الرئيسية الريادة السمات الشخصية الخمس الكبرى: كيف تختار المهنة المثالية لك؟

السمات الشخصية الخمس الكبرى: كيف تختار المهنة المثالية لك؟

دراسةٌ جديدةٌ حللّت بيانات 70 ألف شخصٍ في 250 مهنةً، لتطوير اختبارٍ مجانيٍّ يربط بين السمات الشخصية والوظائف المناسبة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هل تساءلت يوماً؟ لماذا يشعر بعض الأشخاص بالرّضا التّام في وظائفهم، بينما يعاني البعض الآخر؟ قد يكمن الجواب في مدى ملاءمة الشّخصيّة للوظيفة. مؤخّراً اكتشف علماء النّفس العلاقة بين السّمات الشّخصيّة الخمس الكبرى والمسارات الوظيفيّة المختلفة، عبر دراسةٍ شملت أكثر من 70 ألف شخصٍ في 250 مهنةً. إذ توفّر هذه الدّراسة، الّتي نُشرِت في "مجلة علم النفس التطبيقي" (Journal of Applied Psychology)، نظرةً علميّةً أكثر دقّةً حول كيفيّة توافق شخصيّات الأفراد مع طبيعة الوظائف الّتي ينجحون فيها، كما طوّرت اختباراً مجانيّاً لمساعدة الأفراد على تحديد مساراتهم المهنيّة المُثلى بناءً على شخصيّاتهم.

ما هي السمات الخمس الكبرى؟

يعتمد علماء النّفس منذ عقودٍ على إطار السّمات الشّخصيّة الخمس الكبرى لتوصيف الشّخصيّة الإنسانيّة، وتشمل هذه السّمات:

  • الانفتاح (Openness): حبّ التّجربة والاستعداد للأفكار الجديدة.
  • الضّمير (Conscientiousness): الانضباط والالتزام بالتّفاصيل.
  • الانبساط (Extraversion): الاستمتاع بالتّفاعل الاجتماعيّ والطّاقة العاليّة.
  • الوفاق (Agreeableness): التّعاطف والتّعاون مع الآخرين.
  • العصابيّة (Neuroticism): مدى استجابة الشّخص للتّوتّر والضّغوط.

يمتلك كلّ فردٍ مزيجاً من هذه السّمات بدرجاتٍ مختلفةٍ، ما يحدّد شخصيّته الأساسيّة، وتشير الدّراسات إلى أنّ فهم هذه السّمات يساعد على تعزيز الوعي الذّاتيّ والذكاء العاطفي، بل ويسهم أيضاً في تحديد المسار المهنيّ الأنسب.

تطوّر نهج اختيار المهن

قد تكون اختبارات تحديد المهنة مألوفةً للكثيرين، لكن أغلبها يفتقر للدّقّة العلميّة، فغالباً ما تكون الاختبارات التّقليديّة سطحيّةً، وتقدّم اقتراحاتٍ قد تكون عشوائيّةً أو مكرّرةً، مثل اقتراح وظيفة "مزارعٍ" دون مراعاة العمق الشّخصيّ. وعلى النّقيض، أخذت الدّراسة الجديدة نهجاً أكثر صرامةً، حيث حلّلت بشكلٍ دقيقٍ ارتباط السّمات الشّخصيّة بالمهن المختلفة. ومن هنا، كشفت الدّراسة عن أنماطٍ واضحةٍ بين السّمات الشّخصيّة والمهن، منها:

  • المهن الإبداعيّة (مثل الكتّاب والفنّانين والباحثين): يتمتّع أصحابها بمستوياتٍ عاليةٍ من الانفتاح.
  • الوظائف الاجتماعيّة (مثل مديري العلاقات العامّة ومنظّمي الفعاليّات): إذ يميل العاملون فيها إلى الانبساط.
  • القيادة والإدارة: وغالباً ما يتمتّع أصحاب هذه الأدوار بضميرٍ مرتفعٍ ومستوياتٍ منخفضةٍ من العصابة.
  • الوظائف التّقنيّة (مثل المهندسين): حيث يميلون إلى انخفاض الانفتاح، ما يعكس تركيزهم على التّفاصيل والواقعيّة.
  • العاملون في الرّعاية الصّحّيّة وعلم النّفس: إذ يظهر العاملون في هذه المجالات مستوياتٍ عاليةً من الوفاق.
  • الصّحفيّون والممثّلون: يسجّلون أعلى مستويات العصابة.

ومن جهةٍ أخرى، لا تهدف الدّراسة فقط إلى تصنيف الوظائف، بل تُقدّم أيضاً أداةً عمليّةً: اختباراً مجّانيّاً متاحاً للجميع، يربط بين مزيج سمات الشّخصيّة للفرد والمهن الّتي قد تناسبه، كما يعتمد الاختبار على النّتائج العلميّة للدّراسة، وهو متاحٌ لمن يريد استكشاف خياراته المهنيّة.

أهمية التوافق بين الشخصية والعمل

تؤكّد الدّراسة أنّ النّجاح المهنيّ لا يعتمد فقط على اختيار مهنةٍ تناسب شخصيّة الفرد بشكلٍ عامٍّ، بل أيضاً على التّوافق بين الفرد والشّركة أو الدّور المحدّد داخل المنظّمة. وفي دراسةٍ أخرى أجرتها جامعة ستانفورد وجدت أنّه لا يوجد "نموذجٌ مثاليٌّ" لشخصيّة المدير التّنفيذيّ النّاجح، بل إنّ النّجاح يعتمد على التّوافق بين شخصيّة القائد واستراتيجيّة الشّركة. على سبيل المثال، قد يكون القائد المنفتح والمبدع مناسباً لشركةٍ تركّز على الابتكار، لكنّه قد يواجه تحدّياتٍ في بيئةٍ تتطلّب انضباطاً عالياً وقراراتٍ تدريجيّةً.

في النّهاية، تُظهر هذه الدّراسات أهمّيّة فهم الذّات قبل اتّخاذ قراراتٍ مهنيّةٍ، فالسّمات الشّخصيّة الخمس الكبرى ليست فقط أداةً للتّعرّف على الذّات، بل هي دليلٌ عمليٌّ يساعدك على اختيار مهنةٍ تلائم شخصيّتك بشكلٍ أفضل، وتحدّد الأدوار الّتي ستبرز فيها قدراتك، وتحقّق فيها النّجاح والرّضا المهنيّ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: