القيادة الصارمة: سر نجاح شركة Nvidia!

يوافقُ جينسن هوانغ المؤسّس والرَّئيس التَّنفيذيُّ لشركة "Nvidia" على تقييمات الموظَّفين التي وصفته بأنَّه متطلِّبٌ ويريدُ المثاليّة في العمل، وليس سهل المعاملة، وليس لديه مشكلةٌ في ذلك، فهو لا يخاف من إثارة الضَّجَّة في العمل، ويعتقد هوانغ أنَّ معاييره العالية مسؤولةٌ جزئيَّاً عن نموّ نفيديا الأخير، والذي شهد ارتفاعاً في القيمة ضمن أسواق شركات الرُّقاقات، بلغت قيمته من 685 مليار دولارٍ إلى 2.18 تريليون دولارٍ خلال عامٍ واحدٍ.

ارتفاع Nvidia كان مدفوعاً بالطَّلب المكثَّف على وحدات معالجة الرُّسومات (GPUs) الخاصَّة بها، والتي تمَّ تصميمها أصلاً لتحسين الرُّسومات على أجهزة ألعاب الفيديو وأجهزة الكمبيوتر الشَّخصيَّة، ولكنَّها أصبحت فيما بعد أفضل أجهزةٍ لتدريب النَّماذج الاصطناعيَّة الذَّكيَّة القويَّة مثل ChatGPT، ومن خلال تقديم أجهزةٍ عالية الجودة بشكلٍ متواصلٍ مقارنةً بمنافسيها، أصبحت Nvidia اللَّاعب الأساسيَّ في مجال وحدات معالجة الرُّسومات، حيث تُشكِّل 80% من السوق.

في مقابلةٍ لبرنامج 60 دقيقةً، كشف جينسن هوانغ جانباً من تقارير موظَّفي  Nvidia المجهولين، وقد وصفوه فيها بأنَّه "متطلّبٌ"، و"يتطلعُ للكمال"، و"ليس من السَّهل العمل معه"، وصرَّح هوانغ بأنَّ هذه الصّفات "دقيقة تماماً"، لكنَّه أضاف أنَّ أسلوب إدارته مقصودٌ وبدقَّةٍ، ووصفه بأنَّه: "يجب أن يكون هكذا"، وقال: "إذا أردت أن تقوم بأشياء استثنائيَّةٍ، لن يكون الأمر سهلاً".

لدي هوانغ تاريخٌ من زرع شعور العجز في موظَّفيه لتحفيزهم على العمل بجدٍّ، في ملفٍّ شخصيٍّ له بمجلَّة نيويورك في عام 2023، قال هوانغ إنَّه لسنواتٍ كثيرةٍ كان يفتتح عروض الموظَّفين برسالةٍ مفادُها: "شركتنا على بعد ثلاثين يوماً من الإفلاس"، وهي عبارةٌ ما تزال الشّعار الشَّركيِّ غير الرَّسميّ للشَّركة، وهذا العقليَّةُ كانت جوهريَّةً لنفيديا لأكثر من 20 عاماً.

وفي حديثٍ في يناير 2003 في جامعة ستانفورد، قال هوانغ: "ليس الجميع يحبُّ العمل في نفيديا"، "وأنَّ الموظَّفين الجُدد الذين لا يستطيعون التَّأقلم مع ثقافة الشَّركة الجادَّة لا يبقون لفترةٍ طويلةٍ"، وأضاف: "ولكنَّ الأشخاص الذين يستمرُّون، يحبِّون العمل هنا؛ لأنَّنا نمنحهم مشاريع رائعةً، ونمنحهم موارد استثنائيَّةً، ونمنحهم زملاء يعرفون أنَّهم يمكنهم الاعتماد عليهم".