الخيار الأفضل؟ عدم الركض وراء فكرة المليار دولار
فقط لأن الشركة يمكن أن توجد، هذا لا يعني...
لستُ متأكّداً تماماً إلى أين سأصل بهذا، لكن اربطوا الأحزمة، ستكون رحلةً ممتعةً. [1]
في يوم ثلاثاءٍ عشوائيّ في عالم صحافة الشّركات النّاشئة، تعثّرت بمقالٍ آخر حول تطبيقٍ آخر لتأجير الملابس بين الأفراد، يجمع ملايين الدّولارات من رأس المال المغامر، ولن أدفن هذه الشّركة بشكلٍ محدّدٍ، ولكنّني فقط أرغب في السّؤال:
- هل نحتاج إلى هذا التّطبيق؟
"تطبيقات تأجيرِ الملابس بين الأفراد هي بالضّبط ما تبدو عليه: لديّ هذا البنطال الذي تبلغ قيمتهُ 500 دولارٍ في خزانتي ولن أرتديه مرّةً أخرى، وإذا كنتُ من بين "الأشخاص المحظوظين" في نطاق مقاسي، فيُمكنك استئجاره منّي وإعادته عندما تنتهي من ارتدائه."
يبدو أمراً ممتعاً. ولكن هذا يتعدّى نطاق فهمي. في رأيي، هناك الكثير من متاجر مثل Old Navy وMarshalls وحتى بعض متاجر JCPenney المتبقّية، تقدّم جميعها أزياءً عالية الجودة بكسرٍ من تكلفة المصمّمين. ولكن كما قلت، لن أصيحَ على مجموعةٍ من الشباب العصريين ليبتعدوا عنّي. ولكن المستثمرين المغامرين يجب أن يكونوا أذكى من ذلك.
- لا يمكنكم الاستمرار في تمويل هذه الأمور.
شاهد أيضاً: 8 أمور يبحث عنها المستثمر فيك قبل أن يعطيك نقوده
ليست فكرة ابتكارية
قرأت المقال بحثاً عن نقطة تحوّلٍ، وعن الميزة الرّهيبة في التّطبيق التي تضع هذا التّطبيق بالذّات لاستئجار الأزياء بين الأفراد في مقدّمة جميع تطبيقات P2PFR الأخرى (عذراً، مللتُ من استخدام الكلمات الطّويلة). لقد ذكروا فعلاً "الوصفة السّرّية"، وقد كانت القيمة الإجماليّة للكلفة بالتّجزئة أقلّ من غيرها.
ولكن النّقطة التي ذكروها بالسّعر كانت تماماً النّقطة نفسها التي يلعبُ فيها جميع هذه التّطبيقات، وهو سعرٌ، كما جاء في المقال، يكون منخفضاً بالنّسبة لعددٍ من الأشخاص لو أرادوا امتلاك هذا الشّيء، ولكنّه سعرٌ عالٍ بالنّسبة لعددٍ أكبر من الأشخاص لا يريدون امتلاكه.
هنا بالضّبط ستضع أيّ نموذجٍ للإيجار بين الأفراد (P2P)، وهذا هو السّبب في أن Turo يقوم بتأجير معظم المركبات الفاخرة ذات السّعر العالي، ولكن لا يتوفّر الكثير من الفيراري أو رولز رويس، بينما تلتزم Hertz شركات تأجير السّيارات الأخرى التّقليدية بسيارات السّوق العام، مثل: الإمبالا والألتيما.
في الواقع، إنّه في الأساسِ عبارةٌ عن نموذجِ Turo إضافةً إلى نموذج ،Shopify كذلك نموذج Poshmark، مثل كلّ تطبيقات الإيجار الأخرى بين الأفراد، فضلاً عن بعض العناصر الاجتماعيّة، كما ستقوم بإضافة الذّكاء الاصطناعي في أقرب وقتٍ ممكن ؛ مرّةً أخرى، كما تفعل كلّ شركةٍ ناشئةٍ في العالم.
شاهد أيضاً: القواعد الخمس الجديدة للشركات النّاشئة
لا يوجد هنا عرض لقيمة ضرورية
في الواقع، يبدو أنّ الفكرة بمجملها تقوم فقط بضغطِ ركنٍ متخصّصٍ معيّنٍ داخل الفجوة المستديرة في البنية التّحتية الحالية (التّطبيقات، وسائل الدفع، والشّحن) والنّماذج الرّائجة (السّوق، والاقتصاد بين الأفراد، القيمة المفترضة) بغضّ النّظر عن الحاجة لوجود منتجٍ مثل هذا.
مرّةً أخرى، لا أقصد أن أضربَ على وتر مجال الأزياء هنا. ويُمكن أن يكون ذلك أدوات الكهرباء أو أيّ شيءٍ في وضعٍ مماثلٍ. حسناً، لا، انتظر، هناك حقّاً حجّةٌ اقتصاديّةٌ لاستئجار أدوات الكهرباء، عندما لا ترغب في صرف أكثر من 1000 دولار على أداةٍ فاخرةٍ، ولا تريدها إلّا لمدّة يومٍ واحدٍ، ربّما بمبلغ 50 دولاراً، قد توفّر 500 دولار في تكلفة العمالة.
- ما هي تكلفة عدم امتلاك تلك السّراويل؟
- صفر.
نعم، يثير هذا الأمر منفعةً رئيسيّةً تطمح إليها، وهذا أمرٌ جيّدٌ. أنا أستوعب فكرة الأزياء. ومع ذلك، ليس هناك "حاجةٌ" حقيقيّةٌ تستدعي وجود منتجٍ من هذا النّوع، لا يوجد شيءٌ ضروريٌّ يجعل منه حلّاً يجب الحصول عليه، وبالتّالي يُمكن أن يحوّل تطبيقاً بسيطاً لمتجرٍ إلى نوعٍ من الأعمال سريعة النّموّ بحيث تجعل الاستثمار فيه بملايين الدولارات يبدو معقولاً.
شاهد أيضاً: تعرّف على 4 خطواتٍ لإدارة الموارد البشرية خلال فترات النمو السريع
يُمكن أن تكون هذه أعمالاً جيّدةً إذا كان هناك طلبٌ عليها، أو إذا كان هناك بعض الملكيّة الفكريّة التي يُمكن بيعها لشركاتٍ مثل ميسي Macy's أو متجر بيعٍ بالتّجزئة ذي سعرٍ معقولٍ، يجب أن أعرفه بالاسم، ولكنّني لا أعرفه لأنّهم جميعاً يواجهون صعوباتٍ (ربّما Gimbels?).
لكنّك قد تعتقدُ، بناءً على عدد مرّات ظهور كلمة "اتجاه" "trend" أو "رائج" في المقال -هي أزياءٌ في النهاية- أنّها ستثير فوراً تساؤلاتٍ حول قدرة البائعين في هذا السّوق على كسب الأموال على المدى الطّويل.
هذه هي المشكلةُ الكبيرةُ مع الأسواق الثّنائية "لطيفة الوجود"؛ إنّها ببساطةٍ غير مستدامةٍ بالنّسبة للبائعين، حتّى بالنّسبة إلى أوبر Uber ودور داش DoorDash. ومع ذلك، ما زالوا يموّلون هذه الأمور.
أدركُ أنّ فكرة الابتكار تتطلّب النّظر إلى المستقبل لمدّة خمسٍ إلى عشرِ سنواتٍ والتنبّؤ ما إذا كان النّموذج سيتطوّر من رغبةٍ إلى حاجةٍ، ولكن في أيّ عالمٍ يُمكن أن يصبحَ الاستئجارُ المُنشود حاجةً؟
- لا أريد أن أعيشَ في ذلك العالم.
ولكن انظر، هذا لا يتعلّق بأني غير مهتمٍّ بالموضة؛ هذا لا يتعلّق حتى بالأزياء أو بنموذج الاستئجار بين الأفراد، بل إنّها عن المستثمرين المغامرين ووسائل الإعلام التي تدعم نماذج كطعامٍ بائت يُعاد تسخينه استناداً إلى متابعة الاتجاهات (trends) وردود العملاء اللّحظية. إنّها الحجّة التي تقول إنّ العمل هو مجرّد تلبيةِ ما يرغب فيه العملاء ومحاولة الاستفادة قبل أن ينتقلَ العميل إلى الشّيء اللّامع التّالي.
شاهد أيضاً: كيف تروّج لنفسك أمام العملاء الذين تحلم بهم؟
لم يكن لديّ ما يكفي من العملات المشفّرة للمشاركة في النّشاطات الأفضل. لم أشترِ أبداً NFT (رموز غير قابلة للاستبدال). أكتب مقالاتي بنفسي بدلاً من السّماح لـ ChatGPT بالثرثرة. أعتقد أنّ ذلك يجعلني غير مواكبٍ للموضة أكثر من عدم امتلاك سروالٍ بقيمة 500 دولار. إذا كان الأمر كذلك، فلا بأس، سأقوم ببساطةٍ برفع ياقةِ سترتي الخاصّة ماركة Members Only وأسير مبتعداً عن كلّ هذا.