المشتقات المالية: الخصائص، الاستخدامات والمخاطر
اكتشف عالم المشتقات المالية حيث تكمن الفرص الكبيرة لإدارة التحديات وتعظيم الأرباح
تُوفِّر المشتقات المالية فرصاً كبيرةً للمستثمرين، فهي تساعدهم على إدارةِ المخاطرِ والتَّحوُّط، كما يُمكن استخدامها في المضاربةِ لتعزيزِ الأرباحِ، وعلى الرَّغم من فوائدها الكبيرة في تعزيز كفاءة السُّوقِ والاستفادة من الرَّافعة الماليَّة، إلَّا أنَّ تعقيدها الكبير قد يُسبِّب خسائر كبيرةً للمتداولين غير الخبراء بها، ولا نَعِدُكم أن تجعلَ هذه المقالة منكم خبراءَ بالمشتقات المالية، إلَّا أنَّها قد تَحمِل مؤشِّراتٍ هامَّةً، أو تكون الخطوة الأولى للتَّعرُّف على عالم المشتقات المالية وخصائصها، وكذلك استخداماتها ومخاطرها.
مفهوم المشتقات المالية
يُعرِّف صندوق النَّقد الدُّوليُّ المشتقات المالية بأنَّها الأدوات الماليَّة المُرتبطة بأداةٍ ماليةٍ معيَّنةٍ أو مؤشِّرٍ أو سلعةٍ معيَّنةٍ، ومن خلالها يُمكن تداول مخاطر ماليَّةٍ من نوعٍ ما في الأسواق الماليَّةِ، وينبغي التَّعاملُ مع المعاملات في المشتقات المالية باعتبارها معاملاتٍ منفصلةٍ، وليس باعتبارها جزءاً لا يتجزَّأ من قيمة المعاملات الأساسيَّة الَّتي قد ترتبطُ بها.
وتُستمدُّ قيمة المشتقات المالية من سعرِ العنصر الأساسيِّ، مثل الأصول أو المؤشِّرات، وعلى عكس أدوات الدَّين، لا يتمُّ تقديمُ أيِّ مبلغٍ أساسيٍّ لسدادِه، ولا يتراكم أيُّ دخلٍ استثماريٍّ، وتُستخدم المشتقات المالية لعددٍ من الأغراض، بما في ذلك إدارة المخاطرِ والتَّحوُّط والتَّحكيم بين الأسواق وكذلك المضاربة. [1]
نشأة وتطور المشتقات المالية
تعودُ نشأة وتطور المشتقات المالية إلى قرونٍ كثيرةٍ خَلَت، ومن المعروفِ أنَّ عقودَ التَّسليم الآجل للسِّلع، أحد أنواع المشتقات المالية، كانت تُستخدم في الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة شرق المتوسطِ وغرب أوروبا.
وخلال عصر النَّهضة، كان لدى إيطاليا أسواقٌ ماليَّةٌ متطوِّرةٌ للغاية، وفي القرنِ السَّادسِ عشر، باتت عقود التَّسليم الآجل للأوراق الماليَّة منتشرةً على نطاقٍ واسعٍ في بلجيكا وأمستردام، وبعدها انتقلت إلى إنكلترا وفرنسا وألمانيا.
واستخدم النَّاس المشتقات الماليَّة لأوَّل مرَّةٍ لحماية أنفسهم من عدم اليقين بشأن أسعار المحاصيل والمناخ والحرب وغيرها من المخاطر في العصور القديمة، وفي اليونان القديمة، يُقال إنَّ أحد تلامذة أرسطو استخدم عقداً آجلاً لشراء الزَّيتون.
أمَّا سوق المشتقات المالية الحديثة، فبدأ عام 1848، حين تأسَّس مجلس شيكاغو للتِّجارة، واستخدم المزارعون هذه السُّوق للتَّحوُّط ضدَّ أسعار المحاصيل، كما مكَّنتهم البورصة من إبرام اتِّفاقيَّاتٍ للتَّسليم في المستقبل بسعرٍ محدَّدٍ مسبقاً. وبعد فترةٍ وجيزةٍ، تمَّ افتتاح بورصةِ شيكاغو التِّجاريَّة، المُتخصِّصة في العقود الآجلة والخيارات، وتبعتها بورصاتٌ أُخرى، بما في ذلك بورصةُ نيويورك التّجاريَّة، وبورصة ICE Futures Europe، وبورصة سنغافورة الدُّوليَّة للنَّقد.
ومع تقدُّم التُّكنولوجيا، أصبحت المشتقات المالية أكثر تعقيداً، وتوسَّعت فئات الأصول الَّتي يُمكن استخدامها في المشتقات المالية؛ لتشمل الأسهم والسَّندات والعملات والسّلع والعقارات، كما أنَّ هناك مشتقّاتٍ للمشتقّات الماليَّة، مثل الخيارات على العقود الآجلة. باختصارٍ، باتت المشتقات المالية اليوم جزءاً لا يتجزَّأ من الاقتصاد العالميّ الحاليّ. [2]
شاهد أيضاً: انطلاق فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي في العاصمة السعودية
أهمية المشتقات المالية
تنبع أهميَّة المشتقات المالية من كونها تُساعد المستثمرين في تنويع الفُرص، إذ يُمكن استخدام كافَّة منتجات المشتقات المالية، لتنويع المحافظ الاستثمارية، وكذلك الحماية من مخاطر انخفاض الأسعار باستخدام خاصيَّة التَّحوُّط. كما تَبرز أهميَّتها في: [3]
- تُسهِم في تحسين اكتشاف الأسعار بناءً على التَّقييمات والتَّوقُّعات الفعليَّة.
- تُساعد على نقلِ المخاطرِ المختلفةِ من المستثمرين الَّذين لا يرغبونَ بالمخاطرةِ إلى زملائهم الَّذين يُحبّون المغامرة.
- تؤدِّي إلى تحويل صفقات المضاربة من السُّوق غير المنظَّمة إلى السُّوق المنظَّمة، كما تُوفِّر آلية إدارة المخاطر ومراقبة أنشطة المشاركين.
وفي الأسواق العربيَّة، تَبرزُ المشتقات المالية كأهميَّةٍ كُبرى، كونها أداةً تُستَخدمُ لأكثر من غرضٍ، سواء في إدارة المخاطر أو حتَّى لجني العوائد.
خصائص المشتقات المالية
تشملُ خصائص المشتقات المالية العديد من الأمور الَّتي تجعلها متفرِّدةً عن غيرها من باقي الأدوات المالية، مثل: [4]
- المشتقات المالية عقودٌ تستمدُّ قيمتها من أصلٍ أساسيٍّ.
- لها تاريخ انتهاء صلاحيةٍ ثابتٍ، وهو التَّاريخ الَّذي يجب فيه تسوية العَقد.
- تُستخدم المشتقات المالية للتَّحوُّط أو المضاربة.
- يُمكن تداول المشتقات المالية في البورصات أو خارجها.
- قد تكون المشتقات المالية معقَّدةً، وتنطوي على مخاطر كبيرةٍ؛ لذا فإنَّها تتطلَّبُ خبرةً كبيرةً.
- يُمكن للمشتقات المالية أن توفِّرَ رافعةً ماليَّةً كبيرةً، ما يؤدِّي إلى زيادة العائد المحتمل على الاستثمار.
- تخضع المشتقات لمتطلَّبات الهامش، وغالباً ما يطلب من المستثمرين الَّذين يتاجرون في المشتقات إيداع الهامش.
- لا يوجد حدٌّ لعدد الوحدات الَّتي يتمُّ التَّعامل بها في سوق المشتقات المالية؛ لأنَّه لا توجد أصولٌ ماديَّةٌ يتمُّ التَّعامل بها.
- أسواق المشتقات المالية عادةً ما تكون عبارةً عن بورصاتٍ محوسبةٍ تعتمد على الشَّاشات، على عكس سوق تداول الأصول الماديَّة.
- المشتقات المالية هي مجرَّد أوراقٍ ماليةٍ متاحةٍ في السُّوقِ الثَّانويةِ، ولا يمكنها أن تساعدَ في جمع الأموال مقارنةً بأسواق تداول الأصول الماديَّة.
- إنَّ سوق المشتقات المالية يتمتَّع بسيولةٍ عاليةٍ، ويمكن إجراء المعاملات فيه بسهولةٍ.
على اختلاف أنواعها، فإنَّ المشتقات المالية قد تكون مُساعداً كبيراً للعديد من المستثمرين والمتداولين.
المشتقات المالية وأنواعها
لدى الحديث عن المشتقات المالية وأنواعها، لا يُمكن إغفال حقيقة وجود الكثير من الأنواع، إلَّا أنَّ أكثرها شيوعاً واستخداماً في عصرنا الحاليّ: العقود الآجلة، والتَّسوياتُ النَّقديَّة للعقود الآجلة، وكذلك المهاجمون، والمقايضات. [6]
العقود الآجلة
العقود الآجلة هي اتفاقيَّةٌ بين طرفين لشراء وتسليم أحد الأصول بسعرٍ مُتَّفقٍ عليه في تاريخٍ مستقبليٍّ، كما أنَّها عقودٌ موحَّدةٌ يتمُّ تداولها في البورصة، ويستخدمها المتداولون للتَّحوُّط من مخاطرهم أو المضاربة على سعر أحد الأصول الأساسيَّة، كون الأطراف المعنيَّة ملزمةً بالوفاء بالتزامها بشراء أو بيع الأصل الأساسيّ.
تسويات نقدية للعقود الآجلة
لا يتمُّ تسوية جميع العقود الآجلة عندَ انتهاء صلاحيتها بتسليم الأصل الأساسيّ، وإذا كان كلا الطَّرفينِ في العقد الآجل مستثمرين أو تجّار مضاربين، فمن غير المرجَّح أن يرغبَ أيٌّ منهما في إجراء ترتيباتٍ لتسليم عددٍ كبيرٍ من براميل البترولِ الخام، على سبيل المثال.
ويستطيعُ المضاربون إنهاء التزامهم بشراء أو تسليم السّلعة الأساسيَّة عن طريق إغلاق (فكِّ) عقدهم قبل انتهاء فترة صلاحيَّته عبر عقدٍ تعويضيٍّ. ويتمُّ تسويةُ العديد من المشتقات المالية نقداً، وتشملُ العقود الآجلة الَّتي تتمُّ تسويتها نقداً العديد من العقود الآجلة لأسعار الفائدة، وعقود مؤشِّرات الأسهم، والأدوات الأكثر غرابةً مثل العقود الآجلة للتَّقلُّبات أو العقود الآجلة للطَّقس.
المهاجمون
يشيرُ هذا النَّوع إلى عقدٍ مشتقٍّ، يستخدمه المتداولون لحماية أنفسهم من ارتفاع أسعار الفائدة فوق حدٍّ معينٍ؛ أي أنَّه نوعٌ من عقود الخيارات الَّتي توفِّر حمايةً ضدَّ التَّقلُّبات الشَّديدة في أسعار الفائدة.
ويُستخدم في العادة، من قبل الشَّركات والمؤسَّسات المالية الَّتي حصلت على قروضٍ بفائدةٍ متغيِّرةٍ، والَّتي تعني زيادة العبء على المؤسَّسات بحال ارتفعت أسعار الفائدة، بينما يُتيح خيار استخدام المهاجمين الحَدَّ من مخاطر ارتفاع الفائدة في هذه الحالة.
المقايضات
المقايضات أو المبادلات أحدُ أنواع المشتقات المالية الشَّائعة، وهي عبارةٌ عن عقودٍ يتمُّ خلالها تبادل التَّدفُّقات النَّقديَّة بنوعٍ آخر، بناءً على معايير معينةٍ مثل أسعار الفائدة أو العملاتِ.
كمثالٍ على استخدام المقايضات، قد يَستخدم المتداول مبادلة أسعار الفائدة، للتَّبديلِ من قرضٍ بفائدةٍ متغيِّرةٍ إلى قرضٍ بفائدةٍ ثابتةٍ أو بالعكس.
إيجابيات وسلبيات المشتقات المالية
لا يمكن عدمُ الانتباه إلى إيجابيَّات وسلبيَّات المشتقات المالية، لضمان أكبر قدرٍ من الاستفادة منها، واستثمار الإيجابيَّات ومحاولة التَّقليل من السَّلبيَّات عبر فهمها بشكلٍ كاملٍ لتجنُّبها. [2]
إيجابيات المشتقات المالية
تُتيح المشتقات المالية للمستثمرين إمكانيَّة التَّحوُّط ضدَّ التَّعرُّض للمخاطر، وتوفير الرَّافعة الماليَّة، وتحديد أسعار الأصول، وتعزيز كفاءة السوق.
التحوُّط ضدَّ التعرُّض للمخاطر
تُوفِّر المشتقات المالية آليَّةً للمستثمرين لحماية أنفسهم من الأسواق المُتقلِّبة من خلال السَّماح لهم بنقل التَّعرُّض للمخاطر المرتبطة بتحركات أسعار الأصول الأساسيَّة، مثل أسعار صرف العملات أو السّلع الأساسيَّة، إلى طرفٍ آخر، ما يُقلِّل الخسائر المحتملة، ويزيد من المكاسب.
تحديد سعر الأصول
تسمح المشتقَّات للمستثمرين بتحديد سعر الأصل دون الحاجة إلى شرائه بشكلٍ مباشرٍ، ويُمكن للمشتقات الماليةِ أن تُساعدَ المتداولين على الاستفادة من التَّقلُّبات قصيرة الأجل في السُّوق من خلال السَّماح لهم باتِّخاذ قراراتٍ سريعةٍ وذات جدوى حول موعد شراء أو بيع الأصول الأساسيَّة.
كفاءة السُّوق
يُمكن للمشتقات المالية أن تعملَ على تحسين كفاءة السُّوق من خلال السَّماح للمتداولين والمستثمرين بتحديد الفُرص المتاحة في السُّوق والاستفادة منها دون عناءٍ، ما يُمكنُ أن يؤدِّي إلى زيادة نشاط السُّوق وتخصيص الموارد بكفاءةٍ أكبر.
من خلال تسهيل دخول الأشخاص إلى المراكز والخروج منها، تُساعد المشتقات المالية في خلق سوقٍ أكثر سيولةً، ويُسهم ذلك في النِّهاية بانخفاض تكاليف المعاملات وتحسين قوَّة التسعير للمتداولين.
الرافعة المالية
كما تُتيح المشتقَّات للمستثمرين اكتساب التَّعرُّض لأصولٍ أكثر، ممَّا قد يحصلون عليه من خلال الاستثمار التَّقليديّ، ويُعرف هذا بالرَّافعة الماليَّة، ما يسمح للمتداولين بتضخيم عائداتهم باستخدام الأموال المُقترضة.
ويمكن استخدام المشتقات المالية في استراتيجيَّاتٍ معقَّدةٍ، مثل تداول الفروقات السّعريَّة الَّتي يُمكن أن تُحقِّقَ عوائد أعلى مع الحدِّ من المخاطر مقارنةً بالطَّرق الأبسط مثل الاحتفاظ بالأسهم وشرائها.
شاهد أيضاً: أسهم النمو وأسهم القيمة: الفرق بينهما وأيهما أنسب للاستثمار
سلبيات المشتقات المالية
وتبرز سلبيَّات المشتقات المالية كحقيقةٍ واقعةٍ، ينبغي التَّعرُّف عليها عن كثبٍ وبفهمٍ كبيرٍ، من أجلِ تجنُّبها، مثل:
صعوبة التَّقييم
تقييم المشتقات المالية أمرٌ صعبٌ جداً، ما يخلقُ حالةً من عدم اليقين والمخاطرة، بالمقابل فإنَّ لكون العقود عبارةً عن أدواتٍ مُعقَّدةٍ، يجب حسابها بدقَّةٍ لتحديد السِّعر السُّوقيّ الصَّحيح.
وعلاوةً على ذلك، بما أنَّ المشتقات المالية تنطوي على المُضاربةِ على الأسعار المستقبليَّة، فإنَّ قيمتها قد تتقلَّبُ بشكلٍ كبيرٍ اعتماداً على تقلُّبِ الأصولِ الأساسيَّة ومعنويات السُّوق.
مخاطر الطَّرف المقابل
تتعرَّضُ بعضُ المشتقات المالية لخطرِ التَّخلُّف عن السَّداد من جانب الطَّرف المقابل، وخاصَّةً العقود خارج البورصةِ، مثل العقود الآجلة والخيارات الأوروبيَّة والمقايضات، ويحدث التَّخلُّف عن السَّداد عندما لا يمتلك أحد الطَّرفين رأس المال المطلوب للوفاء بالتزاماته، ما قد يؤدِّي إلى خسارةِ الطَّرف الآخر.
معقَّدةٌ
غالباً ما تكونُ المشتقات المالية مُعقَّدةً بالنّسبة للمستثمرين الجُدد، كونها تنطوي على مُتغيِّراتٍ عديدةٍ وحساباتٍ رياضيَّةٍ مُعقَّدةٍ يجب أخذها بعين الاعتبار لتحديدِ السِّعر المناسبِ.
ونظراً لأنَّ المشتقات المالية تتضمنُ درجةً عاليةً من الرَّافعة المالية، فإنَّ هذا يزيدُ من مخاطر الخسارة، إذا لم يعمل الأصل الأساسيُّ وفق المتوقَّع، ويمكن أن يؤدِّي هذا التَّعقيد إلى زيادةِ التَّكاليف.
عرضةٌ لعوامل العرض والطلب
في معظم الأحيان تتأثَّر أسعار المشتقات المالية بعوامل العرض والطَّلب، مثل ارتفاع سعرِ الأصول الأساسيَّة أو التَّغيُّر المفاجئ في معنويات السُّوق، وتؤدِّي هذه التَّقلُّبات المتزايدة إلى جعل المشتقات المالية أكثر خطورةً من الاستثمارات الأُخرى، حيث يُمكن أن تتأرجحَ القيم بشكلٍ كبيرٍ في أيِّ اتّجاهٍ.
استخدامات المشتقات المالية
استخدامات المشتقات المالية عديدةٌ ومتنوِّعةٌ، مثل استخدامها في تحسين السُّيولة وإدارة المحافظ الاستثماريَّة وغيرها، لكن هناك استخدامين رئيسيين لها، هما: إدارة المخاطر والمضاربة. [6]
استخدام المشتقات المالية في إدارة المخاطر
تلعبُ المشتقات المالية دوراً حاسماً في إدارة المخاطر من خلال السَّماح للمستثمرين بالتَّحوُّط ضدَّ الخسائر المحتملة في الأصول الأساسيَّة، والتَّحوُّط هو عملية تعويض الخسائر المحتملة من الاستثمار من خلال اتِّخاذ موقفٍ تعويضيٍّ في سوقٍ أخرى.
ويمكن استخدام المشتقات المالية للتَّحوُّط ضدَّ أنواعٍ مختلفةٍ من المخاطر، بما في ذلك مخاطر أسعار الفائدة ومخاطر العملة ومخاطر أسعار السِّلع الأساسيَّة.
استخدام المشتقات المالية في المُضاربة
يُعدُّ استخدام المشتقات المالية في المضاربة أحد الأنشطة الشَّائعة بين المتداولين والمستثمرين، الَّذين يهدفون إلى تحقيق الأرباح من تقلُّبات الأسعار المستقبليَّة للأصول الأساسيَّة، دون الحاجة لامتلاك تلك الأصول، وعلى الرَّغم من أنَّ المُضاربةَ باستخدام المشتقات المالية يُمكن أن تكون أمراً مربحاً للغاية، إلَّا أنَّه ينطوي على الكثير من المخاطر أيضاً، مثل الخسائر العالية الَّتي قد تحدثُ بسرعةٍ كبيرةٍ.
إنَّ الاستثمارَ في المشتقات المالية يُمكن أن يكونَ مربحاً للغاية، لكن تعقيدها البالغ يجعلُ من المهمِّ بالنِّسبة للمستثمرين والمتداولين التَّعرُّف إليها عن قربٍ بطريقةٍ عميقةٍ، واتِّخاذ الحيطة والحذر قدر المُستطاع، ويُفضَّل استشارة مستشارٍ ماليٍّ خبيرٍ قبيل الاستثمار في المشتقات المالية.