التوظيف بناء على الشخصية: مبالغة أم ميّزة خفيّة؟
في استطلاعٍ حديثٍ، انقسم المحترفون حول القيمة الصافية لما يُسمى بالتعيينات الشخصية، لكنّهم اتفقوا على أنّ هؤلاء العمّال يُمكنهم مساعدة الشركات بطرقٍ استراتيجيّة مُحدّدة
هل تستوفي السيرة الذاتية وخطابّ التّقديم؟ هل لديكَ الشّخصيّة المُشرقة المُميّزة؟ في الواقعِ يُمكن أن تكونَ النّقطةُ الأخيرةُ هي المعيارُ الأساسيُّ لاختيار المُرشّح المُتقدّم بالنّسبة لبعضِ الشّركاتِ.
أصبحَ ما يُسمّى بـ"التّوظيف الشّخصيّ"، موضوعاً شائعاً على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وقد عرّفُه استطلاعٌ جديدٌ من موقعِ الوظائف Monster على أنّه "قبولُ تعيينِ الموظّفين العاملين بناءً على شخصيّتهم وقيمهم وتفاعلِهم مع العملِ، إضافةً إلى مهاراتِهم الفنيّة". ويبدو أنّ المفهومَ ينتشرُ بين المهنيّين أيضاً، إذ من بين 1500 عاملٍ شملهم الاستطلاعُ، عرّف 48% أنفسهم على أنّهم موظّفو تعييناتٍ شخصيّةٍ.
يقول هؤلاء الموظّفون إنّهم يجلبون الكثيرَ من القوّة للعملِ، إذ إنّ 85% منهم يدّعون أنّهم "يُعزّزون العلاقاتِ" داخليّاً مع الزّملاء أو العُملاء الخارجيّين والمُستفيدين، كما أكّد 71% منهم على مساهمتهم بشكلٍ إيجابيٍّ في ثقافةِ العملِ، وأعرب 70% منهم بقولهم إنّهم "يُقلّلون من ضغطِ العملِ، ويُحافظون على الرّوح المعنويّة العالية".
كما هو موضّحٌ في الاستطلاعِ، حتّى أصحاب التّعيينات التّقليديّة يتّفقون إلى حدٍّ كبيرٍ على أنّ التّوظيفَ الشّخصيّ يُمكن أن يُفيدَ في بناء العلاقاتِ ضمن مكانِ العملِ. ولكن الآراء مُنقسمة غالباً بشأن المزايا الإضافيّةِ المزعومةِ. وبشكلٍ عامٍ، يعتقدُ 58% من المُشاركين المُستجيبين أنّ التّوظيفَ التقّليديّ له قيمةٌ أكبر في مكان العملِ، مقارنةً بالتّوظيف الشّخصيّ.
ومع ذلكَ، يعتقدُ بعضُ العمّال أنّ الزّملاء الأكثر جاذبيّةً يحصلون على ميّزةٍ غير عادلةٍ في مكانِ العملِ. وفقاً للاستطلاعِ، شعرَ ما يُقاربُ من أربعة من كلّ 10 عمّالٍ أنّ هؤلاء العمّال "قد حصلوا على فرصتهم وتقديرهم في العملِ من دون سعيٍ مباشرٍ من أجلهِ، لكن بسبب شخصيّاتهم المحبوبةِ".
تتحدّثُ جيسيكا كريجل، العالمةُ الكبيرةُ في ثقافةِ مكانِ العملِ في شركة Culture Partners في تيميكولا، كاليفورنيا: "لا شيء يُربكُ اللّاعب المُميّز أكثر من السّماح للّاعب العاديّ بمواصلةِ العملِ دون توجيهِ أيّ ملاحظةٍ أو أيّ نوعٍ من العواقبِ".
وتضيفُ كريجل أنّ الشّركاتِ يُمكن أن تقعَ في فخّ توظيف مواهب مُتشابهةٍ جدّاً، عندما يتعلّقُ الأمرُ بالتّوظيفِ بناءً على الشّخصيّةِ ومدى ملاءمتها لثقافةِ الشّركةِ، وهذا يتناقضُ مع تنوّعِ التّفكير والمُساواةِ وخلقِ فُرصٍ للابتكارٍ.
وعلى خلافِ ذلكَ، قالت فيكي سالميني، خبيرةُ Monster لمجلة Inc.: "يجبُ على أصحابِ العملِ بذلَ العنايةِ الواجبةِ في عمليّة مقابلة العمل وعدم التّحايل عليها"، ممّا يعني دائماً طرحَ أسئلةٍ مُهمّةٍ حولَ الخبرةِ والمهاراتِ السّابقةِ للمُرشّحِ.
ووفقاً لسالميني: "في النّهاية، يجبُ أن يمتلكَ الموظّفون المُعيَّنون بناءً على شخصيّتهم، القدرةَ على التّعلّم والتّفوقِ في الجوانب الفنيّة لعملهمِ". وتضيفُ: "لا ينبغي لأحدٍ أن يُوظَّفَ بناءً على الشّخصيّة فقط أو بناءً على المشاعرِ الدّاخليّة".