القيادة بالإنسانية: سر نجاح الأعمال يبدأ بالقلوب لا بالأرقام
كلود سيلفر من شركة VaynerX، تكشف لنا ما يتطلّبه بناء منظّمةٍ تنبض بالحياة
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
عندما طلبت مجلّة "عربية .Inc" من كلود سيلفر، رئيسة ما يُعرف في شركة "VaynerX" (فاينر إكس) بقسم القلب، وصف ما يعنيه عنوان وظيفتها فعلياً، أجابت بمقارنة دورها بنبض المؤسّسة. و"فاينر إكس" هي شركةٌ قابضةٌ في مجال الإعلام والاتّصالات، تتّخذ من نيويورك مقرّاً لها، وقد أسّسها رائد الأعمال الأمريكي النّشط غاري فاينرتشوك.
توضّح سيلفر: "بينما يقود فاينرتشوك الرّؤية والاتّجاه العامّ للعمل، يتمحور تركيزي على الأشخاص الّذين يجسّدون تلك الرّؤية، ويحوّلونها إلى واقع". وتضيف: "مهمّتي هو التّأكّد من أنّهم يعلمون أنّهم ليسوا مجرّد ترسٍ في آلةٍ، وأنّهم جوهريّون لوجودنا. إنّها مسؤوليّتي أن أضمن أنّ كلّ شخصٍ يعلم أنّه ينتمي إلى هنا، وأنّه محطّ تقديرٍ وانتباه، ومدعومٌ، ليس فقط كمحترف، بل كشخصٍ متكامل بجميع جوانبه الإنسانيّة".
وفقاً لسيلفر، يتمثّل جوهر دورها في التّواصل الإنساني؛ الرّبط بين النّاس، بين الهدف والتّنفيذ، وبين الفرد والمجموعة. تقول: "أؤمن بأنّ صحة أيّ منظّمة تنبع من ثقافتها، والثّقافة تُبنى من الأساس، بتفاعلٍ تلو الآخر". وتضيف: "لهذا السّبب أخصّص الكثير من الوقت لضمان أنّ الإيجابية، والثّقة، والأمان العاطفيّ ليست مجرد مفاهيم نتحدّث عنها، بل هي الواقع الذي نعيشه يومياً".
مع هذه الرّؤية، طلبنا من سيلفر أن تشاركنا أفكارها حول كيفية بناء عملٍ ينبض بالحياة، وهذا ما أخبرتنا به:
استمع بصدقٍ وعمق
"أقصد بالاستماع العميق ذلك الذي يتجاوز سماع الكلمات. ويركّز على السكَنات بينها، وينتبه إلى المشاعر التي تتوارى خلفها. عندما يشعر الناس بأنّك أصغيت إليهم بصدق، فإنّهم يدركون قيمتهم. وحين يدركون هذه القيمة، يتغيّر تأثيرهم؛ يصبحون أكثر انخراطاً، وأكثر استعداداً للمخاطرة، وأكثر ميلاً للتّعبير عن ذواتهم الحقيقيّة والكاملة في العمل. لذا، استمع. ليس فقط بأذنيك، بل اسمح لقلبك أن ينصت أيضاً".
أوجد مساحةً للتّعبير الصّادق
"نعيش في عالمٍ غالباً ما يساوي بين الشّفافية والضّعف، ولكنّني أؤمن بالعكس. الصّدق في التّعبير عن الذّات هو قوّةٌ. إنّه الغراء الّذي يربطنا ببعضنا البعض، وهو ما يجعل المنظّمة تبدو كمجتمعٍ حقيقيٍّ، وليس مجرّد مكانٍ للعمل. كقائدٍ، عليك أن تكون أنت القدوة في ذلك. كن مستعدّاً لقول: 'لا أعرف' أو 'أواجه تحدّياتٍ في هذا الأمر' عندما يكون ذلك حقيقيّاً. عندما تفعل ذلك، تعطي الآخرين الإذن بأن يكونوا صادقين أيضاً. وفي تلك المساحة الصّادقة البعيدة عن الزّيف، يحدث التّواصل الحقيقيّ، وهو أساس نجاح المنظّمة".
قد بالتّعاطف، لا بالأنا
"القيادة ليست مرادفاً للسّيطرة؛ لكنّها ترتبط بالخدمة. هي أن تدعم الآخرين، وتضع احتياجاتهم قبل احتياجاتك، وتخلق بيئةً يشعر فيها النّاس بالرّعاية والاهتمام. اسأل نفسك: 'ما الذي يحتاجه فريقي منّي؟' وكن مستعدّاً لتقديم ذلك، حتّى لو كان ذلك غير مريحٍ أو غير ملائمٍ. القيادة بالقلب ليست سهلةً دائماً، ولكنّها الأصدق معنىً. إنّها أن تكون الشّخص الّذي يثق به الآخرون، لا لمنصبك فحسب، بل بسبب ما تجعلهم يشعرون به. في النّهاية، بناء منظّمةٍ تمتلك الرّوح لا يعني الإتيان بمبادراتٍ كبرى أو استراتيجيّاتٍ معقّدة؛ بل هي الأفعال اليوميّة الصّغيرة الّتي تجعل النّاس يعلمون أنّهم مهمّون. إنّه عن إظهار المحبّة، مرّةً بعد مرّةٍ، حتّى عندما يكون الأمر صعباً. وثق بي، عندما تفعل ذلك، سيتبعك النّاس أينما ذهبت، لأنّهم يعلمون أنّ قيادتك راسخةٌ متجذّرةٌ وحقيقيّة".
ستكون كلود سيلفر واحدة من المتحدثين في مؤتمر "جرو" (Grow) القادم، الذي تنظمه منصّة التدريب why-stories.com/conference، ومقرّها دبي. وسيوفّر المؤتمر "فرصةً فريدةً للتّواصل مع نخبة من العقول العالميّة الّتي تركّز على الأهداف الشّخصية والصّحّة العقليّة".
شاهد أيضاً: 4 كلمات سامة يجب تجنبها في الأدوار القيادية