المهام الأساسية: كيف تحسن الأداء الوظيفي والعدالة المهنية؟
يعزّز تحديد المسؤوليّات الوظيفيّة الكفاءة، ويقلّل النّزاعات، ويسهم في خلق بيئة عمل أكثر إنتاجيّةً واستقراراً من خلال التّوزيع العادل للمهامّ

مهام العمل الأساسية، أو ما يُعرف بـ"Essential Job Functions"، ليست مجرّد قائمة واجباتٍ تُدرج في الوصف الوظيفيّ، بل هي جوهر الوظيفة ذاتها، والرّكيزة الّتي يُبنى عليها الأداء المهنيّ والتّقييم العادل للموظّفين، أي وظيفةٌ تتضمّن مجموعةً من المهامّ، لكن ليست جميعها أساسيّة؛ فالمهامّ الأساسيّة هي تلك المسؤوليّات الّتي بدونها لا يمكن أداء الوظيفة على النّحو المطلوب. إذن، كيف تُحدّد مهام العمل الأساسية؟ وما أهميّتها في بيئة العمل؟ وكيف تؤثّر على قرارات التّوظيف، والتّقييم، والقوانين المتعلّقة بحقوق الموظفين؟
ما هي مهام العمل الأساسية؟
مهام العمل الأساسية هي المسؤوليّات الجوهريّة الّتي تشكّل جوهر الوظيفة، والّتي يجب تنفيذها لضمان سير العمل بفعاليّةٍ، وتُحدَّد هذه المهام بناءً على طبيعة الوظيفة، وليس على قدرات الموظف الّذي يشغلها.
شاهد أيضاً: مهارات إدارة المهام: مفهومها وأهميتها
خصائص المهام الأساسية
لكي تُصنَّف مهمّة ما على أنّها أساسيّةٌ، يجب أن تتمتّع بالخصائص التّالية:
- جوهر الوظيفة: إذا كانت المهمّة هي السّبب الرّئيسيّ لوجود المنصب، فهي تُعتبر أساسيّةً. مثلاً، لا يمكن لمصمم غرافيك أن يؤدّي عمله بدون تصميمٍ، ولا يمكن لمهندس برمجيّات أن ينجز مهامّه بدون كتابة الأكواد.
- عدم القابلية للإلغاء: إذا كان حذف المهمّة سيغيّر طبيعة الوظيفة بشكلٍ جوهريٍّ، فهي تعدّ أساسيّةً.
- الوقت والجهد المخصّص لها: إذا كانت المهمّة تستغرق نسبةً كبيرةً من وقت الموظّف، فمن المحتمل أن تكون أساسيّةً.
- أهميّة الأداء المباشر: إذا كان من الضّروريّ أن يقوم الموظّف نفسه بالمهمّة، ولا يمكن تفويضها بسهولةٍ، فهي تُعتبر أساسيّةً.
لماذا يعتبر تحديد المهام الأساسية أمراً ضروريّاً؟
يساعد تحديد المهام الأساسية على تحقيق العدالة في التّوظيف، حيث يضمن أنّ قرارات التّعيّين والتّرقية تستند إلى معايير واضحةٍ بعيداً عن التّحيّز. كما يسهم في تحسين عمليّة تقييم الأداء من خلال التّركيز على المسؤوليّات الجوهريّة، ممّا يُعزّز من شفافيّة التّقييم. إضافةً إلى ذلك، فإنّ تحديد المهام الأساسية يسهّل الامتثال للقوانين العمّالية، خاصّةً فيما يتعلّق بتوفير التّعديلات المناسبة للموظّفين ذوي الاحتياجات الخاصّة. ومن النّاحية العمليّة، فإنّه يساعد على تحسين كفاءة بيئة العمل، حيث يعرف كل موظّف دوره بوضوحٍ، ممّا يقلّل من الارتباك وسوء توزيع المهامّ.
كيف يتم تحديد المهام الأساسية؟
يتمّ تحديد المهام الأساسية من خلال تحليل الوصف الوظيفيّ بدقّةٍ لتحديد المهامّ الّتي لا يمكن الاستغناء عنها. كما يعتمد الأمر على تقييم طبيعة الوظيفة، حيث يتمّ دراسة الأنشطة اليوميّة للموظّف ومدى تأثير كلٍّ منها على تحقيق أهداف العمل. وتُؤخذ آراء المدراء والموظفين بعين الاعتبار لضمان توافق التّحديد مع الواقع العمليّ وليس فقط معايير نظريّةٍ. وأخيراً، يتمّ مقارنة الوظيفة بأدوارٍ مماثلةٍ في السّوق لمعرفة المعايير المتّبعة في تحديد المهام الأساسية.
ما الفرق بين المهام الأساسية والمهام الثانوية؟
المهام الأساسية هي المسؤوليّات الجوهريّة الّتي يعتمد عليها نجاح الوظيفة، والّتي لا يمكن إلغاؤها دون التّأثير على أداء الموظّف، أمّا المهامّ الثّانوية فهي أنشطةٌ داعمةٌ لكنّها ليست ضروريّةً لأداء الدّور الأساسيّ، ويمكن تفويضها أو تعديلها دون التّأثير على سير العمل. وتختلف أهميّة كلّ نوعٍ من المهامّ وفقاً لطبيعة الوظيفة، حيث تكون المهام الأساسية مرتبطةً بشكلٍ مباشرٍ بأهداف المؤسّسة، بينما تسهم المهام الثانوية في تحسين كفاءة الأداء ولكنّها ليست محوريّةً. لذلك، فإنّ التّمييز بين النّوعين يساعد على توزيع المهامّ بفعاليّةٍ وضمان استغلال الموارد البشريّة بشكلٍ أمثل.
تحديد مهام العمل الأساسية هو حجر الزّاوية في بيئة العمل الفعّالة، فهو يضمن التّوظيف العادل، ويسهّل تقييم الأداء، ويعزّز الإنتاجيّة، ممّا يساعد المؤسّسات على تحقيق أهدافها بفاعليّةٍ. كما أنّه يمنح الموظفين وضوحاً حول مسؤوليّاتهم، ممّا يقلّل من الارتباك وسوء الفهم.