المفتاح للنجاح على وسائل التواصل الاجتماعي: نصائح أبتن سايدي
الصّحفي الرّقمي الشّهير، يشارك أسرارَ النّجاح في بناء جمهورٍ واسعٍ عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، وتحقيق التّوازن بين العمل والحياة
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
أمضى الصحفيّ ومنشئُ الفيديو أبتين سايدي (Uptin Saiidi)، المعروف باسم "أبتين"، عشرَ سنواتٍ كصحفيٍّ متعدّدِ الوسائط في قناتَي CNBC و MTV News، قبل أن يصبحَ منشئَ محتوى مستقلّاً عبر الإنترنت، حيث حصل على ثلاثةِ ملايينَ متابعٍ عبر منصّات YouTube و TikTok و Instagram و Facebook و Snap. اليومَ، يختصّ أبتين، كرحّالةٍ رقميٍّ، في إنشاءِ محتوىً يسهل الوصولُ إليه حولَ التّكنولوجيا والمال، وهو مؤسّسُ وكالةِ UP10Media، الّتي تقدّم مقاطعَ فيديو للعلاماتِ التجاريّةِ لزيادةِ الإيراداتِ وبناءِ الوعي.
في CNBC، ساعدَ أبتين في إطلاقِ قناةِ YouTube العملاقةِ ومنصّةِ الوسائطِ الرّقميّةِ، وأجرى مقابلاتٍ مع مئاتٍ من قادةِ الفكر. لكنّه سرعانَ ما أدركَ أنّ الجماهيرَ تفضّلُ التّواصلَ مع الأفراد بدلاً من الشّبكاتِ الكبيرة. وفي عام 2020، بدأَ بنشرِ مقاطعَ فيديو حولَ التّكنولوجيا والمالِ والثّقافاتِ المختلفة.
"كان من الممتعِ للغايةِ سردُ القصصِ بنبرةٍ ممتعةٍ وحواريّة. واصلتُ صنعَ المزيدِ والمزيدِ من مقاطعِ الفيديو، وفي النهايةِ تجاوزتُ ثلاثةَ ملايينَ متابعٍ"، يقولُ أبتين لـ Inc. Arabia. "بعد مرورِ عامٍ على رحلتي كمبدعٍ، بدأتِ الشركاتُ تتواصلُ معي طلباً للمساعدةِ في محتواها، وهنا وُلِدَت وكالةُ محتوى الفيديو الخاصّة بي، UP10Media. نصنعُ مقاطعَ فيديو يمكنُ للشّركاتِ استخدامها عبر TikTok و YouTube و Instagram و Facebook. نستخدمُ في كلِّ المحتوى الخاصِّ بنا وجوهَ الأشخاصِ العاديّين - لأنّ هذا ما يرتبطُ به الناس".
شاهد أيضاً: علي مطر: كيفَ غيّرت LinkedIn الشبكات المهنية
وهكذا، قفز أبتين قفزةً جعلت منه رحّالةً رقميّاً يعملُ لحسابِه الخاص. "لم يكن من السّهلِ أبداً أن أكونَ رائدَ أعمالٍ أو عاملاً مستقلّاً عن بُعد، لذا يتوجب على النّاسِ اختيارِ الأفضلِ لهم. أمّا بالنسبةِ لي، فأنا ممتنٌّ للغايةَ؛ لأنّني بدأتُ مسيرتي المهنية بالعملِ في شركاتٍ كبيرةٍ سمحت لي بتطويرِ العديدِ من المهارات، والحصولِ على مرشدينَ، وتعلّم الإدارةِ والقيادة"، كما يقولُ لنا.
تعتبرُ دورةُ 10DaysToViral.com الخاصّة به دليلاً للأفرادِ الذين يرغبونَ في بناءِ علامتِهم التجاريّةِ الشخصيةِ وتوسيعِ جمهورِهم وأعمالِهم عبرَ TikTok و Reels و LinkedIn و YouTube.
وبينما تجذبُ انتباهَه الجوانبُ الممتعةُ والإبداعيةُ لإنشاءِ الفيديو، يدركُ أبتين أيضاً ما يلزمُ لإدارةِ الأعمال. فبالإضافةِ إلى الاستفادةِ من تعليمِه في مجالِ التمويل والأعمالِ الدّوليّة، قرّر في وقتٍ مبكّرٍ تعيينَ مديرِ عملياتٍ لتولّي العمليّات وسير العملِ والتّحليلات، ممّا أتاحَ له التّركيزَ على الجانبِ الإبداعيِّ من العمل.
ينسِبُ أبتين نجاحهُ إلى التّوازن بين العملِ والحياة، والذي تطوّرَ بشكلٍ كبيرٍ أثناء جائحةِ COVID-19. يقول: "أثناءَ الوباءِ، تغيّرت ثقافةُ العملِ الجادّ، وأصبحنا ندركُ أهميةَ التّوازن. أحاولُ أن أخصّصَ وقتاً للنّومِ، وممارسةِ الرّياضةِ، والتّأمل؛ لأنّني عندما أهتمُّ بهذه الأمور، أكونُ أكثرَ فعاليةً وإبداعاً في عملي".
كما أنّه أصبح ملتزماً تماماً بتجربة حمّام الثّلج، وهي ممارسةٌ تتضمّن الغمر في الماء البارد جدّاً. في البداية، كان يعتقد أنّ هذه الفكرة "مجنونة"، لكنّه الآن يستمتع بها ويحبّها.
مثل جميعِ روّادِ الأعمال، يُواجهُ أبتين ضغوطاً يوميّةً في إدارةِ عمله الخاص. للتغلبِ على هذه الضغوط، تعلّم التمييزَ بين الأمورِ التي يمكنُه التحكمُ فيها، وتلك التي لا يمكنُه التحكمُ فيها. يقول: "إذا واجهتُ موقفاً يُسبب ضغوطاً، أقرر إذا كان يمكنني التحكمُ فيه. إذا كان الجوابُ نعم، أتصرف في حدودِ ما أستطيع. وإذا كان خارجَ سيطرتي، أتركُه ولا أقلق بشأنه".
طريقة جديدة لاستهلاك المحتوى
في مجالِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، يُوضّح أبتين أن "الخوارزمياتِ متقلّبة"، مما يعني أن بعضَ مقاطعِ الفيديو قد تُحقّق نجاحاً كبيراً، بينما يفشل البعضُ الآخر، وهذا طبيعيّ. يُضيف: "لا أفكرُ كثيراً أو أندمُ على شيء، بل أواصلُ التحركَ إلى الأمام"، وهذه هي فلسفتُه في العملِ كرائدِ أعمال.
وفقاً لأبتين، فقد أصبحت وسائلُ التّواصلِ الاجتماعي تُركّز على المستخدمين الأفراد بدلاً من شركاتِ الإعلام الكبرى، مما يخلقُ فرصاً هائلةً لاقتصادِ المبدعين، الذي يشهد ازدهاراً كبيراً في الإمارات العربية المتحدة.
ويقول: "الكثيرُ منا يصل إلى الأخبار والترفيه من وسائلِ التّواصلِ الاجتماعي، وغالباً ما يأتي هذا المحتوى من مستخدمين آخرين، وليس من شركات الإعلام الكبرى".
ويضيف: "كأمريكيّ، أنا معجبٌ جداً بمبادراتِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة لدعمِ اقتصادِ صنّاع المحتوى، من خلال استضافةِ الأحداث والمؤتمرات إلى إنتاج محتوى مذهل عبر منصّاتٍ وعلاماتٍ تجاريّةٍ متعددة. فالإمارات تفهمُ مستقبل الإعلام والاستهلاك والمحتوى، وتستثمر في الأماكن الصحيحة، ممّا يجعل العملَ كرائدِ أعمالٍ هناك أكثرَ إثارة".
على الرّغمِ من كونه منشئَ محتوى لديه ملايينُ المتابعين، لا يزالُ أبتين يستمدّ إلهامه من الأشخاصِ الذين "يضعون أنفسَهم في المقدمة".
يقول أبتين: "إنّ سردَ القصصِ يسبقُ اللغة، والقدرةَ على سردِ القصصِ - وخاصّةً في الفيديو - مهمّةٌ للغاية للعلاماتِ التّجاريةِ الشّخصيةِ والشّركاتِ النّاشئةِ والشّركاتِ الكبرى. معظمُ النّاسِ خائفون، لكن دعني أخبرهم أنّ القليلَ من الممارسةِ وتعلّمَ المهاراتِ الصّحيحة يمكنُ أن يعزّز الكثير من الثّقة لديهم. لقد رأيتُ الكثيرَ من الأشخاصِ ينشرون قصصاً عن آخرين، ويقوم العديدُ منهم بتوسيعِ نطاقِ أعمالهم أو علامتِهم التجاريةِ الشخصيةِ بمجردِ نشرِ مقاطعِ الفيديو على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي".
بالنسبة لأولئك الذين يبدأون رحلتَهم، ينصح أبتين بالاستمرار في النّشر. ويضيف: يقول أبتين: "سينشرُ معظمُ الأشخاصِ لبضعةِ أسابيعٍ، ثمّ يتوقّفون. عليهم الالتزامُ بعامٍ كاملٍ من صنعِ مقاطعِ الفيديو، دون أيِّ حكمٍ على المشاهداتِ والمتابعين. ينبغي أن يتعلّموا من مقاطعِ الفيديو كيفيةَ الحصولِ على المزيدِ من المشاهدات، وأن يضاعفوا هذا النّوع".
والأهمُّ من ذلك، يعتقدُ أبتين أنّ النجاحَ حليف أولئك الذين يتمتّعونَ بالأصالة. ويضيف: "تأكدْ من أنك تحبُّ العملية بأكملها وجميع خطواتها. لا يمكنك التّظاهر، ولا يمكنك صنعُ مقاطعِ فيديو فقط للحصولِ على الشّهرةِ أو دخلٍ إضافي. يجبُ أن تكونَ أصيلاً".