الرئيسية الريادة كيف تحقّق النجاح في بيئات العمل المتغيرة؟ إليك 5 طرق فعّالة

كيف تحقّق النجاح في بيئات العمل المتغيرة؟ إليك 5 طرق فعّالة

يفرض تسارع التّغيير في بيئة العمل تبنّي استراتيجيات مبتكرةٍ لتعزيز الكفاءة وتحقيق الأهداف المهنيّة بعزيمةٍ وتميّزٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

التّغيير في بيئة العمل يتسارع بوتيرةٍ غير مسبوقةٍ، حيث أظهرت دراسةٌ صادرةٌ عن "مؤشّر نبض التّغيير لعام 2024" (2024 Pulse of Change Index) من شركة "أكسنتشر" (Accenture)، أنّ وتيرة التّغيير في بيئة العمل ارتفعت بنسبةٍ مذهلةٍ بلغت 183% بين عامي 2019 و2023. وعندما طرحت شركة أكسنتشر على المسؤولين التّنفيذيّين من المستوى الأوّل (C-suite) سؤالاً: "ما مستوى التّغيير الّذي تتوقّعونه في عام 2024 مقارنةً باليوم؟" توقّع 88% منهم أن تزداد سرعة التّغيير أكثر ممّا هي عليه الآن.

يتطلّب النّجاح في بيئة العمل السّريعة التّغيير وتطوير مهاراتٍ جديدةٍ واستخدامها بفعاليّةٍ، فإليك 5 طرقٍ فعّالةٍ يمكنك من خلالها التّفوّق وسط موجة التّغيير هذه:

1. اجعل التّعلّم من التّجارب والتّعاون مع الآخرين أولويّةً

يدرك الأشخاص الأكثر نجاحاً أهمّيّة التّعلّم المستمرّ من خلال التّجارب الشّخصيّة والتّعاون مع الآخرين، إذ يحرصون على الاستماع بفاعليّةٍ للآراء المختلفة والاستفادة من تجارب الآخرين، سواءً كانت قصص نجاحٍ أو إخفاقاتٍ أو حتّى مواقف عاديّةً، فيعملون على البحث عن أمثلةٍ ملهمةٍ ودروسٍ مستفادةٍ لتطوير استراتيجيّاتهم وتجنّب الأخطاء. لا يساعدهم هذا النّهج فقط على توفير الوقت والجهد، بل يعزّز أيضاً علاقاتهم الشّخصيّة، ويقوّي شراكاتهم المهنيّة، إذ يدركون أنّ التّعلّم الجماعيّ والتّعاون هو المفتاح لتحقيق نتائج أفضل وبناء شبكةٍ قويّةٍ من الدّعم والنّجاح.

2. ركّز على الأفكار بدلاً من الاكتفاء بإتمام المهامّ

يحرص النّاجحون اليوم على التّركيز على الجوهر، وليس فقط الشّكل، إذ يسعون لفهم الأفكار الكبيرة والعمل على إنتاج مخرجاتٍ ذات جودةٍ عاليةٍ، فلا يكتفون بإنجاز المزيد من المهامّ، بل يبحثون عن طرقٍ مبتكرةٍ وأكثر كفاءةً لإنجاز العمل، كما يفضّلون الكفاءة والإنتاجيّة على مجرّد "الانشغال"، ويعملون على تحسين تفاصيل العمل بحيث يكون دقيقاً وفعّالاً. هؤلاء الأشخاص يتعلّمون باستمرارٍ طرقاً جديدةً لتنفيذ أعمالهم بشكلٍ أفضل؛ لأنّهم يدركون أنّ النّجاح لا يقاس بعدد المهامّ المنجزة، بل بجودة وأثر العمل الّذي يقدّمونه.

3. تحدّ الأفكار التّقليديّة، وابتكر أساليب جديدةً

يظهر النّاجحون قدرةً استثنائيّةً على كسر التّقاليد القديمة وتحدّي الأفكار والإجراءات الّتي لم تعد فعّالةً، إذ يرفضون الجمود والانصياع الأعمى للأساليب الّتي عفا عليها الزّمن، ويبحثون باستمرارٍ عن طرقٍ مبتكرةٍ لتحسين الكفاءة وتحقيق نتائج أفضل، فيدفعهم الشّغف بالتّطوير إلى التّفكير خارج الصّندوق واستكشاف أفكارٍ غير مألوفةٍ، كما يواجهون الوضع الرّاهن بشجاعةٍ، ممّا يمكّنهم من اكتشاف حلولٍ إبداعيّةٍ تحقّق نجاحاتٍ غير مسبوقةٍ. وبالنّسبة لهم، الابتكار والتّغيير هما مفتاح تحقيق الإنجازات العظيمة.

4. قدّم الإنتاجيّة على الحضور الجسديّ

أعاد الأشخاص النّاجحون تعريف مفهوم العمل من خلال تركيزهم على الإنتاجيّة وجودة الأداء بدلاً من الالتزام بالحضور الشّخصيّ. ومع انتشار العمل عن بعدٍ، أثبتوا أنّ الإنجاز يمكن تحقيقه في أيّ مكانٍ وزمانٍ دون الحاجة إلى التّواجد في المكتب. ووفقاً لتقرير مركز أبحاث بيو (Pew Research Center)، يعمل حوالي ثلث العاملين الأمريكيّين الّذين يمكنهم العمل عن بعدٍ من منازلهم بشكلٍ دائمٍ، إذ أظهر النّاجحون أنّ التّركيز على النّتائج الفعّالة أفضل بكثيرٍ من الانشغال بمظاهر العمل التّقليديّ، ممّا يجعلهم في طليعة من يحقّقون النّجاح في بيئة العمل الحديثة.

5. وازن بين العمل والحياة الشّخصيّة

يفهم الأشخاص الأكثر فعاليّةً أنّ النّجاح لا يعني الفصل الصّارم بين العمل والحياة الشّخصيّة، بل يكمن في دمجهما بسلاسةٍ لتحقيق التّوازن، فهم يدركون أنّ حياةً مرضيةً تتطلّب مزج العمل مع الرّضا الشّخصيّ، ممّا يساعدهم على تحقيق أهدافهم المهنيّة مع الحفاظ على سعادتهم وصحّتهم، إذ يمنعهم هذا النّهج المتكامل من الوقوع في فخّ الإرهاق والإجهاد، ويساهم في بناء حياةٍ أكثر استدامةً وتوازناً، ومن خلال رؤيةٍ شاملةٍ تجمع بين العمل والحياة، يتمكّنون من تحقيق نجاحٍ طويل الأمد وسعادةٍ حقيقيّةٍ على جميع المستويات.

إنّ التّغيير في بيئة العمل ليس مجرّد ظاهرةٍ عابرةٍ، بل هو واقعٌ يفرض علينا التكيّف المستمرّ وتطوير المهارات. ومن خلال الاستفادة من التّعلّم الجماعيّ، والتّركيز على الإنتاجيّة، والابتكار، والتّوازن بين العمل والحياة الشّخصيّة، يمكننا تحقيق النّجاح مع هذا التّغيّر، إذ إنّ القدرة على التّفاعل مع هذه التّحوّلات بشكلٍ فعّالٍ ليست فقط مفتاحاً للنّجاح المهنيّ، بل أيضاً أساساً لبناء حياةٍ متوازنةٍ ومستدامةٍ. وتذكّر دائماً أنّ التّغيير، برغم تحدّياته، يحمل فرصاً لا حدود لها للنّموّ والإنجاز.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: