الرئيسية المفاهيم الخوارزميات الجشعة: الحل الأسرع للمشكلات المعقدة

الخوارزميات الجشعة: الحل الأسرع للمشكلات المعقدة

نهجٌ برمجيٌّ يعتمد على اتّخاذ القرار الأفضل في كلّ خطوةٍ للوصول إلى حلٍّ سريعٍ وفعّالٍ دون الحاجة إلى الرّجوع أو إعادة الحساب

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

الخوارزميات الجشعة، أو ما يُعرف بـ"Greedy Algorithms"، هي من بين الأساليب البرمجيّة الأكثر استخداماً في حلّ المشكلات المعقّدة الّتي تتطلّب اتّخاذ قراراتٍ متتابعةٍ. تعتمد هذه الخوارزميّات على مبدأ الاختيار المحلّيّ الأمثل في كلّ خطوةٍ من خطوات التّنفيذ، على أمل الوصول إلى الحلّ الأمثل العامّ بأقلّ وقتٍ ممكنٍ. ورغم بساطة هذا النّهج، إلّا أنّه يُستخدم في مجالاتٍ متعدّدةٍ، مثل: الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والشّبكات، وحتّى في الحياة اليوميّة مثل جدولة المهامّ وتوزيع الموارد، فهل يُمكن أن يكون الحلّ الأسرع دائماً هو الأفضل؟ هذا ما تحاول الخوارزميّات الجشعة الإجابة عليه.

ما هي الخوارزميات الجشعة؟

الخوارزميات الجشعة هي تقنيةٌ برمجيّةٌ تعتمد على اتّخاذ القرار الأمثل في كلّ خطوةٍ بناءً على المعلومات المتاحة في تلك اللّحظة، دون النّظر إلى العواقب المستقبليّة أو الحاجة إلى التّراجع. فالفكرة الأساسيّة هي أنّ الاختيار المحليّ الأفضل سيؤدّي في النّهاية إلى الحلّ الأمثل، أو على الأقلّ إلى حلٍّ قريبٍ جدّاً من المثالي. تُستخدم هذه الخوارزميّات على نطاقٍ واسعٍ في المشكلات الّتي يُمكن تجزئتها إلى خطواتٍ صغيرةٍ، حيث يكون لكلّ خطوةٍ قرارٌ مستقلٌّ يمكن اتّخاذه دون الحاجة إلى إعادة النّظر في القرارات السّابقة.

كيفية عمل الخوارزميات الجشعة

تعتمد الخوارزميات الجشعة على عدّة مراحل رئيسيّةٍ لضمان تحقيق الهدف المطلوب بكفاءةٍ، وهي:

  • اختيار الحلّ الأفضل محليّاً: يتمّ تحليل جميع الخيارات المتاحة في اللّحظة الحاليّة واختيار الأفضل بينها وفقاً لمعيارٍ معيّنٍ.
  • التّكرار حتّى الوصول إلى الحلّ النّهائيّ: تُطبق نفس العمليّة مراراً في كلّ خطوةٍ، حتّى يتم الوصول إلى النّتيجة النّهائيّة.
  • عدم التّراجع: بمجرد اتّخاذ القرار، لا يتمّ الرّجوع إليه أو إعادة تقييمه، وهو ما يجعلها أسرع مقارنةً بأساليب أخرى أكثر تعقيداً، مثل: البرمجة الدّيناميكيّة.

مزايا الخوارزميات الجشعة

  • السّرعة والكفاءة: تُعدّ أسرع من العديد من الخوارزميّات الأُخرى؛ لأنّها لا تحتاج إلى إعادة الحساب أو الرّجوع إلى خطواتٍ سابقةٍ.
  • البساطة في التّنفيذ: سهلة البرمجة والتّطبيق، ممّا يجعلها خياراً مثاليّاً لحلّ المشكلات البسيطة والمعقّدة بسرعةٍ.
  • استخدامٌ قليلٌ للذّاكرة: نظراً لأنّها لا تحتاج إلى تتبّع جميع الحلول المحتملة، فهي تستهلك موارد أقلّ مقارنةً بالطّرق الأخرى.

عيوب الخوارزميات الجشعة

  • عدم ضمان الحلّ الأمثل دائماً: قد يؤدّي الاختيار المحلّيّ الأفضل إلى نتيجةٍ غير مثاليّةٍ على المستوى العامّ، ممّا يجعلها غير صالحةٍ لبعض المشكلات.
  • عدم القدرة على التّراجع: بمجرّد اتّخاذ القرار، لا يمكن تغييره، ممّا قد يؤدّي إلى طريقٍ مسدودٍ في بعض الحالات.
  • الحاجّة إلى تحليلٍ دقيقٍ قبل استخدامها: ليست كلّ المشكلات قابلةً للحلّ باستخدام النّهج الجشع؛ لذا يجب التّأكّد من ملاءمتها قبل تطبيقها.

متى تكون الخوارزميات الجشعة الحل الأمثل؟

يمكن الاعتماد على الخوارزميات الجشعة في المشكلات الّتي تتميّز بخصائص معيّنةٍ، مثل خاصيّة الاختيار الجشع، حيث يؤدّي القرار المحلّيّ الأفضل إلى الحلّ العامّ المثاليّ. كما أنّها مناسبةٌ عندما تمتلك المشكلة خاصيّة التّداخل الأمثل، أي أنّ الحلّ الكليّ يُمكن تقسيمه إلى حلولٍ فرعيّةٍ ٍمتكاملةٍ.

تُستخدم هذه الخوارزميات بكفاءةٍ في مسائل، مثل: جدولة الأنشطة، وأقصر مسارٍ في الشّبكات، وترميز البيانات باستخدام خوارزميّة هوفمان. إذا لم تكن المشكلة تتوافق مع هذه الخصائص، فقد تكون البرمجة الدّيناميكيّة أو خوارزميات البحث الأخرى خياراً أفضل. لذا، قبل اختيار الخوارزمية المناسبة، يجب تحليل طبيعة المشكلة لضمان تحقيق الأداء الأمثل.

مقارنة بين الخوارزميات الجشعة والبرمجة الديناميكية

تختلف الخوارزميات الجشعة عن البرمجة الدّيناميكيّة في طريقة حلّ المشكلات وسرعة التّنفيذ وكفاءة استخدام الذّاكرة. ولكن، تعتمد الخوارزميات الجشعة على اتّخاذ القرار الأمثل في كلّ خطوةٍ دون النّظر إلى الحلول المستقبليّة، ممّا يجعلها أسرع، ولكنّها قد لا تضمن الحلّ الأفضل دائماً. في المقابل، تستخدم البرمجة الديناميكية التّخزين المؤقّت للحلول الجزئيّة وإعادة استخدامها، ممّا يجعلها أكثر كفاءةً في المشكلات المعقّدة، ولكن على حساب استهلاكٍ أعلى للذّاكرة.

وعادةً ما تُفضّل الخوارزميات الجشعة عندما يكون الحل المثاليّ يمكن تحقيقه عبر قراراتٍ محليّةٍ مباشرةٍ. أمّا البرمجة الديناميكية، فتُستخدم في المشكلات الّتي تتطلّب تحليلاً متكاملاً للخطوات السّابقة لضمان الحصول على الحلّ الأمثل.

الخوارزميات الجشعة تُعتبر من أكثر التّقنيات البرمجيّة فعاليّةً عند التّعامل مع المشكلات الّتي يُمكن تجزئتها إلى قراراتٍ محليّةٍ مستقلّةٍ. وعلى الرّغم من أنّها ليست دائماً الحلّ الأمثل، إلّا أنّها تُستخدم على نطاقٍ واسعٍ في تطبيقاتٍ متعدّدة نظراً لسرعتها وبساطتها. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: