الشركات التابعة الشقيقة القابضة.. كيف تستثمرُ بأيٍّ منها؟
يوجد علاقةٌ وثيقةٌ بين كلٍّ من الشركات القابضة والتابعة والشقيقة، تُؤثّر على نشاط ٍاقتصاديٍّ أو عدّة أنشطةٍ اقتصاديّةٍ مع زيادة المنافسة السّوقيّة، فما هي العلاقة بينها؟
الشركات القابضة والتابعة والشقيقة من الكياناتِ شديدةِ الانتشارِ في عالمِ المالِ والأعمالِ، والفهم الدَّقيق لكلٍّ منها والعلاقة بينها لا يؤثِّر فقط على أصحابِ تلك الشَّركات، بل أيضاً على الموظَّفين بداخل كلِّ شركةٍ والعملاء، فبدلاً من الخلطِ السَّائد لدى الكثيرين بين أنواع الشَّركات الثَّلاثة ودورها وأهميَّتها الاقتصاديَّة، سوف نتعرَّف على طبيعة كلٍّ منها والعلاقات الوثيقة بينها وخصائص ومميزات كلِّ نوعٍ، وكيف تبدأ عملاً تجاريّاً بأيٍّ من الأنواع الثَّلاث، وماذا سيعودُ عليكَ منها؟
ما هي الشركة القابضة؟
الشركة القابضة عبارةٌ عن كيانٍ تجاريٍّ قد تكون مؤسَّسةً أو شركةً ذات مسؤوليَّةٍ مُحدَّدةٍ، ولا تُصنِّع الشَّركات القابضة أيَّ شيءٍ، ولا تُقدِّم خدماتٍ من أيِّ نوعٍ، ولا تُسهِم بالبيع والشِّراء أو أيِّ عمليَّاتٍ تجاريَّةٍ أُخرى، ولكنَّها من ناحيةٍ أُخرى تمتلكُ أسهماً في شركاتٍ أُخرى تجعلها مسيطرةً عليها من النَّاحية الإداريَّة فقط.
فتمتلكُ الشركة القابضة حقوق الرَّقابة على شركةٍ أو شركاتٍ أُخرى، وتُشرف على قراراتها دون التَّدخُّل في العمليَّات التِّجاريَّة اليوميَّة الَّتي تتمُّ في تلك الشَّركات، ويُطلقُ على الشركة القابضة أيضاً الشَّركة الأمُّ أو الشَّركة المظلَّة. [1]
وهناك طريقتان رئيسيّتان يُمكن للشَّركات من خلالها أن تُصبح قابضةً، تتمثَّلُ الطَّريقة الأولى في الحصولِ على ما يكفي من أسهم التَّصويت في شركةٍ أو شركاتٍ أُخرى بما يمنحها الحقُّ في التَّحكُّم بأنشطتها، والطَّريقة الثَّانية هي إنشاء شركةٍ جديدةٍ من الألف إلى الياء والاحتفاظ بأسهمها، ويُمكن للشَّركة الأمّ التَّحكُّم في عمليَّة صنع القرار؛ حتَّى إذا كانت تمتلك 10% فقط من أسهمها طالما أنَّه لا يوجد كيانٌ آخر يمتلك أكثر من هذه النّسبة في نفس الشَّركة؛ لتكون موزَّعةً على مساهمين متنوّعين.
مزايا الشركات القابضة
هناك مجموعةٌ من المميزات الَّتي تجعلُ من المفيدِ امتلاكُ شركةٍ قابضة، ومن هذه المميزات: [2]
تحكم أكبر باستثمار صغير
عندما تشتري الشركة القابضة 51% أو أكثر من شركةٍ تابعةٍ، فإنَّها تسيطر تلقائيّاً على قراراتِ الإدارة بها، ومن خلالِ تكرارِ الأمرِ في أكثر من شركةٍ، فيُمكن للشَّركة الأمّ السَّيطرة على عدَّة كياناتٍ باستثمارٍ صغيرٍ نسبيّاً.
عدم تحمّل المسؤوليّة القانونيّة
على الرَّغم من سيطرة الشَّركة القابضة على قرارات الشَّركة التَّابعة، إلَّا أنَّها تُعدُّ كياناً قانونيّاً مستقلّاً، فإذا واجهت إحدى الشَّركات التَّابعة دعوى قضائيَّةً، فلا يحقُّ للمدَّعين المطالبة لا بأصول الشَّركات التَّابعة الأُخرى ولا بحصَّةٍ من الشَّركة الأمّ، خصوصاً إذا كانت الشَّركة التَّابعة تصرَّفت بطريقةٍ مستقلَّةٍ، وليس بقراراتٍ مسجَّلةٍ من الشركة القابضة.
الاستفادة الماليّة دون واجباتٍ إداريّةٍ
عندما تستحوذُ شركة قابضة على أُخرى تابعةٍ، فإنَّها دائماً ما يكون لها حقُّ الإدارة، ولكن يُمكن للشَّركة الأمِّ اختيار عدم المشاركة في كلِّ العمليَّات والاكتفاء فقط بالقرارات الاستراتيجيَّة مع مراقبة الأداء، وبالتَّالي يحتفظ ملَّاك الشَّركات التَّابعة بأدوارهم العاديَّة، ويحصلُ مالكُ الشركة القابضة على فوائد وأرباح دون زيادةِ المهام الإداريَّة.
الفوائد الضّريبيّة
يُمكن للشركات القابضة الَّتي تمتلكُ 80% أو أكثر من كلِّ شركةٍ تابعةٍ أن تجني فوائد ضريبيّةً من خلال تقديم إقراراتٍ ضريبيَّةٍ موحَّدةٍ تجمع السِّجلَّات الماليَّة لجميع الشَّركات الَّتي تمتلكها، وفي هذه الحالة إذا واجهت شركةٌ تابعةٌ أيَّ خسائرَ، فإنَّ الشركة القابضة تُعوِّضها من أرباح الشَّركات الأُخرى.
المرونة في العمل
من السَّهل نسبيّاً إنشاء شركةٍ قابضةٍ أو تغييرها، ممَّا يزيدُ الاستفادة من الاختلافات الضَّريبيَّة وفقاً للأنظمة الجغرافيَّة، فإذا كان هناك بلدٌ يتَّسم بمعدَّل ضرائب مرتفعٍ، فيمكنُ للشركة القابضة الانتقال لمكانٍ آخر أكثر ملاءمةً للأعمال مع مواصلة العمليَّات في الموقع الأصليّ.
خصائص الشركة القابضة
لكي نقولُ على شركة أنَّها قابضةٌ يجب أن تتمتَّعَ ببعضِ الخصائصِ، مثل:
- الهدف الأساسيُّ من الشركة القابضة هو إدارة الشَّركات الأُخرى، سواءً كانت تملكها ملكيّةً كاملةً أو جزئيّةً.
- يُمكن للشركات القابضة امتلاك أشياء غير منقولةٍ وبراءات اختراعٍ وأوراق ماليّةٍ وغيرها.
- يُمكن للشركة القابضة توظيف وإقالة مديرين من الشَّركات التَّابعة لها، ولكن في الوقت ذاته، فإنَّ هؤلاء المديرين مسؤولون تماماً عن عمليَّات التَّشغيل في الشَّركة.
- عند تأسيس الشركة القابضة يجبُ ذكرُ تفاصيل عن الشَّركات التَّابعة ونمط المساهمة في تلك الشَّركات ونسبة الأسهم الَّتي تمتلكها الشركة القابضة في تلك الشَّركات.
- تدعم الشركات القابضة شركاتها التَّابعة باستخدام مواردها لخفضِ تكلفةِ رأس المال التّشغيليّ.
- باستخدام ضمان المصبِّ يمكن للشَّركة الأمِّ تقديم تعهُّدٍ للحصول على قرض نيابةٍ عن الشَّركات التَّابعة.
شاهد أيضاً: القواعد الخمس الجديدة للشركات النّاشئة
تعريف الشركة التابعة
في عالم الشَّركات، فإنَّ الشَّركة التابعة هي الكيان التّجاريُّ الَّذي يكون مملوكاً أو خاضعاً لسيطرة شركةٍ أم أو شركةٍ قابضةٍ، وعادةً ما تمتلكُ الشَّركة الأمُّ أكثر من 50% من الشَّركة التَّابعة، وأحياناً ما تتحقِّق هذه السَّيطرة لمجرَّد أنَّ الشَّركةَ الرَّئيسيَّةَ تمتلكُ عدد الأسهم الأكبر، وتعدُّ الشَّركات التَّابعة المملوكة بنسبة 100% شركاتٍ تابعةً مملوكةً بالكامل. [3]
مزايا الشركات التابعة
حتّى تكون الشَّركة تابعةً، فإنَّ مالكها يسمحُ لشركةٍ أُخرى بامتلاك العدد الأكبر من الأسهم بها، وهذا يجعلُ الشَّركة التَّابعة تتمتَّع بمجموعةٍ من المميزات لكلٍّ من الشَّركة الرَّئيسيَّة والشَّركة التَّابعة، ومنها:
الاستفادة من سمعة وهويّة العلامة التجارية الخاصة
عندما تستحوذ شركةٌ قابضةٌ على علامةٍ تجاريَّةٍ لها سمعتها، فإنَّ هذا يسمحُ بالاحتفاظ بقاعدةِ العملاء الحاليّين وإضافتهم إلى قاعدة عملاء الشركة القابضة، كما تستفيدُ العلامة التّجاريَّة الحديثةُ من شراء الأسهم، ممّا يُساعدها في إطلاق منتجاتٍ جديدةٍ أو استكشاف أسواقٍ مختلفةٍ.
الحصول على فرصٍ تسويقيّةٍ جديدةٍ
الانتماء إلى شركةٍ قابضةٍ تمتلكُ عدَّة شركاتٍ تابعةٍ، يسمحُ بإجراء حملاتٍ تسويقيَّةٍ موحَّدةٍ لعدَّة شركاتٍ واجتذاب قاعدةٍ أكبر من العملاء.
تطوير العلامة التجارية
عندما تسمحُ الشَّركة التَّابعة لأُخرى قابضةٍ بالسَّيطرة عليها، فإنَّ هذا يسمحُ بإضافة المزيد من التَّطوُّرات على العلامة التِّجاريَّة، سواء من خلال الاستفادة من خبرات وعلاقات الشَّركة الأمّ، أو من المنافسة والتَّعاون مع الشَّركات الشَّقيقة.
سهولة الوصول إلى الموارد
يسمحُ الانتماء لشركةٍ قابضةٍ بوصول أسهل إلى موارد خارجيَّةٍ قد لا تسمح بها علاقات الشَّركة التَّابعة بمفردها، كما تسمحُ هذه العلاقة نفسها للشّركة الأمِّ بالوصول إلى موارد محليَّةٍ محدَّدةٍ، قد يكون من الصَّعب العثور عليها دون مساعدة شركةٍ وطنيَّةٍ.
التّوسع في أسواق جديدة
فكلٌّ من الشَّركة القابضة والشَّركة التَّابعة تستفيدُ من العلاقات التَّبادليَّة بينهما للوصول إلى أسواقٍ جديدةٍ، سواء محليَّة أو عالميَّة أو فئات مختلفة من العملاء في السُّوق نفسه.
خصائص الشركات التابعة
هناك خصائص تتَّسم بها الشَّركة، حتَّى يمكن القول إنَّها شركةٌ تابعةٌ، وهذه الخصائص هي:
- الشَّركة التَّابعة هي شركةٌ فرعيَّةٌ مملوكةٌ بنسبةٍ تزيد عن 50% لشركةٍ أمٍّ.
- تقرِّر الشَّركة الأمُّ الهيكل الَّذي ستَّتخذه الشَّركة التَّابعة من حيث القرارات الماليَّة أو القانونيَّة، ولكنَّها تخضع للضَّريبة بطريقةٍ مختلفةٍ.
- الشَّركة التَّابعة هي كيانٍ قانونيٍّ منفصلٍ ومتميزٍ عن الشَّركة الأمِّ.
- يُبلَّغ عن البيانات الماليَّة للشَّركة التَّابعة في البيانات الماليَّة للشَّركة الأمِّ.
- تلتزم الشَّركة التَّابعة بقوانين البلد الَّذي تعمل به، وليس بقوانين البلد التَّابعة للشَّركة الأمِّ.
- هناك في الكثير من الأحيان تداخلٌ في أعضاء مجلس الإدارة بين الشَّركة القابضة والشَّركة التَّابعة.
- تلتزم الشَّركة التَّابعة بإعداد بياناتٍ ماليَّةٍ مستقلَّةٍ، وترسلها إلى الشَّركة الأمِّ الَّتي تدمجها في بياناتها الماليَّة لجميع عمليَّاتها.
- لا تُدمج البيانات الماليَّة للشَّركة التَّابعة مع غيرها من الشركات الشقيقة التَّابعة لنفس الشَّركة الأمِّ.
الشركات الشقيقة
يُشيرُ مصطلح الشَّركة الشَّقيقة إلى شركةٍ تتقاسمُ الانتماءات مع شركةٍ أو شركاتٍ أُخرى، وتتمتَّع كلُّ شركةٍ باسمٍ وموظَّفين مختلفين في الأغلب، وكلٌّ من تلك الشَّركات تكون تابعةً لنفس الشَّركة القابضة أو الشَّركة الأمّ، فيمكن لعددٍ من الشَّركات أن تكون لديها شركاتٌ شقيقةٌ إذا كانت جميعها مملوكةٌ كليّاً أو جزئيّاً للشَّركة الأمِّ نفسها. [4]
خصائص الشركات الشقيقة
قد لا يتمكَّنُ الأشخاص العاديّون من التَّعرُّف على الشَّركات الشَّقيقة للوهلةِ الأولى، ففي بعض الأحيان لا تكون العلاقة بين الشَّركات واضحةً للغاية، خصوصاً إذا كانت في مجالات عملٍ مختلفةٍ، مثل العقارات والمنتجات الكهربائيَّة، ولكن في مُعظم الحالات توجد الشَّركات الشَّقيقة كمنظَّماتٍ مستقلَّةٍ قادرةٍ على جذب العملاء الَّذين قد لا يرغبون في الانضمام للشَّركة الأمّ، ومن أهمِّ خصائصها:
- تعملُ الشَّركات الشَّقيقة في مناطق مختلفةٍ عادةً؛ لتقليل المنافسة مع الشَّركات التَّابعة لنفس الشَّركة القابضة الأمّ.
- إذا عملت الشَّركات الشَّقيقة في مناطق متقاربةٍ نسبيّاً، فإنَّها تخاطبُ مستوياتٍ مختلفةً من العملاء لمنع الصِّراع.
- العلاقة القائمة بين الشَّركات الشَّقيقة تمكِّنها من التَّغلُّب على المنافسين الخارجيين بتغطية جوانب مختلفةٍ من السُّوق.
- يمكن للشَّركات الشَّقيقة التَّفاوض بشكلٍ جماعيٍّ على العقود أو لإجراء تغييراتٍ في السّياسات داخل صناعتهم.
- على الرَّغم من أنَّها تابعةٌ للشَّركة الأمّ، إلَّا أنَّ الشَّركات الشَّقيقة ما تزال قادرةً على العمل بطريقةٍ مستقلَّةٍ فيما يتعلَّق بقرارات الشِّراء ومرفق التَّصميم والتَّعبئة والتَّغليف.
- تعمل الشَّركات الشَّقيقة على التَّرويج المتبادل بين بعضها بعضاً، ممَّا يزيدُ من قاعدة عملاء كلّ شركةٍ.
شاهد أيضاً: 3 نصائح لمساعدة الشركات على الابتكار المفيد
العلاقة بين الشركات القابضة والتابعة والشقيقة
يُمكن للشَّركة القابضة أن يكونَ لديها عدَّة شركاتٍ تابعةٍ، وهذه الشَّركات التَّابعة تكون شقيقةً لبعضها بعضاً، سواءً كانت مملوكةً كليّاً للشَّركة الأمِّ أو جزئيّاً، ويُمكنُ أن يكونَ هناك تداخلٌ في مجالس الإدارة وفقاً للتَّخصُّصات الَّتي تعملُ بها الشَّركات التَّابعة، ويُمكن للشَّركات الشَّقيقة أن تُقدِّمَ خدماتٍ ومنتجاتٍ متشابهةٍ أو مختلفةٍ.
وقد تعملُ الشركات الشقيقة في نفسِ المجالِ، وتستهدفُ نفس العملاء بهدف زيادة تحفيز الموظَّفين والقضاء على أيّ منافسةٍ خارجيَّةٍ وتوسيع قاعدة العملاء في الوقتِ ذاتهِ. ومن الضَّروريّ معرفة أنَّ كُلاً من الشركات القابضة والتابعة والشقيقة تلتزم بشكلٍ كاملٍ بقانون البلد الَّذي تعملُ به، حتَّى إذا كان لديها شركاتٌ شقيقةٌ في مختلفِ أنحاءِ العالمِ.
-
الأسئلة الشائعة
- ما معنى أن تكون الشركة قابضة؟ أن تكونَ الشركة قابضة يعني أن تمتلكَ 50% أو أكثر من شركةٍ أو شركاتٍ أخرى، وتسيطرُ على إدارتها، وتراقبُ عمليّات التّشغيل بها، ولكن دون عملٍ مباشرٍ أو تصنيع منتجاتٍ أو بيعٍ أو شراءٍ أو تقديم خدماتٍ.
- ما هي وظيفة القابضة؟ وظيفة القابضة هي مراقبةُ عمليّات التّشغيل ووضع الاستراتيجيّات الأساسيّة للشركات التابعة لها.
- ما الفرق بين الشركات التابعة والشركات الشقيقة؟ الشركات الشقيقة هي شركاتٌ تكون كلّها تابعة إلى شركة قابضة واحدة أُمّ، فكلّ منها تكون تابعة للشركة الأم، ولكن العلاقة بين تلك الشركات التابعة تكون شقيقةً.