كيفية التعامل مع المدير المتسلط: الهرب ليس الحلّ المثاليّ!
من التّواصل الجيّد إلى التّركيز على أداء العمل، تعرّف على استراتيجيات فعّالة للتّكيّف مع بيئات عمل يحكمها مدراء سيئون
التعامل مع المدير المتسلط يُمكن أن يؤدّي إلى مجموعةٍ متنوِّعةٍ من الأمراض النَّفسيَّة والعضويَّة، فعندما تتواجد يوميّاً في بيئة عملٍ غير مريحةٍ دون وجود خياراتٍ أُخرى مناسبةٍ لكَ، فإنَّ بعضهم يصل بهم الأمر إلى كراهيَّة الحياة ذاتها، بل ومحاولات الانتحار، وفي حين أنَّه من مصلحة العمل نفسه والإنتاجيَّة ممارسة المهام بقدرٍ كبيرٍ من المرونة والتَّعاون، إلَّا أنَّ بعض المديرين لا يزالون يعتقدون أنَّ ممارسة الضَّغط المستمرِّ والانتقادات الدَّائمة والتَّسلُّط هو المفتاح الرَّئيسيُّ للنَّجاح وتنفيذ المهام بفاعليَّةٍ.
فما هي علامات المدير المتسلط؟ وكيف تتأكَّد أنَّ العيب من المدير بالفعل، وليس أمراً شخصيّاً تعاني أنت منه؟ وما أفضل طرق التَّعامل معه؟ وما أسوأ أنواع المديرين وطريقة التَّفاعل معهم بنجاحٍ دون الاضطرار لترك وظيفتك؟ كلُّ هذا وأكثر سنتعرَّف عليه الآن.
علامات المدير المتسلط
قد لا يبدو التَّسلُّط واضحاً للغاية في بعض الأحيان، فلا يتَّخذ الأمر طابع فرانكنشتاين الشَّهير، ولكن هناك علاماتٌ تساعدك في تحديد بأنَّ مديرك متسلّطٌ بالفعل أم لا، ومن هذه العلامات: [1]
يلجأ إلى التخويف لتحقيق الأهداف
إنَّ استخدام التَّهديد المستمرّ بالطَّرد أو الخصم من أوَّل علامات المدير المتسلط، بالإضافة إلى الإجبار على العمل لساعاتٍ إضافيَّةٍ، أو في نهايات الأسبوع دون مقابلٍ مُجزٍ، أو على غير رغبتك، فاستخدام المدير لصلاحيَّاته في التَّهديد المستمرِّ، فإنَّ هذا يُشير إلى سمات تسلُّطٍ قويَّةٍ.
يعتقد أنه يعرف كل شيء
مهما كان منصب الشَّخص أو كفاءته، فإنَّ التَّواضع هو سمات المتفوِّقين، ولكن إذا كان مديرك يعتقدُ أنَّه فقط من يعرف كلَّ شيءٍ فلا يسأل عن رأي الآخرين في طريقة تنفيذ مهمَّةٍ ما ولا يقوم بالبحث مطلقاً أو نادراً قبل إنجاز أيّ عملٍ، أو كان يحدث صراعٌ دائمٌ عند أيّ اقتراحٍ مُخالفٍ، فهذا يدلُّ على التَّسلُّط.
السيطرة على الاجتماعات
من المفترض أن تكون الاجتماعات من الأدوات الفعَّالة لتبادل الآراء والخبرات وزيادة معدَّلات التَّعاون، ولكنَّ المدير المسيطر يتحدَّث فقط خلال الاجتماع وبصوتٍ مرتفعٍ، وقد يسأل بعض الموظَّفين أسئلةً محدَّدةً، ثمَّ يتجاهل التَّفكير في الإجابة أو أخذ الآراء حولها، ومن ثمَّ يُصدر أوامر صارمةً للجميع دون نقاشٍ، فهنا الاجتماع يكون مجرَّد وسيلةٍ لتأكيد السَّيطرة، وليس زيادة الإنتاجيَّة والكفاءة في العمل.
مراقبة كل خطوات العمل
من الطَّبيعي أن تكونَ هناك خطَّةٌ واضحةٌ في كلّ مكانٍ يحاول الجميع تنفيذها، ولكنَّ كلَّ موظَّفٍ يُنفِّذ المهام المكلَّف بها بقدرٍ من الحريَّة في اتّخاذ القرارات، فهذا ما يضمن نموّه المهنيّ، ولكنَّ المدير المسيطر يطلب دائماً التَّحقُّق من كلّ خطوةٍ من خطوات العمل والحصول على إذنٍ واضحٍ منه قبل الشُّروع في أيّ مهمَّةٍ جديدةٍ، ممَّا يفقد الموظَّفين الشَّغف ويقتل الابتكار.
ضعف التّواصل مع الموظفين
لا يُشارك المدير المسيطر جميع المعلومات الَّتي يمتلكها مع فريقه، والَّتي تساعدهم في تأدية مهامهم بطريقةٍ أفضل، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا ينتقص من الكفاءة بشدَّةٍ، إلَّا أنَّه يُعزِّز من سيطرته، ويُظهره بالعالم الدَّائم والأوحد بكلّ أمورٍ وتفاصيل العمل، والَّذي لا يمكن الاستغناء عنه بسببه.
السّخرية الدّائمة
المدير المُتسلّط يُمكن أن يستخدمَ أسلوب السُّخريَّة والاستهزاء لفرض المزيد من السَّيطرة على الموظَّفين مع بعض التَّرهيب بهدف غرس الشُّعور بعدم الثّقة والكفاءة، كما يُمكن أن يُمارس أسلوب التَّلاعب والتَّجاهل وعدم الرَّدّ على الرَّسائل، أو على المكالمات الهاتفيَّة، خاصَّةً إذا كان الأمر يحتاج إلى تدخُّله بالفعل، فهذا يزيد من المشاعر السَّلبيَّة لديك، ويزيد من سيطرة المدير عليك.
مخاطر التعامل مع مدير متسلط
إذا كُنتَ تعتقد أنَّ مديرك أو المشرف عليك يتسبُّب في الكثير من ضغوط العمل، ولكنَّ لا تفعل أيَّ شيءٍ في مواجهة الأمر، وقد تكتفي فقط بالشَّكوى والتَّذمُّر مع الزُّملاء أو في المنزل، فأنت عُرضةً للكثير من المشكلات، ومن أهمِّها: [2]
الفشل المهنيّ
عندما ينتقدكَ المدير باستمرارٍ، ولا تشعر بالكفاءة في عملك، فإنَّ تطوُّرك المهنيَّ سوف يتباطأ كثيراً أو يتوقَّف تماماً، ممَّا يمنعك من التَّفوُّق في منصبك أو أيّ مناصب مستقبليَّةٍ.
المخاطر الصّحيّة
يتجاهل الكثيرون مخاطر التَّوتُّر، والَّذي يرفع من نسبة التهابات الجسم بأكمله، ممَّا يُقلِّل الشُّعور بالرَّفاهيَّة، ويتسبَّب في أمراضٍ صحيَّةٍ متفاوتة الخطورة، وقد تصل إلى الأمراض المزمنة في عُمرٍ صغيرٍ.
فقدان الطّاقة والقدرة على العمل
عندما تتعرَّض باستمرارٍ للتَّنمُّر والسَّيطرة من المدير، ستشعر أنَّك غير كفءٍ، فيكون من الصَّعب للغاية التَّركيز على مهام العمل، ممَّا يُقلّل من معدَّلات الطَّاقة اللَّازمة للإنجاز، وبالتَّالي انخفاض الإنتاجيَّة وصولاً إلى خسائر ماديَّةٍ متنوّعةٍ، سواءً بالنَّسبة لكَ إذا كانت الإنتاج مرتبطاً بمكافآتٍ، أو خسائر ماديَّةٍ ضخمةٍ للشَّركة من ضعف الإنتاج.
أفضل طرق التعامل مع المدير المتسلط
قد تعتقد أنَّ أفضل طريقة للتعامل مع المدير المتسلط هي ترك العمل تماماً، وفي الواقع إذا كان هذا الاختيار متاحاً لك بالفعل فلا تتردَّد، ولكن ما يُدريك أنَّك لن تقابل مديراً سيئاً في المكان الجديد؟ لذا إذا كان العمل مناسباً لك مع الرَّاتب والمكان والمنصب وغيرها، فلا تفكّر في ترك مكان عملك لمجرَّد أنَّ المدير سيئٌ، بل فكِّر في البدائل التَّالية:
محاولة التّوصُّل إلى حلٍّ وسطٍ
يُمكنكَ محاولة العثور على أرضيّةٍ مشتركةٍ مع رئيسكَ، فإذا كان يرغب في تحديثاتٍ مستمرَّةٍ عن مدى تقدُّمك في مهمَّةٍ ما، يُمكنك اقتراح تقديم تقريرٍ مرَّتين أو ثلاثة يوميّاً، فهذا من ناحيةٍ يُشعرك بالارتياح؛ لأنَّك تتوقَّع وقت تقديم التَّقرير، كما يسمح للمدير في الوقت ذاته بتأكيد هيمنته.
محاولة فهم الدّافع خلف سلوكه
هل يشعر المدير بعدم الثّقة والأمان؛ ولهذا يسعى إلى السَّيطرة؟ أم أنَّه يتعرَّض للضَّغط بدوره من رؤسائه في العمل؟ أو هل يعاني من نقص الخبرة؟ أو هل بدر منك أو من زملائك ما يؤدّي إلى سلوكه المسيطر؟ ففهم السَّبب الحقيقيّ خلف هذا السُّلوك يجعلك أكثر توقُّعاً له؛ وبالتَّالي أكثر قدرةً على التَّكيُّف.
التّواصل بوضوح
قد ترغب بشدَّةٍ في عدم التَّواصل على الإطلاق مع المدير المسيطر، ولكنَّ هذا في الواقع لا يزيد الأمور إلَّا سوءاً، ويجعله يشعر أنَّك تتجاهله وتقلِّل من شأنه؛ لذا من المهمِّ أن تبذلَ قُصارى جهدك للتَّواصل الفعَّال مع المدير وطرح الأسئلة قبل كلّ مهمَّةٍ، فهذا يزيد من ثقته بك، ويُقلِّل من سيطرته في الوقت ذاته؛ لأنَّك منحته الاهتمام المطلوب.
ركّز على إتقان عملكَ
من السَّهل أن تتورَّط في مشاعر سلبيَّةٍ تجاه مديرك المسيطر، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى تعمد الأداء السَّيء على سبيل الانتقام، ولكنَّ هذا لن يضرَّ أيَّ شخصٍ إلَّا أنت فقط؛ لذا مهما كانت الضُّغوط من حولك ركّز على تأدية عملك بأكبر قدرٍ ممكنٍ من الكفاءة مع الانتقاد الذَّاتيّ ومحاولة اكتشاف أخطائكَ وإصلاحها.
حافظ على هدوئكَ
من السَّهل أن تشعرَ بالغضب، وقد ترفع صوتكَ عند توجيه انتقاداتٍ لك من المدير، ولكن من الضَّروريّ للغاية أن تُحافظَ على هدوئك حتَّى لا تُغذي الشُّعور بالسَّيطرة لدى الطَّرف الآخر، وإذا تحوَّل الأمر إلى إيذاءٍ لفظيٍّ أو جسديٍّ من مديرك، فيجب هنا توثيق الأمر واللُّجوء إلى مستوياتٍ أعلى سواءً في الشَّركة أو من الشُرطة إذا تطلّب الأمر.
شاهد أيضاً: مديري غريب الأطوار ودعني أخبرك لماذا نحتاج مدراء مثله
أسوأ أنواع المديرين وطرق التعامل معهم
المدير المتسلط من أسوأ أنواع المديرين، ولكن هناك أنواعٌ أُخرى يُمكنك أن تواجهها، سواءً في مكان عملك الحاليّ أو أيّ مكانٍ آخر تختاره، ولن تواصل الانتقال من مكتبٍ إلى آخر بالطَّبع؛ لذا يمكنك الآن التَّعرُّف على نماذج سيئةٍ للمديرين، مع أفضل الطُّرق للتَّعامل معهم:
طريقة التعامل مع المدير العصبي
المدير العصبيُّ الَّذي يصرخ دائماً في مكان العمل، وينتقد الجميع وقد يُوجّه توبيخاتٍ علنيَّةً يزيد من مستوى التَّوتُّر في المكان بأكمله حتَّى إذا لم يكن الحديث موجّهاً لك شخصيّاً، كما يُؤثّر سلباً على نفسيّة الجميع، فكيف يُمكن التَّعامل مع المدير العصبيّ؟ [3]
حاول تقديم الحلول قدر الإمكان
إنَّ الصُّراخ والعصبيَّة عادةً ما تنبع من الإحباط؛ لذا إذا كان صراخُ وعصبيَّةُ مديرك بسبب خطئك أو أمورٍ خارجةٍ عن إرادتك فحاول تقديم حلولٍ، وهذا بالطَّبع ما يُمكنك تأديته بسهولةٍ أكبر إذا حافظت على هدوء أعصابك، وتجنَّبت الصُّراخ بالمقابل.
اعترف بخطئك
إذا كانت عصبيَّة وصراخ المدير بسبب خطأٍ وقعتَ به بالفعل، فهي ليست نهاية العالم بالتّأكيد، ولكن من الأفضل الاعتراف الصَّحيح بالخطأ، وتقديم حلولٍ للإصلاح الفوريّ.
اشرح موقفك بإيجازٍ وهدوء
إذا وقعت في خطأٍ، وتعرَّضت لعصبيَّة المدير، أو لم يكن الأمر خطأك على الإطلاق، فكلُّ ما عليك هو تجنُّب الانفعال المقابل والانتظار، حتَّى تمرَّ الأزمة، سواء بعد عدَّة ساعاتٍ أو في اليوم التَّالي، ثمَّ شرح الموقف للمدير بهدوءٍ وبإيجازٍ وموضوعيَّةٍ دون الحرص على الانتقام منه أو إظهاره بشكل المخطئ.
التعامل مع المدير الذي يكرهك
قد تشعر أنَّ المدير يكرهكَ وعدائيٌّ تماماً تجاهك أو تجاه بعض الزُّملاء مقارنةً بآخرين، فعدم احترام المساحة الشَّخصيَّة والإجازات أو وضع توقُّعاتٍ شديدة الارتفاع أو الانتقاد المستمرّ والتَّكليف بمهامٍ سخيفةٍ، كلُّ هذه أمورٌ تجعلك تشعر أنَّ المدير عدوانيٌّ ويكرهك، وطريقة التَّعامل هنا: [4]
تسجيل السّلوك العدوانيّ
من السَّهل أن يعتقدَ بعضهم أنَّ المدير يكرههم، في حين أنَّه يتصرَّف بطريقةٍ طبيعيَّةٍ؛ لذا دوّن السُّلوكيَّات الَّتي تجدها مسيئةً ولا مانع من مناقشتها مع الزُّملاء أو بعض أفراد العائلة؛ لتحصل على وجهات نظرٍ مُتعدّدةٍ.
حاول وضع حدودٍ واضحةٍ
يُمكنكَ رفض المهام الزَّائدة الكثيرة بأدبٍ مع طرح وجهة نظركَ، كما يُمكنكَ طلب وقتٍ إضافيٍّ لتأدية بعض المهام، ولكنَّ المهمّ هنا أن تحافظَ على هدوئكَ.
التّدقيق الشّديد في العمل
لا تنتظر توجيه الملاحظات إليك، بل احرص على بذل أقصى جهدكَ في عملكَ دون الضَّغط الشَّديد في الوقت نفسه، فهذا يزيد من ثقتكَ في نفسكَ مهما كان رأي المدير المباشر بكَ.
التعامل مع المدير الكاذب
الثّقة في المدير هي مفتاح النَّجاح والكفاءة في مكان العمل، ولكن إذا كان المدير يُخفي المعلومات عمداً، ويكذب بشأن المهامّ المطلوبة أو الجزاءات أو نتائج العمل، فإنَّ الأمر يمكن أن يكونَ شديد الإحباط لبعضهم، ولكنَّ طرق التَّعامل متنوّعةٌ أيضاً، ومنها: [5]
التّعرف على سبب كذب المدير
فهل السَّبب عدم الرَّغبة في كشف أسرار خاصَّةٍ أو عامَّةٍ؟ أو هل السَّبب هو تعليماتٌ صارمةٌ من رؤسائه بشأن المعلومات الَّتي يجب الكشف عنها؟ أم يرغب في حماية فريقه من الإحباط النَّاجم عن الحقيقة؟ ففي الواقع هناك أسبابٌ كثيرةٌ يمكن أن يُفضِّل المدير بسببها إخفاء بعض الحقائق أو الكذب بشأنها.
التّحدّث بصراحةٍ وموضوعيّةٍ
إذا لم تتعرَّف مطلقاً على سبب كذب رئيسكَ في العمل باستمرارٍ، وكان الأمر مؤثّراً عليك بشدَّةٍ، فلا بديل هنا عن إجراء محادثةٍ صريحةٍ مع الرَّئيس، ولكن بأكبر قدرٍ من الهدوء مع تحييد المشاعر وعدم توجيه اتّهاماتٍ، بل استخدم طريقة التَّعبير عن مشاعرك أنت، مثلاً سمعت كذا، أو عرفت كذا، ولكن لا تخاطبه باتّهامات مثل "لماذا قُلت كذا"؟ وتذكَّر أنَّك ترغب في فهم ما حدث وليس توجيه الاتّهامات.
طريقة التعامل مع المدير المُستفِّز صعب الإرضاء
إنَّه المدير الَّذي لديه دائماً قائمةٌ من الانتقادات بصرف النَّظر عن المجهود الَّذي تبذله، وتشعر معه أنَّه ينتظر لك أيَّ خطأٍ ليوجّه لك اللَّوم، وأفضل طرق التَّعامل معه:
وضع توقّعات واقعيّة من البداية
تحدَّث معه بوضوحٍ قبل بدء المهمَّة عن توقُّعاته، سواء من حيث الدّقَّة أو مدَّة الإنجاز أو حجم العمل، وكن أميناً مع نفسكَ بشأن قدرتكَ على تحقيق المطلوب، وحدِّد له ما يتوقَّعه منك.
محاولة فهم وجهة نظرهم
يكون من المفيد أحياناً وضع نفسك مكان المدير صعب الإرضاء ومعرفة سبب هذا السُّلوك، فهل لوجود مقاييس جودةٍ شديدة الارتفاع؟ أو أنَّه يتعرَّض للضُّغوط من رؤسائه أيضاً؟ أم يرغب فقط في إحباطكَ.
شاهد أيضاً: المدير الناجح: أفكارٌ مجنونةٌ تجعل منك مديراً مميزاً
نصائح للتعامل مع مديرك باحترافيّةٍ
إنَّ التعامل مع مدير سيئ يمكن أن يكون من أكثر الأمور المرهقة، وقد يحتاج الأمر إلى تدخُّل الموارد البشريَّة أو رئيس الشَّركة أو التَّهديد بترك العمل أو توقيع استمارة شكوى من جميع الموظَّفين، ولكن أحياناً يقع الموظَّف نفسه في أخطاءٍ تجعله عُرضة لعداءٍ وانتقاداتٍ المدير، سواء كان سيئاً بطبعه أو لا؛ لذا احرص من البداية على التَّعامل مع المدير باحترافيَّةٍ لمحاولة التَّقليل من طباعه السَّيئة مهما كانت وعدم تأجيجها، ومن أهمِّ نصائح التَّعامل مع المدير باحترافيَّةٍ: [6]
- حاول فهم طريقة مديرك في التّواصل: بعض المديرين لا يُحبُّون المفاجآت ولا التَّحدُّث المباشر معهم، ويُفضّلونالبريد الإلكترونيَّ أو تطبيقات المحادثة؛ لذا احترم طريقة المدير في التَّواصل.
- خُذ زمام المبادرة: حاول دائماً التَّدرُّب على المهارات القياديَّة وتطوَّع لتأدية بعض المهام وحاول البحث عن حلولٍ.
- قدِّم تقارير مستمرّةً لمديرك عن إنجازاتك: سواءً برسائل بسيطةٍ على تطبيقات المحادثات أو بشكلٍ شفهيٍّ، يمكنك دائماً أن تُقدّم تقارير لمديرك عن المهمَّة الَّتي تنفذها وطلب رأيه بها.
- استبق توقُّعات مديرك: حاول دائماً توقُّع ما يرغب به المدير والحرص على تنفيذه دون الحاجة إلى إلقاء الأوامر أكثر من مرَّةٍ.
- تجنَّب مناقشته أمام الزملاء: سواءً في موقعٍ سلبيٍّ أو عند الرَّغبة في فهم أيّ شيءٍ، فإنَّ من الأفضل اختيار مكانٍ هادئٍ للتَّواصل مع مديرك والمناقشة معه في أيّ شيءٍ يزعجك.
- التَّعاطف: مديرك بشرٌ أيضاً، ويمكن أن يُخطئ، ويتعرَّض لضغوطٍ مختلفةٍ، وهذا بالطَّبع لا يُبرر الإساءة، ولكن الطّباع العصبيَّة يُمكن أن تكون لأسبابٍ متنوِّعةٍ، فحاول التَّعاطف معه ومساعدته على حلِّ مشكلات العمل أو لا تكون على الأقل جزءاً منها.
- تحمَّل المسؤوليَّة: إنَّ الموظَّف الكسول أو الاعتمادي أو غير الكفء يُمثِّل عبئاً شديداً على المدير؛ لذا حاول بشدَّةٍ ألَّا تكون من هذا النَّوع، وسوف تتمكَّن من ترويض جميع السُّلوكيَّات السَّيئة في المديرين، بل وإخراج أفضل ما بهم.
وفي الختام، فإنَّ التعامل مع مدير متسلط أو مواجهة مديرٍ سيئٍ من الأمور الَّتي يُمكن للجميع أن يتعرَّضوا لها مرّةً على الأقلّ خلال مشوارهم المهنيّ، فلا يجب أن يكون الأمر معرقلاً للنَّجاح والتَّطوُّر أو سبباً في التَّوتُّر الشَّديد أو الفشل الوظيفيّ، بل هناك الكثير من الحلول والطُّرق الَّتي يُمكنك بها تقليل تأثير المدير المُتسلّط عليك والاستفادة من شخصيَّته الصَّعبة في زيادة التَّطوُّر المهنيّ واكتساب مهاراتٍ أكثر في التَّعامل مع المواقف الصَّعبة.