أتريد التغلب على التوتر؟ 9 دقائق من الضحك قد تكون كافيةً
دراسةٌ من جامعة كورنيل تكشفُ أنّ الضحك العفوي يُمكن أن يُخفّضَ مستويات هرمون الكورتيزول بنسبةٍ تصل إلى 36.7%، ممّا يساهم في تقليل القلق وتحسين الصّحة العامّة
إذا كنت تُعاني من التوتر، وتبحث عن طريقةٍ فعّالةٍ لتخفيفه دون الحاجة إلى مغادرة مكتبكَ، فهناك حلٌ بسيطٌ قد يدهشكَ، يقول خبراءٌ من جامعة كورنيل (Cornell University)، يُمكنك تحسين صحّتك وتقليل مستوى التّوتر بنسبةٍ تصل إلى 32% بمجرّد قضاء 9 دقائق في الضّحك.
كما تُشير دراسةٌ حديثةٌ تضمّنت تحليلاً لثماني دراساتٍ منفصلةٍ أُجريت العام الماضي إلى أنّ الضّحكَ له تأثيرٌ كبيرٌ على خفض مستوى الكورتيزول، المعروف أيضاً باسم "هرمون التوتر"، وبحسب ما جاء في تقريرٍ نشره مركز برونفينبرينر للأبحاث (Bronfenbrenner Center for Translational Research) التّابع لجامعة كورنيل في مجلة سايكولوجي توداي (Psychology Today)، فإنّ مستويات الكورتيزول انخفضت بنسبة 31.9% لدى الأشخاص الذين شاركوا في تداخلاتٍ تعتمدُ على الضّحك، إذ إنّ جلسة ضحكٍ واحدةً كانت كفيلةً بخفض مستوى الكورتيزول بنسبة 36.7%.
حيث إن الكورتيزول هو هرمون يتم إفرازه استجابةً للتّوتر، ويمكن أن يؤدّي ارتفاعه المستمرّ إلى مشاكل صحيةٍ خطيرةٍ، مثل: زيادة الوزن، واضطرابات الجهاز الهضميّ، وضعف العضلات، بالإضافة إلى التّأثيرات النّفسيّة كالاكتئاب والقلق، وبالتّالي فإنّ خفض مستوى الكورتيزول ليس مجرّد وسيلةٍ للشّعور بالرّاحة، بل يُمكن أن يُساهم بشكلٍ فعّالٍ في تحسين صحّتكَ العامّة.
الخبر الجيّد هو أنّك لست بحاجةٍ إلى قضاء وقتٍ طويلٍ لتحقيق هذه الفوائد، فقد أظهرت الدّراسات أن جلسات الضّحك الّتي تدوم 9 دقائق فقط تُعطي نتائج مشابهةً لجلساتٍ أطول قد تصل إلى ساعةٍ، سواء كان الضّحك ناتجاً عن مشاهدة فيلمٍ كوميديٍّ، أو بفعل مُعالجٍ مُتخصصٍ يستخدم الفكاهة كأداةٍ للعلاج، فإنّ التّأثيرَ على مستويات الكورتيزول يكون ملحوظاً.
ولكن من المهمّ أن يكونَ الضّحك حقيقيّاً وعفويّاً، قد تكون جرّبت من قبل الضّحك المصطنع في جلسات يوغا الضّحك أو تدريبات التّمثيل، والذي قد يؤدّي في بعض الأحيان إلى ضحكٍ حقيقيٍّ، ورغم أنّ الضّحك المُصطنع يُمكن أن يكون مفيداً، إلّا أنّه خارج نطاق الدّراسات الّتي تم تحليلها في هذا البحث؛ لذا إذا كُنتَ ترغب في الاستفادة القصوى من الضّحك لتخفيف التوتر، فاحرص على اختيار شيءٍ يجعلكَ تضحك بشكلٍ طبيعيٍّ وصادقٍ.
وعندما تختار ما يجعلكَ تضحك، اختر ما يُناسب ذوقكَ الشّخصيّ، فقد يكون ذلك فيلماً كوميديّاً أو كتاباً مسليّاً أو حتّى مقطعاً فكاهيّاً من برنامجكَ المفضّل، فالمهمّ هو أن تستمتعَ بالضّحك، حتّى لو كان لديك بضع دقائق فقط قبل العودة إلى العمل، فهذا سيساعدكَ في تحسين مزاجكَ وتقليل التّوتر، كما سيجعلكَ أيضاً أكثر إنتاجيّةً وزميلاً أو رئيساً أفضل.
لا تنسَ أنّ الضّحكَ يُمكن أن يكون له تأثيرٌ إيجابيٌّ على صحّتك العامّة، وربّما حتّى على طول عمركَ؛ لذا خصّص لنفسكَ بضع دقائق من الضّحك كلّ يومٍ، وسترى الفرقَ.