الاحتراق الوظيفي: الأسباب، الأبعاد، الآثار وطرق العلاج
اكتشف أسباب وأعراض الاحتراق الوظيفي وكيفية الوقاية منه في حياتك المهنية والشخصية
اخترتُ الكتابةَ عن الاحتراق الوظيفي؛ لأنَّ هذا ما أشعرُ به مؤخَّراً، لقد ساعدني التَّعرُّف عليه بشكلٍ كبيرٍ، لاتِّخاذ قرارٍ فوريٍّ ببدء مرحلةِ العلاج والتَّعافي من هذه المتلازمة، الَّتي ليس من المبالغة القول إنَّها مدمَّرةٌ فعلاً لشغفنا وصحَّتنا النَّفسيَّة، وحتَّى التَّواصل مع أصدقائنا وعوائلنا وأطفالنا، فما هو الاحتراق الوظيفي؟ وما هي أسبابهُ وأبعادهُ وطرقُ علاجه؟
ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي، هو متلازمةٌ ناتجةٌ عن ضغوطٍ مُزمنةٍ في مكان العمل، ويتميَّز هذا النَّوع من الاحتراق بثلاثة أبعادٍ، هي:
- الشُّعور باستنزافِ الطَّاقةِ أو الإرهاقِ.
- زيادة المسافة العقليَّة بينك وبين وظيفتكَ، والشُّعور الدَّائم بمشاعر سلبيَّةٍ.
- الشُّعور بانخفاض الإنجاز الشَّخصيِّ في العملِ.
ويكفي للتَّعبير عن الاحتراق الوظيفي أو اكتشافهِ، القول بأنَّك لا تشعرُ بأنَّ صحَّتك العقليَّة أو النَّفسيَّة بخيرٍ نتيجة العمل، ليبدأ بعدها التَّشخيص الَّذي غالباً ما سيكون التَّشخيص بوجود اكتئابٍ، حيث إنَّ الأخيرَ يتداخلُ مع الاحتراق الوظيفيِّ بشكلٍ كبيرٍ. [1]
أسباب الاحتراق الوظيفي
على الرَّغم من أنَّ كثرةَ العمل والمسؤوليَّات أحد أبرز أسباب الاحتراق الوظيفي، لكن هناك بالتَّأكيد العديدُ من الأسباب الأُخرى الَّتي قد تُودِّي بك إلى تلك النَّقطة الَّتي تستلزمُ منك علاجاً فوريّاً. ومن أبرز أسباب الاحتراق الوظيفي: [2]
المعاملة غير العادلة في العمل
الموظَّفون الَّذين يُعامَلون بطريقةٍ غير عادلةٍ في عملهم يكونون أكثر عُرضةً بنسبة 2.3 مرَّةٍ لخوض تجربة الاحتراق الوظيفي كما تُشيرُ الأبحاث، فالتَّحيُّز والمحسوبيَّة وسوء المعاملة من قبل الإدارة أو باقي زملاء العمل، كلُّها تعدُّ معاملةً غير عادلةٍ، كذلك التَّعويضات غير العادلة أو سياسات الشَّركة، وأيضاً التَّحرُّش والعنصريَّة الَّتي يُمكن أن يُعاني منها بعض الموظَّفين النّساء أو الأقليَّات.
أعباء العمل غير القابلة للإدارة
بحسب مسحٍ أُجريَ في نهاية عام 2020، قال 45% من الأشخاص الَّذين تحوَّلوا إلى العمل عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19 (COVID-19)، إنَّهم يعملون أكثر ممَّا كانوا عليه من قبل، والأمرُ الأكثرُ إثارةً للقلق هو أنَّ ما يقرب من 70% قالوا إنَّهم باتوا يعملون في عطلات نهاية الأسبوع، واستمرَّ حجم العمل حتَّى مع تراجع الوباء، ووجد العديدُ من الموظَّفين أنفسهم يعملون بعد ساعات العمل المُقرَّرة بكثيرٍ.
تلك الضُّغوط الَّتي تُراكم أعباء العمل بسرعةٍ تُصبح غير قابلةٍ للإدارة، وحتَّى الموظَّفين ذوي الأداء العالي يُمكن أن يشعروا باليأس الشَّديد مع تزايد أعباء العمل وتزايد صعوبة تحمُّلها.
عدم وضوح الدور
غالباً، لا يعرفُ أكثر من نصف العاملين تقريباً ما هو متوقَّعٌ منهم في العمل، كما أنَّهم يكافحون لمعرفة شكل النَّجاح بالنِّسبة لهم في أعمالهم، فيشعرون بعدم الدَّعم وعدم وجود الهدف، ما يُسهم في تعرُّضهم للاحتراق الوظيفي.
عدم التواصل وتلقي الدعم من الإدارة
الموظَّفون الَّذين يشعرون بدعم الإدارة لهم، هم أقلُّ عرضةً بحوالي 70% للإصابة بالاحتراق الوظيفي، وبخلاف ذلك فإنَّ أولئك الَّذين لا يشعرون بدعم الإدارة سيُصابون بتلك المتلازمة.
ويُمكن حلّ تلك المشكلة من خلال حصول الموظَّفين على محادثاتٍ داعمةٍ ومنتظَّمةٍ من مدرائهم المُباشرين، كذلك توفير قنواتٍ واضحةٍ للتَّواصل مع الموارد البشرية، إذا لم يشعروا بالأمان في التَّحدُّث إلى مديرهم مباشرةً.
ضغط الوقت غير المعقول
عندما يقولُ الموظَّفون إنَّهم غالباً أو دائماً لديهم الوقت الكافي لإنجاز عملهم، فإنَّ احتماليَّة تعرُّضهم للإرهاق الشَّديد تقلُّ بنسبة 70%، حيث يُنظر إلى الكفاءة في معظم الأحيان على أنَّها فضيلةٌ، لكن عندما يشعر الموظَّفون بالضَّغط للإسراع في العمل، فإنَّ جودة عملهم لن تكون بالمستوى المطلوب، وهذا يُمكن أن يؤدِّي إلى تراجع شعور الموظَّفين بالفخر بأنفسهم، ما يعرِّضهم للإرهاق الوظيفي.
كذلك من أسباب الشُّعور بالاحتراق، هو خيبةُ الأمل بخصوص التَّوقُّعات المهنيَّة على أنواعها، والخبر السَّارُّ هو أنَّه يُمكن تلافي تلك الأسباب بمجرَّد معرفتها والعمل على علاجها، سواءً كنت موظَّفاً أو مديراً.
شاهد أيضاً: كلمة واحدة تشرح ببراعة السبب الخفي للاحتراق الوظيفي
أبعاد الاحتراق الوظيفي
بالحديثِ عن أبعاد الاحتراق الوظيفي، لا يُمكن تجاهلُ أبحاث خبيرة علم النَّفس الاجتماعيّ الأميركيَّة كريستينا ماسلاش (Christina Maslach)، والَّتي حدَّدت ثلاثة أبعادٍ رئيسيَّةٍ للإرهاق، هي: الإرهاق العاطفيُّ، وموقفٌ سلبيٌّ تجاه العمل، كذلك انخفاض الإنجاز الشَّخصيّ.
الإرهاق العاطفيُّ: يُشير الإرهاق العاطفيُّ إلى الشُّعور بالاستنزاف والإرهاق؛ بسبب متطلَّبات العمل، حيث قد يشعر الأفراد الَّذين يعانون من الإرهاق العاطفيّ بأنَّه لم يعد لديهم ما يقدِّمونه، وأنَّ مواردهم قد استنفدت. ويُمكن أن تمتدَّ الأعراض لتشملَ تأثيراتٍ جسديَّةً، مثل: الصُّداع والتَّعب والأرق.
موقفٌ سلبيٌ تجاه العمل: يتضمَّن الشُّعور بالسُّخريَّة أو الاستياء من مهمَّات العمل، كما قد يؤدِّي إلى انخفاض الشُّعور بالتَّعاطُف تجاه الزُّملاء أو العملاء، والميل إلى الانسحاب عاطفيّاً من علاقات العمل. وقد يصبح الأفراد أكثر بُعداً أو انفصالاً، ممَّا قد يؤدّي إلى ضعف التَّواصل والتَّعاون.
انخفاض الإنجاز الشّخصيّ: يشيرُ انخفاض الإنجاز الشَّخصيّ إلى الشُّعور بانخفاض الكفاءة أو الإنجاز في العمل، وقد يشعر الأفراد الَّذين يعانون من انخفاض الإنجاز الشَّخصيّ بأنَّ عملهم ليس ذا معنى، أو أنَّهم لا يُحدِثون فرقاً، ويُمكن أن يؤدِّي هذا إلى الشُّعور بعدم الكفاءة أو الشَّكّ الذَّاتيّ، ممَّا قد يؤدِّي إلى تفاقم الإرهاق.
الأبعاد الثَّلاثة تلك مترابطةٌ، ويُمكن أن تُغذّي بعضها بعضاً؛ لذا من المهمِّ فهمها لتحديد علامات الاحتراق الوظيفي، واتِّخاذ خطواتٍ لمنع تفاقمه والسَّعي للحصول على الدَّعم إذا لزم الأمر.
مراحل الاحتراق الوظيفي
من الطَّريفِ معرفة أنَّ أُولى مراحل الاحتراق الوظيفي تُدعى شهر العسل، إذ يبدو أنَّ هناك تقاطعاً بين مؤسَّسة الزَّواج وبين متلازمة الاحتراق الوظيفي، على الأقلِّ من النَّاحية النَّمطيَّة. وقد أخذنا استراحةً طريفةً، دعونا نستكشف المراحل الخمسة: [4]
مرحلة شهر العسل
كما هو الحال في شهر العسل التَّقليديّ، قد تبدأ وظيفةً أو دوراً أو مهمَّةً جديدةً بطاقةٍ وحماسةٍ عاليةٍ، وتشعرُ بالإبداع والإنتاجيَّة، ومن السَّهل أن تكونَ متفائلاً في هذه المرحلة، وفي حين أنَّه من المثالي البقاء ضمن هذه المرحلة، إلَّا أنَّك تحتاجُ أيضاً إلى توخِّي الحذر، وقد يؤدِّي حماسكَ والتزامكَ بالوظيفة ودافعكَ لإثبات نفسكَ في بعض الأحيان إلى تحمُّل الكثير من المسؤوليَّات وإرهاق نفسكَ، بدون استراتيجيَّات مواجهةٍ إيجابيَّةٍ، قد تجد نفسكَ تنتقلُ إلى المرحلة التَّالية.
مرحلة بداية التوتر
مع انقضاء مرحلة شهر العسل، قد تلاحظُ أنَّ بعضَ الأيَّام تكون أكثر صعوبةً من غيرها، وما يزال العمل يبدو مجزيّاً، لكنَّ التَّوتُّر يبدأ في التَّسلل إليك، وقد تجد أنَّ تفاؤلك يتضاءل وإنتاجيَّتك أيضاً، وحتَّى إنَّك تلاحظ أعراض التَّوتُّر الشَّائعة الَّتي تُؤثِّر عليك وعلى عملكَ، مثل: التَّعب والتَّهيُّج والقلق وفقدان التَّركيز بسهولةٍ أكبر وتغيُّراتٍ في الشَّهيَّة أو النِّظام الغذائيّ وقلَّة النَّوم أو الصُّداع، ما يوصلكَ للمرحلة التَّالية.
مرحلة الإجهاد المزمن
في هذه المرحلةِ، يُصبح التَّوتُّر شديداً، مع وجود جهازكَ العصبي في حالةٍ تأهُّبٍ قصوى باستمرارٍ، وتبدأ في تجاوز مستويات التَّوتُّر الصّحيَّة، وتختبر أعراضاً أكثر حدَّةً من ذي قبل، فتصبح مستثاراً ميالاً للغضب من أبسط الأشياء، ويُمكن أن تشعرَ بالتَّعب والمرض دائماً، وتشعر بالعجز، وقد تبتعدُ عن الأصدقاء والعائلة، ما يسرِّع وصولكَ إلى مرحلة الإرهاق.
مرحلة الإرهاق
عندما تصلُ إلى هنا، تصبح الأعراض حرجةً، ولا تستطيعُ العمل كما السَّابق، وسيصعبُ عليك التَّعامل مع متطلَّبات العمل والحياة، ويصعبُ عليك رؤية طريقةٍ للخروج من ظروفك الحاليَّة، أنت غارقٌ في الإرهاق، جسديّاً وعقليّاً وعاطفيّاً، وربَّما تصبح متشائماً تجاه العمل والحياة، وقد تشتدُّ أعراضك الجسديّة أو تزداد، لدرجة يسهل على المقرّبين منك ملاحظة التَّغيير الكبير الطَّارئ عليكَ.
مرحلة الإرهاق المُعتاد
في حال تُركت أعراض الإرهاق دون علاجٍ، ستُصبح راسخةً في حياتكَ لدرجةٍ قد تُعاني من مشاكل عقليَّةٍ وجسديَّةٍ وعاطفيَّةٍ كبيرةٍ ومستمرَّةٍ، مثل: التَّعب المزمن والاكتئاب، وسيكون من الصَّعب عليكَ إعادة نفسك إلى خطِّ الأساس، والأخطر أنَّ التَّعب العقليَّ والجسديَّ المزمن الَّذي تُعاني منه، ربَّما يدفعك في النّهاية إلى التَّوقُّف عن العمل لتتمكَّن من التَّعافي، ومن المحتملِ أن تحتاجَ إلى طلب التَّدخُّل والدَّعم من أخصائيّ الرِّعاية الصِّحيَّة.
للأسف في أحيانٍ كثيرةٍ لا يتمُّ التَّعامل مع أعراض الاحتراق الوظيفي، إلَّا بعد أن تشتدَّ وتصل لمراحل متقدِّمة، سيكون من المفيد فهم مراحلها؛ لتستطيعَ إدراك في أيِّ مرحلةٍ أنت حاليّاً، وتبدأ البحث والعلاج قبل أن تتفاقمَ الأمورُ أكثر.
أثر الاحتراق الوظيفي على نية ترك العمل
أثر الاحتراق الوظيفي على نيَّة ترك العمل قد لا يكون الخطر الوحيد بالنِّسبة للمؤسَّسة، فهناك الاستقالة الصَّامتة، والَّتي تعني أنَّ الموظَّف لا يقوم سوى بالدَّور المٌحدَّد له، ويَفُكُّ ارتباطهُ وانتماءهُ للمؤسَّسة.
كذلك فإنَّ الإرهاق الوظيفي قد يؤدِّي في النِّهاية إلى اتِّخاذ قرارٍ بترك العمل وتقديم الاستقالة، والانصراف لبدء مرحلة العلاج النَّفسيّ الَّتي قد تستمرُّ فترةً زمنيَّةً طويلةً قبل أن يستعيدَ الموظَّف عافيته النَّفسيَّة.
وبحسب الدَّراسات والأبحاث، فإنَّ الموظَّفين المُحترقين وظيفيّاً أكثر احتمالاً لأخذ إجازةٍ مرضيَّةٍ بنسبة 63%، كما أنَّهم أكثر احتماليَّةً للبحث عن وظيفةٍ أُخرى بـ2.6 مرَّةٍ، وثقتهم بأدائهم أقلُّ بنسبة 13%. [2]
شاهد أيضاً: ماذا تفعل عندما تكتشف أن موظفاً لديك يعمل في أكثر من وظيفة بدوام كامل؟
علاج الاحتراق الوظيفي
إنّ علاج الاحتراق الوظيفي يتطلَّبُ وضع استراتيجيَّةٍ شاملةٍ على كافَّة النَّواحي الاجتماعيَّة والنَّفسيَّة والجسديَّة، وفيما يلي بعض الإرشادات الَّتي تساعد على التَّعافي: [5]
- احصل على قدرٍ كبيرٍ من الرَّاحة والاسترخاء فهما أفضل علاجٍ، كما يجبُ ممارسة أنشطةٍ مريحةٍ، مثل: الاستماع إلى الموسيقا أو قراءة كتابٍ أو النَّظر إلى الطَّبيعة.
- اعتنِ بذاتك، فالثُّلاثيَّة الَّتي تُساعد على التَّعافي من الاحتراق الوظيفي، هي: الغذاء الصِّحِّي والنَّوم لمدَّةٍ كافيةٍ، وممارسة التَّمارين الرّياضيَّة.
- خُذ فترات راحةٍ قصيرةً، لمدَّة خمسِ أو عشر دقائقَ خلال يوم العمل، حيث تُساعدك على الاسترخاء وإعادة ضبط مستوى طاقتكَ.
- ضَع حدوداً بين العمل والحياة، فالتَّوازن بينهما أمرٌ ضروريٌّ جدَّاً، خصوصاً إن كنتَ تعملُ عن بُعدٍ، حدِّد موعد إنهاء العمل، ولا تقترب منه إطلاقاً بعد انتهائهِ.
- مارس التَّأمُّل والاسترخاء، وهناك العديد من التَّمارين، مثل: استرخاء العضلات التَّدريجيّ، والتَّأّمُّل الذّهنيُّ على مكتبكَ لمدَّة خمس دقائق، ما يساعدكَ على تصفية ذهنكَ.
- احرص على التَّنفيس عن مشاعركَ، مثلاً تحدَّث مع صديقٍ أو أيّ شخصٍ تشعر معه بالرَّاحة والأمان.
- احصل على دعمٍ مُتخصِّصٍ، ولا تتردَّد في إخبار مديركَ عن حاجتكَ لاستشارةٍ نفسيَّةٍ لمعالجة وضعكَ.
إنَّ التَّعرُّف على وسائل معالجة الاحتراق الوظيفيّ أمرٌ غايةٌ في الأهميَّة، لتمرَّ هذه المرحلة في حياتك بسلامٍ، ودون أيّ تبعاتٍ قد لا تُحمد عُقباها.
الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي
الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي ليس كبيراً جداً، فبالنّهاية كلاهما يُدمِّران الصّحَّة النَّفسيَّة للأفراد، دعونا نستكشف الفروقات بينهما من مختلف النَّواحي:
الاحتراق النَّفسيُّ | الاحتراق الوظيفيُّ |
حالةٌ من الإرهاق العاطفيّ والنَّفسيّ العام، والَّتي قد تكون ناجمةً عن ضغوطٍ متعدّدةٍ تتجاوز العمل لتشملَ جوانب الحياة المختلفة. | حالةٌ من الإرهاق البدنيّ والعاطفيّ والنَّفسيّ تحدثُ بسبب الضُّغوط المستمرَّة والمكثَّفة في بيئة العمل. |
تشمل أسبابه: الضُّغوط العائليَّة، والمشاكل الصّحيَّة، والضّغوط الماليَّة، بالإضافة إلى الضُّغوط المهنيَّة. | تشمل أسبابه: التَّوتّر المرتبط بالعمل، مثل عبء العمل الثَّقيل، بيئة العمل غير الدَّاعمة، الضَّغط لتحقيق الأهداف، ونقص التَّقدير. |
مشابهة لأعراض الاحتراق الوظيفي، لكنَّها قد تشمل أعراضاً إضافيَّةً، مثل: الاكتئاب، القلق، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليوميَّة، والشُّعور باليأس. | تشمل أعراضه: الإرهاق العاطفيَّ، إزالة الطَّابع الشَّخصيِّ، وانخفاض الشُّعور بالإنجاز الشَّخصيّ. |
يؤثِّر على جميع جوانب الحياة اليوميَّة، بما في ذلك العلاقات الشَّخصيَّة، والصّحَّة العامَّة، والأداء في العمل، وفي الأنشطة الأخرى. | يؤثِّر بشكلٍ مباشرٍ على الأداء الوظيفيّ والرّضا الوظيفيّ، وقد يؤدِّي إلى الغياب المُتكرّر والتَّفكير في ترك العمل. |
ليس خاصّاً بالموظَّفين فقط. | خاصٌّ بالموظَّفين فقط. |
إذاً، يمكن القول إنَّ الاحتراق الوظيفي يُركِّز بشكلٍ أساسيٍّ على الضُّغوط المتعلِّقة بالعمل وتأثيراتها على الأداء الوظيفي، بينما الاحتراق النَّفسيُّ يتضمَّن ضغوطاً أوسع تشمل الحياة الشَّخصيَّة والمهنيَّة على حدٍّ سواء، ويؤثِّر على الصِّحَّة النَّفسيَّة العامَّة للفرد.
ممّا سبقَ نجد أنَّ على الشَّركات بذل المزيد من الجهود لمعالجة الاحتراق الوظيفيّ لدى موظَّفيها، وتجنُّيبهم الوصول إلى تلك المرحلة، لكنَّ بعض الشَّركات تلجأ إلى استبدال الموظَّفين وإشعارهم بأنَّ مدَّة صلاحيَّتهم قد انتهت؛ لذا فإنَّ على الموظَّف الانتباه جيداً لعلامات الاحتراق الوظيفي ومعالجة الحالة عوضاً عن ترك الأمر يتفاقم.
-
الأسئلة الشائعة
- هل الاحتراق الوظيفي مرض نفسي؟ كلا، الاحتراق الوظيفي ليس مرضاً نفسيّاً بحدّ ذاته، وتقول منظمة الصحة العالمية إنّه متلازمةٌ ناتجةٌ عن الإجهاد المُزمن في مكان العمل.
- كيف تتجنب الاحتراق الوظيفي؟ لتجنب الاحتراق الوظيفي، يجب أوّلاً إدارة الوقت بفاعليّةٍ، وأخذ قسطٍ من الراحة وممارسة تمارين الاسترخاء، كذلك الحصول على الدّعم الاجتماعيّ، والعناية بالصّحة الجسديّة عبر اتّباع نظام حياةٍ صحيٍّ قائمٍ على الرّياضة والغذاء الصّحيّ.
- ما هي أعراض الاحتراق الوظيفي؟ تشملُ أعراض الاحتراق الوظيفي الإرهاق الجسدي والعاطفي، إضافةً إلى فقدان الحماس والدّافع، كذلك الانفصال العاطفيّ عن العمل والزملاء وانخفاض الإنتاجيّة، وأخطرها الشّعور بالفشل أو عدم الكفاءة.