الذكاء الروحي.. حين تمتلك القدرة على تغيير حياتك والتأثير بالمجتمع
أبرز العلامات التي تدل على الذكاء الروحي
الذكاء الروحي هو شكل من أشكال الذكاء عالي المستوى، تمتزج فيه القدرة العقلية مع العواطف الإنسانية، مما ينعكس على السلوك البشري ضمن مسار قادر على التغير نحو الأفضل سواء على المستوى الشّخصي أو الاجتماعي؛ فما هو الذكاء الروحي؟ وكيف يمكن اكتساب صفاته التي تُظهِر أهميته بتأثيرها الواضح على المحيط؟
ما هو الذكاء الروحي؟
الذكاء الروحي هو ارتباط عميق بين الإدراك العقلي والعاطفة الروحية بالاعتماد على نوع من الذكاء الذي يتجاوز حدود الأنا للوصول إلى الصفات الناضجة للذات الإنسانية المتمثلة في الحكمة، والسلام، والرحمة، والإبداع، والسعادة، والحب، مما سيحسن من كيفية التعامل مع المواقف الحياتية والعملية ضمن سلسة من القرارات المأخوذة بمساعدة فنون الذكاء الروحي.
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح الذكاء الروحي قد ظهر لأول مرّة عام 1997م، في كتاب "إعادة تأسيس الدماغ المشترك"، للكاتبة البريطانية دانا زوهار المتحدثة في الفلسفة، والإدارة، والفيزياء، والتي فتحت الباب لدراسة بعد آخر من الذكاء، له تأثير لا يمكن الاستهانة بقوته على العديد من المستويات؛ كيف لا؟! وأصحاب الذكاء الروحي قادرون على فهم كل أشكال الحياة من حولهم مع قدرتهم على احترام الطبيعة الأم بما في ذلك كيفية تشكلّها، وكيفية السير دون التدخل بها وبقوانينها.
ما هي أهمية الذكاء الروحي؟
يساعد هذا النوع من الذكاء الأشخاص على حمل القيم الأخلاقية والاجتماعية الجيدة؛ لذلك تتجسد أهمية الذكاء الروحي فيما يلي:
- • مساعدة الأفراد في التعرف على عواطفهم وتوجيهها.
- التعرف على التجارب الإنسانية ومعرفة ما هي نتائجها والغرض منها.
- تعزيز الوعي العاطفي الذي بدوره يمكن الفرد من توجيه عواطفه تجاه المؤثرات الخارجية.
- يعمل على تزويد الأفراد بالطاقة، مما يزيد من أدائهم اليومي.
- يساعد في إعداد وتنفيذ البرامج الإرشادية، والتربوية، والنفسية بدقة من خلال تعريف الفرد بالمعارف الضرورية اللازمة لتنمية الذكاء الروحي، والإبداع، والصلابة الذهنية.
- يلفت الذكاء الروحي انتباه الباحثين لإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالمتغيرات والمؤثرات الخارجية على الفرد، وربطها مع المتغيرات الأخرى لأفراد من فئات عمرية وطبقية مختلفة.
- يزيد من معرفة الفرد بنفسه وقدرته على التفاعل والتعايش مع كافة المواقف التي قد تواجهه في الحياة الواقعية.
- يعمل على توضيح القضايا الوجودية، وتوجيه إمكانات الفرد في مواجهة كافة التحديات.
- يزيد الذكاء الروحي من قدرة الفرد على معالجة المواقف الحرجة والملحّة، ويمكّنه من توجيه سلوكه وردة فعله بحسب الأحداث والمواقف التي يتعرض لها.
- يعمل على زيادة وعي الفرد تجاه ردود الأفعال والتعامل معها والتحكم بها؛ لتعديلها وتوظيفها بما يخدم معالجة الموقف وإخراج ردود أفعال مناسبة.
ما هي علامات الذكاء الروحي؟
من السهل جداً تمييز الأذكياء روحياً، إذ تتمثل علامات الذكاء الروحي بما يلي:
- الإحساس بالآخرين، ومحاولة مساعدتهم وتقديم يد العون لهم حتى لو كان الأشخاص أعداءً أو مسيئين.
- المرونة والقدرة على الاندماج مع كل الظروف، والأحداث، والأشخاص، بالإضافة إلى قابلية التطور السريع.
- معرفة القدرات والتعلم من الأخطاء والتجارب.
- القدرة على التفكير الجماعي، إذ إن أصحاب الذكاء الروحي من أنجح الأشخاص على المستوى الاجتماعي، ويستطيعون إقامة صداقات متينة ونزيهة حتى مع الأشخاص المتخاصمين فيما بينهم.
تنمية الذكاء الروحي
على الرغم من أهمية الذكاء الروحي إلا أن امتلاكه أسهل بكثير مما نتخيل؛ فالأمر لا يحتاج أكثر من العودة إلى الفطرة الإنسانية الأولى بالاعتماد على طرق بسيطة، يمكن ذكر بعضها فيما يلي:
- البحث عن القدرات الكبيرة داخل أرواحنا وعقولنا سواء من خلال قراءة الكتب أو مشاهدة البرامج الوثائقية أو قراءة المقالات عن قدرة الخالق.
- التأمل عبر ممارسة اليوغا مثلًا، إذ يمكننا التأمل بالكون أو بمسار حياتنا من خلق أساليب تساعد نحو التغير للأفضل.
- مواجهة المخاوف والصدمات من خلال تذكر الأحداث الصادمة والمؤلمة في حياتنا حتى نعزز من قدرتنا الروحية وقوتنا لاستثمارها باكتساب الخبرات، مما يساعد في مواجهتها لتركها تمضي من ذاكرتنا إلى الأبد.
- التفكير بالأسئلة الوجودية ومحاولة وضع أجوبة خاصة بنا، مما يساعدنا على تقوية إيماننا والاحتفاظ بنظرياتنا الخاصة عن الله، والأرض، والسماء.
- الثقة بقدراتنا وتحفيز أنفسنا من خلال محادثتها، واستخدام العبارات الإيجابية، وتقديم الشكر للطبيعة والحياة بشكل دائم على كل الهدايا والأمور الجيدة التي تحدث لنا.
باختصار، الذكاء الروحي يعني الرضا عن حياتنا مع الاستمرار في محاولة تحسينها للأفضل من خلال التعامل مع الآخرين بالفطرة الإنسانية الأولى دون أن نبادل السوء بالسوء في محاولة للسمو عن كل السوء من حولنا، مما يجعلنا راضين عن أنفسنا؛ فنشفق على الآخرين لأنهم يعتقدون أن سوءهم ذكاء بينما في الحقيقة نحن الأذكياء حقاً.