العلاقة السامة: قولوا لا بدون تردد فمن يطلب الحياة يحصل عليها
أنت لست كرسياً، بل كائناً مهماً ومؤثراً في مجرى حياتك على الأقل، ربما فقط تعيش في علاقة سامة تمتص طاقتك وقدراتك ومواهبك لتجعلك مجرداً من كل شيء
تشعر وكأنّك كائن غير مرئي، أو ربما غير مهمّ أو مؤثر بحياة من حولك، لدرجة أنّك ربما تُجري مقارنةً بينك وبين الكُرسي في منزلك؛ تنتهي لصالح الكرسي مثلاً. حسناً، أنت لست كرسياً، بل كائناً مهماً ومؤثراً في مجرى حياتك على الأقل، ربما فقط تعيش في علاقة سامة تمتص طاقتك وقدراتك ومواهبك لتجعلك مجرداً من كل شيء.
ما هي العلاقة السامة؟
العلاقة السامة هي حين يشعر الشّخص بأنّه ليس محطّ اهتمام طبيعي لدى الشّريك، وغالباً ما يساء فهمه بشكل دائم، كذلك ربما يتعرض للانتقادات وعدم التقدير، ولا يجد الشّريك حين يكون بحاجته.
كذلك فإن العلاقة السامة، هي تلك العلاقة السلبية التي لا تنتهي المشاكل بها، ودائماً نشعر بالسّوء بسببها، العلاقة التّي حين نقارن سلبياتها بإيجابياتها، ترجح الكفة للسلبيات.
مؤشرات العلاقة السامة
لا يمكن حصر وجود العلاقات السامة على الشّريكين العاطفيين فحسب، إذ من الممكن أن تتواجد في علاقات الصداقة والعمل أيضاً، ومن أبرز مؤشراتها:
- الشّعور الدّائم بالغضب المؤذي، حيث يستخدم الطّرف الآخر عبارات جارحة، أو ربما تذكيرنا بأحداث مؤلمة سابقة، أو بنقاط ضعفنا، كذلك جرحنا بشتائم قذرة.
- الشّعور الدّائم بالخذلان، ومحاولة الطّرف الآخر إحباطنا بأي طريقة كانت.
- في العلاقة السامة يتصف الشريك بالأنانيّة المفرطة، فهو يلبي احتياجاته ورغباته على حسابنا.
- عدم احترام مساحتنا الشّخصية والتّدخل بها، عن طريق التسلط علينا.
- غالباً فإن الشّريك في العلاقة السامة، لا يمكن أن يعترف بخطئه، وسيحملنا المسؤولية عنه، كمثال على ذلك، إن فشل في عمل ما سيلومنا أننا شتتنا انتباهه مثلاً.
- يتصف الشّخص الذّي يعاني من علاقة سامة بفقدان الثّقة بنفسه.
كيف نتصرف؟
أوّل خطوة للتخلص من العلاقة السامة، ينبغي علينا الاعتراف بوجودها، وتجاهل تبعيتنا لهذا الشّخص، التي قد نعتقد أنها نابعة من حبٍّ وتعلّقٍ به، بينما في الواقع هو من خلق تلك التّبعيّة بتسلّطه ونفوذه علينا، لذا فإن قول لا سيكون مفيداً جداً مع القيام بهذه الخطوات:
الانفصال
الطّريقة الأفضل غالباً هي الخروج من العلاقة إلى الأبد، والانفصال عن الشّريك السام في حال امتلكنا القدرة والخيار.
املأ الفراغ العاطفي
إن كنتم لا تستطيعون اتخاذ قرار الانفصال؛ لا تقلقوا فهناك العديد من الخطوات الأخرى، من بينها البحث عن ملئ الفراغ العاطفي، فحياتنا لا يجب أن تتوقف على شخص واحد سواء كان زوجاً أو زوجة وحتى صديقاً.
إذ من خلال البحث عن أصدقاء جدد ومحاولة الانخراط معهم، سنخرج من دائرة تأثير الشّريك السّام، وسنرى الحياة من جانب آخر بما يعزز لدينا الثقة بالنفس، ولاحقاً القدرة على المواجهة.
ابحث عن عمل
المهم في الخروج من العلاقة السامة هو عدم الاستسلام للفراغ، الذي يجعلنا مجرد تابعين لا حول لنا ولا قوة، ممكن مثلاً البحث عن عمل إن كنّا لا نعمل، وبذلك نملأ وقت فراغنا، ونمتلك هدفاً نسعى لتحقيقه؛ المهم هنا ألا نستسلم لحديث الشّريك الذّي قد يقللّ من قيمة ما نفعله ويحبطنا، على العكس بإمكاننا استخدام هذا الأمر كدافع للنّجاح.
الشغف
ما هي الهواية التي تمتلكها؟ جرّب تطويرها والتّركيز عليها قليلاً، حتى ممارسة الرّياضة ومنح أنفسنا وقتاً خاصاً سيكون مفيداً جداً للخروج من تأثير العلاقة السامة قليلاً، والتّفكير بها من عدة زوايا جديدة ربما تحمل لنا الحل السّحري الذّي ننتظره.
كتابة المذكرات
بشكل يوميّ وقبل النّوم، فلنكتب كل ما عشناه من أحداث سواء حزينة أو سعيدة، فمن ناحية نقلّل من كمية التّوتر ونفرّغ مشاعرنا، ومن ناحية أخرى نستطيع في صباح اليوم التّالي العودة إلى ما كتبناه ومحاولة رؤيته من منظور مختلف، لنكتشف كم نحن نستحقّ أن نحصل على شريك طبيعي، يرفع من قدرنا ويحفزنا.
للأسف في مجتمعنا الشّرقي، غالباً ما تكون النّساء ضحيّة العلاقات السامة، فكلّ ما حولهنّ يدعم هذه النّاحية سواء نمط التّربية الذّي يمنح الذّكر التّفوق عليهنّ بكلّ شيء، أو من ناحية تصرفات المجتمع ورقابته التّي تضيق الخناق على النّساء وتجعلهنّ تابعات للسطوة الذّكوريّة.
حسناً، حان الوقت لقول لا، ولندفع العلاقة السّامة بقدمنا نحو الجحيم، نحن نستحق الأفضل، فلماذا نجلس لنمسح دموع ألمنا، في حين نستطيع مسح دموع الفرح بالنّجاح والتّميز؛ كلّ من يطلب الحياة يحصل عليها، فلا تترددوا.