الرئيسية التنمية التفكير الإبداعي: كيف تتعلّم المهارة الناعمة الأكثر طلباً؟

التفكير الإبداعي: كيف تتعلّم المهارة الناعمة الأكثر طلباً؟

من المهارات التّحليليّة إلى التّعاون والابتكار، اكتشف استراتيجيّات التفكير خارج الصّندوق لحلّ المشكلات بطرقٍ فعّالةٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

التفكير الإبداعي ضروريٌّ ليس فقط في بيئة العمل أو لإنجاح المشروعاتِ المُختلفة، ولكنَّ الحاجة إلى التَّفكير خارج الصُّندوق موجودة في كلِّ مجالات الحياة، سواء العمليَّة أو الشَّخصيَّة، وتُوفِّر الكثير من المجهود الضَّائع في حلِّ المشكلات لأيِّ فردٍ، والخبر الجيّد أنَّها مهارةٌ يُمكن تعلُّمها، صحيحٌ أنَّ بعضهم موهوبون بالفطرة في التفكير الإبداعي واستخلاص الأفكار المُبتكرة، ولكنَّ هذه المهارة ليست حكراً عليهم فقط.

إنَّ إبقاء العقل منفتحٌ والبحث عن حلولٍ واقعيَّةٍ للمشكلات بدلاً من الاستسلام لها، والوصول إلى الأهداف بطريقةٍ لم تفعلها عادةً هي المفاتيح الأساسيَّة للتَّفكير الإبداعيّ، والَّذي يعدُّ المهارة النَّاعمة الأكثر طلباً في سوق العملِ الآن، فما هي مهارات التفكير الإبداعي، وكيف تكتسبها وأهمُّ التَّمارين والممارسات عليها، ولماذا في الأساس يجبُ عليك الآن الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الإبداعي؟ كلُّ هذا وأكثر سنرصدهُ في الأسطر المُقبلة.

ما هو التفكير الإبداعي؟

يُشير التفكير الإبداعي إلى القدرة على النَّظر إلى شيءٍ ما بطريقةٍ جديدةٍ واكتشاف منظورٍ آخر لإمكاناتٍ أو مشكلاتٍ أو موارد متنوِّعةٍ والخروج بأفكارٍ واقتراحاتٍ جديدةٍ، كما ينطوي على استخدام خيال الفرد لتوليد أفكارٍ أصليَّةٍ مع إجراء اتّصالاتٍ جديدةٍ بين مفاهيم قد تكون بعيدةً تماماً عن بعضها بعضاً واكتشاف علاقاتٍ ترابطيَّةٍ بينها واحتمالات استفادةٍ متنوِّعةٍ.

ويعتقدُ الكثيرون أنّ التفكير الإبداعي هو أمرٌ عشوائيٌّ يحدثُ تلقائيّاً، ولكنَّ الواقع يُؤكّد أنَّ هناك مجموعةً من الطُّرق لتعلُّم استخدام التفكير الإبداعي يوميّاً؛ حتَّى إذا كُنتَ تعتقدُ أنَّك غير مُبدعٍ بالفطرة.

أهميَّة التفكير الإبداعي

تكمن الأهميَّة الأساسيَّة للتفكير الإبداعي في أنَّه يُؤكِّد لنا تَوفِّر الكثير من الحلول لأيِّ مشكلةٍ مهما كان نوعها أو طبيعتها أو عدد الأفراد المشتركين بها، فهو يساعد على التَّعرُّف على الأنماط الَّتي قد لا تكون واضحةً من الوهلة الأولى، وبالتَّالي التَّوصُّل إلى صلاتٍ مختلفةٍ تساعد في حلِّ المشكلات بطريقةٍ أسرع وأفضل، ممَّا ينعكس إيجاباً على كلٍّ من الحياة الشَّخصيَّة والعمليَّة.

فيستطيع الشَّخص المبدع أن يُمارسَ العصف الذّهنيَّ بمهارةٍ كبيرةٍ مع النَّظر إلى الأفكار من وجهات نظرٍ متنوِّعةٍ، ويفحص مدى ملاءمة الحلول مع المشكلة الَّتي تواجههم والإمكانات المُتوفِّرة لهم، فهو شخصٌ لا يخاف المخاطرة ولا تجربة الأفكار الجديدة. [1]  

أنواع التفكير الإبداعي

يبدأ تعزيزُ التفكير الإبداعي بتغيير وجهة نظركَ في أمرٍ أو أمورٍ مختلفةٍ، فإنَّ تعلُّمَ أساليب تفكيرٍ جديدةٍ ومختلفةٍ يُمكن أن يساعدَ في توليد أفكارٍ قويَّةٍ، وهناك 5 أنواع من التفكير الإبداعي قد تتقاطعُ في بعض الأحيان مع بعضها بعضاً، وهي: [2]

  • التّفكير المُتباين أو المتباعد: وهو أمرٌ أشبه بجلسة عصفٍ ذهنيٍّ عاديَّةٍ، تحاول بها التَّفكير بعمقٍ والتَّوصُّل إلى أكبر عددٍ من الحلول الممكنة بقدر ما يسمح به خيالك، ويحتاج الأمر هنا إلى الاسترخاء وعدم إغلاق الذِّهن والانفتاح على جميع الخيارات.
  • التفكير الإبداعي التَّقاربي: وهو يتَّسم بشكلٍ أكثر منطقيَّةً من التَّفكير المتباين، إذ يُشجِّعك أكثر على جمع معلوماتٍ أكبر عن المشكلة واكتشاف الحلِّ الأكثر شيوعاً لها، والَّذي قد يكون نجح مع كثيرين من قبلك.
  • التفكير الإبداعي المُلهم: وهو يُركِّز على تخيُّل أفضل وأسوأ السِّيناريوهات لإيجاد طريقةٍ جديدةٍ لحلِّ المشكلة، فعندما تخاف من وقوع شيءٍ سيئٍ يساعدك هذا النَّوع من التَّفكير على تخيُّل أسوأ السِّيناريوهات الَّتي قد تتوقَّعها والبحث عن حلولٍ لها أو طريقة التَّكيُّف معها، وبالتَّالي حتَّى إذا حدثت أسوأ هذه السِّيناريوهات سوف تكون مستعدّاً لها، فلا تشلّ عقلك من الصَّدمة، وستتمكّن من التَّغلُّب عليها والوقوف على قدميكَ من جديدٍ.
  • التفكير الجانبيُّ: وهو الَّذي يُساعدكَ على زيادة تدفُّق الأفكار بالتَّرتيب خطوةً بخطوةٍ، وتحتاجه بشدَّةٍ في المشكلات الَّتي لها أكثر من درجة تعقيدٍ، فيجعلك أكثر تركيزاً على حلّ كلِّ عقدةٍ على حدة دون وضع كلِّ المشكلات معاً أمامك ومحاولة التَّعامل معها، فتفشل بالتَّأكيد.
  • التفكير الجماليُّ: وهو الَّذي يساعدك على إعادة صياغة المشكلة من الأساس لتشاهد الجوانب الإيجابيَّة في أيّ موقفٍ تمرُّ به مهما كان سيئاً، وتركِّز على القيم الَّتي تكتسبها في هذا الوقت، وبالتَّالي تصير أكثر هدوءاً وقدرةً على التَّفكير.

مهارات التفكير الإبداعي

أظهر استطلاع رأيٍّ أنَّ 61% من الموظَّفين يعتقدون أنَّهم مُطالبون بالتَّوصُّل إلى أفكارٍ إبداعيَّةٍ أو تجربة طرقٍ جديدةٍ في العمل، في حين أنَّ 30% فقط من الموظَّفين يُمنحون الوقت الكافي لمناقشة الأفكار الجديدة يوميّاً، ومع كون التفكير الإبداعي هو المهارة النَّاعمة الأكثر طلباً في سوق العمل الآن، فإنَّه من الضَّروريّ تطوير المهارات الَّتي تُحفِّزه لدينا، ومن أهمِّ مهارات التفكير الإبداعي:

المهارات التّحليليّة

وهي تشملُ تحليل البيانات والقدرة على البحث، ومهارة التَّنبُّؤ، وإعداد التَّقارير، والتَّرجمة الفوريَّة للأحداث، مع القدرة على التَّواصل بطريقةٍ جيِّدةٍ، وليس من الضَّروري أن تتمتَّعَ بكلّ هذه المهارات دفعةً واحدةً، بل إتقان أيٍّ منها والحصول على أنصبةٍ متفاوتةٍ يزيد من القدرة على فرز الحقائق والمعلومات وتبادل الأفكار المختلفة ثمَّ توليد حلولٍ جديدةٍ.

الابتكار

وهو القدرةُ على التَّوصُّل لشيءٍ جديدٍ، ولا يعني هذا على الإطلاق أنَّ عليك ابتكار أوَّل سيارةٍ أو طائرةٍ لتتمتَّع بالتفكير الإبداعي أو الابتكار، ولكنَّ "شيء جديد" في العمل قد تعني مجرَّد تجربة طريقةٍ لم تستخدمها بنفسكَ من قبل؛ حتَّى إذا كان آخرون استخدموها، أو قد تعني مجرَّد تنفيذ عمليَّةٍ غير مألوفةٍ، فالمبتكرون لا يخافون من الابتعاد عن الخط التَّقليديّ واستكشاف شيءٍ مُبتكرٍ حتَّى إذا كان سيفشلُ.

التعاون

وهو يشملُ كلّاً من التَّعاطف والاستماع النَّشط والقدرة على التَّواصُّل الكتابيّ واللَّفظي، والتَّفكير الشُّموليّ والقدرة على منح التَّعليقات البنَّاءة في الوقت الفعليّ، فلا يجب أن يحدثَ التفكير الإبداعي بمفرده حتَّى يُطلق عليه هذه الصّفة، بل إنَّ التَّعاون يضمن تطوير وتحسين الأفكار ومراعاة وجهاتٍ نظرٍ متنوِّعةٍ والحصول على رؤيةٍ أكثر شموليّةً.

شاهد أيضاً: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على المهارات الإنسانية في العمل؟

أمثلة وتدريبات على التفكير الإبداعي

إنَّ بعضهم يولدون بمهارات تفكيرٍ إبداعيٍّ فطريَّةٍ، ولكنَّ هذه المهارة ليست حكراً عليهم، بل هي أمرٌ يُمكن تعلُّمه عبر مجموعةٍ من التَّمارين، ومن أمثلة وتدريبات التفكير الإبداعي الَّتي يُمكن لممارستها بانتظامٍ تحسين هذه المهارة لديك: [3]

جلسات العصف الذّهنيّ التّعاونيّة

وفيها يجتمعُ مجموعة الأشخاص المُهتمِّين بمشكلةٍ أو فرصةٍ محدَّدةٍ، ويُشارك الجميع أفكارهم بكلِّ حريَّةٍ مهما كانت غريبةً أو مخيفةً، فقد نجحَ مطعم لبيع النَّقانق في شيكاغو باسم The Wiener’s Circle في جذب المزيد من العملاء عبر تعيين موظَّفين وقحين مع الزَّبائن، وبدلاً من تراجع شعبيَّته، فقد تسبَّب في الكثير من الجدل على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ؛ لترتفعَ شعبيَّته على الرَّغم من الغرابة الشَّديدة للفكرة.

تجربة الهندسة العكسيّة

ويكون إمَّا عبر اختيار أحد المنافسين والتَّوصُّل إلى طريقته في التَّعامل مع المشكلات المماثلة أمامكَ، مثل طريقة التَّسويق عبر وسائل التَّواصل الاجتماعيّ ومحاولة تنفيذها بطريقتكَ، كما يُمكنك اختبار هذه الاستراتيجيَّة عبر التَّفكير في سبب المشكلة بدلاً من التَّفكير في طريقة حلِّها، فمثلاً إذا كنت تحاول تحسين خدمة العملاء، فاكتشف ما الَّذي يؤدّي إلى تدهور هذه الخدمة في الأساس، فهذا يزيد من الإلهام والأفكار الجديدة.

الجمع بين المفاهيم غير المُترابطة

وهي استراتيجيَّةٌ فعَّالةٌ في الكثير من المجالات، فقد الدَّمج بين فكرة المقهى والمكتبة إلى إنشاء مقهى الكتب ليمكن للنَّاس القراءة والاستمتاع بمذاقٍ فريدٍ للقهوة في بيئةٍ مريحةٍ للأعصاب.

لعب الأدوار

وتتمُّ هذه الاستراتيجيَّة بأن تضعَ نفسكَ في مكان شخصٍ آخر لتحصل على منظورٍ جديدٍ، مثل أن تضعَ نفسك مكان المستخدمين لتكتشف احتياجاتهم، وتعمل على إيجاد حلولٍ تلبِّي هذه الاحتياجات بما يتلاءم مع قيم عملكَ أيضاً.

استخدام التّكنولوجيا

والَّتي تساعدك في تحديد الأنماط والاتّجاهات، فتقنيَّة مثل SCAMPER تُساعدكَ على الاستبدال والدَّمج والتَّكيُّف والتَّعديل والإزالة وغيرها، لتوليد المزيد من الأفكار.

أهم فوائد ممارسة التفكير الإبداعي

أعلن تقريرُ مستقبل الوظائف الصَّادر عن المنتدى الاقتصاديّ العالميّ لعام 2023، أنَّ التَّفكير الإبداعي هو ثاني أهمّ مهارةٍ للعاملين، ولا تسبقهُ سوى المهارات التَّحليليَّة، والَّتي هي في الأصل جزءٌ أساسيٌّ من التفكير الإبداعي، فيبحثُ أصحاب العمل عن مرشَّحين قادرين على حلِّ المشكلات في بيئة عملٍ متغيّرةٍ باستمرارٍ، ومن أهمّ الفوائد الَّتي تعودُ عليكَ الآن من تعلُّم مهارة التفكير الإبداعي:

  • تحسين القدرة على حلِّ المشكلات: وهذا ليس في العمل فقط، بل في كلّ مناحي الحياة، فعندما تتطوَّر قدراتكَ على التفكير الإبداعي، ويعتاد عقلكَ على استخدام تقنيَّات تفكيرٍ مختلفةٍ، فسوف تتعرَّف أسرع على الأنماط، وتتوصَّل إلى حلول المشكلات بكفاءةٍ أكبر.
  • تواصلٌ شخصيٌّ أفضل: يُساعدكَ التفكير الإبداعي على توصيل أفكاركَ بوضوحٍ أكبر ممَّا يُثري المناقشات مع أفراد العائلة والزُّملاء والأصدقاء، كما أنَّ الكثيرَ من أساليب التفكير الإبداعي تعمل بكفاءةٍ أفضل عندما تنفِّذها مجموعةٌ متكاملةٌ، فيطوِّر كلُّ فردٍ في الفكرة حتَّى تكتمل تماماً.
  • زيادة الإنتاجيَّة: يعتقد بعضهم أنَّ التَّفكير يستهلك الوقت، ويُلهي عن العمل، ولكنَّ هذا غير حقيقيٍّ على الإطلاق، فالانخراط في تفكيرٍ إبداعيٍّ يجدِّد الدَّوافع، ويُعيد الشَّغف ويُقلِّل من الإحباط الَّذي يُعدُّ من الأسباب الرَّئيسيَّة لانخفاض الإنتاجيَّة.
  • ارتفاع الوعي الذَّاتيّ: فهو يساعدك في تجربة وجهات نظرٍ جديدةٍ لم تعتقد مطلقاً أنَّها ملائمةٌ لك، ليزيد اكتشافكَ لما حولكَ.

أفضل طرق تنمية التفكير الإبداعي

إنَّ الابتعادَ عن الرُّوتين المُعتاد وتجربة شيءٍ جديدٍ دائماً سواءً يوميّاً أو أسبوعيّاً، أو على فتراتٍ هو المفتاح الحقيقيُّ لتعزيز التفكير الإبداعي، وفي حين أنَّ استراتيجيَّات العصف الذّهنيّ والتَّفكير العكسيُّ وغيرها تساعدك على تطوير هذه المهارة، إلَّا أنَّ هناك اقتراحاتٍ أُخرى ربَّما تكون أكثر بساطةً بكثير، لتساعدك على أن تكون أكثر إبداعاً، ومنها:

ضع قيوداً لنفسك

يدورُ التفكير الإبداعي حول القدرة على التَّخلُّص من القيود؛ لذا إذا تدرَّبت على وضع قيودٍ بسيطةٍ لنفسك، وتدرَّبت بالتَّدريج عليها، فسوف ترتفعُ قدرتكَ على كسر المزيد من القيود، فمثلاً قد يطلبُ منك شخصٌ ما إعداد وجبة عشاءٍ، فتجد صعوبةً في هذا الطَّلب، ولكن إذا طلب منكَ تحضيره بـ3 مكوناتٍ فقط وعدد اثنين من التَّوابل، فسوف تشعرُ بالتَّحدِّي، ويتَّسع نطاق تفكيركَ، وكذلك الحال عندما تُحدِّد لنفسك عدداً ثابتاً من كلمات مقالٍ ترغب في كتابته، أو وقتٍ ضيقٍ للغاية لاستكمال مهمَّةٍ ما، فابدأ بوضع القيود البسيطة لنفسكَ وتدرَّب على كسرها لتحفيز التفكير الإبداعي.

اكسر روتينكَ

الرُّوتين يُعزّز الإنتاجيَّة، ولكن يقضي على الإبداع؛ لذا حاول كسر روتينكَ على فتراتٍ متباينةٍ، سواءً بتغيير وقت عملك أو مكان جلوسك أو التَّعامل مع مشروعٍ جديدٍ تماماً، فهذا يضع تحدّياً أمام جسمكَ وعقلك للتَّكيُّف مع الظُّروف الجديدة، كما يُمكن للدُّخول في تجارب جديدةٍ أن يُكسرَ الرُّوتين مثل السَّفر أو التَّعرُّف على أشخاصٍ جددٍ أو استكشاف ثقافاتٍ متنوِّعةٍ.

تخيَّل سيناريوهاتٍ مختلفةٍ

ففكِّر إذا حدثت مشكلةُ في الموارد الَّتي لديك الآن كيف سوف تعيش، أو العكس إذا ارتفع عدد هذه الموارد فكيف سوف تستفيد منها بكفاءةٍ، أو على مستوى الجمهور المستهدف، أو تخيَّل تغيير وقت تنفيذ مشروعٍ ما، فهذا يُحفِّز أيضاً من التفكير الإبداعي.

الاطّلاع على آراء الآخرين

فالإبداع يحتاج إلى إلهامٍ، ويُمكن لمعرفة طريقة زميلكَ في تنفيذ مهامه أو أفكاره المختلفة بشأن قضيةٍ أو مشكلةٍ ما، أن يفتحَ عقلك أمام احتمالاتٍ جديدةٍ، كما أنَّ التَّعاونَ مع آخرين عادةً ما يزيد من تواتر الأفكار والاطلاع على وجهات نظرٍ جديدةٍ تُحفِّز الإبداع.

اطلب تعليقات الآخرين على عملكَ

إنَّ أفضل طريقةٍ لتحسين أيّ مهارةٍ هي الاستفادة من التَّعليقات البنَّاءة من الآخرين عليها، ولكن لا يعني هذا أن تتركهم يتحكَّمون في أفكاركَ، ولكنَّ التَّعليقات يُمكن أن تكونَ فرصةً للنُّموّ بعد فلترتها وعدم التَّعامل معها على محملٍ شخصيٍّ.

شاهد أيضاً: 6 استراتيجيات لتعزيز التفكير الإبداعي في المجال التجاري

الفرق بين التفكير النقدي والتفكير الإبداعي

يخلط بعضهم بين كلٍّ من التَّفكير النَّقديّ والتفكير الإبداعي، ويعتقدون أنَّ المفهومين يعنيان الشَّيءَ نفسه، ولكنَّ هذا غير حقيقيٍّ، فالتَّفكير النَّقديِّ يُستخدم حقّاً في التَّوصُّل إلى حلولٍ للمشكلات، ولكن يكون هذا عبر التَّفكير المنطقيّ وتحليل البيانات المتوفِّرة بالفعل، في حين يعتمدُ التَّفكير الإبداعيُّ على تطوير أفكارٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ.

ففي التَّفكير النَّقديّ سيكون عليكَ تقييم المعلومات وتحليلها لاتّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ ومراجعة جميع الخيارات والبحث عن أفضل حلولٍ منطقيَّةٍ للمشكلة بناءً على الأدلَّة المتاحة، فهو تفكيرٌ أكثر استنارةً وعقلانيَّةً لحلِّ المشكلات، في حين أنَّ التفكير الإبداعي يتبنَّى وجهات نظرٍ متعدَّدةً، ويُشجِّع على التَّباين أي القدرة على طرح عدَّة حلولٍ لمشكلةٍ واحدةٍ. فمثلاً، يُمكن لصاحب عملٍ تجاريٍّ صغيرٍ يرغب في زيادة المبيعات أن يستخدم التَّفكير النَّقديَّ لمراجعة بيانات المبيعات السَّابقة ثُمَّ إنشاء خطَّةٍ تسويقيَّةٍ تستهدف عملاءه الأكثر ربحيّةً، ويمكن أن يستخدمَ التفكير الإبداعي في جذب عملاء جدّدٍ تماماً وتعزيز المبيعات.

فكلٌّ من نوعي التَّفكير شديد الأهميَّة لإدارة الأعمال بنجاحٍ، ويُمكن أن يعملا جنباً إلى جنبٍ بكفاءةٍ، فمن خلال استخدامهما معاً يُمكن لأصحاب الأعمال الصَّغيرة أن يُصبحوا أكثر جاهزيّةً لمواجهة التَّحدِّيّات السُّوقيَّة المختلفة.

طريقة إضافة مهارة التفكير الإبداعي في السيرة الذاتية

عند كتابة سيرتكَ الذَّاتيَّة أو دخول مقابلة عملٍ، فلن تحتاجَ إلى كتابة كلمة "مهارة التفكير الإبداعي" بوضوحٍ، ولكن بدلاً من هذا فكِّر في أفضل نقاط قوَّتكَ الإبداعيَّة مثل مهارة حلِّ المشكلات أو سرعة تعلُّم مهاراتٍ جديدةٍ أو الحدس الجيِّد أو التَّعاون والتَّواصل المثمر أو غيرها من مهاراتٍ ترتبط بالتَّفكير الإبداعيّ، كما أنَّ هذا يُحسِّن من عبور سيرتك الذَّاتيَّة لطرق الفلترة الحديثة وروبوتات ATS، والَّتي تبحثُ عن توفُّر كلماتٍ معيَّنةٍ في السِّيرة الذَّاتيَّة؛ لتصل إلى المرحلة التَّالية من التَّوظيف.

في الختام، فإن التفكير الإبداعي يساعدكَ بلا شكٍّ على التَّوقُّف عن التَّذمُّر وتخيُّل أنَّ كلَّ الأبواب مغلقةٌ، وأنَّ كلَّ الطُّرق مسدودةٌ، فدائماً هناك حلولٌ واقعيَّةٌ متاحةٌ وقابلةٌ للتَّنفيذ وربَّما بطريقةٍ أسهل أكثر ممَّا قد تتوقَّع، فقط افتح عقلكَ وجرَّب طرقاً جديدةً، وانظر إلى المشكلات من مختلف الجوانب مع عدم التَّمسُّك بوجهة نظرٍ واحدةٍ قد تكون هي في الأصل سبب المشكلة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: