيابي عن المكتب أمس."
- "أنا بخير! أشعرُ بالرّاحةِ."
إذا كانت تسيرُ الأمورُ بشكلٍ جيدٍ، فتابعْ يومكَ، ولكن إذا تعرفتَ على مشكلةٍ محتملةٍ، فتعاملْ مع تلكَ المشكلةِ قبل القيامِ بأيّ شيءٍ آخرَ.
شاهد أيضاً: مع ازدياد ضغط العمل ما زال بإمكانك الحفاظ على هدوئك وإنتاجيتك بـ 8 طرق
إذا كنتَ تشعرُ بأنّكَ تَسْرَح كثيراً ولا تستطيعُ التّركيزَ، اذهبْ للنّزهةِ، إذا لم يكن لديكَ الوقتُ لنزهةٍ سريعةٍ خذ لحظةً لتشعرَ بقدميكَ على الأرضِ، وحرّك أصابعَ قدميكَ، واضربْ قدميكَ على الأرضِ بلطفٍ، ستذكّرُ هذهِ الفعلةُ البسيطةُ دماغكَ بضرورةِ تحويلِ تفكيركَ وإعادةِ التّركيزِ.
إذا كنتَ مثقلاً بالعملِ، قم بإعدادِ خطّةٍ سريعةٍ لكيفيّةِ ومتى ستعالجُ القضايا الّتي لكَ سيطرةٌ عليها، من المهمِّ أيضاً الاتّصالُ مع مشاعرِ الثّقلِ والإرهاقِ واتّخاذِ قرارٍ حولَ كيفيّةِ التّعاملِ معها لكي لا تعلق بسببها. إذا كنتَ تشعرُ بالضّغطِ بسببِ الرّسائلِ الإلكترونيّةِ، قد تشملُ خطتكَ أخذُ بضعَ تنفساتٍ دائريّةٍ (شهيقٌ وزفيرٌ في نفسِ الوقتِ) ببطءٍ لتهدئةِ نظامكَ، ثمَّ تخصيصُ فترةٍ زمنيّةٍ محدّدةٍ ومعقولةٍ لمراجعةِ رسائلِ البريدِ الإلكترونيِّ والرّدِّ عليها.
لا تتجاهل ملاحظاتِكَ أو المشاعرَ الّتي تنشأُ عندما تتواصلُ مع نفسكَ؛ فتجاهلُ نظامِ التّنبيهِ المبكّرِ هذا يمكنُ أن يزيدَ من المشكلةِ ويزيدَ من مشاعرِ الضّغطِ الزائدِ، ومن خلالِ التّعاملِ مع الوضعِ فوراً، يمكنكَ العنايةُ بنفسِكَ وبفريقِكَ.
إذا لم تكن لديكَ ولدى فريقكَ ومؤسّستكَ مهاراتٌ قويّةٌ في التّواصلِ سيزيدُ ذلك من الضّغطِ والتّوترِ في نظامٍ مثقلٍ بالفعلِ، فالاتّصالُ الضّعيفُ يستنزفُ المواردَ الماليّةَ، ويخفّضُ الإنتاجيّةَ والكفاءةَ، ويزيدُ من التّوترِ وسوءِ الفهمِ، ويرفعُ مستوياتِ الإجهادِ بشكلٍ هائلٍ، إنّهُ يسهمُ في شعورِ الجميعِ بالضّغطِ الزّائدِ والإرهاقِ، ويعلِّمُ بروتوكولُ الاتّصالِ كيفيّةَ التّعاملِ حتّى مع أصعبِ المواقفِ إذ يمكنكمُ العملُ معاً لإيجادِ الحلِّ، بغضِّ النّظرِ عن الظّروفِ، وتصبحُ أكثر قوّةً وقدرةً عند التّعامل مع التّوتر والإرهاق.
اعمل بجد واستمتع بشكل أفضل
كن حاضراً بشكلٍ كاملٍ في العملِ، ولكن تعلّم أيضاً كيفَ تتركهُ في المكتبِ عند الإمكانِ، خذ وقتاً للاستمتاعِ، اشترك في النّشاطِ البدنيّ لتحريرِ التّوترِ، وتواصل مع الأشخاصِ في حياتكَ.
عندما كنتُ أعملُ مع شركةِ رعايةٍ صحيّةٍ أفادَ أحدُ الصيادلةِ بأنّهُ عندما يتركُ المكتبَ يقومُ بنزعِ معطفهِ الأبيض بوعي ويضعهُ في الخزانةِ، من خلالِ الانتباهِ إلى هذا السّلوكِ وكونهُ حاضراً بشكلٍ كاملٍ أثناءَ نزعِ معطفهِ وتركهِ في العملِ، وضعُ حداً بين العمل والمنزل، وأثناءَ قيادتهِ للعودةِ إلى المنزلِ، كانَ يستمعُ إلى الموسيقى التي يستمتعُ بها مغيراً مزاجهُ من شدّةِ اليومِ إلى حالةٍ أكثرَ استرخاءً، وهي الحالةُ التي كان يرغبُ في الظهورِ بها عندما يصلُ إلى المنزلِ. فهل نجحت هذهِ الطّريقةُ دائماً؟ لا، ولكن في كثيرٍ من الأحيانِ، كان هو وعائلتهُ ممتنّينَ لأنّهُ استطاعَ أن يكونَ حاضراً معهم ولا يشغلهُ التّشتتُ أو الإرهاقُ من ضغوطِ العملِ.
شاهد أيضاً: في يوم الصحة النفسية العالمي: التوازن بين العمل والحياة ضروري للأعمال
اختر القيامَ بأشياءٍ تستمتعُ بها وتمكّنكَ من تجديدِ طاقتكَ في كلِّ مرةٍ يكونُ ذلكَ ممكناً، أنتَ تعملُ بجدٍّ، وأنتَ قائدٌ تتمتعُ بالقدرةِ والفعاليّةِ، ليسَ عليكَ أن تحرقَ نفسكَ لتثبتَ قيمتكَ، في الواقعِ كلّما استطعتَ أن تقودَ بالقدوةِ، كلّما كنتَ قائداً أكثرَ فعاليّةً.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.