الرئيسية الأخبار الصين تطلق أوّل شبكة إنترنت بسرعة 10G: فيلم 4K في 20 ثانية!

الصين تطلق أوّل شبكة إنترنت بسرعة 10G: فيلم 4K في 20 ثانية!

حين تتجاوز سرعة النّبض حاجز الضوء، تصبح التّطبيقات التي كانت ضرباً من الخيال واقعًا يُنَفّذ بثوانٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في إعلانٍ يعدّ سابقةً على مستوى البنية التّحتيّة الرّقميّة العالميّة، دشّنت الصّين يوم الأحد، 20 نيسان/أبريل، أوّل شبكة إنترنتٍ تجاريّةٍ بسرعة 10G في العالم، وذٰلك في "سونان"، إحدى مناطق مقاطعة "خبي". وقد جاءت هٰذه الخطوة الطّموحة كثمرة تعاونٍ بين "تشاينا يونيكوم" (China Unicom) و"هواوي" (Huawei)، في إطار مشروعٍ مشتركٍ يهدف إلى الدّفع بالصّين إلى صدارة مشهد الاتّصالات الدّوليّ.

تعد الشّبكة الجديدة بسرعات تحميلٍ تصل إلى ‎9,834‎ ميغابتٍ في الثّانية، وبسرعات رفعٍ تقارب ‎1,008‎ ميغابتٍ في الثّانية، مع زمن استجابةٍ منخفضٍ لا يتجاوز ‎3‎ ميلي ثانيةٍ. هٰذه السّرعات، الّتي كانت يوماً ما أقرب إلى الخيال، لم تعد مجرّد أرقامٍ نظريّةٍ، بل واقعٌ ملموسٌ يعد بتغييرٍ جذريٍّ في طريقة استخدام الأفراد والمؤسّسات للإنترنت.

المثير في الأمر أنّ هٰذه السّرعة الخرافيّة لا تتطلّب تغييراتٍ جذريّةً في البنية التّحتيّة، إذ تعتمد الشّبكة على تقنيّة ‎50G PON‎، وهي تقنيّة شبكاتٍ بصريّةٍ سلبيّةٍ تـمكّن من مضاعفة سرعة نقل البيانات عبر الألياف الضّوئيّة الحاليّة، ما يجعلها أكثر كفاءةً وأقلّ كلفةً في التّوسيع والانتشار. وهٰكذا، تتسارع إمكانيّات الوصول إلى تطبيقاتٍ كانت حتّى الأمس القريب حكراً على المختبرات المتقدّمة، مثل الواقع الافتراضيّ، والجراحة عن بعدٍ، والبثّ الفوريّ بدقّة ‎8K، وأتمتة المنازل والمصانع عبر إنترنت الأشياء.

ولتقدير حجم القفزة، يـمكن مقارنة هٰذا الإنجاز بعمليّة تحميلٍ بسيطةٍ: تحميل فيلمٍ بدقّة ‎4K‎ وحجمه ‎20‎ غيغابايتٍ كان يستغرق سابقاً ‎7‎ إلى ‎10‎ دقائق على شبكةٍ بسرعة ‎1‎ غيغابتٍ، بينما يتمّ الأمر على شبكة ‎10G‎ الجديدة في أقلّ من ‎20‎ ثانيةٍ. الفارق ليس فقط في الزّمن، بل في الفلسفة: فلسفة الانتقال من "الانتظار" إلى "الفوريّة".

هٰذا التّحوّل لا يمثّل فقط إنجازاً تقنيّاً، بل هو إعلانٌ صريحٌ بأنّ الصّين قد تجاوزت سرعة دولٍ ذات بنىً تحتيّةٍ متقدّمةٍ مثل الإمارات وقطر، لتتبوّأ موقعاً رياديّاً عالميّاً في مضمار تقنيّات الإنترنت عالية السّرعة. ومن المتوقّع أن يترجم هٰذا السّبق إلى قفزاتٍ في قطاعاتٍ حيويّةٍ، مثل التّعليم الرّقميّ، والرّعاية الصّحّيّة المتّصلة، والبيئة الزّراعيّة الذّكيّة، وذٰلك بفضل القدرة على نقل البيانات بكفاءةٍ وموثوقيّةٍ عاليتين.

وبينما تنشغل دولٌ عديدةٌ بمجاراة التّسارع في الذّكاء الاصطناعيّ، تضع الصّين الأسس الصّلبة لذٰلك المستقبل عبر ما يشبه "أنبوب سرعةٍ فائقةٍ" ستعبر من خلاله جميع الابتكارات القادمة. فكلّما تسارعت البنية التّحتيّة، أصبح الإبداع أكثر حرّيّةً، والخدمات أكثر دقّةً، والخيال أكثر واقعيّةً.

بهٰذا الإنجاز، لا تطلق الصّين شبكةً جديدةً فحسب، بل تدشّن زمناً جديداً، حيث لم تعد السّرعة امتيازاً تقنيّاً، بل بنيةً وجوديّةً تعاد على أساسها صياغة العلاقات بين الإنسان والتّقنيّة.

آخر تحديث:
تاريخ النشر: