المملكة العربية السعودية تخطط لطرح ثانوي ضخم لأسهم Aramco
صفقة بمليارات الدولارات تلوح في الأفق، قد تصبح واحدةً من أكبر عمليات بيع الأسهم في السنوات الأخيرة
تدرس المملكة العربيَّة السُّعودية إحياء خطط لطرح ثانوي لأسهم شركة النِّفط العملاقة أرامكو في فبراير المقبل، في صفقةٍ تُقدَّر بمليارات الدُّولارات ومن المتوقَّع أن تكونَ من بين أكبر عمليَّات بيع الأسهم في الأعوام القليلة الماضية، حسبما أفادت مصادر مطلعةٌ على الأمر.
تعمل المملكة بالتَّعاون مع مجموعةٍ من المستشارين على تحقيق هدف جمع ما لا يقلُّ عن 40 مليار ريالٍ (10 مليارات دولارٍ) من خلال بيع الأسهم في البورصة السُّعوديَّة، بحسب ما ذكرته المصادر التي فضَّلت عدم الكشف عن هويّتها.
يأتي هذا الطَّرحُ في إطار جهود وليِّ العهد، الأمير محمَّد بن سلمان، لتنويعِ الاقتصاد السُّعوديِّ وتقليل الاعتماد على عائدات النِّفط، وتأتي خطط البيع الجديدة بعد أربع سنواتٍ من جمع المملكة حوالي 30 مليار دولارٍ من خلال الطَّرح الأوليّ لأرامكو، والذي كان أكبر طرحٍ عامٍّ أوليٍّ في العالم.
ما زالت القرارات النِّهائيَّة بشأن توقيت الطَّرح غير محسومةٍ، وقد يتأخُّر الطَّرح، وقد أحالت الحكومة السُّعوديَّة الطّلبات للتّعليق إلى أرامكو، التي امتنعت عن التَّعليق، وتعدُّ الشَّركة أكبر مصدرٍ للنِّفط في العالم، بقيمةٍ سوقيَّةٍ تتجاوز الـ 2 تريليون دولارٍ، وقد فاجأت الشَّركة السُّوق هذا الأسبوع بالتَّخلِّي عن خططٍ لزيادة قدرتها الإنتاجيَّة للنِّفط، وهو ما سيوفر مليارات الدُّولارات من الإنفاق التي يمكن استخدامها في مجالات أخرى.
شاهد أيضاً: مجموعة MBC الإعلامية تخطط لطرح أسهمها للاكتتاب العام في الأشهر القادمة
كان ولي العهد قد ذكرَ في يناير 2021 أنَّ الحكومة ستسعى لبيع المزيد من أسهم الشَّركة، مع تحويلِ العائدات إلى صندوق الاستثمارات العامَّة السُّعوديّ، وكانت هذه الخطط قد بدأت تكتسبُ زخماً في العام الماضي، وفقاً لما ذكرته بلومبرغ في مايو، وتمتلكُ الحكومة السُّعوديَّة مباشرةً حوالي 90% من أرامكو، بينما يحتفظُ صندوق الاستثمارات العامَّة بنسبةٍ 8% أخرى.
يعدُّ الصُّندوق، الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان، أكبر صناديق الثَّروة السِّياديَّة من حيث الإنفاق على مستوى العالم في العام الماضي، وهو يمثِّل الوسيلة الرَّئيسيَّة لطموحات وليِّ العهد في إعادة تشكيل الاقتصاد السُّعوديِّ، حيث يستثمر مليارات الدُّولارات في مجالاتٍ متعدّدةٍ تشمل الاستثمار في صنَّاع السَّيارات الكهربائيَّة، وإنشاء شركة طيرانٍ جديدةٍ، ودعم بطولات الغولف النَّاشئة، وكما يشغل ياسر الرَّميان، رئيس أرامكو، منصب محافظ الصُّندوق.
تمَّ توجيه الشَّركة من قبل الحكومة لوقف زيادة قدرتها الإنتاجيَّة للنَّفط إلى 13 مليون برميلٍ يوميّاً، وأمرت بالحفاظ على القدرة الإنتاجيَّة عند 12 مليون برميلٍ بدلاً من ذلك، ممّا سيترك للشَّركة هامشاً يوميَّاً يبلغ 3 ملايين برميلٍ مقارنةً بمستوى الإنتاج الحاليّ، ومع هذا التَّوجُّه الجديد، تسعى المملكة إلى تعزيز قطّاعاتها الاقتصاديَّة الأخرى وتقليل اعتمادها على عائدات النَّفط، مستفيدةً من الأصول الهائلة لأرامكو في تمويل مشاريع تنمويَّةٍ واستثماريَّةٍ طموحةٍ تدعم رؤية السُّعوديَّة 2030.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.