التوازن بين العمل والأسرة: احذر الموت وأنت على قيد الحياة!
كيف تجد الوقت لعائلتكَ وسط ضغوط الحياة ومسؤوليّات العمل المُتراكمة؟
في عالم اليوم السَّريع والمزدحم، يبدو أنَّ التوازن بين العمل والأسرة أصبحَ أشبهَ بمحاولة السَّير على حبلٍ مشدودٍ بين ناطحتي سحابٍ، والكثير منَّا يجدُ نفسهُ يميل قليلاً نحو جانب العمل، ليفاجئ بأنَّ جانب الأسرة بدأ يهتزُّ بشدَّةٍ، والعكس صحيحٌ!
قد يبدو العثورُ على هذا التَّوازن المثاليّ وكأنَّه مهمَّةٌ مستحيلةٌ، لكن لحسن الحظِّ، هناك دائماً بعض الحيل والنَّصائح الَّتي يُمكن أن تجعلَ السَّير على الحبل المشدود أقلَّ خطورةً وأكثر متعةً، فما هو سرّ هذا التّوازن؟ وكيف يُمكننا الحفاظ عليه دون السُّقوط في فخّ الضَّغط والإرهاق؟ لنكتشف ذلك معاً.
علامات وتأثير عدم التوازن بين العمل والأسرة
التَّعرُّف على علامات اختلال التوازن بين العمل والأسرة قد يكون المفتاح لإجراء تغييراتٍ ضروريَّةٍ في نمط حياتك وتوقُّعاتك الشَّخصيَّة؛ إذ إنَّ هذا الاختلال يُمكن أن يُؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ على صحَّتك العامَّة ومستوى إنتاجيَّتك، ومن أبرز هذه التَّأثيرات: [1]
الاحتراق الوظيفيّ
العمل لساعاتٍ طويلةٍ يوميّاً يُمكن أن يؤدِّي إلى الاحتراق الوظيفي، وهو ما ينعكس سلباً على صحَّتك النَّفسيَّة، فعدم التَّوازن في الحياة يُؤثِّر على صحَّتك النَّفسيَّة، كذلك على حماسك وتركيزكَ، ويزيد من احتماليَّة ارتكاب الأخطاء في العمل ويقلِّل من إنتاجيَّتك الإجماليَّة. مع مرور الوقت، قد يكون لهذا الاحتراق تأثيراتٌ خطيرةٌ على صحَّتك؛ لذا من الضَّروريّ أخذ فترات راحةٍ منتظمةٍ عندما تشعر بالإرهاق والتَّحدُّث إلى مشرفك إذا كان عبء العمل غير محتملٍ.
افتقاد المساحة الشّخصيّة
قد يؤدِّي الانغماس في العمل بشكلٍ مفرطٍ إلى تفويت مناسباتٍ عائليَّةٍ هامَّةٍ، مثل الطُّقوس الاجتماعيَّة وأعياد الميلاد، وهذا يؤدّي إلى تأثيراتٍ سلبيَّةٍ على علاقاتك مع العائلة والأصدقاء. نعم، يتطلَّبُ العمل أحياناً تقديم بعض التَّضحيات الشَّخصيَّة، لكن مع ذلك من المُهمّ أن تجدَ وقتاً لنفسكَ وأحبَّائك في ضوضاء حياتنا.
زيادة مستويات التّوتر
قد يؤدِّي الاختلال في توازن العمل والحياة إلى زيادة مستويات التَّوتُّر لديك، وهذا بدوره يؤدّي إلى تأثيراتٍ سلبيَّةٍ على صحَّتك، فالتَّوتُّر المستمرُّ قد يجعلك تعاني صعوبةً في إدارة مشاعركَ، وهنا يجب أن تستدركَ وتجدَ حلولاً لتخفيف التَّوتُّر والضَّغط، مثل ممارسة الرّياضة أو التَّأمُّل، لضمان أن يكون العمل والحياة الشَّخصيَّة مكمّلان لبعضهما بعضاً لا أحدهما يطغى على الآخر.
انخفاض النّشاط البدنيّ
بالنّسبة لمن يعملون في بيئاتٍ مكتبيَّة أو يمارسون نظام العمل عن بعدٍ، قد يؤدِّي الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ إلى انخفاض النّشاط البدنيّ، ممّا يزيدُ من خطر الإصابة بالمشاكل الصّحيّة، ومن المهمّ أن تدمجَ المزيد من الحركة في يومكَ، مثل المشي بين فترات العمل لو كان لمجرَّد دقيقتين كلَّ نصف ساعة عملٍ مثلاً.
التّغيب عن العمل
التَّعرُّض المستمرِّ لضغوط العمل مع عدم كفاية وقت الرَّاحة قد يؤدّي إلى التَّغيُّب عن العمل أو الفشل في الالتزام بالمواعيد النّهائيَّة، ممَّا يُؤثِّر على سمعتكَ المهنيَّة، لذلك من الضَّروريّ معالجة أيّ اختلالٍ في وقتٍ مُبكِّرٍ لتجنُّب أيّ آثارٍ سلبيَّةٍ على حياتكَ المهنيَّة.
شاهد أيضاً: قيادة بوعي: استراتيجيات ذكية تحقّق التوازن بين الحياة والعمل
أسباب ضعف التوازن بين العمل والأسرة
إنَّ التوازن بين العمل والحياة لا يتأثَّر بعاملٍ واحدٍ فقط، بل هو نتيجةٌ لمجموعةٍ من التَّحدِّيات المهنيَّة والصُّعوبات الشَّخصيَّة الَّتي تجعل الموظَّفين يفضِّلون العمل على حساب وقتهم الشَّخصيّ، ومن بين الأسباب الأكثر شيوعاً لهذا الخلل: [2]
الإفراط في العمل لساعاتٍ طويلةٍ
تعدُّ مشكلة الإفراط في الاستغلال من أبرز المشكلات في المؤسَّسات الخدميَّة، حيث يتمُّ تحميل الموظَّفين مهامٌ تتجاوز قدرتهم بسبب سوء التَّخطيط للمشاريع، وسواءً كان ذلك نتيجة تقديرٍ خاطئٍ للوقت المطلوب لإتمام المهامّ أو تلبية طلبات العملاء العاجلة في اللَّحظات الأخيرة، فإنَّ النَّتيجة تكون ساعات عملٍ إضافيَّة للموظَّفين لتحقيق المواعيد النّهائيَّة.
على الرَّغم من أنَّ العمل لساعاتٍ إضافيَّةٍ قد يكون ضروريّاً في بعض الأحيان لإنجاز المشاريع الهامَّة، إلَّا أنَّ هذا الأمر يجب ألَّا يصبح القاعدة؛ لذلك ينبغي على أصحاب العمل أن يكونوا واقعيين في تحديد أعباء العمل بما يتناسب مع ساعات العمل المحدَّدة في العقود واحتياجات الرَّاحة للموظَّفين.
نقص الموظفين
في بعض الأحيان، يتوقَّع من الفريق أن يتكاتفَ لتجاوز تحدِّيات نقص الموظَّفين وإتمام المشاريع، ومع ذلك ليس من العدل مطالبة الموظَّفين بالتَّضحيَّة بالتزاماتهم الشَّخصيَّة لتحمُّل عبء العمل الإضافيّ النَّاتج عن نقص العاملين؛ لذا من المهمّ معرفة المزيد حول نصائح عن الحياة، مثل أنَّه من الضَّروريّ أن نوازن بين العمل والحياة الشَّخصيَّة لضمان رفاهيَّة الجميع، لا تنسَ أنَّه من مسؤوليَّة أصحاب العمل معالجة هذا النَّقص قبل أن يؤدّي إلى تفاقم المشكلة وتأثيرها السَّلبيّ على الفريق بأكمله.
المرونة المفقودة
من بين أهمّ العوامل الَّتي تُسهِم في اختلال التوازن بين العمل والحياة هو نقص ترتيبات العمل المرنة، فالتَّنقُّلات الطَّويلة الَّتي تستنزفُ الوقت والمال، والعلاقات الشَّخصيَّة المتضرِّرة من تفويت أحداثٍ هامَّةٍ، مثل حفلات التَّخرُّج أو حفلات الزفاف هي أمثلةٌ على كيف يُمكن أن تؤدِّي قلَّة المرونة إلى هذا الاختلال.
الاستقلاليّة المحدودة
الافتقار إلى الاستقلاليّة والتّحكم في بيئة العمل يعتبر أيضاً من العوامل المؤثّرة، فعندما لا يُمنح الموظّفون الثّقة لاتّخاذ القرارات المُتعلّقة بمهامهم وأولويّاتهم، فإنّهم غالباً ما يجدون أنفسهم على مسارٍ سريعٍ نحو الصّراع بين حياتهم المهنيّة والشّخصيّة، كما أنّ الأعباء غير المتوازنة بشكلٍ عادلٍ تُعدُّ مثالاً حيّاً على هذه المشكلة، حيث يشعر الموظَّفون بالعجز عن التَّعبير عن مخاوفهم عندما تكون التَّوقُّعات غير واقعيَّةٍ.
الفرص المحدودة للنّموّ
يشعر الموظّفون الَّذين يرون أنَّ فرص التَّطوُّر والنُّموِّ داخل الفريق محدودةٌ، بأن عليهم بذل جهدٍ إضافيٍّ لإثبات قيمتهم وأحقيَّتهم في التَّرقية، ممَّا يؤدِّي بهم إلى العمل المفرط والسَّعي المستمرّ لإثبات الذَّات، وبالتَّالي افتقاد التَّوازن في الحياة. ولكن مع ذلك لا تقلق، ففي كلّ تجربةٍ نمرُّ بها، نجدُ نصائح عن الحياة تساعدنا على النُّمو وتجاوز التَّحدِّيات.
القلق الماليّ وانعدام الأمان الوظيفيّ
بالإضافة إلى ذلك، عندما يسيطرُ القلق الماليُّ أو الشُّعور بعدم الأمان الوظيفي على الموظَّفين، يُصبح من الصَّعب عليهم الحفاظ على توازنٍ صحيٍّ بين حياتهم الشَّخصيَّة والمهنيَّة. ويلجأ هؤلاء الموظَّفون إلى تحمُّل المزيد من المسؤوليَّات في محاولةٍ لحماية وظائفهم، ممَّا قد يؤدّي إلى تفكيرهم المستمرِّ في مشكلات العمل حتَّى خلال أوقات فراغهم.
تأثير ثقافة الشّركة على التوازن بين العمل والحياة
تلعبُ ثقافةُ الشَّركة دوراً حاسماً في تشكيل سلوكيَّات الموظَّفين ومشاعرهم تجاه العمل، فمثلاً، ظاهرة "الحضور القسري"، الَّتي تدفعُ الموظَّفين للحضور إلى العمل على الرَّغم من مرضهم أو عدم قدرتهم على الإنتاج، قد تتسبَّبُ في إلحاق الضَّرر بصحَّتهم. مع الوقت، يتحوَّل الضَّغط لقضاء ساعاتٍ طويلةٍ في العمل، حتَّى أثناء المرض، إلى قاعدةٍ غير معلنةٍ يشعر الموظَّفون بأنَّهم ملزمون باتِّباعها حفاظاً على أمنهم الوظيفيِّ.
لا أحد يرغبُ في أن يُنظرَ إليه على أنَّه كسولٌ أو غير ملتزمٍ لمجرَّد أنَّه أخذ إجازةً بسبب زكامٍ، وبالمثل، إذا كانت مغادرةُ العمل في الوقت المحدَّد تُسبِّب استياءً من المدير، فإنَّ الموظَّفين سيشعرون بضغطٍ خفيٍّ للبقاء في العمل حتَّى عندما لا يكون ذلك ضروريّاً.
تداخل الحدود بين العمل والحياة الشّخصية
في العديد من الصِّناعات، يتمُّ تشجيع الموظَّفين على التَّواصل الاجتماعيّ مع زملائهم خارج ساعات العمل، وهو أمرٌ يبدو رائعاً للوهلة الأولى، إلَّا أنَّ هذا التَّفاعل المستمرَّ يمكن أن يؤدِّي إلى تداخل الحدود بين الحياة المهنيَّة والشَّخصيَّة، ممَّا يجعل من الصَّعب على الموظَّفين فصل حياتهم المهنيَّة عن حياتهم الشَّخصيَّة، خاصَّةً خلال عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات.
على القائد أن يكون مثالاً يُحتذى
إذا كُنتَ كمديرٍ تُرسل رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ لفريقكَ خارج ساعات العمل، فأنت غالباً تُسهِم في تعزيز هذه الحدود غير الواضحة بين العمل والحياة الشَّخصيَّة، فالتَّواصل مع الفريق في أوقاتٍ غير رسميَّةٍ يُعطِّل وقتهم الحرّ ويضعف فرصة حصولهم على التَّوازن في الحياة، فهو يشجِّعهم على فعل الشَّيء نفسه؛ لذلك من المهمِّ كمديرٍ أن تقدِّمَ مثالاً جيداً من خلال الالتزام بساعات العمل الرَّسميَّة وعدم التَّواصل، إلَّا في الحالات الطَّارئة فقط.
لماذا وجود التَّوازن بين العمل والأسرة مهمٌّ؟
وجود التَّوازن بين العمل والأسرة مهمٌّ لعدَّة أسبابٍ رئيسيَّةٍ تُؤثّر على الصِّحَّة النَّفسيَّة والجسديَّة، والعلاقات الاجتماعيَّة، والإنتاجيَّة المهنيَّة، وجودة الحياة بشكلٍ عامٍ. وإليك بعض هذه الأسباب:
- الحفاظ على الصِّحَّة النَّفسيَّة والجسديَّة: يقلِّل التَّوازن من مستويات التَّوتُّر والإجهاد، ممَّا يُسهِم في الوقاية من الاحتراق الوظيفيِّ ويحافظ على صحَّة الفرد.
- تعزيز العلاقات الأسريَّة: يوفّر الوقت اللَّازم للتَّواصل والأنشطة المشتركة مع العائلة، ممَّا يُعزِّز الرَّوابط العاطفيَّة ويبني بيئةً أسريَّةً قويَّةً ومستدامةً.
- زيادة الإنتاجيَّة المهنيَّة: الموظَّف الَّذي يحصل على وقتٍ كافٍ للرَّاحة يعود إلى العمل أكثر حيويَّةً وتركيزاً، ممَّا يؤدِّي إلى أداءٍ أفضل وابتكارٍ أكبر.
- تحقيق رضا الحياة: يشعر الشَّخص بالإنجاز في كلا الجانبين المهنيّ والشَّخصيّ؛ ممَّا يُعزِّز السَّعادة والرّضا الذَّاتيّ.
- الوقاية من الاحتراق الوظيفيّ: التَّوازن بين العمل والحياة يمنع الوقوع في فخِّ العمل المفرط من خلال ضمان فترات راحةٍ كافيةٍ.
- تنميَّة المهارات الشَّخصيَّة: يتيح الوقت المخصَّص للأسرة فرصةً لتنميَّة مهاراتٍ، مثل الصَّبر والتَّواصل الفعَّال، الَّتي تُفيد في الحياة الشَّخصيَّة والمهنيَّة.
شاهد أيضاً: كيفية إنشاء مساحات آمنة لمحادثات الصّحة النّفسية في العمل
كيفية تحقيق التوازن بين العمل والأسرة
تحقيق التوازن بين العمل والأسرة ليس مجرَّد هدفٍ يُمكن الوصول إليه بسهولةٍ، بل هو عمليَّةٌ تتطلَّب التزاماً وتخطيطاً مستمرّاً، تماماً كما هو الحال عند تطوير عاداتٍ جديدةٍ، فإنَّ الوصولَ إلى هذا التَّوازن يحتاج إلى وقتٍ وجهدٍ. وقد تجدُ نفسكَ أحياناً تميلُ نحو التَّركيز على جانبٍ واحدٍ أكثر من الآخر، ولكنَّ الهدف هو الوصول إلى توازنٍ صحِّيٍّ يناسب حياتكَ، وفيما يلي بعض الاستراتيجيَّات الَّتي يُمكن أن تساعدكَ في تحقيق هذا التَّوازن: [3]
تقليص الأنشطة غير الضّروريّة
يُمكن أن يكونَ من المُغري الانغماس في أنشطةٍ تستنزف وقتكَ دون أن تُدركَ، مثل تصفّح البريد الإلكترونيّ الشَّخصيّ أو مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، لتتمكَّن من تنظيم وقتكَ بشكلٍ أفضل، ومن المهمِّ أن تُقيمَ أنشطتك اليوميَّة وتُحدِّد الأنشطة الأقلّ إنتاجيَّةً، إذ إنّ تقليل الوقت الَّذي تقضيه في هذه الأنشطة يُمكن أن يحسِّنَ إنتاجيَّتك ورفاهيَّتك بشكلٍ ملحوظٍ.
تعلّم متى تقول "لا"
قد يكون من الصَّعب رفض طلبات العمل، خاصَّةً إذا كانت تأتي من رئيسكَ، ومع ذلك معرفة متى تقول "لا"، يُعدُّ أمراً أساسيّاً للحفاظ على توازنٍ صحيٍّ بين العمل والحياة، فالقبولُ الدَّائمُ بمختلف أنواع المهام، قد يجعلكَ تشعرُ بالإرهاق وزيادة الضَّغط؛ لذا قبل قبول أيّ مهامٍ إضافيَّةٍ، تأكَّد من أنَّ لديك الوقت الكافي لها، وإذا لم تكن قادراً على ذلك، كُن صريحاً وقدّم تفسيراً لرئيسكَ.
وضع حدودٍ واضحةٍ لفصل العمل عن الحياة الشّخصيّة
في عصر التُّكنولوجيا، أصبح من السَّهل أن تظلَّ متَّصلاً بالعمل على مدار السَّاعة، هذا قد يدفعك إلى تجاوز ساعات العمل الرَّسميَّة حتَّى من دون أن تدري، وهنا من المهمِّ وضع حدودٍ واضحةٍ لوقتك بعد العمل وترك العمل في المكتب، وحاول تجنُّب تفحُّص بريدك الإلكترونيّ أو متابعة العمل أثناء وجودك في المنزل، إلَّا في الحالات الضَّروريَّة، فهذا سيساعدكَ على الاسترخاء والاستمتاع بوقتك الخاصِّ، وحاول قضاء المزيد من الوقت مع أشخاصٍ ذوي خبرةٍ يُقدِّمون لك نصائح عن الحياة المهنيَّة، تساعدك على رؤية الأمور من زاويةٍ أكثر نضجاً.
مراجعة وتنظيم جدولكَ الزّمنيّ
التوازن بين العمل والأسرة يتطلَّب تخصيص وقتٍ كافٍ لكلٍّ منهما؛ لذلك من الضَّروريّ مراجعة جدولك الزَّمنيّ بشكلٍ دوريٍّ لضمان وجود مساحةٍ كافيةٍ للوفاء بالتزاماتكَ المهنيَّة والشَّخصيَّة، مع استخدام تقويمٍ يُساعدكَ في تنظيم وقتكَ ومنع تمدَّد العمل إلى وقتك الشَّخصيّ أو العائليّ.
التّواصل مع مديرك بشأن احتياجاتكَ
التَّواصل المفتوح مع مديركَ أمرٌ لا غنى عنه لتحقيق توازنٍ صحيٍّ بين العمل والحياة، فإذا كنت تواجه صعوبةً في تحقيق هذا التَّوازن، من الضَّروريِّ أن تكون صريحاً بشأن احتياجاتكَ، وحتَّى لو كنت بحاجةٍ إلى تعديل جدولكَ الزَّمنيّ أو إعادة توزيع عبء العمل، لا تتردَّد بمناقشة هذه الأمور مع مديركَ، وابحث عن حلولٍ عمليَّةٍ تضمن تحقيق التَّوازن بين جوانب حياتكَ المختلفة.
حدّد قيمكَ الأساسيّة
التَّوازن الحقيقيُّ يبدأ من الدَّاخل، عندما تتعرَّف على ما هو الأكثر أهميّةً في حياتكَ وما الَّذي يجلب لك السَّعادة، يصبحُ من السَّهل موازنة العمل مع الحياة الأسريَّة، فاجلس مع نفسكَ وفكِّر في كلِّ جانبٍ من جوانب حياتكَ، لتحديد ما إذا كانت تتماشى مع أهدافكَ وقيمكَ.
استكشف مرونة العمل في شركتكَ
قد تكون الحلول داخل شركتكَ أقرب وأبسط ممَّا تتخيَّل، فكِّر في خياراتٍ مرنةٍ مثل العمل من المنزل لبضعة أيَّامٍ في الأسبوع لتوفير وقت التَّنقُّل، وتواصل مع مديركَ حول احتياجاتكَ وكيف يُمكن للشَّركة دعمكَ في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، ولا تخف من مناقشة الأمر، فهذا التَّواصل يُظهر أنَّك جادٌّ في تحقيق النَّجاح على الصَّعيدين المهنيّ والشَّخصيّ.
تقبّل التّحديات والانتكاسات
السَّعي إلى التَّوازن المثاليّ قد يكون مثاليّاً أكثر ممَّا ينبغي، في بعض الأحيان، قد تحتاجُ إلى التَّركيز على العمل أكثر من الأسرة، خاصَّةً عند التَّعامل مع مشاريع كبيرةٍ، المهمُّ هو أن تعود إلى خطَّتك بسرعةٍ وتستمرَّ في ممارسة التَّوازن، وقبول الانتكاسات كجزءٍ من الرِّحلة يُمكن أن يجعلك أكثر مرونةً وقدرةً على العودة إلى مساركَ.
اجعل الهوايات جزءاً من حياتك
الهوايات ليست مجرَّد ترفيهٍ؛ إنَّها ملاذك الشَّخصيُّ من ضغوط الحياة، سواء كانت قراءة كتاب لمدَّة 20 دقيقةً أو ركوب الدَّراجة بعد العمل، فهذه الأنشطة تساعدك على تخفيف التَّوتُّر وتحسين تركيزكَ؛ لذلك اجعل وقتكَ الخاصّ وممارسة ما تحبُّ من هواياتٍ من أولويَّاتك، فهذا يضمنُ لك الرّضا والتَّوازن في الحياة.
تبنّى عاداتٍ صحيّةً
العادات الصِّحيَّة هي حجرُ الأساس لحياةٍ متوازنةٍ؛ لذلك تناول وجباتٍ غذائيَّةً متوازنةً، واحرص على النَّوم الجيِّد لتقوية جسمكَ وعقلكَ، فعندما تمنح نفسك الرَّاحة اللَّازمة بعد يومٍ مليءٍ بالعمل، ستجد أنَّك أكثر طاقةً وإنتاجيَّةً في اليوم التَّالي.
مارس الرّياضة وتقنيّات تخفيف التّوتر بانتظامٍ
الرِّياضة ليست مهمَّةً فقط للحفاظ على اللّياقة البدنيَّة؛ إنَّها مفتاحكَ لتخفيف التَّوتّر وتحسين المزاج، سواء اخترت اليوغا أو الجري أو حتَّى تمارين التَّنفُّس والتَّأمُّل، تأكَّد من إدراجها في جدولكَ الأسبوعيّ، فهذه الأنشطة لا تساعدك فقط على الاسترخاء، بل تجعلك أكثر استعداداً لمواجهة تحدِّيات الحياة اليوميَّة.
تحقيق التَّوازن بين العمل والأسرة أمرٌ لا يُمكن وصف مدى أهميَّته؛ لأنَّ النَّجاح الحقيقيَّ لا يُقاس بما نحقِّقه في العمل فحسب، بل بما نعيشهُ من لحظاتٍ ثمينةٍ مع من نحبُّ، فبين ضغوط العمل وإيقاع الحياة السَّريع، لا تنسَ أن تُعطي نفسكَ ولعائلتكَ وقتاً، وتذكَّر أنَّ العملَ لن يهرب، سيبقى موجوداً دائماً، لكنَّ اللَّحظات الجميلة مع الأسرة هي ما يصنع الذِّكريات الثَّمينة الَّتي سترويها لأحفادكَ يوماً ما.