الرئيسية التنمية التميز الوظيفي: سرُّ النجاح في سوق العمل التَّنافسي

التميز الوظيفي: سرُّ النجاح في سوق العمل التَّنافسي

من تطوير الذات والالتزام بالقيم الأساسيّة إلى تجنّب الوقوع في فخّ السّعي للكمال، تعرّف على الوصفة السّحريّة لتكون فريداً في أيّ مجال عملٍ تختاره

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

التميز الوظيفي أمرٌ شديد الأهميَّة، سواء للأفراد أو المؤسَّسات الَّتي تسعى للبقاء على القمَّة في سوقٍ شديد التَّنافسيَّة ومجالات عملٍ متنوّعةٍ ومتداخلةٍ وقابلةٍ للتَّغيُّر في أيّ وقتٍ، فلكي تحمي نفسك من التَّسريح من العمل، وتتمكَّن من مواكبة التَّغيُّرات السَّريعة في الأسواق، مع ضمان الأمان الوظيفي والرَّاحة؛ فإنَّ السَّعي إلى التميز الوظيفي يجب أن يكونَ من أساسيَّات تطويرك لذاتك ومهنتك.

فكيف يمكن خلق التميز الوظيفي؟ وما أهمُّ المبادئ الَّتي يقوم عليها؟ وكيف يفيد الأفراد والشَّركات على حدٍّ سواء؟ وكيف يمكن الوصول إلى التَّميُّز دون احتراق وظيفي أو إرهاقٍ فائقٍ يُدمِّر العقل والنَّفسيَّة، ولا يؤدّي إلَّا إلى نتائج سلبيّةٍ؟ كلُّ هذا وأكثر سوف نتعرَّف عليه الآن.

ما هو التميز الوظيفي؟

التميز الوظيفي أو المهنيُّ ليس مجرَّد الوصول إلى قمَّة النَّجاح، فهو يتعلَّق بالنُّموّ المستمرِّ والقدرة الفائقة على تحسين الذَّات والتَّغلُّب على المعوّقات مع تقديمٍ أفضل بكثيرٍ ممَّا يتوقَّعه منك الآخرون أو أفضل من أقرانك وزملائك في المهنة أو الصّناعة الَّتي تعمل بها، فالسَّعي إلى التَّميُّز هو في الأساس ينبع من العقليَّة الَّتي تدفع كلّاً من الأفراد والمؤسَّسات لتقديم أداءٍ فوق المستوى، ولا تقتصر هذه العقليَّة على أفرادٍ محدَّدين، ولكنَّها تنطبق على كلّ من لديه القدرة على بذل الجهد المطلوب لتحقيق أفضل النَّتائج باستمرارٍ، ومع فوائده الكثيرة والمتنوّعة للفرد والمؤسَّسة، إلَّا أنَّ هناك عيوباً ومخاطر للمبالغة في التَّميُّز والسَّعي إلى الكمال. [1]

فوائد السعي إلى التميز الوظيفي

إنَّ التميز الوظيفي كان في السَّابق مجرَّد قيمةٍ نادرةٍ يسعى إليها قلَّة من الرُّوَّاد والموظَّفين، ولكن في القرن الحادي والعشرين، فإنَّ من لا يسعى إلى أن يكون متميّزاً ونزيهاً في عمله، فليس عدم التَّرقّي والتَّطوُّر فقط هو ما ينتظره، ولكنَّ التَّسريح السَّريع من العمل أيضاً، خاصَّةً مع شدَّة التَّنافسيَّة في جميع المجالات والمناصب تقريباً، ومن أهمّ فوائد سعيك للتميز الوظيفي، سواءً كمكان عملٍ أو كفردٍ يسعى للحصول على المزيد من الفرص المهنيَّة القويَّة، يمكن أن نذكر كلّاً من:

سهولة تعرف العملاء المحتملين عليك

يتنافس المهنيُّون اليوم في بحرٍ هائجٍ من المنافسين، ويساعدكَ التميز الوظيفي على وضع نفسكَ كقيمةٍ شديدة الارتفاع يسهل تعرُّف العملاء المحتملين عليها، سواء أفراد أو شركات، ولا يعني التَّميز هنا مجرَّد الاختلاف، بل القيمة الَّتي تمثِّلها كفردٍ أو مكان عملٍ.

فرص أكثر أهمّية ومصداقيّة

عندما تقدِّم نفسك كقيمةٍ فريدةٍ، فإنَّك تجذب إليك المزيد من الفرص المهمَّة، فسوف تُعرف في الأوساط المهنيَّة بمجموعةٍ من المهارات والخبرات والسّمات الشَّخصيَّة الَّتي تضيفها إلى أيّ جهةٍ تتعامل معك، فكأنَّك تُؤسِّس لنفسك علامة تجارية مهنيَّةً باسمك لها سماتٌ محدَّدةٌ، ممَّا يزيد من حصولك على متابعين مخلصين.

النّموّ الشّخصيّ والمهنيّ

التميز الوظيفي يشمل التَّعلُّم والتَّحسين الذَّاتيُّ المستمرِّ، ومن خلال هذا النَّهج، فإنَّ التَّطور المهنيَّ وأيضاً الشَّخصيَّ يكون مضموناً تماماً، وكلاهما يخدم تقدُّمك وترقّيك الوظيفيَّ، بل ونموُّك الشَّامل، فضلاً عن مرونة تغيير مجالك المهنيَّ في أيِّ وقتٍ عبر اكتساب سماتٍ متنوِّعةٍ لأكثر من مركزٍ بحيث تتعدَّد الاختيارات أمامك دائماً.

تعزيز الثّقة والولاء

عندما تميَّز نفسك وظيفيّاً، فإنَّك تخلق هويَّةً فريدةً يسهّل على المحيطين بك التَّواصل معها والاعتماد عليها في مهامٍ محدَّدةٍ دون الحاجة إلى مراجعةٍ، فالنَّاس عموماً أكثر ميلاً للتَّفاعل مع ودعم الأشخاص الَّذين يتمتَّعون بالأصالة والاستثنائيَّة.

تحقيق السّعادة

السَّعي إلى التميز يمنحك شعوراً فائقاً بالسَّعادة المستمرَّة، فعندما تضع لنفسك معايير، وتحقِّقها باستمرارٍ فإنَّ هذا يرفع من الشُّعور بالإنجاز والفخر، وبالتَّالي احترام الذَّات والثّقة بالنَّفس، وهذا يُعزِّز من مشاعر السَّعادة والرَّفاهيَّة العامَّة.

زيادة الإنتاجيّة

عندما يسعى الأفراد إلى التَّميُّز، فإنَّ هذا يجعلهم أكثر إنتاجيّةً، سواء في الحياة الشَّخصيَّة أو المهنيَّة، فهم يضعون أهدافاً واضحةً لأنفسهم، وبالتَّالي ترتفع درجة تركيزهم وتحديدهم للأولويَّات وما هو مهمٌّ، كما يُطوّرون أخلاقاً مهنيَّةً قويّةً تزيد من قدرتهم على العمل بكفاءةٍ، ممَّا يزيد من الإنتاجيَّة أي إنجاز المزيد في وقتٍ أقل، وهذا يسمح لهم بممارسة أنشطة أُخرى ترفع من معدَّلات الرَّفاهيَّة والسَّعادة.

المبادئ الأساسية للتميز الوظيفي

إذا رغبت في أن تُعزِّز التميز الوظيفي لديك، فإنَّ هناك مبادئ أساسيّةً عليك الانتباه إليها ومحاولة الالتزام بها أو معظمها قدر الإمكان، ومن أهمِّ مبادئ التميز الوظيفي: [2] [3]   

وضوح الرّؤية والأهداف

كشف استطلاع رأيٍّ على لينكد إن عن أنَّ المحترفين القادرين على تحديد مهاراتهم ونقاط قوَّتهم يُنظر إليهم كقادةٍ في مجالاتهم بنسبة تزيد 20% عن غيرهم ممن ليس لديهم هذه الرُّؤية، فيمكنك عبر تعليقات الزُّملاء والمشرفين والمحيطين بكَ استكشاف مهاراتك الفريدة، سواء الاحترافيَّة أو الشَّخصيَّة، مثل الالتزام والأمانة وسرعة التَّعلُّم والقدرة على تأدية مهامٍ متنوِّعةٍ وغيرها من مهاراتٍ تسعى دائماً إلى تطويرها واكتساب المزيد منها.

النّزاهة أو تطابق السّلوك مع القيم

أن تكون نزيهاً يعني أن تتطابقَ تصرُّفاتك مع ما تعتقده وتؤمن به بالفعل، فكلُّ ما تقوله أو تفعله هو انعكاسٌ حقيقيٌّ لما تقدره في الحياة وما هو مهم بالنّسبة لك، فالنَّزاهة تزيد من ثقة الآخرين بكَ، وتساعدك على بناء علاقاتٍ قويَّةٍ، بالإضافة إلى الشُّعور العميق بالرّضاء عن نفسك، وكلُّ هذه مشاعرٌ إيجابيَّةٌ تبني سمعتك واحترامك لذاتكَ ومهنيَّتكَ في الوقت ذاته.

تقبّل الفشل والتحديّات والتّعلّم من الأخطاء

من مبادئ التميز الوظيفي الأساسيَّة أن تجعلَ كلَّ فشلٍ في حياتك أو عقبةٍ طريقاً للوصول إلى أهدافٍ أكثر جاذبيّةً، فالتَّميُّز ليس معناه على الإطلاق ألّا تفشل، بل على العكس تماماً، بالتَّجارب الجديدة والطُّرق المتميّزة في التَّفكير سوف تكون متزامنةً مع قدرٍ من المخاطرة الَّتي تحتمل الفشل، فلا تنظر للفشل مطلقاً بطريقةٍ سلبيَّةٍ إذا رغبت في التَّميُّز، بل اعتبره تجربةً تعليميّةً وحاذر من توجيه رسائل سلبيّةٍ لنفسكَ أو التَّأثُّر بالانتقادات غير البنَّاءة من الآخرين، فالخوف من الفشل يجعلك دائماً في منطقة الرَّاحة، وبالتَّالي لا تتقدَّم مطلقاً حتَّى يسبقك من فشلٍ ونهض من جديدٍ.

الإبداع

المحترفون المبدعون أكثر قدرةً على التَّكيُّف من غيرهم وفقاً لرأي 78% في دراسةٍ نفَّذتها Adobe، كما أظهرت الدّراسة نفسها أهميَّة الإبداع في النُّموّ الاقتصاديّ، فكلَّما كنت تلتقط أفكاراً مبتكرةً، سوف تكون أكثر جاذبيَّةً لكلٍّ من أصحاب العمل أو العملاء المحتملين، ويمكن لجلسات العصف الذّهنيّ أو حضور ورشٍ إبداعيَّةٍ أو كثرة القراءة والاطلاع أن تُحفِّز هذا المبدأ لديك ليكون من أساسيَّات شخصيَّتك.

الالتزام

أي تنفيذ كلِّ ما يلزم للوصول إلى الهدف، فهذا يُحرِّك مجال الطَّاقة الَّذي يدفعكَ إلى الأمام، فالالتزام يُلهم الفرد باتِّخاذ إجراءاتٍ إيجابيَّةٍ باستمرارٍ، ويمنحه القوَّة والعزيمة للتَّغلُّب على العقبات، فلا داعٍ للتَّردُّد في اتِّخاذ القرارات الحاسمة أو تقع في مصيدة "هل يجب عليَّ تنفيذ هذا الأمر أم لا؟" فكلُّ ما في استطاعتك للوصول إلى هدفك عليك الالتزام به مثل المظليّ الَّذي قفز من الطَّائرة بالضَّبط.

تحمُّل المسؤوليّة

وهو من المبادئ الأساسيَّة في التميز الوظيفي، إذ يجب أن تكون مسؤولاً تماماً عن أفكارك ومشاعرك وأفعالك وأيضاً كلماتك، فأنت تملك الخيارات عن كلِّ ما تقوله وتفعله، وحتَّى مشاعرك يمكنك السَّيطرة عليها وترويضها، فعندما تتحمَّل مسؤوليَّة خياراتك باستمرارٍ، فإنَّ الآخرون يعرفون تماماً أنَّهم يمكنهم الاعتماد عليك، مع اكتساب احترامهم على طول الخطِّ حتَّى إذا كانوا يختلفون معك.

ويساعدك تحمُّل المسؤوليَّة على عدم إلقاء اللَّوم على الأشخاص أو الظُّروف المحيطة بنا، فندرك تماماً أنَّنا نتمتَّع بقدرٍ كبيرٍ من التَّحكُّم في تغيير هذه الظُّروف وتحمُّل مسؤوليَّة أيّ مشاعر إيجابيَّةٍ أو سلبيَّةٍ وقعنا بها، فقد لا تستطيع التَّحكُّم التَّامُّ بكلِّ ما يحدث في حياتك، ولكن بالتَّأكيد يمكنك مع التَّدريب التَّحكُّم في ردود فعلكَ وتحمُّل مسؤوليَّة ردِّ الفعل مهما كان.

شاهد أيضاً: الخطوة الأولى نحو التميّز القيادي المستدام والأصيل

خطوات النجاح والتميز الوظيفي

هناك الكثير من الاستراتيجيَّات الَّتي ينصح بها الخبراء عادةً لمن يسعى إلى التميز الوظيفي، وعليك البدء بكلِّ خطوةٍ على حِدة، حتَّى تتقنها تماماً ثمَّ الانتقال إلى الخطوات الأُخرى، مع الحرص على التَّدريب الجيّد في الأمور الَّتي تشعر أنَّك ضعيفٌ بها، والتَّركيز أكثر على جوانب قوَّتك، ومن أهمِّ خطوات واستراتيجيّات التميز الوظيفي: [3]

التواصل الفعّال

هي النَّصيحة الأولى والأساسيَّة، وترقى لدى بعضهم للرّكائز الأساسيَّة للتميز الوظيفي، وليس مجرَّد خطوةٍ، فالتَّواصل الفعَّال ضروريٌّ لنقل قيمتك الفريدة إلى الجمهور من حولك، وبيَّنت دراساتٌ حديثةٌ أنَّ المحترفين الماهرين في التَّواصل ينجحون في إقامة علاقاتٍ شخصيَّةٍ ومهنيَّةٍ أكثر قوَّةً بنسبة 50% من غيرهم، والتَّواصل له أشكالٌ كثيرةٌ، سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئيَّة، مع تقديم صياغةٍ قويَّةٍ، وهناك الكثير من دورات الإنترنت لتعلُّم مهارات التَّواصل المختلفة.

ركّز على اللّحظة الحاليّة، وليس الماضي أو المستقبل

عندما تركِّز فقط على اللَّحظة الحاليَّة، فإنَّك تمتلك قوَّة تغييرٍ أكبر بكثيرٍ من تشتيت ذهنك فيما أضعته من فرصٍ سابقةٍ أو ما قد يقع أمامك من فرصٍ لاحقةٍ، ومع الحفاظ على نظرةٍ إيجابيَّةٍ عن الواقع الآن ورؤية الفرص به، فإنَّ اغتنامها يكون أسهل بكثيرٍ من البحث فقط عن سلبيَّات الموقف الَّذي تعيش به، فما يخيفنا حقيقةً هو التَّعثُّر المستقبليُّ، أو اللَّوم المستمرُّ لأنفسنا على أخطاءٍ ماضيةٍ أو فرصٍ أهدرناها سابقاً، فلا يؤدِّي هذا إلَّا إلى إهدار المزيد من الفرص الحاليَّة.

المرونة

وهي تعني عدم الانغلاق على طريقةٍ واحدةٍ فقط لتنفيذ مهمَّةٍ أو مجموعةٍ مهامٍّ، فإذا كنت جرَّبت كثيراً أن تنام مبكِّراً وتستيقظ مبكِّراً، وفشلت في ذلك تماماً، فحاول بطرقٍ أُخرى مختلفةٍ، فالمرونة تجعلك تُغيّر كلّ العادات والأنماط والأنشطة الَّتي لا تساعدك في التَّقدُّم والتَّطور، وتعمل على تغييرها باستمرارٍ، حتَّى تجد ما يطوِّر حياتك بالفعل لتكون أنت نفسك راضٍ عن النَّتائج قبل المحيطين بك.

البحث عن نماذج يُحتذى بها

لتكون بمثابة إلهامٍ بالنِّسبة لكَ، سواء في مجال وظيفتك أو في المهارات الشَّخصيَّة، فيمكن لخبرات الآخرين أن تُنيرَ أمامك الطَّريق أسرع، وتساعدك في التَّنقُّل بخطواتٍ أكثر ثقةً ومهارةً.

التّوازن في كلّ أمور الحياة

فلا يعني التميز الوظيفي على الإطلاق أن تطحنَ نفسك في العمل لمدَّة من 16-20 ساعةً يوميّاً دون أيّ إجازةٍ أو راحةٍ أو تواصلٍ مع العائلة والأصدقاء، فهذا سوف يؤدِّي إلى الانهيار السَّريع وفقدان كلِّ ما حقَّقته من إنجازاتٍ أو ما يمكنك تحقيقه، فالتَّوازن يعني التَّرتيب الصَّحيح للأولويَّات، وهي عمليَّةٌ مستمرَّةٌ طوال الوقت لاتّخاذ خياراتٍ ملائمةٍ لطريقةٍ تمضيتنا لوقتنا وفقاً لطاقتنا والالتزامات المحيطة بنا لكي نكون أكثر سعادةً وإنتاجيّةً واكتفاءً ذاتيّاً في الوقت نفسه.

التّعلّم والتّحسين المستمرّ

يستغرق تطوير أيّ مهارةٍ وقتاً وجهداً يختلف من شخصٍ إلى آخر، ومن مهنةٍ إلى أُخرى، فلا يجب أن تقارن نفسك بغيرك، ولكن قارن نفسك اليوم بما كنت عليه الأمس، ويجب هنا أن تكونَ أفضل، سواء مهنيّاً أو شخصيّاً، فالسَّعي المستمرُّ إلى الكمال من مبادئ التَّميُّز، ولكن مع الحذر من أنَّكَ لن تصل مطلقاً إلى الكمال، ولكن يجب أن تسعى له باستمرارٍ عبر تلقّي الملاحظات والحرص على الممارسات الَّتي تزيد من إتقانك لمهارةٍ ما، سواء احترافيَّة أو شخصيَّة.

مراجعة الأداء بانتظام

متابعة تقدِّمك المهنيّ أمرٌ شديد الأهميَّة لاستمرار التميز الوظيفي، مع إمكانيَّة الحصول على ملاحظاتٍ من المحيطين بك، سواء من الزُّملاء أو من الأقارب والأصدقاء، مع الحفاظ على محاولة الوصول الدَّائم إلى معايير مرتفعةٍ.

التّعديل المستمرّ لاستراتيجيّات وطرق العمل

يجب أن تكونَ منفتحاً دائماً على تجربة وسائل جديدةٍ لممارسة عملك أو التَّعامل مع الآخرين، وعبر الاستماع إلى بودكاست متعلّقةٍ بمهنتك أو الاطلاع على أحدث طرق العمل والتَّنفيذ، فإنَّك سوف تكون أكثر مرونةً في اتّباع استراتيجيَّاتٍ متنوِّعةٍ في العمل والتَّواصل مع الآخرين.

مخاطر البحث عن الكمال عند السعي إلى التميز الوظيفي

كما ذكرنا مراراً، فإنَّ هناك فارقاً ضخماً بين التميز الوظيفي وبين الاحتراق الكامل لأعصابكَ وعقلكَ وجسمكَ في العمل يوميّاً بلا انقطاعٍ، فهذا ما يُطلق عليه الاحتراق الوظيفي الَّذي يزيد من معدَّلات الأخطاء والفشل دون قدرةٍ نفسيَّةٍ ولا جسديَّةٍ على النُّهوض من جديدٍ، ومن أهمّ مخاطر البحث عن الكمال، وليس التَّميُّز يمكن أن نرصد كلّاً من: [5] 

  • القلق والاكتئاب: وهو يأتي من وضع توقُّعاتٍ غير واقعيَّةٍ، ممَّا يزيد من الشُّعور بالفشل؛ لذا للسَّعي للتَّميُّز يجب تجنُّب وضع معايير مستحيل تنفيذها.
  • تقييد الإبداع: الخوف المستمرُّ من الفشل النَّاجم عن السَّعي للكمال يُقيِّد الإبداع، لكن عندما لا نخاف من الأخطاء، بل نتعلَّم منها، فإنَّ هذا يزيد من فرصنا لتحرير أفكارنا والوصول إلى حلولٍ مبتكرةٍ ومثيرةٍ.
  • الاستنزاف العقليُّ والجسديُّ: وهو من أهمّ مخاطر السَّعي المستمرِّ للكمال الَّذي يدفع الفرد لبذلٍ أكبر من طاقته بكثيرٍ، وبالتَّالي يتعرَّض للإرهاق المستمرِّ وما يتبعه من أمراضٍ جسديَّةٍ ونفسيَّةٍ تُدمِّر أيَّ نتائج إيجابيَّةٍ توصل لها من السَّعي المستمرِّ.

طرق تشجيع العاملين على التميز الوظيفي في مكان العمل

إذا كان من الضَّروريّ للموظَّف أن يسعى بنفسه إلى التَّميُّز، فإنَّ من الأكثر كفاءةً ودفعاً لكلّ الطَّاقات أن يسعى مكان العمل نفسه لمساعدة كلِّ الموظَّفين بلا استثناءٍ على التَّميُّز كلُّ فيما هو شديد القوَّة والكفاءة به، فالتَّميُّز في مكان العمل يتجاوز مجرَّد تلبية التَّوقُّعات، فهو يشمل الالتزام بالتَّحسُّن المستمرِّ، ويضمن السُّمعة الحسنة والمزيد من القدرة على التَّنافس مع زيادة مشاركة الموظَّفين ورفع معدَّلات الإبداع مع تحسُّنٍ ماليٍّ ملحوظٍ، ومن أهمِّ طرق تشجيع العاملين على التميز الوظيفي في مكان العمل: [4]  

  • وضع توقُّعاتٍ واضحةٍ: يجب أن يفهمَ كلُّ موظَّفٍ مهامه بوضوحٍ وما هو متوقُّعٌ منه، وماذا يعني التَّميُّز في إطار ما يمارسه من مهامٍ.
  • التَّقدير والمكافأة: لتشجيع التميز الوظيفي يجب أن يشعر كلُّ فردٍ بامتنان الإدارة لما يُقدِّمه من مساهماتٍ في العمل، مع الحرص على المكافآت، سواء العينيَّة أو المعنويَّة والاحتفاء بها.
  • تقديم الملاحظات المستمرّة والتَّواصل الفعَّال: يجب الحفاظ على قنوات الاتّصال مفتوحةً دائماً بين كلّ مستويات الإدارة والموظَّفين، مع تشجيع ردود الفكر على كافَّة المستويات، ممَّا يُعزِّز من الابتكار.
  • القدوة في القيادة: إذا كان قائد الفريق يحرص على التَّميُّز بدوره، فإنَّه سيكون قدوةً حسنةً يتابعها جميع الموظَّفين.

شاهد أيضاً: المرونة في الأزمات: السر إلى النجاح في 3 خطوات

وفي الختام، في عالم شديد التَّنافسيَّة والتَّغيُّر باستمرارٍ فإنَّ خلق التميز الوظيفي لم يَعد رفاهيَّةً على الإطلاق، وهو أيضاً ليس مستحيلاً مهما اشتدَّت المنافسة، فدائماً هناك شيءٌ فريدٌ يمكنك تقديمه، سواء مهنيّاً أو شخصيّاً، إذا ركَّزت فقط على نقاط قوَّتكَ والتزمت بالنَّزاهة والوضوح والتَّعلُّم والتَّحسين الذَّاتيُّ المستمرُّ في كلِّ الجوانب الإنسانيَّة عموماً وليس المهنيَّة الاحترافيَّة فقط، فكلُّها في النّهاية أمورٌ تميُّزك وتجعلك فريداً في أيّ مجالٍ تختاره.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: