الرئيسية التنمية الابتكار في العمل: كيف تتفوق دون الحاجة لتكون عبقرياً؟

الابتكار في العمل: كيف تتفوق دون الحاجة لتكون عبقرياً؟

أهمية الابتكار، واستراتيجيات تعزيزه، وأدواته، وكيفية التعامل مع التحديات لتحقيق ميزة تنافسية واستجابة لمتطلبات السوق

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ليسَ من الضَّروريّ على الإطلاق أن تكونَ آينشتاين كي تتمكَّن من الابتكار في العمل، ولا عالماً في الفيزياء لتكتشفَ أساليب وطرائقَ مختلفةً لتأدية عملكَ، فالواقعُ أنَّ الجميعَ يبتكرُ في عملهِ على اختلاف درجات هذا الابتكار، فمهما كان العمل روتينيّاً مملّاً فمع كثرة ممارستهِ تجدُ نفسكَ تكتشفُ طرائقَ مختصرةً للوصول للهدف نفسهُ، وهذا بالطَّبع قد يكون نتاج الخبرة، ولكن الابتكار ليس فقط خبرةً بل تعلُّمٌ وذكاءٌ وجمعُ مهاراتٍ مختلفةٍ وغيرها.

لذا لا تشعرُ بالرُّعب عندما يُقال لك إنَّه من الضَّروريّ أن تبتكرَ لكي تنجحَ، فهذا ما يقومُ به الجميع أو على الأقلّ جميع من يبقون في مهنهم ولا يُطردون منها بعد عدَّة أسابيع، ولكنَّ الأهمّ من الابتكار هو اكتشاف الأدوات التي تساعدكَ بسرعةٍ أكبر على اتّباع طرائقَ جديدةٍ في الإبداع تنجحُ بها دائماً، سواء كنت صاحب شركةٍ أو مديراً أو موظَّفاً يتطلَّع للنَّجاح في عمله.

ما هو الابتكار في العمل؟

يعتقدُ بعض النّاس أنَّ الابتكار في العمل مجرَّد مفهومٍ طنَّانٍ لا يصلحُ لكلّ أو حتَّى معظم المجالات، وأنَّه لا وجودَ لهُ إلَّا في الشَّركات التّقنيَّة أو التي تعتمد على التَّفكير مثل الكتابة أو غيرها، وهذا ليس حقيقيّاً على الإطلاق، فالابتكار هو كلُّ أسلوبٍ أو فكرةٍ أو تقنيَّةٍ أو ممارسةٍ جديدةٍ يُطبِّقها شخصٌ في بيئة العمل، وحتَّى إذا فشلت الفكرة الجديدةُ، فإنَّ هذا يكون حافزاً للتَّحسُّن المستمرّ وليس لمقاومة الإبداع والابتكاراتِ الجديدة، وهو ما يحدثُ في الكثير من الأماكن ومن قِبل مجموعةٍ لا يُستهان بها من أصحاب العمل، فلا تتوفَّر في الأساس البيئة التي تشجِّع على الابتكار. [1]  

أهمية الإبداع والابتكار في العمل

الحلُّ السَّريع للمشكلات والتّكيُّف مع التَّغيُّرات السُّوقيَّة من أهمّ نتائج الابتكار في العمل، فهو يتضمَّن تشجيع الفريق على التَّفكير بطريقةٍ مختلفةٍ حتَّى عنك نفسكَ، والتَّرحيب بتلك الأفكار وعدم تسفيهها كما يحدثُ كثيراً، فهذا التَّشجيع على الابتكار يُساعدُ في تبسيط العمليَّات وإضفاء الكثير من الحيويَّة على مكان العمل مع تشجيع التَّعاون والنَّظر بتفاؤلٍ نحو المستقبل.

إنَّ التّركيزَ على الابتكار ببساطةٍ يجعل الموظَّفين أكثر مشاركةً ومساهمةً في مكان العمل بصرف النَّظر عن موقعهم وخبراتهم وخلفيَّاتهم، فهذا يساعدُ الفريق أكثر على التَّكيُّف مع الديناميكيَّات المُتغيِّرة، وهذا ما سينعكسُ على النُّموُّ السَّريع دون أدنى شكٍّ.

استراتيجيات تعزيز الابتكار في العمل المؤسسي

مع التَّنافسيَّة الشَّديدة وأتمتة الكثير من المهام التَّقليديَّة، فلا بديل على الإطلاق من محاولة اتّباع مجموعةٍ من استراتيجيَّات تعزيز الابتكار في العمل بأسلوبٍ ممنهجٍ وليس عشوائيّاً، ومن أهمّ هذه الاستراتيجيَّات:

ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسَّسي

وهي مهمَّة المديرين ومُلّاك الشَّركات، فيجب التَّأكيد على أهمّيَّة الابتكار كلّ فترةٍ، وتُعدُّ شركة مايكروسوفت من النَّماذج الملهمة في هذا الشَّأن، حيث تَصوغ بعباراتٍ واضحةٍ كيف ينبغي للموظَّفين المساهمة بأفكارٍ جديدةٍ للمنتجات والأنظمة والخدمات، بحيث يكون الابتكار من المهام العاديَّة.

تقبُّل الفشل والتَّسامح مع الأخطاء

فهذه حقيقةٌ لا مفرَّ منها وتُعدُّ أيضاً من تحدّيات تعزيز الابتكار، فأمام كلّ فكرةٍ مبتكرةٍ ناجحةٍ هناك عشراتٌ من الأفكار الفاشلة، ولكن بدلاً من الهرب من الابتكار لا بدَّ أن نتقبَّلَ فكرة الفشل ونتصالح معها، بل وأن نُقلِّل من تأثيرها السَّلبيّ مع تشجيع المبادرات المحفوفة بالخطر لمساعدة الموظَّفين على الانفتاح أكثر، فشركاتٌ مثل نتفلكس وأمازون وكوك لا تخجل مطلقاً من الاعتراف بإخفاقاتهم السَّابقة قبل الوصول للنَّجاح الكبير. [4]  

امنح الموظَّفين سبباً للاهتمام بالابتكار

فلإنشاء ثقافة عملٍ مبتكرةٍ يجب أن يُدركَ الموظَّفون الهدف الأكبر للشَّركة والأسلوب الذين يُساهمون به في تحقيق هذا الهدف، ممَّا يزيد من الحافز لديهم لتقديم ما يزيد من هذا النَّجاح عبر طرح أفكارٍ متنوِّعةٍ.

تشجيع التَّعاون عبر الفرق متعدّدة الوظائف

فالتَّعاون بين الأقسام المختلفة يُشجِّع على تبادل وجهات النَّظر، ويُعزِّز من تقاسم المعرفة الضَّروريَّة لتُطلَقَ شُعلةُ الإبداعِ، وعن طريق تنفيذ مشروعاتٍ مشتركةٍ بين مختلف الأقسام تتحقَّق هذه الاستراتيجيَّة.

الاتّصال العموديُّ المفتوح

يجبُ أن يشعرَ الموظَّفون أنَّ بإمكانهم التَّواصل المفتوح مع أصحاب العمل بسلاسةٍ، سواء من خلال تطبيقاتٍ وأدواتٍ مباشرةٍ أو من خلال تحديد وقتٍ أسبوعيٍّ أو شهريٍّ لطرح الأفكار الجديدة ومناقشتها.

استخدام أدوات تعزيز الابتكار

في عصر الذكاء الاصطناعي هناك الكثير من الأدوات التي تُساعدك في تنقيح الأفكار وتعزيزها وحتَّى رسم سيناريوهاتِ محاكاةٍ لمدى جودةِ أو فشلِ الفكرة ونسبة المخاطرة، ومن الحُمق الشَّديد عدم استغلالها مع توفُّرها الشَّديد والمُتزايد.

شاهد أيضاً: تحديات ابتكار منتج جديد في الشركات الكبيرة

التأثيرات الإيجابية للابتكار والتجديد في بيئة العمل

لا يمكن إحصاء التَّأثيرات الإيجابيَّة للابتكار والتَّجديد في العمل، ولكن من أهمّ هذه التَّأثيرات المباشرة على الإطلاق: [2]  

الميزة التنافسية المستمرَّة

الابتكار يتضمَّن المخاطرة والفكر المنفتح، والشَّركات التي تستثمرُ الوقتَ والجهد في التَّوصُّل لطُرق عملٍ جديدةٍ تتمتَّع بميّزةٍ تنافسيَّةٍ مستمرَّةٍ مقارنةً بالشَّركات الأخرى في السُّوق، ويُمكن اتِّخاذ "أمازون" كمثالٍ مع الكثير من الابتكارات الرَّائدة في الشّراء والتَّسليم عبر الإنترنت، ممَّا سمح لها ليس فقط في البقاء ولكن باعتلاء القمَّة.

ضمان الاستجابة لمتطلَّبات العملاء

وهو الأمر الأساسيُّ لبقاء الشَّركة، فتجربة أساليبَ جديدةٍ دائماً تتضمَّن بلا شكٍّ معرفة ما يحتاج إليه الجمهور المستهدف، ويمكن اتِّخاذ شركة آبل كمثالٍ هنا، فمن خلال التَّركيز على تطوير أجهزة إلكترونيّة مريحةٍ وسهلة الاستخدام ضمنت الهيمنة على السُّوق.

ضمان رضاء الموظفين المبدعين والاحتفاظ بهم

إن معدَّل التَّدوير المرتفع في الشَّركة ليس من مصلحة نموّها على الإطلاق، واتّباع الأسلوب المبتكر في العمل يجذب الموظَّفين الذين يتمتَّعون بمستوياتٍ مرتفعةٍ من الإبداع والابتكار والمبادرة، وكلَّما سمحت الشَّركة لهم بإطلاق مواهبهم، فإنَّها تضمن الاحتفاظ بهم، ويمكن لشركة غوغل أن تكونَ أفضل مثالٍ في هذا الشَّأن، إذ تُعدُّ من أفضل أماكن العمل وهذا ما يجعلها شديدة التَّفوُّق على منافسيها.

أدوات الابتكار في العمل المؤسسي

من أجل إطلاق الأفكار أو تحليلها واختبارها تتنوَّع بشدَّة ٍأدوات الابتكار في العمل المؤسَّسيِّ، ومن أفضل ما يمكنك الاعتماد عليه الآن: [3]  

أداة Accept Mission

أدوات الابتكار في العمل المؤسسي

وهي أداةٌ برمجيَّةٌ للمساعدة في جمع الأفكار الجديدة وتنظيمها وتنفيذها داخل الشَّركة، وتتميَّز Accept Mission بلوحة معلوماتٍ مدعَّمة بالرُّسوم البيانيَّة تساعدك في نقل المعلومات بوضوحٍ بشأن الاقتراحات والمشروعات المختلفة.

أداة Babale

وهي قابلةٌ للتَّخصيص وفقاً لاحتياجات شركتك لتحسين وتسريع توليد الأفكار وتصنيفها، وتوفِّر Babale واجهةَ جدولٍ بسيطةً لتخطيط عمليَّات الابتكار المتنوِّعة.

أداة BrightIdea Idea Box

وهو عبارةٌ عن مجموعة برامج لجمع الأفكار ومناقشتها وتحليلها بقدرٍ كبيرٍ من الكفاءة، وتوفِّر Idea Box تطبيقاً على الهاتف المحمول، يمكن إضافة الموظَّفين عليه لمناقشة الأفكار عبر هواتفهم ببساطةٍ وتحديثها والحصول على الآراء بشأنها.

أدوات الابتكار في العمل المؤسسي brightidea

أداة Crowdicity

برنامجٌ مميَّزٌ لتحديد التَّحدّيات التي تواجهها شركتك، ومن ثُمَّ السَّماح للموظَّفين باقتراح أفكارٍ في إطار التَّغلُّب على هذه التَّحدّيات، وتتوفَّر في Crowdicity أدواتٌ فرديّةٌ تتيح للموظَّفين المساهمة في النّقاشات مع تزويد المديرين بصلاحيَّة الإشراف.

أدوات الابتكار في العمل المؤسسي

شاهد أيضاً: الابتكار المدمر: كيف يمكن للأفكار المميزة أن تكون ثورةً؟

تحديات ترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع

على الرَّغم من بساطة مفهوم الابتكار في العمل، إلَّا أنَّ الكثيرون يشعرون أنَّها قاعدةٌ مطاطةٌ غير قابلةٍ للتَّطبيق، وأنَّ العمل الجادَّ فقط هو المُهمُّ وليس الابتكار، وهذا في الواقع أهمُّ التَّحدّيات التي تواجه الإبداع في العمل بالإضافة إلى مجموعةٍ أخرى من الأسباب ومنها:

عدم دعم القيادة

فهناك نسبةٌ كبيرةٌ من القادة لا يشعرون بالارتياح عند الاستجابة لفكرةٍ من موظَّفٍ لديهم، وربَّما هم أقلُّ خبرةً ويشعرون دائماً أنَّهم على حقٍّ، ويعتقد 47% فقط من الموظَّفين بقدرة مديرهم على قيادة الفريق بكفاءةٍ وخصوصاً عند العمل عن بعد، فمن دون دعم القيادة وترحيبها بكلِّ الأفكار لن يكون هناك ابتكارٌ في العمل، بل سيكون هناك خوفٌ دائمٌ من التَّغيير ومن ثمَّ فقدان الوظيفة.

مقاومة التغيير ومناطق الراحة

إن الفكرة المبتكرة قد تتطلَّب طرائقَ مختلفةً في التَّنفيذ، ولا يرغب الكثيرون في التَّخلّي عن مناطق راحتهم للاستجابة لفكرةٍ قد تنجح أو تفشل؛ لذا يرتاحون أكثر للرُّوتين اليوميّ دون تغييرٍ.

تناقص الموارد

الميزانيَّةُ المحدودة أو ضيقُ الوقت المطلوبِ لتطبيق الأفكار أو صعوبةُ الوصول لتقنيَّاتٍ مُساعدةٍ، كلُّ هذا يُعيقُ من تشجيع الابتكار في العمل خُصوصاً إذا كان الفريق مُختلطاً ويعمل عن بعد فتزيد أيضاً عوائق الاتِّصال المباشر، والتَّغلُّب على هذه القيود أمرٌ شديد الأهمّيَّة لتعزيز الابتكار قدر المستطاع.

انتشار ثقافة تجنّب المخاطر

فينتشر مفهومُ أنَّ صاحب العمل فقط هو من يجب أن يُفكِّر ويبدع ثمَّ يتحمُّلُ النَّتيجة إن كانت الفشلَ أو النَّجاحَ، فالموظَّفون عادةً ما يخافون من المخاطرة بطرحِ فكرةٍ جديدةٍ خشية أن تتسبَّب هذه الفكرة بالخسائر، ومن جديدٍ فإنَّ دعم صاحب العمل للأفكار الجديدة وغربلتها والإضافة عليها سيزيد من جرأة الموظَّفين على الابتكار المستمرِّ.

  • الأسئلة الشائعة

  1. لماذا من المهم تشجيع الابتكار في العمل؟
    للتكيف مع التغييرات وتحمل المخاطر السوقية المتنوعة مع استمرار النمو وتحقيق الأرباح.
  2. ما هي طرق تحفيز الموظفين؟
    تعزيز ومكافأة الأفكار والحلول المبتكرة وعدم السخرية منها مع تعزيز مهارات التعلم المستمر.
  3. كيف يمكن تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع بين الموظفين؟
    عبر تحديد الهدف الرئيسي للشركة وتشجيع الموظفين على الابتكار كجزء من عملهم ورفع مستوى التعاون بين الأقسام والاتصال المفتوح مع أصحاب العمل.
  4. كيف تساهم في تعزيز الابتكار في فريق العمل؟
    بتقبل فكرة فشل بعض الابتكارات واستخدام أدوات تحفيز الإبداع والتشجيع على طرح الأفكار المختلفة في كل مجالات الاهتمام.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: