الرئيسية الابتكار الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد التوظيف في الشركات الصغيرة

الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد التوظيف في الشركات الصغيرة

دراسةٌ جديدةٌ تكشف أنّ الذكاء الاصطناعي يعزّز كفاءة التوظيف في الشّركات، رغم أنّ العديد منها لم يستفد بعد من هذه التّقنية الواعدة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تصدّرت العناوين الإخباريّة على مدار العام الماضي أنباء انتشار الذكاء الاصطناعي، ولم يعد خافياً أنّ العديد من الشّركات الكُبرى تسارع إلى تبنّي هذه التّقنيّة لتعزيز إنتاجيّتها. ولكن المفاجأة تكمن في العدد المحدّد من الشّركات الصّغيرة الّتي بدأت باستخدام "الذكاء التوليدي" (Generative AI) في أعمالها، وكيف تؤكّد استفادتها منه، خصوصاً في عمليّات توظيف الموظّفين الجدد.

كشفت دراسةٌ حديثةٌ أجرتها شركة "غوستو" (Gusto)، المتخصّصة في برامج الرّواتب، وشملت 1300 شركةٍ صغيرةٍ، عن نتائج غير متوقّعةٍ حول كيفيّة استخدام الشّركات لتطبيقات الذكاء التوليدي، إذ تعتمد هذه التّطبيقات على مخزونٍ ضخمٍ من البيانات، وتتطوّر بشكلٍ مستمرٍّ استجابةً لاستفسارات المستخدمين ومدخلاتهم، وأظهرت الأبحاث أنّ الشّركات تبدأ عادةً باستخدام روبوتات المحادثة مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT) و"بارد" (Bard) في مراحلها الأولى مع هذه التّقنيّة، وتساهم هذه الأدوات في تسريع إنجاز المهامّ، مثل: كتابة الرّسائل الإلكترونيّة، وإجراء الأبحاث، وتحسين محرّكات البحث، وإعداد محتوى التّسويق ووسائل التّواصل الاجتماعيّ، وإدارة علاقات العملاء بكفاءةٍ.

حتّى الآن، لم تبرز مفاجآتٌ كبيرةٌ، أليس كذلك؟ ولكنّ النّتائج الّتي كشفت عنها دراسة "غوستو" لعام 2024 حول حالة الشّركات الصّغيرة، والمتعلّقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، قد تكون أقلّ توقّعاً.

أوضحت الدّراسة أنّ 43% من الشّركات، بعد مرور عامين على إتاحة تطبيقات الذكاء التوليدي بشكلٍ واسعٍ ومجّانيٍّ أو منخفض التّكلفة، لم تفكّر إطلاقاً في استخدام هذه التّقنيّة في أعمالها، وأفاد 31% آخرون بأنّ استخدامهم لهذه التّقنيّة اقتصر على التّجربة فقط.

يُظهر ذلك أنّ ثلثي الشّركات الصّغيرة، إمّا تكتفي بالتّجربة المحدّدة، أو لا تستخدم الذكاء الاصطناعي على الإطلاق، وهو رقمٌ كبيرٌ بالنّظر إلى المرحلة المتقدّمة الّتي وصلت إليها هذه التّقنيّة من حيث إتاحتها للعامّة، ولكن الأكثر إثارةً للاهتمام هو ما كشفته الدّراسة بشأن الفوائد الّتي حقّقتها 15% من الشّركات الّتي دمجت الذكاء الاصطناعي في عمليّاتها، و11% منها الّتي "تبنّت بحماسٍ الذكاء التوليدي كأداةٍ" في أنشطتها.

أوضحت الدّراسة أنّ الشّركات الّتي استخدمت هذه التّقنيّة زادت فرصها بنسبة 45% في العثور على موظّفين وتوظيفهم لشغل شواغرها مقارنةً بالشّركات الّتي لم تعتمد التّقنيّة، ويرجع ذلك إلى قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحاليّة على أداء المهامّ الرّوتينيّة، والمتسلسلة، وتلك الّتي تتطلّب جمع البيانات، وهي أعمالٌ مملّةٌ وغالباً ما يفضّل الموظّفون أن توكل إلى الأنظمة الذّكيّة، إذ أتاح هذا التّحوّل للموظّفين الجدد وقتاً أكبر للتّركيز على مهامٍّ أساسيّةٍ لبناء الأعمال، وفقاً لما ذكرته غوستو، ممّا ساعدهم على تطوير مهاراتهم أثناء العمل.

علاوةً على ذلك، أكّدت الشّركات الّتي اعتمدت الذكاء التوليدي أنّها أكبر احتمالاً بنسبة 44% للإبلاغ عن أداءٍ يفوق التّوقّعات من موظّفيها الجدد، إذ أدّى استخدام التّقنيّة إلى خلق فرصٍ للموظّفين للتّركيز على أنشطةٍ أكثر قيمةً وإشباعاً، وهو ما انعكس إيجابيّاً على الجميعكما أوضح تقرير غوستو أنّ "أتمتة بعض المهامّ باستخدام الذكاء التوليدي تمكّن أصحاب الأعمال من تقديم أعمالٍ ذات قيمةٍ ومعنى وتأثيرٍ كبيرٍ"، مضيفاً أنّ ذلك "يزيد من فرص العثور على موظّفين متحمّسين للمساهمة في نموّ أعمالهم".

في المقابل، أظهرت النّتائج أنّ أصحاب الأعمال من "جيل الألفيّة" (Millennials) و"الجيل زد" (Gen Z) هم الأكثر ميلاً لاستخدام الذكاء التوليدي في شركاتهم مقارنةً "بجيل إكس" (Gen X) و"جيل الطّفرة" (Boomers)، ويرجع ذلك إلى أنّ المؤسّسين الشّباب غالباً ما يكونون شغوفين بالتّقنيّة ومطّلعين على مستجدّاتهامع ذلك، كشفت البيانات أنّ أصحاب الشّركات، بغضّ النّظر عن أعمارهم، يستخدمون الذكاء التوليدي في الغالب لإدارة مسؤوليّاتهم المتعدّدة والمتنوّعة بكفاءةٍ.

صرّح كبير الاقتصاديّين في غوستو، نيكولاس تريمبر، لقناة "سي إن بي سي" (CNBC) قائلاً: "يتولّى أصحاب الأعمال الصّغيرة دور المدير الشّامل لكلّ شيءٍ، فهم يوظّفون موظّفيهم الأوائل لدعمهم في بناء الأعمال وتحمّل مهامّ متعدّدةٍ تماماً مثلهم. ولكن، يساعد الذكاء التوليدي على تخفيف بعض هذه المهامّ عن كاهل أصحاب الأعمال، كما يعزّز إنتاجيّة الموظّفين عبر تخفيف الأعباء الرّوتينيّة عنهم".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: