الاستقالة من عملك.. كيف تنفّذها باحترافية تعكس قيمك وشخصيتك؟

يُخطِئ الكثير من الموظَّفين عند الاستقالة من العمل، فيتجاهلون أبسط قواعد الاحترافيَّة على اعتبار أنَّهم لن يعودوا مُطلقاً لمثل هذا المكان بعد الآن، وهذا غير صحيحٍ على الإطلاق، فحتَّى إذا كنت ستُغيِّر تماماً مجال عملك أو تنتقل إلى بلدٍ آخرَ، فإنَّ الحفاظ على علاقاتٍ جيِّدةٍ مع المسؤولين عن عملك القديم يعكس في البداية قيمك وأسلوبك وشخصيَّتك، بالإضافة إلى أنَّه يفتح لك الكثير من الأبواب والفرص المستقبليَّة، لن تدري مطلقاً من قد يُفيدك بها، فقد تحتاج إلى أيِّ شخصٍ من عملك القديم ولو بعد 10 سنواتٍ، وحتَّى إذا لم تلجأ لأحدٍ منهم، فإنَّ احترافيَّتك وتعامُلك المهنيَّ في كلّ الأمور حتَّى الاستقالة، بالتَّأكيد سيكون موضعَ احترامٍ وتقديرٍ.

فسواءً كنتَ في بيئة عمل جيِّدة وترغب في تركها لفرصٍ وتحدّيَّاتٍ جديدةٍ أو للانتقال لبلدٍ آخر، أو كنت في بيئة عملٍ سامَّةٍ ترغب في التَّخلُّص منها بأسرع وقتٍ ممكنٍ، فإنَّ خطوات الاستقالة الصَّحيحة ضروريَّةٌ للغاية لعملك ومهنتك وصورتك الذّهنيَّة سواءً للمحيطين بكَ أو لعملك المستقبليّ، وينصح الخبراء بمجموعةٍ من الخطوات التي تضمن لكَ اتّباع أفضل طرق الاحترافيَّة عند الاستقالة، تُحسب لكَ وتبقى نقطةً مُشرِّفةً في ملفك للأبد.

الاستقالة وجهاً لوجه 

بالتَّأكيد سترسل خطابَ استقالةٍ، ولكن قبله عليك إخبار مديرك المباشر وجهاً لوجه برغبتك في ترك العمل، ويمكن أن تطلب منه لقاءً رسميَّاً إذا كان هناك مقرُّ عملٍ، أو تطلب منه تحديد وقتٍ لمناقشة موضوعٍ مهمٍّ إذا كنت تعمل عن بُعد، فلا يجب أن يُفاجأَ مديرك باستقالةٍ عبر البريد الإلكتروني، ويمكن مناقشة طريقة إخبار الزُّملاء باستقالتِك وما يمكن القيام به؛ ليكون الانتقال للمكان الجديد ناجحاً. ^[3]  

كن مستعدَّاً لمشاعر الغضب أو الانزعاج من مديرك

حتَّى في حالة الاستقالة الشَّخصيَّة، فإنَّ من المألوف تماماً أن يشعرَ المدير بالانزعاج من مغادرة أحد الموظَّفين للمكان، حتَّى في حالة منح إشعار أسبوعين، فسيقلق المدير من طريقة استبدالك، وكيفيَّة تدريب الموظَّف الجديد المكلَّف بمهامك، وما الأعمال التي ستتعرض للتَّأجيل وغيرها.

وهنا عليك الاحتفاظ بأكبر قدرٍ من الهدوء وألّا ترُدّ بغضبٍ أو تدافع عن موقفكَ، بل اجعل المناقشة قصيرةً ورسميَّةً قدرَ الإمكان، وتذكَّر أنَّك عملت بجهدٍ لفترةٍ في وظيفتك ولا ترغب في حرق سُفنك القديمة.

مارس مهامك على أكفأ وجهٍ حتى النّهاية

من الضَّروري أن تمنحَ مديرك فترة أسبوعين على الأقلِّ قبل موعد المغادرة النّهائيّ أو اتِّباع نظام الإشعار الموجود في العقد، مع الالتزام التَّامِّ بإنهاء المشروعات العالقة، وعرض تدريب الزَّميل الجديد على أكمل وجهٍ لاستكمال مهامك بسهولةٍ من بعدك دون أن تضرَّ بالشَّركة.

شاهد أيضاً: لماذا يتطلّع الرؤساء إلى استقالات الموظفين بفارغ الصبر؟

اذكر أسباباً احترافيّةً للاستقالة 

غالباً ما سيسألكَ مديرك المباشر عن سبب الاستقالة، وهنا ليس عليك أن تُكيل الشَّكاوى حتَّى إذا كنت تعاني بالفعل من بيئة العمل، فهذا ليس الوقت المثاليَّ للتَّحدُّث في المشكلات الموجودة، وعموماً لست مجبراً لمشاركة خططك مع الآخرين، ولكن من المفيد تقديم بعض الشَّرح وطرح أسبابٍ إيجابيَّةٍ لا تَعكِسُ خللاً في الشَّركة التي تغادرها، ومن الأسباب التي يمكن ذكرها هي الدَّخول في تحدٍّ جديدٍ أو تحقيق توازنٍ أفضل بين العمل والحياة الأسريَّة أو توفير وقت المواصلات أو الحصول على راتبٍ أعلى كثيراً أو منصبٍ أفضل أو الكثير من المرونة.

أمَّا إذا كنت تعرَّضت لأيّ شكلٍ من الإساءة خلال العمل وهو ما أجبرك على الاستقالة، فمن المفيد استشارة محامٍّ قبل تقديم طلب المغادرة؛ لتحصل على التَّعويض المناسب أو على الأقلِّ لتحميَ نفسك من أيّ ردودِ فعلٍ غاضبةٍ أو تشهيرٍ أو حرمانٍ من ميّزات نهاية العمل أو المستحقَّات الماليَّة الأخيرة. ^[2]  

اكتب خطاب استقالةٍ احترافيّاً

قد تعتقدُ أنَّ كتابة خطاب الاستقالة هو أمرٌ ثانويٌّ بعد أن أخبرتَ مديرك وجهاً لوجه، ولكنَّه من العناصر شديدةِ الأهميَّة، إذ إنَّه  سيبقى في ملفك الدَّائم لدى المشرف ولدى مسؤول الموارد البشريَّة، فيجب توجيه خطاب الاستقالة إلى مديرك مباشرةً، مع كتابة تاريخ إرسال الرّسالة بالدّاخل -لا تعتمد فقط على ظهور تاريخ الإرسال في البريد الإلكترونيّ- واكتب أيضاً اسمك كاملاً وعنوانك، ثم اسم المدير واسم الشَّركة وعنوانها.

ثمَّ اكتب بيان الاستقالة بتاريخ آخر يومٍ فعليٍّ لك في العمل ومعلومات الاتِّصال، ويمكن إدراج شكرٍ وتقديرٍ وعرضٍ للمساعدة لإنجاز المشروعات العالقةِ ثم التَّوقيع والإرسال. ^[1]  

شاهد أيضاً: محاربة الاستقالة الصامتة: 4 طرق لزيادة تفاعل الموظفين

في النّهاية تذكَّر أنَّ طريقةَ استقالتك من عملك تعكس أكثر من مجرّد خطوةٍ في مسيرتك المهنيَّة، فمن المفيد للغاية أن تتذكَّرَ أنَّ "الطَّريقةَ التي تفعل بها أيَّ شيءٍ هي الطَّريقةُ التي تفعل بها كلَّ شيءٍ" فالأسلوب الذي تستقيل به يعكس ما تفكِّر به وما تشعر به تجاه نفسك، وكذلك الطَّريقة التي ترغب أن يُعاملك الآخرون بها وما يتذكَّرونك به، فلا تتهاون في هذا الأمر ومارسه بأفضل طريقةٍ احترافيَّةٍ ممكنةٍ.