الرئيسية التنمية الشّدة تصنع الرّجال

الشّدة تصنع الرّجال

دروسٌ مستفادة من نهج رجل الأعمال الإماراتيّ محمّد العبّار، مؤسّس "إعمار" و"نون"، في تحويل الخوف إلى قوة دافعة للنّجاح

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا

"سأصارحكم بأمرٍ يخصّني: أنا رجلٌ تساورني الوساوس، ويستبدّ بي الخوف من الفشل استبداداً شديداً". عندما اعتلى رائد الأعمال الإماراتيّ محمّد العبّار منصّة "قمّة المليار متابعٍ" هذا العام في دبيّ، وصرّح بهذا الشّعور علناً، أصابتني الدّهشة. كيف لرجلٍ يعدّ من ألمع رجال الأعمال في منطقتنا، الرّجل الّذي أطلق صرح "إعمار" وآفاق "نون"، أن يعترف صراحةً بما يؤرّق الكثيرين من روّاد الأعمال النّاشئين يوميّاً؟ 

قال العبّار: "أخشى أن أحرج عائلتي، وأقلق من أن أخيّب آمال موظّفيّ وأبنائي... نعم، أنا رجلٌ خائفٌ". 

في عالم ريادة الأعمال، يُطرح الخوف من الفشل بإلحاحٍ، وتضجّ منصّات التّحفيز بالدّعوات إلى "طرد" هذه الأفكار المقيّدة، وكأنّ مجرّد الإقرار بها يعدّ هزيمةً، وكأنّ الخوف عقبةٌ يجب اجتثاثها كلّيّاً. 

لكن، ربّما يكون هذا الفهم قاصراً. فقد تابع العبّار حديثه قائلاً: "أركض ليلاً ونهاراً، سبعة أيّامٍ في الأسبوع، لأنّني رجلٌ موسوسٌ خرجت من العدم، ثمّ نلت ما نلته بعون أناسٍ عظامٍ دعموني، ولا أرغب في أن أخيّب ظنونهم". 

يكمن هنا درسٌ ثمينٌ: قد يكون طريق النّجاح مرصوفاً بالمخاوف نفسها التي نُطالَب عادةً بتجاهلها. لكن بدلاً من كبتها، يمكننا استغلالها وتحويلها إلى دافعٍ للانضباط، ومحفّزٍ للعمل الجادّ، ووسيلةٍ لصقل حدسنا، ودافعٍ للمثابرة والصّمود. يمكننا أن نحوّل الشّك إلى يقين، والقلق إلى حافزٍ يدفعنا للسّعي المستمر. فليس النّجاح في التّخلّص من الخوف تماماً، بل في عدم السّماح له بأن يُعرقل مسيرتنا، أو يُثنينا عن تحقيق أهدافنا. 

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد يناير/فبراير من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: