السّعودية تتصدر في التمويل والإمارات تهيمن على الصفقات
تقرير MAGniTT يُظهر جمع 250 مليون دولار عبر 78 صفقة في تمويل المشروعات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للربع الثالث من عام 2023
تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) محوراً رئيسياً للرغبات الاستثمارية، وذلك نظراً لنشوء نظامها الناشئ للشركات الصغيرة والمتوسطة. ومع استمرار تطور الاقتصاد العالمي، شهدت بيئة رأس المال المغامر في المنطقة تقلباتها الخاصة.
تكشف أحدث البيانات من MAGniTT، منصة بيانات رأس المال الاستثماري المتخصصة للأسواق الناشئة، عن رؤىً مثيرةٍ للاهتمام حول حالة تمويل المشروعات في المنطقة خلال الربع الثالث من العام 2023 وتأثيراتها على الأوضاع الاقتصادية المحلية.
شهد تمويل المشروعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الثّالث من العام 2023 انتعاشاً ملفتاً للانتباه. إذ تمّ جمع ما مجموعه 250 مليون دولار عبر 78 صفقة، ممّا يشير إلى زيادةٍ مذهلةٍ بنسبة 32% مقارنةً بالربع السابق. هذا الارتفاع في مستويات التمويل يُعتبر إشارةً إيجابية تعكِفُ على تجديد الثقة بين المستثمرين. ومع ذلك، ما يزيد من الأهمية هو أنّ عدد الصفقات ظلّ نسبياً ثابتاً، مما يشير إلى تحوّل في تركيز الاستثمار.
تميّزت المملكة العربية السعودية، التي تعتبر دائماً قوةً إقليمية، بأنّها استمرت في الحفاظ على موقعها كأبرز وجهة للتمويل خلال التسعة أشهر الأولى من العام 2023. وقد شهدت المملكة جمع 536 مليون دولار بطريقة مُدهِشة، مُحققةً بذلك ارتفاعاً قوياً بنسبة 172% مقارنةً بالربع السابق. ويظهر أداء المملكة على التزامها بتنمية بيئة الشركات الناشئة المزدهرة.
في الوقت نفسه، حفظت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها كالرّائدة في نشاط الصفقات. وشملت إنجازات الإمارات تسجيل 93 معاملة خلال نفس الفترة، مُظهرةً بذلك هيمنتها على المشهد الناشئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعند مقارنة الأنشطة الاستثمارية عبر المنطقة، تبرز المملكة العربية السعودية بزيادةٍ ملحوظة بنسبة 172% من ربعٍ إلى ربع في رأس المال المُنفَق. تليها الإمارات بارتفاعٍ نسبته 55% في الاستثمارات.
ورغم تدفق رأس المال أقل، سجّل المغرب زيادةً سنوية بنسبة 27% في عدد المعاملات. في المقابل، سُجِلَ تراجعٌ في بيروت وعمّان والقاهرة.
وتُظهِرُ التطورات الأخيرة أنّ معظم الدّول قد بدأت بالفعل في التنافس على جذب الاستثمارات وتوفير الفرص، مع التّركيز على الابتكار والتقنية كمحركين للنمو الاقتصادي. توضح هذه النتائج الإيجابية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثّل سوقاً واعدة للمستثمرين العالميين والمحليين على حد سواء.
جاء التقرير في إطار سعي المنصة لتقديم نظرةٍ شاملةٍ على حالة تمويل المشروعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقدم رؤىً مفصّلة وإحصائيات تمكّن المستثمرين والشركات النّاشئة من فهم الأوضاع الراهنة والفرص المُستقبلية.