التفكير خارج الصندوق.. افتح الباب لعقلك واتركه يقودك نحو النجاح
التفكير خارج الصندوق هو التّفكير المنْطقي بطريقة خارجة عن المألوف وبعيدة عن النّمطية، أي بطرق غير تقليدية، والنظر من عدة زوايا وليس زاوية واحدة فقط
تنتهي من قراءة تلك الكلمات، وتقول، "الحمد لله كان مجرّد كابوس"، يؤسفني أن أخبرك أنها ربما تكون الحياة التي تعيشها، أعد قراءة الفقرة السابقة وتخيّل أن الشخص المحبوس في الغرفة ربما يكون عقلك، الذي مازلت تؤطره داخل صندوق صغير، عوضاً من أن تفتح له الباب، وتخبره أن ينطلق.
ما هو التفكير خارج الصندوق Out of the Box؟
التفكير خارج الصندوق هو التّفكير المنْطقي بطريقة خارجة عن المألوف وبعيدة عن النّمطية، وهو حين تفكّر بطرق غير تقليدية، والنظر من عدة زوايا وليس زاوية واحدة فقط.
طبعاً أن تفكر خارج الصندوق لا يعني أن تفكر بطريقة غير منطقية، فالمنطق شيء أساسي بعملية التفكير، بمعنى ألا تضع هدفاً غير منطقي، ومن ثم تقول سأحققه بالتفكير خارج الصندوق.
الأمثلة على نجاح هذا النوع من التّفكير في إحداث أثرٍ كبيرٍ في العالم كثيرة، سأستعرض وإياك شاهداً واحداً عليه، ألا وهو جيسي دبليو رينو -مخترع الدرج الكهربائي- حيث فكّر خارج الصندوق حين عمل على ابتكار سلّم يتحرك من تحت البشر، عوضًا أن يتحركوا هم عليه، ونجح.
التفكير خارج الصندوق يا صديقي، ببساطة يجعل حلّ المشكلات أسهل بكثير؛ لأنك ستفكر بكل الاحتمالات والفرضيات والطرق، دون أن ينحصر تفكيك بزاوية واحدة، جربتها عدة مرات ولم تكن مفيدة.
كيف نفكر خارج الصندوق؟
أن تحرر عقلك، وتحاول منحه الحرّية المُطلقة للتّفكير من دون أي عوائق اجتماعية أو نفسية؛ ليس بالأمر الصعب، تحدّى نفسك وابدأ بتطبيق هذه الخطوات:
لا تفكر مثل الجميع
تخيّل أنك في الاجتماع الأسبوعيّ للشّركة التّي تعمل بها، والمدير يطلب إليكم وضع أفكار جديدة للنهوض بالعمل، وعلى فرض كانت الشّركة تُعنى بالدّعاية والإعلان، غالباً فإن زملاءك أكثرهم سيفكرون بطرق معتادة لا تكلفهم خوض أي نوع من المغامرة؛ حسناً إنها فرصتك السّانحة، اغتنمها وفكّر بزاوية جديدة حتى لو كنت تعتقد أنّها مجنونة بعض الشيء، غامر وقلّها لمديرك.
العصف الذهني Brainstorming
هل تعلم أن العصف الذهني هو من أفكار فتح الصندوق، ففي العام 1953، ظهر هذا المصطلح في كتاب "التخيل التطبيقي"، للمؤلف أليكس أوزبورن، وتحوّل لاحقاً إلى طريقة تدريس فعالة.
إذ يساعد العصف الذهني على إنتاج المزيد من الأفكار غير المألوفة من خلال التّشارك مع جماعة متعددة المواهب والانتماءات ومختلفة المجتمعات، ووضع الأفكار التي ستتوالد تلقائياً، بمعنى أن الفكرة التي قالها صديقي، ولدّت لديّ فكرة جديدة وهكذا.
استمر بالابتكار
بمعنى لا تفكر بالأساليب ذاتها التي تتبعها في كل مرّة، نعم ربما تكون أسهل بكثير، لكن إن كنت ترغب بالتميز، ينبغي عليك الخروج من منطقة الراحة خاصتك والبحث الدائم عن ابتكارات جديدة لحل المشكلة أو تغيير الواقع.
اسأل الجميع حتى الأطفال
إن صادفتك مشكلة معقدة جداً؛ لا تستسلم، اسأل كل من حولك، ولو كان بطريقة عفوية مازحة، ربما يمنحونك طرف الخيط.
ثم هل تعلّم أنك ربما تجد الحلّ لدى أطفالك، فالأطفال عادة لم يتعلموا بعد التأطير ضمن ضوابط المجتمع مثلك، لذا فإن تفكيرهم ما يزال حراً وعفوياً.
جرب حل المشكلة من كل الزوايا
بمعنى أن تعيد طرح المشكلة وتفنيدها والغوص في تفاصيلها، فكّر بحل من مختلف زواياها وتفاصيلها، وليس بحل من زاوية واحدة فقط. على سبيل المثال، التقط جوالك وحاول أخذ صورة لمشهد الغيوم في السماء من فوق سطح منزلك، غيّر زاوية التصوير في كل مرّة، وستحصل على صورة جديدة مختلفة، بالنهاية سيكون لديك عدة صور، إحداها ستنال إعجابك بالتّأكيد.
مشكلة واحدة قد تواجهك خلال عملية التّحوّل للتفكير خارج الصندوق، مجتمعك والأشخاص من حولك، تستطيع تجاوز هذه العقبة بكل بساطة، حين تؤمن أن العيب والمشكلة فيهم لا بك، تذكر دائماً، الأكثرية ليست دائماً على صواب.
ماذا تنتظر، اشحذ نفسك بالقوة الكافية على المواجهة ثمّ قُم وافتح صندوق تفكيرك.