الرئيسية الابتكار التكنولوجيا الحيوية تحطم الأرقام القياسية بتمويل جديد

التكنولوجيا الحيوية تحطم الأرقام القياسية بتمويل جديد

رهان سمو الأمير خالد بن الوليد على Colossal Biosciences يكلّل بتقييمٍ ملياريّ في جولة تمويل من السلسلة C

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا

في عالمنا المعاصر مصطلحات تنبثق من أعماق الابتكار، فتحدث في الأذهان دهشةً، وفي الأسواق حراكاً، ومنها (Re-wilding) الذي يشير إلى إعادة تأهيل البيئات الطبيعية و(De-extinction) الذي يعني إعادة إحياء الأنواع المنقرضة باستخدام تقنيات حديثة مثل الهندسة الجينية. تلك المصطلحات، رغم حداثتها، قد أسرت اهتمام المستثمرين البارزين في الولايات المتّحدة، وجعلتهم يلتفتون صوب شركة "كولوسال بيوساينسز" (Colossal Biosciences)، الّتي تخطو بثباتٍ نحو تحقيق رؤًى غير مسبوقةٍ.

تقع الشّركة في دالاس، تكساس، وقد سخّرت تقدّمها في تقنيّة "كريسبر" (CRISPR) والهندسة الوراثيّة لتطرح وعداً، لا يقتصر على الخيال العلميّ، بل يمتدّ إلى واقعٍ يبشّر بنظامٍ بيئيٍّ أكثر توازناً. وبينما تبدو أحلامها وكأنّها أسطورةٌ تروى، إلّا أنّها تسعى إلى أهدافٍ ملموسةٍ تخدم الاقتصاد البيولوجيّ وعلوم التّغذية.

ولعلّ أبرز ما خطف أنظار العالم هو مشروعها لإحياء كائناتٍ انقرضت منذ أزمانٍ بعيدةٍ، وعلى رأسها الماموث الصّوفيّ، لتعيده إلى التّندرا كرمزٍ لعودة "نبض الحياة الطّبيعية الأصيل"، كما تصف الشّركة رؤيتها على موقعها الرّسميّ.

وفي إعلانٍ حديثٍ، كشفت كولوسال بيوساينسز عن جمعها 200 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ سلسلة C، رفعت قيمتها السّوقيّة إلى 10.2 مليار دولارٍ أمريكيٍّ، وهو ارتفاعٌ لافتٌ مقارنةً بجولتها السّابقة. وقد أسهم في هذه الجولة مستثمرٌ واحدٌ، شركة TWG Global، ممّا رفع إجماليّ تمويل الشّركة إلى 435 مليون دولارٍ أمريكيٍّ. ووفقاً لوكالة بلومبرغ (Bloomberg)، فإنّ هذا التّقييم يمثّل زيادةً تفوق ستّة أضعاف قيمتها قبل عامين فقط.

على الصّعيد الإقليميّ، كان لسمو الأمير خالد بن الوليد بن طلالٍ، المعروف بتنوّع استثماراته وحنكته في اختيار المشاريع المبتكرة، دورٌ محوريٌّ في دعم الشّركة. وقد شارك في جولة التّمويل سلسلة B قبل عامين، وهو ما أكّده عبر منصّاته على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، مثل X (تويتر سابقاً) وإنستغرام.

ولا تقتصر مشاريع كولوسال بيوساينسز على ما يبدو ضرباً من الخيال، إذ تركّز أيضاً لى مجالاتٍ أكثر واقعيّةً، مثل تسلسل الجينوم للحيوانات المهدّدة بالانقراض، في مسعًى للحفاظ على التّنوّع البيولوجيّ. ويقف على رأس هذه الجهود العالم جورج تشيرش، أستاذ الجينات في جامعة هارفارد، الّذي يضفي بخبرته الطّويلة مصداقيّةً علميّةً على مساعي الشّركة.

أمّا الأمير خالدٌ، الّذي يعرف بشغفه بالتّكنولوجيا الصّحّيّة والمناخيّة، فقد كرّس جزءاً من استثماراته لدعم شركاتٍ تعنى بمستقبل الأرض وصحّة سكّانها. وهو بهذا، يعكّس رؤيةً ثاقبةً تجمع بين الابتكار والاستدامة.

إنّ كولوسال بيوساينسز ليست مجرّد مشروعٍ، بل هي إشارةٌ إلى ما يمكن أن يحقّقه الإنسان حين يضع العلم في خدمة الطّبيعة، ليعيد إليها شيئاً من مجدها الّذي ظننّاه قد مضى إلى غير رجعةٍ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: