المدير الناجح: أفكارٌ مجنونةٌ تجعل منك مديراً مميزاً
تحوّل من موظّفٍ عاديٍّ إلى قائدٍ استثنائيٍّ، بامتلاك مجموعةٍ من الصّفات والمهارات القادرة على خلق بيئات عملٍ حيويّة وإنتاجيّة
هل تساءلتَ يوماً، ما إن كانَ المديرُ النّاجحُ يُولَدُ مع "جين الإدارة"، أم أنّ هناك وصفةً سحريّةً لاكتسابِ قدراتِ الإدارة النّاجحة؟ في الحقيقةِ المدير الناجح عبارةٌ عن بطلٍ خارقٍ ببدلةٍ رسميّةٍ وربطة عنقٍ، وعوضاً عن محاربةِ الأشرارِ يُحارب التّحديّات، وينجحُ بتحويلِ الفوضى إلى نظامٍ، والمشاكل إلى فرصٍ، والموظّفين المُشتّتين إلى فريق عملٍ متكاملٍ، فما هي صفاتُ المدير الناجح؟ وكيف يصلُ لهذه المرحلةِ من النّجاحِ؟
عادات المدير الناجح
يتمتّعُ المدير الناجح بعاداتٍ خاصّةٍ لا يتّبعها معظمُ المدراء الفاشلين؛ لذا بحال كُنتَ تُريدُ أن تكونَ مديراً ناجحاً تأكّد من أنّ ذلكَ لن يحدثَ بالصّدفة، وعليكَ العملُ بجدٍّ لتحقيقِ هذا الهدفِ. إذاً، كيف تُصبح مديراً ناجحاً؟
-دعنا أوّلاً، نستكشفُ بعض العادات الّتي تُؤهّلك لتحقيقِ هذا الهدف: [1]
وضع أهداف ذكيّة
النّجاحُ يتطلّبُ العملَ الجادَّ، والمدير الناجح يُحدّدُ أهدافهُ بوضوحٍ، ويُخطّط عملهُ بناءً على خطواتٍ يوميّةٍ لتحقيقها.
إدارة الوقت بفعاليّة
الوقتُ ثمينٌ، والمدراء النّاجحون يديرون وقتهم بذكاءٍ من خلال التّركيز على الأنشطةِ الّتي تتماشى مع أهدافهم.
الاستثمار في الآخرين
المدراء النّاجحون يستثمرون في تنميةِ وتطويرِ فريقهم من خلال التّشجيعِ والتّدريبِ والإرشادِ.
التّواصل الفعّال
التّواصل الفعّال يتطلّبُ الاستماع الجيّد وطرح الأسئلة، والمدير الناجح بطبيعةِ الحالِ يتواصلُ بشكلٍ واضحٍ ويشاركُ المعلوماتِ المفيدةَ.
التّركيز على الصّورة الكبيرة
المديرون النّاجحون يُشاركون في التّخطيط الاستراتيجيّ ويفهمون كيفيّة توافق جميع أجزاء الخطّة، لتحقيقِ الأهدافِ المُشتركةِ.
تطوير الذات مهنيّاً وشخصيّاً
لا يتوقّف المدراء النّاجحون عن التعلّم بشكلٍ مستمرٍ، عبر قراءةِ الكُتبِ وحضورِ النّدوات والسّعي للحصولِ على درجاتٍ مُتقدّمةٍ.
تحمّل المخاطر
تحمّل المخاطر يُعزّز الثّقة والقدرة على اتّخاذِ القراراتِ الحاسمةِ؛ لذا فإنّ هذا النّوع من المدراء لا يتوانى عن تجربةِ الأفكارِ الجديدةِ وابتكارها.
التّحلي بالنّزاهة
بالتّأكيدِ المدير الناجح يظهرُ اتّساقاً بين أقوالهِ وأفعالهِ، ما يُلهمُ الثّقة بقدراتهِ على القيادةِ أمام فريقِ العملِ.
الانضباط الذّاتيّ
الانضباط الذّاتيّ من سماتِ التّطويرِ النّاجح، والمدراء يتّخذون إجراءاتٍ مُتّسقةً؛ لتحقيق أهدافهم حتّى في أحلَكِ الأوقاتِ صعوبةً.
التّفكير الاستراتيجيّ
القيادة الاستراتيجيّة تتطلّبُ التّحليلَ والتّخطيطَ المدروسَ، وبالتّالي فهو أحدُ أهمّ مواصفاتِ المدير الناجح، الّذي يجبُ أن يُفكّرَ في السّيناريوهات المُختلفةِ، ويدرسُ عواقبَ الإجراءات المُحتملةِ.
طلب التّغذية الرّاجعة
كيف تصبحُ مديراً ناجحاً؟ ببساطةٍ اسعى باستمرارٍ للحصول على التّغذية الرّاجعة، ما يُساعدكَ على تحسينِ الأداءِ وتحقيق النّجاح بشكلٍ مستمرٍّ.
طلب النّصيحة
المدير الناجح لا يتردّدُ بطلبِ النّصيحة عندَ الحاجةِ، لاتّخاذ قراراتٍ فعّالةٍ والتّعرّف على النّقاط العمياء، ممّا يُعزّزُ أسلوبَ القيادةِ.
تشجيع التّعاون
الإدارةُ النّاجحةُ تتطلّبُ إشراك الآخرين وتحفيزهم نحو أهدافٍ مشتركةٍ، ما يبني الثّقة داخلَ الفريقِ.
الظّهور بوضوحٍ
المدراء النّاجحون يظهرون بوضوحٍ ويخلقون فرصَ الظّهور لفريقهم، ممّا يُعزّزُ التّواصل والتّفاعل ويُظهر الإنجازاتِ.
احترام الآخرين
الثّقة والاحترام أساسا القيادة الفعّالةِ، والإدارةُ النّاجحةُ تُدركُ أنّ احترامَ الآخرين من سماتِ التّطويرِ النّاجحِ؛ لذا فإنّها تعاملُ الآخرين بكلّ تهذيبٍ واحترامٍ، ما يُعزّزُ الولاء والاحترام المُتبادل بين أعضاءِ الفريقِ.
التّرويج لإنجازات الفريق
لا يُمكن للمدراء النّاجحين تجاهل إنجازاتِ فريقهم، وعوضاً عن ذلكَ يعترفون بها بكلّ وضوحٍ، ويقابلونها بالثّناءِ والمكافآتِ، ما يُشجّعَ الفريق على تحقيقِ المزيدِ.
بناء شبكة علاقاتٍ
الإدارةُ النّاجحةُ تبني شبكةً استراتيجيّةً من العلاقاتِ القويّة؛ لدعمِ الأهدافِ الشّخصيّة والمهنيّة، كما تخلقُ الفرص لتأسيس علاقات صداقةٍ متينةٍ مع الجهاتِ المهمّةِ للعملِ.
التّهيؤ للمستقبل
المديرون النّاجحون يبقون مُطلّعين على اتّجاهات الصّناعة، ويشاركون ما يتعلّمونه مع الفريقِ ويدمجون الأساليبَ الجديدةَ في عملهم.
التّنقل في السّياسات الدّاخليّة
الإدارةُ النّاجحةُ يجبُ أن تفهمَ السّياسات الدّاخليّة وتستفيدُ منها دون انتهاكِ القيمِ الشّخصيّة.
إدارة الصّراعات
المدير الناجح يُعالجُ الصّراع في مكان العملِ بشكلٍ مهنيٍّ ومحترمٍ، ويسعى لإيجادِ أرضيّةٍ مشتركةٍ بين الموظّفين والحفاظ على العلاقات الجيّدةِ فيما بينهم.
شاهد أيضاً: هل يجب أن يكون المدير لعوباً أم إنسانياً؟
الاعتراف بالأخطاء
إن كُنتَ تعتقدُ أنّ المدراء الناجحين لا يعترفون بالأخطاء، دعني أخبركَ أنّ اعتقادكَ خاطئٌ، وعوضاً عن ذلك فإنّهم يجبُ أن يعترفوا بأخطائهم ويتعلّمون منها، ويعملون على تحسينها في المستقبلِ.
التّواضع
التّواضع من أهمّ مواصفاتِ المدير الناجح، وهذا يتطلّبُ منه تقييماً دقيقاً لنقاطِ القوّةِ والضّعفِ؛ لتعزيزِ الصّدق والثّقة في بيئة العمل.
تحقيق التّوازن بين العمل والحياة
يجبُ على المدراء النّاجحين ألّا ينسوا التّوازن بين العملِ والحياةِ مع تشجيع موظفيهم على تحقيقِ هذا الأمرِ؛ لضمانِ الالتزام واستعادةِ النّشاط دون الوصول إلى الاحتراقِ الوظيفيّ.
دعم الفريق
المدير الناجح يدعمُ فريقهُ، عبر التّشجيع والمكافآتِ وكلّ ما يتطلّبهُ الأمرُ، مهما كانت الظّروفُ مُعقّدةً أو صعبةً.
قول شكراً
التّعبيرُ عن الامتنان يُعزّزُ الشّعور بالتّقديرِ والقيمةِ، وقول كلمةِ شكراً يمُكن أن يكونَ له تأثيرٌ طويلُ الأمد على الموظّفين.
صفات المدير الناجح
تتضمّنُ صفاتُ المدير الناجح مجموعةً من المواصفاتِ، الّتي لا تبتعدُ عن القيمِ الإنسانيّةِ والأخلاقيّةِ، فأن تكونَ مديراً ناجحاً لا يعني ولا بأيّ شكلٍ أن تُصبحَ شخصاً صارماً يهابهُ موظّفوه، فكّر أن تكونَ إنسانيّاً يحترمهُ الجميعُ فقط. إذاً، ما هي مواصفات المدير الناجح؟ [2]
التعاطف
تُشيرُ الأبحاثُ إلى أنّ المدراء المتعاطفين والقابلين للتّكيّف، يكون لديهم فرقٌ أكثر تفاعلاً، ويعانون من دوران أقلّ للموظّفين، ويُحسّنون رفاهيّةَ أعضاءِ فريقهم، ولتكونَ مديراً أفضل حاول:
- مراعاة وجهاتِ النّظر المُختلفةِ.
- الاستماع النّشط بدلاً من التّفكير في الرّد التّالي.
- مراعاة خلفيّات وحساسيّات الموظّفين عندَ التّواصل.
- السّعي لفهم وجهاتِ نظر الموظّفين.
الإيجابية
الإيجابيّة لا تعني تلميعَ كلّ شيءٍ، أو أنّكَ لا تستطيعُ أن تمرَّ بيومٍ سيئٍ، بل تعني أنّك لا تُركّز على السّلبيّات، بل تُركّزُ على ما يُمكنكَ التّحكّم فيه، وتحافظ على التّحرك للأمامِ بطريقةٍ محترمةٍ ومهنيّةٍ ومتعاطفةٍ. وتشيرُ الدّراساتُ إلى أنّ الممارساتِ الإيجابيّة للإدارةِ تُؤدّي إلى زيادةِ الرّبحيّةِ، والرضا الوظيفي، وتشملُ هذه الممارسات:
- التّفاعل المُحترم: التّواصل باحترامٍ دون ترهيبٍ أو تقليلٍ من شأنِ الآخرين.
- التّواصل المفتوحِ: الصّدق والصّراحة ومعالجة الأخطاء بشكلٍ بنّاءٍ.
- الدّعم الشّخصيّ: الاستماع لاهتماماتِ الفريقِ والاستجابةِ لها.
- الكفاءة الإداريّة: الاحترافيّة في الخبرةِ والتّفاعلات.
- التّعليمات المعقولة: التّوضيح وإعطاء مهامٍّ واقعيّةٍ.
- الدّعم الفكريّ: تشجيع الأفكار وتقديم فرص التّطوير المهنيّ.
الثقة
الموظّفون يرغبون في الشّعورِ بأنّ مديرهم يعرفُ ما يقوم بهِ؛ لذا فإنّ المدير الناجح يجبُ أن يمتلكَ الثّقةَ الكاملةَ بالنّفس بكلّ المواقفِ؛ لأنّه أمرٌ ٌحيويٌّ للإدارةِ الجيّدةِ ويُساعدُ على تعزيزِ الثّقة لدى الموظّفين بمكانِ العملِ.
التعاون
تشيرُ الأبحاثُ إلى أنّ 75% من الموظّفين يعتقدون أنّ التّعاونَ مهمٌّ للغايةِ، و86% يعتقدون أنّ سوء التّعاون والاتّصال من أسبابِ فشلِ العملِ، وفي بيئةِ عملٍ تعاونيّةٍ، يُرحّبُ المديرُ النّاجح بأفكارِ وآراءِ فريقهِ، ويستفيدُ منها في اتّخاذ القراراتِ.
الشفافية
عندما يشعرُ الموظّفون بعدمِ شفافيّة المدراء، يزدادُ القلقُ ويقلّ الإنتاج، وبحسب الأبحاث فإنّ المُنظّمات الّتي تتّسم بالشّفافية تكون أكثر ابتكاراً وإنتاجيّةً.
الأمانة
من صفات المدير الناجح الموثوقيّة والاعتماديّة والأمانة، فهذه الصّفات تُعزّزُ الاحترام والتّواصل الصّادق من الفريقِ؛ لأنّ عدم الثّقة في نزاهةِ القائدِ يُمكن أن يُثير القلق حول الأمان الوظيفيّ، ويدفع الفريق للتّشكيك في قراراتِ المديرِ.
الفضول
طرحُ الأسئلةِ وإظهارُ الفضولِ تجاه الموظّفين يُظهر أنّك تُقدّرهم، كما يُعزّز مهارات حلّ المشكلات لديهم، ويُمكن أن يكونَ الفضول على مستوى شخصيٍّ أو مهنيٍّ.
النّموّ
الاهتمامُ بتطويرِ مهاراتِ الفريقِ ينعكسُ إيجابيّاً على الموظّفين والعمل، حيثُ يشعرُ الفريق بأنّكَ تستثمرُ في تطوّرهم المهنيّ وتهتمّ بمستقبلهم، ممّا يُعزّز الثّقة والولاء.
نصائح خارج الصندوق لتصبح المدير الناجح
في جوهرهِ، فإنّ المدير الناجح يُفكّر خارج الصّندوق، ويبتكرُ الكثيرَ من الأفكار الخارجةِ عن المألوفِ، وفيما يلي بعض الأفكارِ المُشابهة الّتي قد تُساعدكَ لتصبحَ مديراً ناجحاً:
- عقد اجتماعات "بيجاما": من حينٍ لآخر، اسمحَ لفريقكَ بعقد اجتماعٍ صباحيٍّ، وهم يرتدون البيجاما، فهذه الخطوةُ تُعزّز الشّعورَ بالرّاحة والتّقارب بين أعضاءِ الفريقِ.
- يوم المواهب الخفية: خصّص يوماً شهريّاً يُمكن فيه لأعضاء الفريق إظهارُ مواهبهم الغريبة أو الخفية، ربّما يجيدُ أحدهم العزفَ على آلةٍ موسيقيّةٍ غير مألوفةٍ، أو يستطيعُ أداءَ خدعةٍ سحريّةٍ.
- المكافآت الغريبة: بدلاً من المكافآت التّقليديّة، قدّم مكافآتٍ غير تقليديّةٍ مثل "يوم إجازةٍ لمن يرتدي الزّي الأغرب" أو "تذاكر لحضورِ مسرحيّةٍ كوميديّةٍ".
- اجتماعات في الهواء الطّلق: جرّب عقدَ الاجتماعات في أماكن غير تقليديّةٍ، مثل الحديقة أو الشّاطئ، فالتّغيير في البيئة يُمكن أن يُحفّزَ الإبداعَ ويُخفّفَ التّوترَ.
- مسابقات الطبخ: نظّم مسابقات طبخٍ صغيرةً داخلَ المكتب، حيث يجلبُ كلّ موظّفٍ طبقاً يُحبّه ويقيّمهُ الزّملاء، فهذا يُمكن أن يكونَ وسيلةً رائعةً لتعزيزِ الرّوابط بين الفريق.
- يوم العمل العكسيّ: في هذا اليوم، يقوم الموظّفون بتجربةِ أدوارٍ مختلفةٍ داخل الفريق، لتفهّم تحديّات زملائهم واكتساب مهاراتٍ جديدةٍ.
- نكات يوميّة: ابدأ كلّ يومٍ بإرسال نكتةٍ خفيفةٍ إلى الفريق عبر البريدِ الإلكترونيّ أو الدّردشة، فهذا يُمكن أن يرفعَ من الرّوح المعنويّة، ويبدأ اليومَ بابتسامةٍ.
- تحدّي الألعاب المكتبيّة: نظّم بطولاتٍ لألعابٍ مكتبيّةٍ صغيرةٍ، مثل تنس الطّاولة أو الشّطرنج خلال فتراتِ الاستراحةِ، إذ يُمكن أن تكونَ هذه الأنشطةُ متنفّساً جيّداً خلالَ يومِ العملِ.
- المدير المتنكر: من وقتٍ لآخر، تنكّر بشخصيّةٍ غير معروفةٍ وتفاعل مع فريقكَ بطريقةٍ طريفةٍ، فهذا يُمكن أن يُخفّفَ من رهبةِ التّعامل مع المدير ويُعزّز الرّوابط.
- كتابة الأفكار الغريبة: شجّع الجميع على تقديمِ أفكارٍ غريبةٍ ومجنونةٍ، لتحسينِ العملِ أو بيئةِ المكتب، قد تجدُ بين هذه الأفكار شيئاً مفيداً وغير تقليديٍّ.
باختصارٍ، المديرُ النّاجح هو الّذي يجمعُ بين حسّ الفكاهةِ وحسّ المسؤوليّة في توليفةٍ ساحرةٍ، تجعلُ من الصّعب التّفريق بين العملِ والمتعةِ؛ إنّه الشّخص الّذي يملكُ القدرةَ على تحويلِ الاجتماعات المملّة إلى ورش عملٍ ملهمةٍ، وبينما ينشغلُ الآخرون بالقلق والتّوتر، هو يبتسمُ ويقولُ: "كلّ مشكلةٍ هي مجرّد فرصةٍ تنكّرت بزيٍّ صعبٍ".