الإمارات تقود سباق الذكاء الاصطناعي في الأسواق العالمية

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

تشهد الاستثمارات العالميّة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) نموّاً متسارعاً، حيث تتسابق الشّركات في مختلف القطّاعات الرّقميّة لجذب المواهب المُتخصّصة، وتشمل هذه القطّاعات: الصّحة، والماليّة، والأمن السيبراني، والخدمات العامّة. وتوقّعت أبحاثٌ صادرةٌ عن "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs) أن تصلَ الاستثمارات العالميّة في الذكاء الاصطناعي إلى 200 مليار دولارٍ بحلول عام 2025، فيما قدّرت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) أنّ سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تبلغ قيمته 1.3 تريليون دولارٍ بحلول عام 2032، وفقاً لبيانٍ صحفيٍّ عبر البريد الإلكتروني لـ Inc. Arabia.

يعكس هذا النّموّ إدراك القادة العالميّين لدور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجيّة ودفع عجلة النّموّ. وفي الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر، ستجتمع أكثر من 3500 علامةٍ تجاريّةٍ في مركز دبي التّجاريّ العالميّ للمشاركة في "GITEX GLOBAL 2024"، وهو أكبر حدثٍ تكنولوجيٍّ في العالم. يهدف هذا المعرض والمؤتمر إلى ربط الخبراء التّقنيّين والمؤسّسين والمستثمرين وقادة الحكومات والمديرين التّنفيذيّين لعرض أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وبحث فرص التّعاون المشترك.

ستشارك في الحدث شركاتٌ تقنيّةٌ عملاقةٌ، مثل: "أدوبي" (Adobe)، و"علي بابا كلاود" (Alibaba Cloud)، و"أيه دبليو إس" (AWS)، و"مايكروسوفت" (Microsoft)، و"إنفيديا" (Nvidia)، إلى جانب منظّماتٍ إقليميّةٍ، مثل: "برسايت" (Presight)، و"معهد الابتكار التّكنولوجيّ" (Technology Innovation Institute).

سيركّز الحدث على استعراض الفرص والتّحديّات في الاقتصاد العالميّ للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطويره الأخلاقيّ، والحوسبة الكمّية، ونماذج اللّغة الكبيرة، وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على قطّاعات التّعليم، والصّحة، والتّمويل. كما وأشارت دراساتٌ حديثةٌ إلى أنّ ظهور الذكاء الاصطناعي السّريع يُؤثّر على سوق العمل، حيث أفادت "ديلويت" (Deloitte) أن عددَ المُتخصّصين في الذكاء الاصطناعي بلغ فقط 22,000 في عام 2022، مع توقّعاتٍ بأن يتمّ شغل نصف الوظائف المُتعلّقة بهذا المجال.

ردّاً على هذه التّحديّات، تسعى الإمارات العربيّة المتّحدة، لتصبح مركزاً عالميّاً للذكاء الاصطناعي من خلال أجندةٍ حكوميّةٍ شاملةٍ تتماشى مع استراتيجية الإمارات الوطنيّة للذّكاء الاصطناعيّ الّتي تهدف إلى قيادة العالم في هذا المجال بحلول عام 2031، ويتم ضخّ استثماراتٍ كبيرةً لدمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامّة، والطّاقة، والسّياحة، والتّعليم.

مؤخّراً، أعلنت دبي عن استراتيجّيةٍ جديدةٍ لتحسين جودة الحياة بهدف أن تصبحَ المدينة الأفضل عالميّاً للعيش والعمل والسّفر، كما أطلق مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرّقميّ وتطبيقات العمل عن بعد في الإمارات ميثاق الإمارات لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ميثاقٌ يهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجيّة للإمارات في الذكاء الاصطناعي.

في أبريل الماضي، أطلق سموّ الشّيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس المجلس التّنفيذيّ لإمارة دبي الخطّة العالميّة للذكاء الاصطناعي، وتتضمّن هذه الخطّة السّنويّة مجموعةً من الأهداف الرّامية إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الحياة عبر مختلف القطّاعات.

الهدف الرّئيس لهذه الخطّة هو إنشاء بيئةٍ جاذبةٍ للنّموّ الاقتصاديّ السّريع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير البنية التّحتيّة وإطارٍ تنظيميٍّ مُشجّعٍ للاستثمار وجذب المواهب المُتخصّصة عالميّاً، كما تركز الخطّة على دمج الذكاء الاصطناعي في عمليّات الحكومة بهدف تحسين الكفاءة وجودة الخدمات.

وفي خطوةٍ أُخرى لتعزيز الذكاء الاصطناعي، أعلنت حكومة دبي الرّقميّة العام الماضي عن إطلاق "دبي AI"، وهي منصّةٌ رقميّةٌ تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي وتعتبر بمثابة مساعدٍ رقميٍّ شخصيٍّ للمدينة.

للمزيد من المعلومات حول "GITEX GLOBAL 2024"، يمكن زيارة الموقع الرسمي: www.gitex.com.