الذكاء الاصطناعي والابتكار يتصدران فعاليات جيتكس جلوبال 2024
تميزت الفعاليات بعرض أحدث الابتكارات التقنية من شركات عالمية، إلى جانب نقاشات حول أهمية الحوكمة والتعاون الدولي في تنظيم هذا المجال المتسارع
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
انطلقت فعاليّات "جيتكس جلوبال 2024" في 14 أكتوبر، لتُدشِّن حقبةً جديدةً من التّعاون والابتكار تحت شعار "التّعاون العالميّ لصياغة اقتصاد الذّكاء الاصطناعيّ المستقبلي". استقطب هذا الحدث البارز، الذي يُعَدُّ من أهم المنصّات العالميّة في مجال التّقنية، كبار قادة الأعمال والحكومات لتبادُل الرؤى حول المستقبل الرّقميّ.
في اليوم الأوّل، تناول معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتيّ، خلال جلسةٍ خاصّةٍ بعنوان "صعود الاقتصاد الجديد في الإمارات: الذّكاء الاصطناعيّ والصّناعات النّاشئة"، الاستراتيجيّات الطّموحة للإمارات لتعزيز الابتكار وترسيخ مكانتها كمركزٍ عالميٍّ للاقتصاد الجديد. وأوضح المري أنّ القطاع غير النفطي في الإمارات يُمثِّل 74% من النّاتج المحليّ الإجمالي لعام 2024، مُشيراً إلى تطلّعات الإمارات للوصول إلى 80% بحلول عام 2030، قائلاً: "نحن نعمل على تحطيم الأرقام القياسية. لقد حقّقنا بالفعل قطاعاً غير نفطي يُمثِّل 74% من النّاتج المحليّ الإجمالي – وهو إنجازٌ غير مسبوق في تاريخ بلدنا. البيئة والمنظومة الإماراتيّة تجذب الناس من جميع أنحاء العالم، والهدف الآن هو أن نصبح مركزاً عالميّاً للبحث والتطوير".
في قمّة "قادة الاقتصاد الرقمي العالمي المستقبلي"، ألقى معالي فيصل البناي، مستشار رئيس الدّولة والأمين العام لمجلس أبحاث التّكنولوجيا المُتطوِّرة، خطاباً بعنوان "الريادة في الذكاء الاصطناعي: قيادة التّحوُّل المجتمعي"، تناول فيه التّداعيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة للذّكاء الاصطناعي، مُسلِّطاً الضّوء على أهمّيّة الحوكمة العالميّة وتنظيم هذا المجال المُتسارِع.
عروضٌ مُبهِرة للتّقنيّات المُتقدّمة
اليوم الأوّل من المعرض شهد عروضاً لافتةً من شركات التّقنية العالميّة. قدّمت مجموعة التّكنولوجيا الإماراتيّة "جي 42" (G42) تجربةً مُبتكِرةً بعنوان "الشبكة الذكية"، حيث استعرضت كيف يمكن للذّكاء الاصطناعي أن يُصبِح قوّةً محوريّةً في جميع مجالات الحياة. كما كشفت شركة "لينوفو" (Lenovo) عن أحدث أجهزتها المدعومة بحلول الذّكاء الاصطناعي، التي تُعَدُّ قفزةً نوعيّةً في مجال التّقنية الاستهلاكيّة. ومن أبرز العروض التي جذبت الأنظار، كانت سيّارة "إكس بنغ" الطّائرة (XPeng)، التي تُقدِّم تصوراً جديداً لمستقبل النّقل الشّخصي.
كما انطلقت منصّة "جيتكس إيديشنز" (GITEX Editions)، التي تجمع الشّركات التّقنية المُتقدِّمة، وتستضيف 59 شركة "أحادية القرن" من مختلف أنحاء العالم. في افتتاح المنصّة، تحدّث معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدّولة للذّكاء الاصطناعي، مُشيراً إلى أنّ الإمارات أصبحت "مختبراً لتطوير سياسات وتشريعات الذّكاء الاصطناعي العمليّة".
الأمن السيبراني في صدارة النّقاشات
كان الأمن السيبراني من أبرز المواضيع المطروحة في اليوم الأوّل. في جلسةٍ بعنوان "تنظيم التكنولوجيا: التقاطع بين التكنولوجيا والجريمة والقانون"، استعرض ديدييه جاكوبس، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "يوروبول" (Europol)، تحدّيات الجريمة الإلكترونيّة في عصر الذّكاء الاصطناعي. وأكّد على أهمّيّة التّعاون الدولي لمواجهة هذه التّهديدات، قائلاً: " لا تعرف الجريمة الإلكترونيّة حدوداً. هناك العديد من التّقنيّات التي يمكن استغلالها في الهجمات؛ الابتزاز، الجرائم الرّقميّة. تكمن الحلول في مزيجٍ من التّعاون البشريّ وتعزيز التّكنولوجيا".
مشاركة أوروبيّة غير مسبوقة
هذا العام، سجّل "جيتكس جلوبال" أكبر مُشاركة أوروبيّة في تاريخه، حيث شاركت 38 دولة أوروبيّة إلى جانب أكثر من 1000 شركةٍ صغيرةٍ ومتوسّطةٍ و450 شركةٍ ناشئة. وتمّ الاحتفال بهذه المُشاركة بإطلاق جناح "المجلس الأوروبي للابتكار" (European Innovation Council)، بحضور دولٍ جديدةٍ منها النمسا، البرتغال، لاتفيا، صربيا، والبوسنة والهرسك. افتتحت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرّئيس التّنفيذي لمركز دبي التّجاري العالمي، الموقع الجديد للمعرض.
وعلى مدار الأيام المُقبِلة، سيُواصل "جيتكس جلوبال" استعراض أحدث الابتكارات في مجالات الذّكاء الاصطناعي والتّقنيات المُتقدّمة، مع فعاليّاتٍ يوم الثلاثاء للذّكاء الاصطناعي (AI Super Tuesday)، التي تُسلِّط الضّوء على دور الذّكاء الاصطناعي في تحويل استراتيجيّات الأعمال وإعادة تشكيل الصّناعات العالميّة.