الرئيسية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي والأتمتة: كيف ستتغيّر وظائفنا مستقبلاً؟

الذكاء الاصطناعي والأتمتة: كيف ستتغيّر وظائفنا مستقبلاً؟

تعرّف على تأثيرات الذكاء الاصطناعي على القطاعات المالية والاقتصادية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يُشكّل تهديد الذكاء الاصطناعيِّ (AI) للملايين من الوظائف الرُّوتينيَّة ذات الأجور المنخفضة عاملاً كبيراً في مستقبل الأعمال، لكنَّ دراسة جديدة تتوقَّع أنَّ معظمَ هذه التَّغييرات في التَّوظيف ستظهر في قطَّاع التمويل؛ إذ اُختير أكثر من نصف الوظائف في هذا القطَّاع ليكون "الأكثر قابليَّةً للأتمتة". [1]  

لا بدَّ أن تكونَ المصادر المُطَّلعة التي توصَّلت إلى هذه النَّتائج حول تأثير الذكاء الاصطناعي في البنوك على درايةٍ بما تتحدَّث عنه، فمن بينها خبراء تقنيّون يعملون في عملاق البنوك Citigroup، وجرى إصدار تقريرهم "AI in Finance: Bot, Bank & Beyond" يوم الأربعاء، الذي أثار اهتماماً كبيراً بتوقُّعه أن 54% من وظائف القطَّاع الماليّ "لديها إمكاناتٌ عاليةٌ للأتمتة"، بالإضافة إلى ذلك، قد تشهدُ 12% من المناصب بعض التَّحسين أو التَّطوير من خلال التكنولوجيا المُتقدّمة بسرعةٍ.

- ماذا يعني ذلك من حيث المحصلة النّهائيّة؟ 

سيعني ذلك أنَّه بحلول عام 2028، يُمكن أن يزيدَ "مجمَّع الرّبح" لقطَّاع البنوك العالميَّة بنسبة 9%، أو 170 مليار دولارٍ، عن طريق اعتماد الذكاء الاصطناعي، ليرتفع ممّا يزيد قليلاً عن 1.7 تريليون دولارٍ إلى ما يقرب من 2 تريليون دولارٍ؛ لذلك لا عجب أنَّ البنوك تحبُّ الرُّوبوتات، وهذا كلُّه جيدٌ ومناسبٌ للقطَّاع الماليّ النُّخبويّ والغنيّ، حيث تمتلك الشَّركات قدراتٍ ماليّةً غير محدودةٍ للاستثمار في تطبيقات الذّكاء الاصطناعيِّ التوليدي وتطويرها مُبكِّراً وبشكلٍ متكرِّرٍ، ولكن ماذا عن بقيّة الاقتصاد؟

أفاد تقرير Citigroup أنَّ القطَّاعات الأخرى الرَّائدة التي تستعدُّ لتأثيرات الذكاء الاصطناعي السَّريعة والفعَّالة والمخفضة للتَّكاليف يتصدَّرها قطَّاع التَّأمين، حيث وُجد أنَّ 48% من الوظائف الحاليَّةٍ لديها إمكانيَّاتٌ أعلى للأتمتة، يليها قطَّاع الطَّاقة بنسبة 43%، وأسواق رأس المال بنسبة 40%، والسّفر بنسبة 38%، والبرمجيَّات والمنصَّات بنسبة 36%، وتجارة التَّجزئة بنسبة 34%.

شاهد أيضاً: صندوق النقد الدولي يحذّر من أثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف

- لكن، ماذا يعني ذلك للبشر في الاقتصادات المتقدِّمة في العالم؟ 

يعني هذا أنَّ التَّغييرات قادمةٌ بالفعل، إذ أفادَ تحليل صدر مؤخَّراً لصندوق النَّقد الدُّوليّ إنَّ 60% من الوظائف من المُحتمل أن تتأثّرَ بالذَّكاء الاصطناعيّ، ويتّضح أنَّ الكثيرَ من التَّوقُّعات في تقرير Citigroup للقطَّاع الماليّ قابلةٌ للتَّطبيق بشكلٍ عامٍّ عبر الاقتصاد الأوسع.

ومن ناحيةٍ، لا تتردَّد المصادر المُطَّلعة في الإشارة إلى الاضطرابات الحتميَّة والموجعة في بعض الأحيان التي ستُحدثها التُّكنولوجيا التَّوليدية، إذ أشارت إلى أنَّه: "جرى القضاء على الوظائف القائمة منذ فترةٍ طويلةٍ في فترات التَّحول التُّكنولوجيّ السَّابقة، ليتمَّ استبدالها بوظائف جديدةٍ، وقد اختفت العديد من الشَّركات أيضاً، وسيُكرِّر الذكاء الاصطناعي هذا الأمر، وربَّما بسرعةٍ".

ومع ذلك، تشير الدُّروس المُستفادة من قطَّاع البنوك في الماضي -التي قلَّصت عدد الموظَّفين عندما جرى إدخال أجهزة الصَّرَّاف الآليِّ، ثمَّ أغلقت الفروع المحليَّة مع ارتفاع خدمات الإنترنت- إلى أنَّ العديدَ من الوظائف التي سيحلُّ محلُّها الذكاء الاصطناعي ستفسحُ المجال لوظائف أخرى ناتجةٍ عن النُّموّ في هذا المجال.

وأفاد التّقرير أنَّه: "لم يؤدِّ اعتماد التُّكنولوجيا في الماضي إلى تقليص قوَّة العمل في القطَّاع الماليّ، بل غيَّر مزيج القوى العاملة بمرور الوقت، إذ يجري إنشاء وظائف جديدةً باستمرارٍ، على سبيل المثال، لدى الاقتصاد الأمريكيّ ثلاثةُ أضعافِ عدد مسؤولي التَّوافق من عام 2000 إلى 2023".

كمثالٍ على ذلك، لاحظ خبراء Citigroup أنَّ: "نماذج الذكاء الاصطناعي معروفةٌ بأنَّها تُهلوِسُ، وتخلق معلوماتٍ غير موجودةٍ"، وربَّما يكون العديد من مستخدمي ChatGPT شاهدين على ذلك، ومع أخذ هذا الاعتبار في الحسبان، سيكون من الواضح احتياج الشَّركات إلى موظَّفين بشريين لمراقبة الرُّوبوتات الآليَّة، منعاً لنشر معلوماتٍ خاطئةٍ "وتأثير ذلك بالسَّلب على العمل سواءً من النَّاحية الماليَّة، أو من ناحية السُّمعة".

وقد تُعطى هذه المهام الرَّقابيَّة للأشخاص الذين جرى تخليصهم من العمل اليدويّ المُملِّ مثل إدخال البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي، أو أنواعٍ أُخرى من الأعمال المُتكرّرة مثل تمحيص القوانين أو الرُّموز الضَّريبيَّة للعثور على المعلومات، إذ ستقوم التُّكنولوجيا بأداء هذه الأعمال بشكلٍ أسرع وأقلَّ كلفةٍ من البشر، لكنَّها ستولّد أيضاً احتياجات أُخرى من المُحتمل أن تُعوّض تقليل عدد الموظَّفين بشكلٍ جذريٍّ.

على سبيل المثال، أشارت صحيفة Financial Times الأسبوع الماضي إلى تحليل عام 2023 لـ 160 مليون وظيفةٍ أمريكيَّةٍ، ووجدت أنَّ مجموعةً واسعةً من هذه الوظائف "عرضةٌ بشدَّةٍ للاضطراب بواسطة الذكاء الاصطناعي، على الرَّغم من أنَّ الاستبدال الكامل للوظيفة غير محتملٍ".

لذا لا بدَّ من أنَّ العديدَ من موظَّفي Citigroup وغيرهم من المُتخصِّصين في القطَّاع الماليّ سيشعرون بالارتياح لسماع ذلك أثناء عودتهم إلى العمل بعد العطلة، وربَّما يقرأون تقرير الشَّركة حول الأتمتة الوشيكة لوظائفهم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: