العلم يكشف الحقيقة القاسية وراء الاجتماعات الافتراضية!
حتى الرئيس التنفيذي لشركة Zoom اعترف بأنّه يعاني من الإرهاق بسبب زووم، فما الحلّ؟
من المُضحك التّفكير بهذا، ولكن قبل بضعِ سنواتٍ فقط كانت الاجتماعاتُ الافتراضيةُ تعدّ نوعاً من البدع، ثم جاءت الجائحةُ، وشهدت خدماتٌ مثل Zoom طفرةً كبيرةً مع ازديادالعمل عن بعد. في ليلةٍ وضحاها، على سبيل المثال، انتقلت Zoom من 10 ملايين مشتركٍ بين الحسابات المجانيّة والمدفوعة إلى 200 مليون. والآن، أصبح من الممكن أن يمرّ يومُ عملٍ كاملٍ لا تفعل فيه شيئاً سوى الاجتماعات المتتاليّة على مدار اليوم كلّه. [1]
حقيقةً، لا أحد يحبّ هذا، ولكنّنا نقوم به. بالفعل، حتى الرّئيس التّنفيذي لـ Zoom اعترف بأنّه يعاني من إرهاق Zoom. ولكن ماذا لو قلت لكم أنً السّبب في أنّ الاجتماعات عبر Zoom تسحب الحياة منا ليس في الواقع ما قيل لنا مراراً وتكراراً، وهو أنّها متعبةٌ لأنّها مُرهِقةٌ، وتتطلّب جهداً كبيراً للبقاء فعّالين، ممّا ينتج عنه زيادةُ الإجهاد العقليّ المتورّط؟
لا، هناك سببٌ آخر، على الأقلّ وفقاً للبحث الذي أجرته جامعة Aalto في فنلندا. وبصراحةٍ، وما جاءت به كان منطقياً للغاية. فما هي الحقيقة القاسية؟ الاجتماعات الافتراضيّة مملّةٌ.
أشعر بثقةٍ عميقةٍ تجاه هذه الأحرف الكبيرة بعد استعراضي للدّراسة، حيث قام الباحثون بتجنيد مجموعةٍ من العاملين المعرفيين، ورصدوا نبضات قلوبهم خلال نحو 400 اجتماع، ثمّ استجوبوهم بعد ذلك حول تجاربهم في هذه الاجتماعات.
- النّتائج؟
عموماً، شهدت نبضات القلب لدى المشاركين انخفاضاً ملحوظاً خلال الاجتماعات عن بعدٍ، ما يُشير إلى الشّعور بالملّل والنّعاس.
أفادت الأسئلة اللّاحقة بأنّ العاملين الأكثر حماساً ورغبةً فقط، كانوا قادرين على الانتباه عندما كان عليهم المشاركة في اجتماعات Zoom أو اجتماعاتٍ أخرى مماثلةٍ.
"كنتُ أتوقّع أن أجد أن النّاس يشعرون بالتّوتر في الاجتماعات عن بعد، لكن النّتيجة كانت عكسيّةً. خصوصاً أولئك الذين لم يكونوا مُشتغلين في عملهم بسرعةٍ، فأصابهم النّعاس خلال الاجتماعات عن بعد". قالت البروفيسور المساعد نيينا نورمي، التي قادت الدراسة. ونُشرت هذه الدّراسة في مجلة "Journal of Occupational Health Psychology" المحكمة.
شاهد أيضاً: لماذا يجب أن يكون العمل عن بُعد هدفاً لشركتك؟
ربّما كانت النّقطة الأقلّ إثارةً للدّهشة في الدّراسة هي أنّ المشاركين انخرطوا في المهامّ المتعدّدة، غالباً خلال مكالمات الفيديو بسبب الشّعور بالملل الشّديد، خصوصاً عندما لا يكونون قد شغّلوا كاميراتهم.
تردّدت في تضمين هذه النّقطة الأخيرة، لأنّني لا أريد أن يعتقد أحدٌ أنّ الحلّ هو ببساطةٍ مطالبة الجميع بالبقاء ظاهرين في جميع المكالمات طوال الوقت. هذا شاقٌّ بحدّ ذاته، لكنّني أعتقد بأنّ هنالك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكننا اتّخاذها لتحسين الوضع، والحفاظ على انتباه الأشخاص خلال مكالمات الفيديو الخاصّة بالعمل وتقليل شعورهم بالنّعاس. (لنفترض أنّ ليس لديك مشكلةٌ جوهريّةٌ بأنّ بعض موظّفيك ببساطةٍ غير فعّالين في عملهم).
على سبيل المثال، تقترح نورمي أنّ المهام المتعدّدة البسيطة، مثل المشي خلال الاجتماعات، تجعل التّركيز أسهل. أكره الفكرة الّتي تقتضي بأن نتجوّل جميعنا في الخارج ونحمل هواتفنا ممدودةً للمشاركة في اجتماعات الفيديو، لكن ربّما يُمكن أن يساعد قليلاً في تقبّل فكرةِ أنّه عندما يغلق الأشخاص كاميراتهم، فذلك قد يكون ليتمكّنوا ببساطةٍ من المشي هنا وهناك.
شاهد أيضاً: لماذا يحتاج المدراء إلى فريقٍ خارجيٍّ لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي؟
على صعيدٍ شخصيّ بحتٍ على المستوى الأكاديمي، أجري تقريباً جميع مكالماتي عبر Zoom من مكتبي واقفاً، لدرجة أنّني لا أستطيع تصوّر القيام بهذه المكالمات، وأنا جالسٌ بعد الآن. يبدو أنّ هذا الأمر مفيد.
بالطّبع، هناك أمرٌ بسيطٌ وهو جعل اجتماعاتك أقلّ مللاً، مهما كان ذلك يعني بالنّسبة لشخصيتك وشركتك. فعلى نطاقٍ واسعٍ، قد يعني هذا منح الإعفاء للأشخاص الذين ليسوا بحاجةٍ حقيقيةٍ للحضور، أو الاعتماد على الحلّ الذي بات يُطرح بشكلٍ متكرّرٍ في الفترة الأخيرة: لا تعقد اجتماعاً عندما تكون رسالة بريدٍ إلكترونيّ قصيرةٍ كافيةً.
وبما أنّنا نتحدّث عن الإيجاز، فإن مراقبةَ الوقت تبدو خطوةً مهمّةً. فالإيجاز يُعدّ من مفاتيح الاجتماعات الافتراضيّة الأقلّ رتابةً، وهو أيضاً جوهر الذّكاء. ومن هذا المنطلق، شكراً لقراءتك؛ دعني أودّعك من هنا بينما ما زلت مهتماً.