البيع على المكشوف: ماذا تعرف عن أسبابه، شروطه، وأنواعه؟
فنٌّ من فنون الربح من تراجع الأسهم، وكأنّك تراهن على المطر في يومٍ مشمسٍ!
البيع على المكشوف، كما لو أنّكَ افتتحتَ متجراً لبيعِ المظلّاتِ في يومٍ مشمسٍ، لكنّكَ تراهنُ على أنّ المطرَ سيهطلُ قريباً، هذا هو بالضّبطِ ما يفعلهُ البيع على المكشوف في عالمِ الاستثمارِ، إذ تتوقّعُ أن أسعارَ الأسهمِ ستنخفضُ، فتقترضُها وتبيعُها، ثم تعيدُ شراءَها بسعرٍ أرخصَ لاحقاً. قد يبدو الأمرُ كمجازفةٍ، وغالباً هذا صحيحٌ، لكنّها قد تكون مجازفةً مُجزيّةً. إذاً، دعونا نغوصُ في هذا العالمِ الغريبِ، حيث يُمكنُ للانخفاضاتِ أن تكونَ مربحةً بقدر الارتفاعات.
ما معنى البيع على المكشوف؟
البيع على المكشوف أو البيع الفارغ، هي عبارةٌ عن استراتيجيّةِ تداولٍ يتكّهنُ فيها المستثمرون بانخفاضِ سعر السهم، ويراهنُ البائعون على هذا الانخفاضِ ويستفيدونَ منهُ. ويحدثُ هذا حينما يقترضُ المستثمرُ ورقةً ماليّةً، ويبيعُها في السّوقِ المفتوحةِ، ثم يُخطّطُ لاحقاً لإعادةِ شرائها مقابلَ مبلغٍ أقلَّ من الذي باعَها بهِ لتحقيقِ الأرباحِ.
يستخدمُ المتداولونَ البيع على المكشوف كنوعٍ من المضاربةِ، وأحياناً يستخدمُهُ المستثمرونَ أو مديرو المحافظِ للتحوّطِ ضدَّ مخاطرِ الهبوطِ المترتبةِ على المدى الطّويلِ. الأمرُ الآخرُ الذي من المهمِّ معرفتُهُ، هو أنّ عملياتِ البيعِ على المكشوفِ تتمتّعُ بنسبةٍ عاليةٍ من المخاطرةِ كذلكَ الأرباحِ، فالأخيرةُ يمكنُ أن تكونَ كبيرةً جداً، إلّا أنَّ الخسائرَ أيضاً يُمكنُ أن تتراكمَ بسرعةٍ، وربما تُؤدّي إلى مطالباتِ الهامشِ. [1]
شاهد أيضاً: تقاسم الأرباح مع الموظفين منفعة للجميع
أسباب انتشار البيع على المكشوف
تعتمدُ أسبابُ انتشارِ البيعِ على المكشوفِ على سببينِ رئيسيّينِ هما: المضاربةُ والتّحوطُ، ويرى العديدُ من الخبراءِ أنَّ البيع على المكشوف أمرٌ بالغُ الأهميّةِ لتحقيقِ كفاءةِ الأسواقِ. [2]
البيع على المكشوف للمضاربة
يمنحُ البيع على المكشوف المتداولينَ بُعداً جديداً تماماً لحركاتِ السّوقِ بهدفِ المضاربةِ عليها، ويستطيعونَ جنيَ الأموالِ حتّى في حالةِ انخفاضِ سعرِ الأصولِ الأساسيّةِ. وإذا كانَ كثيرٌ من النّاسِ يبيعونَ على المكشوفِ سهماً معيّناً، فقد يعني هذا أنَّ الشّركةَ في ورطةٍ، ومن ناحيةٍ أُخرى، كثيراً ما يُلامُ البائعونَ على المكشوفِ على التّسببِ في تدهورِ الأسعارِ أو تفاقمِها من أجلِ تحقيقِ المزيدِ من الأرباحِ. وتشيرُ الأدّلةُ إلى أنّه إذا اتّخذتِ الشّركاتُ تدابيرَ دفاعيّةً ضدَّ البائعينَ على المكشوفِ، فمن المرجّحِ أن تكونَ عائداتُ الشّركةِ أقلَّ من المتوقّعِ.
البيع على المكشوف للتحوط بالمراكز المفتوحة
التّحوطُ هو وسيلةٌ أُخرى لاستخدامِ البيع على المكشوف، تلك هي ممارسةُ الاحتفاظِ بمركزينِ في نفسِ الوقتِ لتعويضِ الخسائرِ من أحدِ المركزينِ بمكاسبَ من مركزٍ آخرَ. ومن خلالِ التّحوّطِ، يُمكنُ للمتداولينَ الذينَ لديهم مركزُ بيعٍ على المكشوفِ الحماية من الخسائرِ في مركزِ شراءٍ طويل الأجل.
على سبيلِ المثالِ، إذا كان السّهمُ مُعرّضاً لخطرِ الانخفاضِ، يُمكنكَ استخدامُ مركزِ مشتقاتٍ قصيرٍ لتعويضِ هذا الخطرِ. وبينما قد لا يمنعُ التّحوطُ بالضّرورةِ الخسارةَ، إلّا أنَّه يمكنُ أن يُقلّلَ من تأثيرِها. لكنَّ الخسائرَ قد تكونُ أكبرَ إذا لم يصلْ سعرُ الأصلِ إلى مستوى التّوقعاتِ، وبحال ارتفعَ سعرُ الأصلِ، ربّما تكونُ خسائرُكَ غيرَ محدودةٍ. وإنْ حدثَ هذا ستواجهُ ضغطاً قصيراً، ما يعني أنَّ جميعَ البائعينَ على المكشوفِ سيحاولونَ تغطيةَ مراكزِهم في وقتٍ واحدٍ، وهذا سيؤدّي بدورهِ إلى ارتفاعٍ جديدٍ في السّهمِ، ويزيدُ من الخسائرِ، ما يفرضُ وجودَ استراتيجيّةٍ ناجحةٍ لإدارة المخاطرِ.
فوائد البيع على المكشوف
تحقيقُ الأرباحِ واحدةٌ من أهمِّ فوائدِ البيعِ على المكشوفِ، ففي حالِ نجحَ البائعُ بتوقّعِ السّعرِ بشكلٍ صحيحٍ، سيتمكّنُ من تحقيقِ عائدٍ إيجابيٍّ على الاستثمارِ، خصوصاً إذا استخدمَ الهامشَ لبدءِ التداول. كما يوفّرُ استخدامُ الهامشِ الرّافعةَ الماليّةَ، ما يعني أنَّ المتداولَ لا يحتاجُ إلى وضعِ قدرٍ كبيرٍ من رأس المال كاستثمارٍ أوليٍّ. ومن فوائدِ البيع على المكشوف: [1]
- احتماليّةُ تحقيقِ أرباحٍ عاليةٍ: إنَّ دمجَ البيعِ على المكشوفِ في استراتيجيّاتِ الاستثمارِ الخاصّةِ بكَ يُضاعفُ فرصَ الرّبحِ لديكَ، حيثُ يُمكنكَ كسبُ المالِ ليس فقط من ارتفاعِ أسعارِ الأسهمِ، ولكن أيضاً من انخفاضِ أسعارِ الأسهمِ.
- رأسُ مالٍ أوليٍّ قليلٌ مطلوبٌ: فالمتداولُ لا يحتاجُ إلى رأسِ مالٍ كبيرٍ كاستثمارٍ أوليٍّ.
- الاستثماراتُ بالرّافعةِ الماليّةِ ممكنةٌ: نظراً لأنَّهُ يُمكنكَ البيعُ على المكشوفِ من خلالِ التداولِ بالهامشِ، مع وضعِ نسبةٍ مئويةٍ فقط من القيمةِ الإجماليّةِ للسهمِ الذي تتداولُهُ، فيمكنُكَ جنيُ المزيدِ من المالِ باستثمارٍ أصغرَ.
- التحوُّطُ ضدَّ الحيازات الأُخرى: يُمكنُ استخدامُ البيع على المكشوف؛ لتوفيرِ حمايةٍ إضافيّةٍ من المخاطرِ لمحفظتِكَ الاستثماريّةِ الإجماليّةِ، حيثُ يُمكنكَ استخدامُ بعضِ المراكزِ القصيرةِ للتحوُّطِ من المراكزِ الطّويلةِ الّتي تحتفظُ بها.
شروط البيع على المكشوف
اختيارُ التّوقيتِ المناسبِ هو أهمُّ شرطٍ من شروطِ البيعِ على المكشوفِ، فالأسهمُ عادةً ما تهبطُ بسرعةٍ أكبرَ من تقدمِها، وربّما تتلاشى مكاسبُ كبيرةٌ في السّهمِ نتيجةَ أيِّ تطوّرٍ هبوطيٍّ. وعلى العكسِ من ذلك، فإنَّ الدخولَ في التّجارةِ في وقتٍ مُبكّرٍ، قد يجعلُ من الصّعبِ الاحتفاظَ بالمركزِ القصيرِ في ضوءِ التّكاليفِ الكبيرةِ المُترتّبةِ على ذلكَ والخسائرِ المحتملةِ، التي قد ترتفعُ بحالِ ارتفعَ السهمُ بسرعةٍ.
وتشملُ شروطُ البيع على المكشوف، البحثَ عن الفرصِ خلالَ الظّروفِ التّالية: [1]
السوقُ الهابطةُ: المتداولون الّذين يعتقدونَ أنَّ "الاتجاهَ هو صديقُكَ" لديهم فرصةٌ أفضلُ لإتمامِ صفقاتِ بيعٍ قصيرةٍ مربحةٍ خلالَ سوقٍ هابطةٍ راسخةٍ مقارنةً، بما قدْ يحدثُ خلالَ مرحلةِ صعودٍ قويّةٍ.
الانحدارُ في الأساسيّاتِ: يُمكنُ أن تتدهورَ أساسياتُ الأسهمِ لعدّةِ أسبابٍ، من بينها ارتفاعُ تكاليفِ المدخلاتِ التي تضغطُ على الهوامشِ، قد يشيرُ تدهورُ الأساسياتِ إلى تباطؤٍ اقتصاديٍّ، أو تطوراتٍ جيوسياسيةٍ معاكسةٍ، مثل: التّهديدِ بالحربِ، أو إشاراتٍ فنيّةٍ هبوطيّةٍ مثل ارتفاعاتٍ جديدةٍ مع انخفاض الحجم.
المؤشّراتُ الفنيّةُ الهبوطيّةُ: قد تنجحُ عمليّاتُ البيع على المكشوف عندما تُؤكّدُ المؤشّراتُ الفنيّةُ الاتّجاهَ الهبوطيَّ، ومن تلكَ المؤشّراتِ الانهيارُ إلى ما دونَ مستوى دعمٍ طويلِ الأجلِ، أو تقاطعٍ متوسّطٍ مُتحرّكٍ هبوطيٍّ مثلَ تقاطعِ الموتِ.
التقييماتُ المرتفعةُ: في بعضِ الأحيانِ، قد تصلُ تقييماتُ قطّاعاتٍ معيّنةٍ أو السّوقِ ككلٍّ إلى مستوياتٍ مرتفعةٍ للغايةِ وسطَ تفاؤلٍ جامحٍ بشأنِ آفاقِ هذهِ القطّاعاتِ أو الاقتصادِ على المدى الطّويلِ، ويطلقُ خبراءُ السّوقِ على هذهِ المرحلةِ من دورةِ الاستثمارِ التّسعيرَ من أجلِ الكمالِ، حيثُ سيصابُ المستثمرونَ بخيبةِ الأملِ في مرحلةٍ ما عندما لا تتحقّقُ توقعاتُهم العاليةُ، وبدلاً من التّسرعِ في البيعِ على المكشوفِ، قد ينتظرُ البائعونَ المتمرسّونَ حتّى تتراجعَ السّوقُ أو القطّاعُ، ويبدأَ مرحلتَهُ الهبوطيّةَ.
أنواع البيع على المكشوف
تشملُ أنواعُ البيع على المكشوف الرّئيسيّةُ نوعين اثنين: البيع على المكشوف المُغطّى، والبيع على المكشوف العاري. [3]
البيع على المكشوف المغطى
هو عندما يقومُ البائعُ بترتيباتٍ لاقتراضِ الأوراقِ الماليّةِ قبلَ البيعِ، حيثُ يتواصلُ مع وسيطٍ للتّأكّدِ من إمكانيّةِ اقتراضِ الأسهمِ المستهدفةِ للبيعِ، ثم يبيعُها في السّوقِ بسعرِها السّوقيِّ الحاليّ. ولاحقاً يُعيدُ شراءَها إذا انخفضَ سعرُ السّهمِ بسعرٍ أقلَّ من سعرِ البيعِ الأصليّ. بعد ذلك يعيدُ المتداولُ الأسهمَ المقترضةَ إلى الوسيطِ، ويحتفظُ بالفرقِ بينَ سعرِ المبيعِ والشّراءِ، ويعتبرُ ربحاً له. ويوفّرُ هذا النّوعُ أماناً أكبرَ، كما أنَّهُ قانونيٌّ في العديد من الأسواق الماليّةِ التي تمنعُ وتحدُّ من النّوعِ الثّاني وهو البيعُ العاري.
البيع على المكشوف العاري
يحدثُ عندما لا يقترضُ البائعُ الأوراقَ الماليّةَ عندَ حدوثِ البيعِ على المكشوفِ، ما يعني أنَّ البائعَ يبيعُ الأسهمَ قبلَ التّأكّدِ من قدرتِهِ على اقتراضِها بالفعلِ، وذلكَ بخلافِ النّوعِ الأوّلِ. يقومُ المتداولُ ببيعِ الأسهمِ دونَ التّأكدِ من وجودِ الأسهمِ المقترضةِ، ثم يتعيّنُ عليهِ العثورُ على الأسهمِ المُقترضةِ لتغطيةِ البيعِ.
ومن مزايا هذا النّوعِ أنَّهُ يُمكنُ إجراءُ الصّفقاتِ بسرعةٍ، كما يمتلكُ المتداولونَ فيهِ فرصةً أكبرَ في الأسواقِ المُتقلّبةِ، إلّا أنَّهُ ينطوي على الكثيرِ من المخاطرِ، ويعتبرُ محظوراً في العديدِ من الأسواقِ الماليّةِ نتيجةَ التّلاعبِ المُحتملِ في السّوقِ. وهكذا، فإنَّ البيع على المكشوف المغطى يُعتَبرُ أكثرَ أماناً وتنظيماً مقارنةً بالبيعِ على المكشوفِ العاري الذي ينطوي على الكثيرِ من المخاطرِ.
شاهد أيضاً: المشتقات المالية: الخصائص، الاستخدامات والمخاطر
مراحلُ البيع على المكشوف
من الضّروريِّ فهمُ مراحلِ البيعِ على المكشوفِ بدقّةٍ كبيرةٍ لتحقيقِ أكبرِ استفادةٍ ممكنةٍ منها، ويجبُ على المتداولينَ امتلاكُ حسابِ هامشٍ، كذلكَ أنْ يدفعوا فائدةً على قيمةِ الأسهمِ المُقترضةِ خلالَ افتتاحِ المركزِ. ويتولّى الوسيطُ تحديدَ الأسهمِ التي يُمكنُ اقتراضُها وإعادتها في نهايةِ التّداولِ، ويُمكنُ فتحُ وإغلاقُ التّداولِ من خلالِ منصّاتِ التّداولِ العاديةِ مع وسطاءَ مؤهلّينَ لإجراءِ التّداولِ بالهامشِ.
وللبيع على المكشوف، يتّبعُ المتداولون عادةً الخطوات التّالية: [1]
- يفتحُ البائعُ مركزاً قصيراً عن طريقِ اقتراضِ الأسهمِ من وسيطٍ أو تاجرٍ.
- يبيعُ المستثمرُ هذهِ الأسهمَ المقترضةَ للمشترينَ الرّاغبينَ في دفعِ سعرِ السّوقِ، ويراهنُ المتداولُ على أنَّ السّعرَ سيستمرُّ في الانخفاضِ، ويُمكنُهُ شراءُ الأسهمِ بتكلفةٍ أقلَّ.
- لإغلاقِ مركزٍ قصيرٍ، يقومُ المتداولُ بإعادةِ شراءِ الأسهمِ، ويعيدُها إلى المقرضِ أو الوسيطِ.
- يجبُ على التّجارِ أن يأخذوا في الاعتبارِ أيَّ فوائدٍ أو عمولاتٍ يفرضُها الوسيطُ على الصّفقاتِ.
مخاطر وسلبيات البيع على المكشوف
هناك العديدُ من مخاطر وسلبيّات البيع على المكشوف، وتشملُ المخاطرُ الأكثرَ شيوعاً احتماليّةَ وقوعِ خسائرٍ غيرِ محدودةٍ، حيثُ لا يوجدُ حدٌّ أقصى لارتفاعِ سعرِ السّهمِ. فدعونا نستكشفُ أبرز مخاطر البيع على المكشوف: [4]
- احتماليّةُ الخسائر اللانهائية: يحدثُ هذا عندما يقترضُ المستثمرُ أسهماً من وسيطٍ، ويبيعُها على أملِ إعادةِ شرائها بسعرٍ أقلَّ، لكن إذا ارتفعَ سعرُ السّهمِ، فقد يخسرُ المستثمرُ مبلغاً غيرَ محدودٍ من المالِ، إذ ليسَ هناكَ حدٌّ أقصى لارتفاعِ سعرِ السّهمِ.
- صعوبةٌ في توقيت السّوق: يُعَدُّ من المخاطرِ الرّئيسيّةِ في البيع على المكشوف، وذلك لأنَّهُ قد يكونُ من الصّعبِ التّنبؤُ بدقّةٍ بموعدِ انخفاضِ سعرِ الأوراقِ الماليّةِ؛ لذا يجبُ أن يكونَ البائعونَ على المكشوفِ قادرينَ على التّنبؤِ بدقّةٍ بموعدِ وصولِ سعرِ الأوراقِ الماليّةِ إلى ذروتِهِ ودخولِهِ في اتّجاهٍ هبوطيٍّ.
باختصارٍ، قد يكونُ البيع على المكشوف استراتيجيّةً محفوفةً بالمخاطرِ، ولا ينبغي أن يقومَ بها إلّا المستثمرونَ الذينَ يتمتّعونَ بقدرةِ تحمّلِ مخاطرٍ عاليةٍ، وبخبرةٍ كبيرةٍ في هذا المجالِ.
آثار البيع على المكشوف على الفرد والمجتمع
ممّا سبقَ يُمكنُنا اكتشافُ آثارِ البيعِ على المكشوفِ على الفردِ والمجتمعِ. في حينِ أنَّ هذهِ الأداةَ الماليّةَ يُمكنُ أنْ تُحقّقَ عائداتٍ ماليّةً كبيرةً، فإنَّ نسبةَ المخاطرةِ فيها ليست بالقليلةِ، كما أنَّ الخسائرَ غير محدودةٍ.
كذلكَ فإنَّ البيع على المكشوف يُؤثّرُ على المجتمعِ من خلالِ زيادةِ سيولةِ السّوقِ عبرَ زيادةِ حجمِ التّداولِ، ويساهمُ أيضاً في تسعيرِ الأسهمِ بشكلٍ دقيقٍ من خلالِ توفيرِ معلوماتٍ عن توقعاتِ السّوقِ. ولكنْ في بعضِ الحالاتِ، يُمكنُ أنْ يؤدّيَ البيعُ على المكشوفِ إلى نشرِ شائعاتٍ سلبيةٍ حولَ شركةٍ معيّنةٍ بهدفِ خفضِ سعرِ سهمِها بشكلٍ مصطنعٍ.
الفرق بين البيع على المكشوف والسحب على المكشوف
الفرق بين البيع على المكشوف والسحب على المكشوف، يتضمّنُ العديد من التّفاصيل، فالنّوع الأوّل يُستخدمُ لتحقيق الأرباح، والثّاني يُستخدمُ لتوفير السّيولة الفوريّة عند الحاجةِ. وفيما يلي جدولٌ يُوضّحُ الفروقاتِ بين النّوعين:
البيع على المكشوف | السحب على المكشوف |
يهدفُ إلى تحقيق الرّبح من خلال توقّع انخفاض سعر الأسهم. | يهدفُ إلى تمكين العملاء من سحب أموالٍ تتجاوز رصيدهم المُتاح؛ لتغطية النّفقات الفوريّة. |
يتطلّبُ اقتراض الأسهم من وسيطٍ ثم بيعها في السّوق وإعادة شرائها لاحقاً. | يتضمّنُ اقتراض أموال مباشرةً من البنك عندما يتجاوز السّحب الرّصيد المُتاح في الحساب. |
يشملُ احتماليّة خسائر غير محدودةٍ، إذا ارتفع سعر السّهم، وكذلك مطالبات تغطية الهامش من الوسيط. | يتضمّنُ دفع فوائد أو رسوم على المبالغ المسحوبة على المكشوف، ما يزيدُ من تكلفة الاقتراض، وقد يؤثّر سلباً على التّصنيف الائتمانيّ، إذا لم يُسدّد في الوقتِ المناسبِ. |
يخضعُ لقواعد ولوائح تنظيميّة صارمة في الأسواق الماليّة. | يخضعُ لشروط وأحكام البنوك، ويتضمّن حدوداً وقواعد معيّنةً للاستخدام. |
باختصارٍ البيع على المكشوف، يشبهُ الرّهان على سقوط التّفاحة من الشّجرة قبل أن يراها أحدٌ، لكن حذار من أن تُصيبكَ في رأسكَ.
-
الأسئلة الشائعة
- هل البيع على المكشوف في العملات؟ نعم، البيع على المكشوف في العملات (الفوركس) ممكنٌ، ويتمّ من خلال بيع عملةٍ معيّنةٍ مع توقّع انخفاض قيمتها، ثم إعادة شرائها بسعرٍ أقلّ لتحقيق الرّبح.
- كيف تؤثر بيئة العمل على أداء الموظفين؟ تؤثرُ بيئةُ العملِ على أداءِ الموظفين، من خلالِ توفيرِ الرّاحةِ النّفسيّة والجسديّة، فالبيئةُ المنظمةُ والمريحةُ تحفّزُ الإبداعَ وتزيدُ التركيزَ، بينما البيئةُ المزدحمةُ وغيرُ الصّحيةِ تُسبّبُ التوترَ والإجهادَ.
- هل يجوز السحب على المكشوف؟ يجوز السّحب على المكشوف إذا سمح البنك بذلك، وتوافرت الشّروط اللّازمة في حساب العميل، حيث يتطلّب السّحب على المكشوف دفع فوائد ورسوم على المبالغ المسحوبة.