المؤسس الريادي ومهمة تيسير الذكاء الاصطناعي للعموم
حسن صوّاف في حديثه لـ عربية .Inc: كيف تُسهم aiXplain، شركته الناشئة، في إرساء دعائم الديمقراطية للوصول إلى الذكاء الاصطناعي وتكافؤ الفرص
وُلد حسن صَّوَّاف وترعرعَ في ألمانيا، حاملاً الجنسيَّة السُّوريَّة والألمانيَّة على حدٍّ سواء، كمهندسٍ ورائد أعمالٍ، يتمتَّع بثلاثين عاماً من الخبرة العميقة في مجال الذَّكاء الاصطناعي، ويصف حسن محور رحلته بقوله: "إنَّ محور رحلتي يتلخَّص في جعل الذَّكاء الاصطناعي ميراثاً مُشاعاً للبشريَّة جمعاء"، ويؤكِّد على أنَّ السَّبيل لتحقيق المساواة في هذا المجال يرتكز على تيسير الوصول إلى التَّعليم والتُّكنولوجيا والمعلومات.
بعد رحلةٍ مهنيَّةٍ غنيَّةٍ كمحاضرٍ وباحثٍ، باع الصَّوَّاف مشروعه النَّاشئ في مجال التَّرجمة الآليَّة، AIXPLAIN AG، لشركة AppTek الأمريكيَّة في عام 2004؛ لينتقل بعدها إلى الولايات المتَّحدة، وفي أمريكا، شغل مناصب قياديَّةً في أقسام الذَّكاء الاصطناعي لشركاتٍ كُبرى مثل eBay وAmazon Web Services وFacebook، ويقول حسن: "خلال فترة عملي مع هذه المؤسَّسات الرَّفيعة، لاحظت فجوةً لغويَّةً بين أولئك الَّذين يحتاجون إلى الذَّكاء الاصطناعي وبين من يقومون بتطويره، وهذا الأمر دفعني للتَّساؤل: لم لا نعالج هذا الاختلاف على أنَّه مشكلة ترجمة، ونخلق وكيلاً ذكيَّاً يحوّل مشكلات الأعمال إلى حلول ذكاءٍ اصطناعيّ؟ وهكذاا كانت بداية مشوار aiXplain".
في منتصف عام 2020، أسَّس الصَّوَّاف شركة aiXplain، والتي تهدف إلى تأسيس سوقٍ يضمن الوصول العادل إلى الذَّكاء الاصطناعيِ، ويقول عن ذلك: "نطمح من خلال رؤيتنا إلى تأسيس منبرٍ للذَّكاء الاصطناعي يحوِّل الفكرة إلى حلٍّ مؤثِّرٍ في الواقع، مع التَّأكيد على البساطة وسهولة الوصول"، وتعمل aiXplain كمنصَّةٍ للحلول الذَّكيَّة الموجَّهة للأعمال، مقدمةً حلولاً جاهزةً للتَّطبيق فوراً، وأُخرى يمكن تخصيصها حسب الطلب، ويُعرف الوكيل الذَّكي في aiXplain بـ"Bel Esprit" أو "الرُّوح النَّبيلة" بالفرنسيَّة، الذي يرشد الفريق والعملاء في تشكيل حلولهم، وحاليَّاً تفخر الشَّركة بامتلاكها أكثر من 43,000 نموذجٍ، وتعتمد على خبرات 1,400 عالِمٍ ومهندسٍ من خمس قاراتٍ.
يمثِّل إشراك المهندسين من أرجاء المعمورة للصَّوَّاف ركيزةً لبناء عالمٍ يسوده العدل التُّكنولوجيِّ، مانحاً الفرصة للعقول العلميَّة والهندسيَّة، التي لا تستظلُّ بمظلَّات الشَّركات العملاقة، للإفادة من عطاء الذَّكاء الاصطناعيّ، وبلغة Bel Esprit، تأتي مساهمات هؤلاء العلماء كي تجد حلولاً للمعضلات التي تتعثَّر أمامها الأدوات التَّقليديَّة، ويتجاوز aiXplain المألوف في الحلول القائمة على الذَّكاء الاصطناعيّ، التي تعرض إجاباتٍ جاهزةٍ لا تُلائم الجميع، بتمكين المستخدمين من تشكيل حلولهم الفرديَّة التي تناسب احتياجاتهم الخاصَّة.
ومن أبرز ما يتفاخر به الصَّوَّاف هو قدرة مشروعه على التَّعامل مع مختلف اللُّغات ولهجاتها، مشيراً إلى الرَّواج الذي تلقاه شركته في أرجاء الشَّرق الأوسط، ويكشف أنَّ ما يُقارب النِّصف من عملاء aiXplain ينتمون إلى هذه البقعة من العالم، بينما يتوزَّع الآخرون بين أمريكا وأوروبا.
ويؤكِّد الصَّوَّاف: "إنَّ الاستجابة التي نشهدها في الشَّرق الأوسط مبعثٌ للبهجة بحقّ، ويقبل أهل المنطقة بحرارةٍ على الأنظمة التي تعانق الإنجليزيَّة والعربيَّة والفرنسيَّة، بعيداً عن تلك الأنظمة التي ترتكز على الإنجليزيَّة فقط، كما هي الحال في كثير من الحلول القادمة من الغرب"، مشدِّداً على أهميَّة أن يتمتَّع الذَّكاء الاصطناعيّ بالقدرة على التَّعاطي مع اللُّغة العربيَّة وتنوُّع لهجاتها.
يمكن لاستخدامات aiXplain أن تتراوح من مهامٍّ بسيطةٍ كتسجيل الملاحظات ونسخها وتلخيصها وتعيينها في المحادثات، وقد تبدو هذه الخدمة مكرَّرةً لما تقدِّمه منصَّاتٌ أُخرى، لكن تميُّز aiXplain يكمن في قدرته على التَّفاعل مع لغاتٍ ولهجاتٍ متعدِّدةٍ، وهو أمرٌ لا تقوى عليه الكثير من الأدوات القائمة على الذِّكاء الاصطناعيّ.
بما أنَّ الذَّكاء الاصطناعيّ قادرٌ على فهم الطلبات ومعالجتها ومقارنتها وأتمتتها، ويصير بذلك ثروةً لا تُقدَّر بثمنٍ في مواجهة الحالات الاستثنائيَّة، كالكوارث الطَّبيعيَّة، حيث تعجز الشَّركات عن تلبية احتياجات عملائها بالوسائل التَّقليديَّة. ويفسِّر الصَّوَّاف: "أحياناً، تصبح الأتمتة هي الملاذ الوحيد لمواجهة المشكلات نظراً لصعوبة إيجاد موارد بشريَّةٍ مدرَّبةٍ قادرةٍ على التَّصدِّي لهذه التَّحدِّيات".
الصَّوَّاف يدرك تماماً القلق المتعلِّق بأن تؤدِّي التُّكنولوجيا إلى إحلال الآلة محلَّ الإنسان، ويوضِّح أنَّ شركته المختصَّة بالتَّرجمة الآليَّة قد استغنت عن المترجمين البشريين في البداية، ولكنَّها أوجدت في الوقت ذاته حاجاتٍ جديدةً تتطلَّب تدخُّلهم.
ويُضيف: "في بداياتي مع eBay، كان مشروعي الأوَّل يتمثَّل في التَّوسُّع إلى دولٍ جديدةٍ، ما استلزم توافر الإعلانات والاستفسارات باللُّغات المحليَّة في غضون 200 مللي ثانية، وهو ما يعدُّ مهمَّةً لا يستطيع الإنسان القيام بها بمفرده".
هذا الطَّلب الجديد أوجد 15,000 فرصةِ عملٍ للمترجمين البشريين الضَّروريين لتحسين عمليَّات الفهرسة والقراءة السَّهلة.
شاهد أيضاً: أفضل أدوات الكتابة بالذكاء الاصطناعي في عام 2023
وعلى نحوٍ مماثلٍ، يصف الصَّواف الذَّكاء الاصطناعيّ كرفيقٍ يمكنه تمكين الكُتَّاب، والأطباء، والفنانين، والاقتصاديين، وغيرهم من المحترفين، من أداء مهامهم بكفاءةٍ وفعاليَّةٍ أكبر، من خلال الاستفادة من كنوزٍ من الأدوات والمعرفة كانت بعيدة المنال في السَّابق.
ويعلِّق الصَّوَّاف: "يجدر بنا أن نحتفي بالذَّكاء الاصطناعيِّ"، ويُضيف: "ما زال أمامنا مشوارٌ طويلٌ يتعيَّن علينا قطعه، وفي الحقيقة، كلُّ ما فعلناه حتَّى الآن هو خدش السَّطح".
نُشر هذا المقال في الأصل في عدد مارس/أبريل من مجلة عربية .Inc الرقمية، تصفّحها من هنا